بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
السَّلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاته.
س و ج على شرح المقدمة الآجرومية
أبو انس أشرف بن يوسف بن حسن.
منقول من شبكة الألوكة .
مقدمة
إنَّ الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنا، ومن سيِّئات أعمالنا، مَن يهدِه الله فلا مضلَّ له، ومَن يضلل فلا هاديَ له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحْدَه لا شريكَ له، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسوله.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70 - 71].
أما بعد:
فهذا عمل متواضِع، أقدِّمه لطالبِ العلم المبتدئ في عِلم النحو، سبَق أن أشرتُ إلى إخراجه عندَ تحقيقنا لشرح الآجرومية لفضيلةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله.
وهذا العمل عبارة عن الإجابة عمَّا ورد في كتابي:
"التحفة السنية" لفضيلة الشيخ محمد محيى الدِّين بن عبدالحميد، و"شرح الآجرومية" لفضيلةِ الشيخ محمد بن صالح العثيمين.
وهذان الكتابان قد احتويَا على أكثرَ مِن (476) سؤالاً، يتضمنان أسئلةً نظريةً، وتدريباتٍ عمليةً، وأمثلةً كثيرةً مُعرَبةً.
وقد قمتُ - بفضلٍ من الله عزَّ وجلَّ ونِعمةٍ - بالإجابةِ عن هذه الأسئلةِ كُلِّها، متَّبِعًا أيسرَ الطُّرقِ للإجابةِ من غير إطنابٍ ربما يَعْسُرُ على طالبِ العلمِ المبتدئ فهمُه.
وأخيرًا:
أسألُ اللهَ - تعالى - أنْ يجعلَه خالصًا لوجهِهِ الكريم، وأنْ يَنْفَعَ به طُلاَّبَ العلمِ.
وصلى اللهُ على نبيِّنا محمدٍ وآلِهِ وصحبهِ وسلَّم.
أسئلة على تعريف الكلام:
س1: ما هو الكلام؟
الجواب: الكلامُ هو اللفظُ، المركَّبُ، المفيدُ بالوضعِ.
• • •
س2: ما معنى كونِه لفظًا؟
الجواب: معنى كونِه لفظًا أن يكون صوتًا مشتملاً على بعضِ الحروف الهجائية، التي تبتدئ بالألِف، وتنتهي بالياء.
• • •
س 3: ما معنى كونه مفيدًا؟
الجواب: معنى كونه مفيدًا أن يحسُن سكوتُ المتكلِّم عليه، بحيث لا يبقَى السامع منتظرًا لشيءٍ آخَرَ.
• • •
س 4: ما معنى كونه مركبًا؟
الجواب: معنى كونه مركَّبًا أن يكون مؤلفًا مِن كلمتين أو أكثر.
• • •
س5: ما معنى كونه موضوعًا بالوضع العربي؟
الجواب: معنى كونه موضوعًا بالوضِع العربي أن تكون الألفاظُ المستعملة في الكلام مِن الألفاظ التي وضعتْها العرب للدَّلالةِ على معنًى من المعاني.
• • •
س6: مَثِّل بخمسةِ أمثلة لمَا يُسمَّى عند النحاة كلامًا؟
الجواب:
المثال الأول: قال - تعالى -: ﴿ وَلاَ يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى ﴾ [طه: 69].
المثال الثاني: لا إلهَ إلا اللهُ.
المثال الثالث: مُحمَّدٌ صَفْوةُ المُرسَلِين.
المثال الرابع: اللهُ رَبُّنَا.
المثال الخامس: مُحمَّدٌ نبيُّنا.
• • •
س7: ما تقول في رجل كتَب لك رسالةً يحكي قصَّة رحلته إلى مكة في الحجِّ ورجوعه منها، هل يُسمَّى هذا كلامًا أم لا؟
الجواب: هذا ليس بكلام عندَ النحويين؛ لأنَّه ليس بلفظ.
• • •
س 8: ما تقول فيما إذا قال لك شخصٌ: إن اجتهدتَ، هل هذا كلام أم لا؟
الجواب: لا، ليس كلامًا؛ لأنه غير مفيد.
• • •
س9: ما تقول في رجل قال لك: "إنَّ"، هل هذا كلام أم لا؟
الجواب: أن نقول:
إنْ كانتْ أمرًا مِن الأنين، فهي كلام؛ لأنَّها في هذه الحالة تكون لفظًا مركَّبًا مفيدًا بالوضع.
وإنَّما قلنا: إنها مركَّبة؛ لأنَّها تركَّبت من كلمتين تقديرًا؛ لأنَّ "انَّ" فعل أمر فيه ضميرٌ مستتر في قوَّة البارز، والتقدير: انَّ أنت.
وإنْ كانت "إنَّ" حرف توكيد، فليستْ كلامًا؛ لأنَّها غير مُفيدة، ولا مركَّبة.
• • •
س10: ما تقول في رجل باكستاني قام أمامَنا، وخطَب خُطبة كاملة، هل هذا كلام أم ليس بكلام؟
الجواب: ليس بكلام؛ لأنَّه ليس بالوضِع العربي، فلا يُسمَّى كلامًا عند النحويِّين، وإنْ كان مفيدًا.
• • •
س11: أشار النبيُّ - عليه الصلاة والسلام - وهو يُصلِّي قاعدًا إلى الصحابة، وقد صلَّوْا خلْفَه قيامًا، أشارَ إليهم أنِ اجلسوا، فجَلَسوا[1]، هل هذا كلام؟
الجواب: لا؛ لأنَّ الكلام لا بُدَّ أن يكون باللفظ، أمَّا بالإشارة - وإن أفاد - فليس بكلام، ولهذا لم تبطُلِ الصلاةُ فيه.
[1] البخاري (805)، ومسلم 1/309 (412).
أسئلة على أقسام الكلام
س12: ما هو الاسم؟ مَثِّل للاسمِ بعشرةِ أَمْثِلَة.
الجواب: الاسم هو: كلمة دلَّت على معنًى في نفسها، ولم تقترن بزمان.
ومثاله: محمَّدٌ، عليٌّ، رجلٌ، جملٌ، نهرٌ، تفاحةٌ، ليمونةٌ، عَصا، فرسٌ، تُرْكٌ.
• • •
س 13: ما هو الفِعل؟ وإلى كم قسم ينقسم؟
الجواب: الفعل هو: كلمة دَلَّتْ على معنًى في نفسها، واقترنتْ بأحد الأزمنة الثلاثة، التي هي الماضي، والحال، والمستقبل.
وينقسم الفعلُ إلى ثلاثةِ أقسام: ماضٍ، ومضارع، وأمر.
• • •
س14: ما هو المضارع، وما هو الأمر، وما هو الماضي، ومثِّل لكل واحد منهم بعشرة أمثلة؟
الجواب: المضارع هو: ما دلَّ على حدَث يقَع في زمان التكلُّم أو بعدَه، نحو: يكْتبُ، يَفْهمُ، يخرجُ، يسمعُ، يبصرُ، يَتَكَلَّمُ، يَستغفرُ، يشتركُ، يلعبُ، يلهو.
والفعل الأمر هو: ما دلَّ على حدَث يُطلَب حصوله بعدَ زمان التكلُّم، نحو: اكتُبْ، افْهَمْ، اخْرُجْ، اسمَعْ، انصُرْ، تكلَّمْ، استغفِرْ، اشتَرِكْ، ذاكِرْ، اجتهِدْ.
والفعل الماضي هو: ما دلَّ على حدَث وقَع في الزمان الذي قبلَ زمان التكلُّم، نحو: كَتَبَ، فَهِمَ، خَرَجَ، سَمِعَ، أبصَرَ، تكلَّمَ، اسْتَغْفَرَ، اشْتَرَكَ، اجْتَهَدَ، ذَاكَرَ.
• • •
س15: ما هو الحَرْف؟ مَثِّلْ للحرف بعشرةِ أمثلة.
الجواب: الحرف هو: كلمة دلَّتْ على معنًى في غيرها، ومِن أمثلة الحرْف: مِنْ، إلى، عَنْ، على، إلاَّ، لَكِن، إنَّ، إنْ، بلى، قدْ.
• • •
س16: ما هو الدليل على انحصارِ أقسامِ الكلام في ثلاثة؟
الجواب: التتبُّع والاستقراء؛ يعني: أنَّ العلماء تتبَّعوا كلامَ العرَب، فوجدوا أنَّه لا يخرُج عن الأقسام الثلاثة؛ الاسم والفِعْل والحرْف.
• • •
س17: لماذا قيَّد المؤلِّف - رحمه الله - الحرْف بقوله: وحرْف جاء لمعنى؟
الجواب: قيَّده المؤلِّف - رحمه الله - بذلك؛ احترازًا من الحرْف الذي لم يأتِ لمعنًى كالميم، فهذا الحرْفُ لا يُسمَّى كلامًا عند النجاة؛ لأنَّه - وإنْ كان حرفًا - لم يأتِ لمعنى.
أمَّا الحرف "من" على سبيلِ المثال، فهو كلام؛ لأنَّه جاء لمعنًى، وهو ابتداء الغاية والتبعيض.
أسئلة على علامات الاسم
س18: ما هي علاماتُ الاسم؟
الجواب: علاماتُ الاسم هي: الخفْض، والتنوين، ودخولُ الألِفِ واللام، وحروف الخفض.
س19: ما معنَى الخفض لغةً واصطلاحًا؟
الجواب:
الخفض لغةً: ضد الرفع، وهو التَّسَفُّلُ.
وفي اصطلاح النُّحاة: تغييرٌ مخصوص، علامتُه الكسرة، التي يُحدِثها العامل، أو ما نابَ عنها.
س20: ما هو الفَرْق بين الخفْض والجر؟
الجواب: الخفْض هو اصطلاح الكوفيِّين، والجرُّ هو اصطلاح البصريِّين، وأمَّا من جِهة المعنى فلا اختلافَ بينهما، وكما قيل: لا مُشاحةَ في الاصطلاح.
س21: ما هو التنوين لغةً واصطلاحًا؟
الجواب: التنوين لغةً هو: التصويت، يقال: نوَّنَ الطائرُ، إذا صوَّت، وفي اصطلاح النحاة: نُونٌ ساكنة تَلْحَق آخرَ الاسم لفظًا، وتفارقه خطًّا ووقفًا، ويكون بضمَّتين أو فتحتين أو كسرتين، نحو: كتابٌ، رجلاً، كليةٍ.
ولحَاقُ التنوينِ الكلمةَ يَقْطَع باسميتها، فالفِعل والحرف لا يُنَوَّنان.
س22: ما هي أنواعُ التنوين التي يختصُّ بها الاسم، والتي لا يختصُّ بها؟
الجواب: أنواعُ التنوين سِتَّة، يختصُّ الاسم بأربعةٍ منها، وهي:
1- تنوين التمكين: وهو الذي يَلْحق الأسماء ليدلَّ على شِدَّة تمكُّنها في بابِ الاسمية، وهذا التنوين يلْحَق الأسماءَ المُعرَبة المنصرِفة، نحو: محمَّدٌ، رَجلٌ، مدرسةٌ، عليٌّ.
2- تنوين التنكير: وهو الذي يَلْحَق بعضَ الكلمات المبنية للدلالةِ على تنكيرها، فهو يفرِّق بينها حالَ كونِها معرفةً أو نكرة.
فبعض الكلمات المبنِيَّة إذا لم تنوَّنْ كانتْ معرفةً، وإذا نُوِّنت دلَّت على التنكيرِ والعموم، كقولك: هذا سيبويهِ، وذاك سيبويهٍ آخَر.
فكلمة "سيبويه" مبنية غير منوَّنة في المثال الأوَّل، ومنوَّنة في المثال الثاني، وهي مَعرفةٌ في المثال الأول، حيث تدلُّ على "سيبويه" معيَّن، أمَّا الكلمة نفسها في المثال الثاني فنَكِرَة تدلُّ على شخصٍ ما يُدْعى "سيبويه"، ليس مُحدَّدًا.
وهذا التنوين يَلْحَق الكلماتِ المختومةَ بكلمة "ويه"، نحو: عَمْرَوَيْه، نفطويه، سيبويه.
كما يَلْحَق أسماء الأفعال: مثل: صَه، وأُفّ، وهو قياسٌ في النَّوْع الأوَّل، وسماعيٌّ في النَّوع الثاني.
3- تنوين المقابلة: وهو التنوين الذي يلحق آخر الأسماء المجموعة جمع مؤنثٍ سالمًا، نحو: فاطماتٌ، مسالماتٌ، عابداتٌ.
ويُسَمَّى هذا التنوين بذلك - في رأى بعض النحاة - لأنَّه موضوعٌ في مقابلةِ النون في جمْع المذكَّر السالِم، نحو: مسلمون، كاتبون.
4- تنوين العِوَض: ويُسمَّى أيضًا تنوين التعويض، ويَرِدُ عِوضًا عنِ الأمور الآتية:
أ- عِوَض عن حرْف: ويكون ذلك في كلِّ جمع تكسير، معتل الآخِر، على وزن "فواعل" في حالتي الرفْع والجر فحسبُ، وذلك صيغة مُنْتهى الجموع الممنوعة مِن الصرف، نحو: جَوارٍ، غَوَاشٍ، عَوَارٍ.
فأصلُ الكلمات السابقة قبلَ الحذف والتعويض: جواري، غواشي، عواري، بإثبات الياء فيها، ثم اسْتُثْقِلَت الضمَّةُ والفتحةُ النائبة عن الكسرةِ على الياء، فحُذِفتَا، ثم حُذفت الياء للتخفيف، ثم جاء التنوينُ للتعويض عن الياءِ المحذوفة.
ب- عوض عن كلمة: وذلك يكون في بعضِ الكلمات الملازمة للإضافةِ إلى المفرَدِ إذا قُطِعتْ عن الإضافة، نحو: كلٌّ، بعضٌ، أي.
مثال ذلك: قال - تعالى -: ﴿ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴾ [يس: 40].
وقال - تعالى -: ﴿ وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ ﴾ [الفرقان: 39].
وقال - تعالى -: ﴿ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ﴾ [الإسراء: 110].
ومثل:
النَّاسُ لِلنَّاسِ مِنْ بَدْوٍ وَحَاضِرَةٍ
بَعْضٌ لِبَعْضٍ وَإِنْ لَمْ يَشْعُرُوا خَدَمُ
والتقدير: وكلُّهم في فلكٍ يسبحون، وكلَّ إنسان ضربْنا له الأمثال - حذف "إنسان" وأتى بالتنوين عوضًا عنه - وأي اسمٍ تدْعون به فلَه الأسماء الحسنى، بعضُهم لبعضهم وإنْ لم يشعروا خَدَم.
فحين قُطِعت الكلمات: كل - أي - بعض، عن الكلمات المفردَة المضافة إليها في الأمثلةِ السابقة نُوِّنت، وكان تنوينُها هذا عِوضًا عن المضافِ إليه.
جـ - عِوَض عن جُملة: وذلك التنوين اللاحِق لكلمة "إذ" عوضًا عن الجُملةِ التي تُضاف إليها، نحو قوله - تعالى -: ﴿ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [الروم: 4].
فالتقدير في الآية: ويوم إذ يَغْلِب الرُّومُ أعداءَهم يفْرَح المؤمنون.
فلمَّا قُطِعت كلمة "إذ" عنِ الإضافة إلى الجُملة نُوِّنت؛ عوضًا عن هذه الجملة.
وهذه الأنواع الأربعة تختصُّ بالاسم، وهناك نوعانِ لا يختصان بالاسم، بل يدخُل كلٌّ منهما على الاسم والفِعل والحرْف، وهما تنوين الترنُّم والتنوين الغالي، ولمزيدٍ مِن التفصيل انظر شرْحَنا للألفية 1/57 - 64 يسَّر الله طبعَه.
س23: وضِّح نوع التنوين فيما يأتي:
• قال الله - تعالى -: ﴿ لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُون ﴾ [يس: 40].
• وقال - تعالى -: ﴿ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [الروم: 4].
• وقال - تعالى -: ﴿ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ ﴾ [الأعراف: 41].
• وتقول: يُحسِن الطلابُ بعضُهم إلى بعض.
• وتقول: هذا طالبٌ نبيلٌ، وهؤلاءِ طالباتٌ مجدَّاتٌ، لا يقتصرْنَ على ناحيةٍ مِن الثقافة، بل يشتغلْنَ بنَواحٍ متعدِّدة.
الجواب:
• كلٌّ: تنوين عوض عن كلمة، فَلَكٍ: تنوين تمكين.
• يومئذٍ: تنوين عوض عن جُملة، غواشٍ: تنوين عوض عن حرْف.
• بعضٍ: تنوين عوض عن كَلِمة، طالبٌ: تنوين تمكين.
• نبيلٌ: تنوين تمكين، طالباتٌ: تنوين مقابَلة.
• مجدَّاتٌ: تنوين مقابلة، ناحيةٍ: تنوين تمكين.
• نواحٍ: تنوين عوض عن الحَرْف، متعدِّدةٍ: تنوين تمكين.
س24: تقول مررت بسيبويهِ العالِم، وسيبويهٍ آخَرَ، بيِّن لماذا وصِفَ الأوَّل بمعرفة، ووُصِفَ الثاني بنَكِرة؟
الجواب: أمَّا كون الأوَّل وُصِف بمعرفة؛ فلأنَّه معرفةٌ، بدليل أنه لم يُنوَّن تنوينَ التنكير، وإذا كان معرفةً فإنَّه لا بدَّ أن تكون صفتُه أيضًا معرفة؛ لأنَّ الصِّفة تَتْبَع الموصوفَ في التعريفِ والتنكير.
وأمَّا كون الثاني وُصِف بنكرة؛ فلأنَّه نكرةٌ، بدليل أنَّه نُوِّن تنوينَ التنكير، وإذا كان نكرةً فإنَّه لا بدَّ أن تكون صفتُه أيضًا نكرة؛ لما سَبَق مِن أنَّ الصفة تتبع الموصوفَ في التعريف والتنكير.
س25: هل هناك فرقٌ بين أن تقول لمحدِّثك: صهٍ - بالتنوين - وأن تقول له: صَهْ - بدون تنوين -؟ وما الفرق؟
الجواب: نعم، هناك فرق بينهما.
وقبل إيضاح ما هو الفرقُ بينهما أحبُّ أن أُبيِّن أمرين:
أولاً: صَهْ مِن أسماء الأفعال، وهي اسمُ فِعْل أمر، بمعنى: اسكُت.
ثانيًا: أنَّ التنوينَ الموجود فيها حالَ تنوينها هو تنوينُ التنكير، وتنوين التنكير - كما سبَق - يلحَق بعضَ الكلمات المبنية للدلالةِ على تنكيرها، والفرق بينها حال المعرفة والنَّكِرة.
فبعضُ الكلمات المبنية - إذا لم تُنوَّن - كانتْ معرفةً تدلُّ على شيء معيَّن، وإذا نُوِّنت دلَّت على التنكير والعموم.
وأظنُّ الآن بهاتين المقدِّمتين قد تبيَّن الفرق بين: "صهٍ" بالتنوين، و"صَهْ" من غير تنوين.
فكلمة، "صَهْ" إذا نُطِقت غير منوَّنة كان المقصودُ بها الصمتَ عن حديث معيَّن، فإذا قلت: صهٍ - بالتنوين - كان المقصودُ الصمتَ عن كلِّ حديث؛ إذ التنوين فيها للتنكير.
س26: على أيِّ شيءٍ تدلُّ الحروفُ الآتية: مِنْ، اللامُ، الكافُ، رُبَّ، عَنْ، فِي؟
الجواب:
1- مِن: تدلُّ على الابتداء.
2- اللام: تدُلُّ على المِلْك والاختصاص، والاستحقاق، على التفصيل السابق ذِكرُه في الشَّرْح.
3- الكاف: تدلُّ على التشبيه.
4- رُبَّ: تدلُّ على التقليل والتكثير، حسب السِّياق.
5- عن: تدلُّ على المجاوزة.
6- في: تدلُّ على الظرفية.
س27: ما الذي تختصُّ واو القسم بالدُّخولِ عليه مِن أنواع الأسماء؟
الجواب: تختصُّ واو القسم بالدُّخولِ على الاسمِ الظاهر، دون المُضْمَر.
س28: ما الذي تختصُّ تاءُ القَسَم بالدُّخول عليه؟
الجواب: لا تدخُل التاء إلا على لفْظ الجلالة فقط، وقد سُمِعَ جرُّها لـ"رَبّ" مضافًا إلى الكعبة، قالوا: تَرَبِّ الكعبةِ: وسُمِع أيضًا "تالرحمنِ".
س29: مَثِّل لباء القَسَم بمثالين مختلفين.
الجواب: المثال الأوَّل: قال - تعالى -: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ} [الأنعام: 109].
المثال الثاني: الله أُقْسِم به.
س30: ميِّزْ الأسماء التي في الجمل الآتية، مع ذكر العَلامة التي عرفت بها اسميتها:
﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ [الفاتحة: 1]، ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الفاتحة: 2]، ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾ [العنكبوت: 45]، ﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴾ [العصر: 1 - 2]، ﴿ وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ﴾ [البقرة: 163]، ﴿ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا ﴾ [الفرقان: 59]، ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأنعام: 162 - 163]، ﴿ إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ﴾ [الإسراء: 7]، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا * وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 28 - 29]، ﴿ وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ ﴾ [الحج: 40]، ﴿ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ ﴾ [يوسف: 72]، ﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى ﴾ [الليل: 1].
الجواب:
اسمِ: الخفضُ، دخولُ حرْف الخفض.
اللهِ: الخفض، دخولُ الألف واللام.
الرحمنِ: الخفْضُ، دخولُ الألِف واللام.
الرحيمِ: الخفض، دخول الألِف واللام.
الصلاةَ: دخول الألِف واللام.
الفحشاءِ: الخفض، دخول حرف الخفض، ودخول الألف واللام.
الحمدُ: دخول الألف واللام. للهِ: الخفض.
ربِّ: الخفض.
العالمين: الخفض، دخول الألف واللام.
لأنفسِكم: الخفْض، دخولُ حَرْف الخفض.
النبيُّ: دخول الألف واللام.
المنكرِ: الخفض، دخول الألِف واللام.
والعصرِ: الخفض، ودخول حَرْف القَسَم، ودخول الألِف واللام.
الإنسان: دخول الألِف واللام.
خُسْرٍ: التنوين، والخفض، ودخول حرْف الخفض.
إلهكم: علامة معنويَّة لم يَذكُرْها المؤلِّف، وهي الإسناد؛ لأنَّها مبتدأ.
إلهٌ: التنوين.
واحدٌ: التنوين.
الرحمن: دخولُ الألف واللام.
خبيرًا: التنوين.
للهِ: الخفض، ودخول حرْف الخفض.
رب: الخفْض.
العالمين: الخفْض، ودخول الألِف واللام.
المؤمنين: الخفْض، ودخولُ الألف واللام.
بعيرٍ: الخفض، والتنوين.
لأَزواجِك: الخفْض، ودخول حرْف الخفْض.
الحياة: دخول الألِف واللام.
الدنيا: دخول الألِف واللام.
سَرَاحًا: التنوين.
الله: دخول الألِف واللام.
الدار: دخول الألِف واللام.
الآخِرَة: دخول الألِف واللام.
الله: دخول الألِف واللام.
للمحسناتِ: دخول حرْف الخفْض، والخفض.
أجرًا: التنوين.
عظيمًا: التنوين.
الله: دخولُ الألِف واللام.
والليل: الخفْض، ودخول حرْف القَسَم، ودخول الألِف واللام.
ملحوظة: هناك بعضُ الأسماء لم أذكُرْها؛ نظرًا لأنَّ علامة أسميتها لم يذكُرْها المؤلِّف ولا الشارح - رحمهما الله.
س31: هل يجتمع التنوينُ والألف واللام؟
الجواب: لا يجتمعانِ، فلا يمكن أن يكون هناك اسمٌ فيه الألف واللام ثم ينوَّن أبدًا.
س32: وهل يُمكن أن تجتمع علاماتُ الاسم الأربعة في كلمة واحدة؟
الجواب: لا يمكن؛ لأنَّ التنوين والألِف واللام - كما سبَق - لا يجتمعان، وعليه فالذي يمكن أن يجتمع في كلمةٍ واحدة ثلاثُ علامات من الأربعة، كأن تقولَ: جئتُ مِن المَسْجدِ.
فـ"المسجد" اسم، فيه ثلاثُ علامات: الخفْض، ودخول حرْف الخفض، ودخول الألِف واللام.
س33: ما هي علاماتُ الفِعْل؟
الجواب: علامات الفِعْل هي: قد، والسين، وسوف، وتاءُ التأنيثِ الساكِنةُ.
• • •
س34: إلى كم قِسْم تنقسم علاماتُ الفعل؟
الجواب: إلى ثلاثة أقسام:
1- قسم يختصُّ بالدخول على الفِعل الماضي، وهو تاء التأنيث الساكِنة.
2- وقسم يختصُّ بالدخول على الفِعل المضارع، وهو السِّين، و"سوف".
3- وقِسْم يشترك بينهما، وهو "قد".
• • •
س35: ما هي المعاني التي تَدلُّ عليها "قد"؟
الجواب: "قد" تدخُل على نوعين مِن الفِعل، وهما الماضي، والمضارع.
فإذا دخلَتْ على الفعل الماضي دلَّتْ على أحدِ معنيين، وهما: التحقيقُ، والتقريب.
فمثال دَلالتها على التحقيق: قوله - تعالى -: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [المؤمنون: 1]، وقوله - جلَّ شأنُه -:﴿ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الفتح: 18].
ومثال دلالتها على التقريب: قول مقيمُ الصلاة: قد قامتِ الصلاة، وقولك: قد غربتِ الشمس، إذا كنت قد قلتَ ذلك قبلَ الغروب، أمَّا إذا قلتَ ذلك بعدَ دخول الليل، فهو مِن النوع السابق الذي تدلُّ فيه على التحقيق.
وإذا دخلتْ على الفعل المضارع دلت على أحدِ ثلاثة معانٍ، وهي التقليل، والتكثير، والتحقيق.
1- دَلالتها على التقليل، نحو قولك: قد يَصدُق الكذوب، وقولك: قد يجود البخيل، وقولك: قد يَنجَح البليد.
2- ودَلالتها على التكثيرِ، نحو قولك: قد يَنال المجتهد بُغيتَه، وقولك: قد يفعل التقيُّ الخير.
3- ودَلالتها على التحقيق، نحو قول الله - تعالى -: ﴿ قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ ﴾ [الأحزاب: 18]، فـ"قد" هنا تدلُّ على التحقيق، لا التكثير ولا التقليل؛ لأنَّ علم الله مُحقَّقٌ يقينيٌّ.
• • •
س36: على أيِّ شيءٍ تدلُّ تاءُ التأنيث الساكنة؟
الجواب: تدلُّ تاءُ التأنيث الساكنة على أنَّ الاسم الذي أُسنِد إليه هذا الفِعْل مؤنَّث، سواء أكان فاعلاً، نحو: قالتْ عائشة أمُّ المؤمنين، أم كان نائبَ فاعل، نحو: فُرِشَتْ دارُنَا بالبُسطِ.
• • •
س37: ما تقول في كلمة "شجرة" هل هي فِعلٌ، أو غيرُ فعلٍ؟
الجواب: هي غيرُ فعل، على الرغم مِن وجودِ تاء التأنيث فيها، ولكن لكونِها غيرَ ساكنة لم تكن فعلاً.
ونقول: إنها اسم؛ لأنَّها تقبل علاماتِ الاسم، مثل: التنوين، والألِف واللام، والخفْض، ودخول حروفِ الخفْض، وحروف القَسَم.
وأيضًا نقول: إنها اسم؛ لأنَّ تاءَها متحرِّكة بحركةِ الإعراب، فتقول: هذه شَجرةٌ، رأيتُ شجرةً، نظرتُ إلى شجرةٍ، وهذا بخلافِ الفِعل، فإنَّ تاء التأنيث الملحَقة به تكون ساكِنة، ولا تتحرَّك إلا لعارضِ الْتِقاء الساكنين.
وبخلاف الحروف، فإنَّ تاء التأنيث الملحَقَة بها تكون متحرِّكة، ولكنَّها ملازمةٌ لحركة واحدة؛ لأنَّ الحروف كلها مبنيَّة - كما سيأتي إنْ شاء الله.
• • •
س38: ما هو المعنى الذي تدلُّ عليه "السين" و"سوف"؟
الجواب: "السين" و"سوف" لا يَدخُلانِ إلا على الفِعل المضارع المثبَت[1]، ويُفيدانِه التنفيس؛ أي: تخليص المضارع المثبَت من الزمن الضيِّق، وهو زمن الحال - لأنَّه محدود - إلى الزمنِ الواسِع غير المحدود، وهو الاستقبال، وهما في هذا سواء، وَوَرَدَا معًا في معنى واحد، كقولِه - تعالى -: ﴿ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴾ [التكاثر: 3 - 4]، وقوله - تعالى -: ﴿ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ ﴾ [النبأ: 4 - 5].
وقول الشاعر
وَإِنَّا سَوْفَ نَقْهَرُ مَنْ يُعَادِي
بِحَدِّ البِيضِ[2] تَلْتَهِبُ الْتِهَابَا
وقول الآخَر:
وَمَا حَالَةٌ إِلاَّ سَيُصْرَفُ حَالُهَا
إِلَى حَالَةٍ أُخْرَى وَسَوْفَ تَزُولُ
إلا أنَّ "سوف" تُستعمل أحيانًا أكثرَ مِن "السين"، حين يكون الزمنُ المستقبل أوسعَ امتدادًا، فتكونُ دالةً على التسويف.
ثم هي تختصُّ بقَبول اللام، كقوله - تعالى -: ﴿ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ﴾ [الضحى: 5]، كما تختصُّ بجواز الفَصْل بينها وبيْن المضارع الذي تدخُل عليه بفِعْل آخَر من أفعال الإلْغاء[3]، نحو:
وَمَا أَدْرِي وَسَوْفَ إِخَالُ أَدْرِي
أَقَوْمٌ آلُ حِصْنٍ أَمْ نِسَاءُ
والأمران ممتنعانِ في "السين" لدَى جمهرة النُّحاة.
كما أنَّ "السين" تختصُّ بمعنًى لا تؤدِّيه "سوف"، فالعربُ إذا أرادتْ تَكْرارَ الفعل وتأكيده وعدم التنفيس فيه؛ أي: عدم جعْله للمستقبل البعيد، أدخلتْ عليه السين، ومنه قول الشاعر:
سَأَشْكُرُ عَمْرًا مَا تَرَاخَتْ مَنِيَّتِي
أَيَادِيَ لَمْ تُمْنَنْ وَإِنْ هِيَ جَلَّتِ
وانظر "النحو الوافي" لعباس حسن (1/60).
• • •
س39: هل تعرف علامةً تُميِّز فِعلَ الأمْر؟
الجواب: قال ابنُ مالك - رحمه الله - في الألفية:
وَمَاضِيَ الْأَفْعَالِ بِالتَّا مِزْ وَسِمْ
بِالنُّونِ فِعْلَ الْأَمْرِ إِنْ أَمْرٌ فُهِمْ
ذكر - رحمه الله - في الشطر الثاني مِن هذا البيت أنَّ علامةَ الفِعل الأمر مجموعُ أمرين معًا هما:
1- قَبوله نون التوكيد: وهذه أشار إليها بقوله: وسِمْ بالنونِ فِعلَ الأمر.
2- دَلالته على الطَّلب بصيغته الذاتية؛ أي: فُهِم الأمر مِن نفْس الفِعل، لا مِن أداةٍ خارجية، نحو: اضْرِبَنْ، اخْرُجَنَّ.
فقولنا: بصيغته الذاتية، احترازًا عمَّا يدلُّ على الطَّلَب، ليس بصيغته الذاتية، بل بلامِ الأمر، وذلك الفِعل المضارِع المتصل بلامِ الأمر، نحو: لتقومنَّ، فالأمر الآن مفهومٌ، ونون التوكيد داخلةٌ على الكَلِمة، لكنَّه فُهِم مِن اللام، ليس مِن نفس صيغةِ الفِعل.
وهذه العلامة فُهِمتْ مِن قول ابن مالك: إنْ أَمْرٌ فُهِمْ.
ومِن علامة الفِعل الأمر أيضًا مع دَلالته على الطلب: أن يَقبلَ ياءَ المخاطبة، مثال ذلك: قوله - تعالى -: ﴿ فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا ﴾ [مريم: 26].
فالأفعال: "كُلِي، واشْرَبي، وقرِّي" أفعال أمر؛ لأنَّه اجتمع فيها مجموعُ أمرين، هما دَلالتها على الطلب بصِيغة الفعل، وقَبولها ياءَ المخاطبة، ولهذا ابنُ هشام - رحمه الله - في القَطْر، جعل بدل نون التوكيد ياءَ المخاطَبة، والمعنى واحِد.
• • •
س40: ميِّزْ الأسماء والأفعال التي في العباراتِ الآتية، وميِّزْ كلَّ نوع مِن أنواع الأفعال، مع ذِكْر العلامة التي استدللتَ بها على اسميةِ الكلمة أو فعليتها، وهي قوله - تعالى -: ﴿ إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا ﴾ [النساء: 149]، وقوله - تعالى -: ﴿ إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 158].
وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ستكون فِتنٌ القاعِدُ فيها خيرٌ مِن القائم، والقائمُ فيها خيرٌ من الماشي، والماشي فيها خيرٌ مِن الساعي، مَن تَشرَّف لها تَسْتَشْرِفه، ومَن وجَد فيها ملجئًا أو مَعَاذًا، فلْيَعُذْ به))[4].
الجواب:
خيرًا: اسم، علامة الاسمية "التنوين"، الفعل: تُبدوا، نوعه: مضارع، علامة الفعلية: قَبول "السين" و"سوف" و"قد".
سوءٍ: اسم، علامة الاسمية: التنوين، والخفْض، ودخول حرْف الخفض، الفعل: تخفوه، نوعه: مضارع، علامة الفعلية: قَبول "السين" و"سوف"، و"قد".
الله: اسم، علامة الاسمية: دخولُ الألِف واللام، الفعل: تَعفُوا، نوعه: مضارع، علامة الفعلية: قَبول "السِّين" و"سوف"، و"قد".
عَفُوًّا: اسم، علامة الاسمية: التنوين، الفِعل: كان، نوعه: ماضٍ، علامة الفعلية: قَبول تاءِ التأنيث الساكِنة.
قديرًا: اسم، علامة الاسمية: التنوين، الفعل: حجَّ، نوعه: ماضٍ، علامة الفِعلية: قَبول تاء التأنيث الساكِنة.
الصفا: اسم، علامة الاسمية: دخول الألِف واللام، الفعل: اعتمر، نوعه: ماضٍ، علامة الفعلية: قَبول تاءِ التأنيث الساكِنة.
المروة: اسم، علامة الاسمية: دخول الألِف واللام، الفعل: يَطوَّف، نوعه: مضارع، وعلامة الفعلية: قَبول "السين"، و"سوف"، و"قد".
شعائر: اسم، علامة الاسمية: الخفْض، ودخول حرْف الخفْض، الفعل: تطوَّع، نوعه: ماضٍ، علامة الفِعلية: قَبول تاءِ التأنيث الساكنة.
اللهِ: اسم، علامة الاسمية: دخول الألف واللام، والخَفْض، الفعل: ستكون، نوعه: مضارع، علامة الفعلية: دخول السين.
البيت: اسم، علامة الاسمية: دخول الألِف واللام، الفِعل: تشرَّف، نوعه: ماضٍ، علامة الفِعلية: قَبول تاءِ التأنيث الساكنة.
جناح: اسم، علامة الاسمية: قَبول الألِف واللام، والتنوين، والخفْض، ودخول حرْف الخفْض، الفعل: تستشرفه، نوعه: مضارع، علامَة الفِعليَّة: قَبول "السين"، و"سوف"، و"قد".
خيرًا: اسم، علامة الاسمية: التنوين، الفِعل: وجد، نوعه: ماضٍ، علامة الفعلية: قَبول تاءِ التأنيث الساكِنة.
الله: اسم، علامة الاسمية: دُخولُ الألِف واللام، الفِعل: يَعُذْ، نوعه: مضارع، علامة الفعلية: قَبول: "السين"، و"سوف"، و"قد".
شاكرٌ: اسم، علامة الاسمية: التنوين.
القائِم: اسم، علامة الاسمية: دخول الألِف واللام.
عليمٌ: اسم، علامة الاسميَّة: التنوين.
خيرٌ: اسم، علامة الاسمية: التنوين.
فِتنٌ: اسم، علامة الاسمية: التنوين.
القاعد: اسم، علامة الاسمية: دخول الألف واللام.
الماشي: اسم، علامة الاسمية: دخول الألف واللام.
القائم: اسم، علامة الاسمية: الخفض، ودخول حرف الخفض، ودخول الألف واللام.
الساعي: اسم، علامة الاسمية: دخول الألف واللام، ودخول حرف الخفض، والخفض.
مَعَاذًا: اسم، علامة الاسمية: التنوين.
ملجئًا: اسم، علامة الاسمية: التنوين.
[1] أي: غير المنفي؛ لأنه يمتنع أن يسبقها نفي.
[2] البيض: جمع أبيض، وهو السَّيْف؛ انظر: "القاموس المحيط" (ب، ي، ض).
[3] من أخوات "ظن" وتفصيل الكلام عليها سيأتي - إنْ شاء الله تعالى - في بابها.
[4] البخاري (7081)، ومسلم 4/2212 (2886) .
س41: ما هي علامةُ الحرْف؟
الجواب: علامة الحَرْف هي عدمُ العلامة؛ يعني: ما لا يدخُل عليه علامةُ الاسم ولا الفعل، فهذا حرْف.
مثاله: "مِن" و"على".
وقد قال الحريريُّ في ملحته:
وَالْحَرْفُ مَا لَيْسَتْ لَهُ عَلاَمَهْ
فَقِسْ عَلَى قَوْلِي تَكُنْ عَلاَّمَهْ
وَالْحَرْفُ مَا لَيْسَتْ لَهُ عَلاَمَهْ
فَقِسْ عَلَى قَوْلِي تَكُنْ عَلاَّمَهْ
• • •
س42: ضَعْ كلَّ كلمة مِن الكلماتِ الآتية في كلامٍ مفيد، يحسُن السكوتُ عليه: النخلةُ، الفيلُ، ينامُ، فَهِم، الحديقةُ، الأرضُ، الماءُ، يأكلُ، الثمرةُ، الفاكِهةُ، يحصدُ، يُذاكرُ.
الجواب:
• النَّخلة: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((الخَمْر مِن هاتين الشجرتين: النَّخلةِ والعِنَبةِ))[1].
• الفيل: قال - تعالى -: ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ ﴾ [الفيل: 1].
• يَنام: كان رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ينام وهو جُنُبٌ، ولا يمسُّ ماءً[2].
• فَهِم: لقد فَهِمتُ الدرس فَهمًا جيِّدًا بفَضْل الله - عزَّ وجلَّ.
• الحديقةُ: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - لامرأةِ ثابت بن قيس: ((أتَرُدِّين عليه حديقتَه؟))[3].
• الأرض: قال - تعالى -: ﴿ إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا ﴾ [الزلزلة: 1].
• الماء: قال - تعالى -: ﴿ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ﴾ [الأنبياء: 30].
• الثمرة: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إذا مات ولدُ العبد قال الله - تعالى - لملائكته: قبضتُم ثمرةَ فؤاده؟ فيقولون: نعمْ...))[4] الحديث.
• يأكل: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا يَغرِس مسلمٌ غَرْسًا، ولا يَزْرع زرعًا، فيأكُل منه إنسانٌ، ولا دابَّةٌ، ولا شيءٌ إلا كانتْ له صدقةٌ))[5].
• الفاكهة: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((الكَمْأةُ دواءُ العَيْن، وإنَّ العَجْوةَ مِن فاكهة الجنة....)) الحديث[6].
•يحصد: الفلاحُ يَحْصُدُ زرعَه في الصباحِ.
• يُذاكِرُ: إنْ يُذاكِرِ الطالبُ يَنْجَحْ.
• • •
س43: بيِّن الأفعالَ الماضية، والأفعال المضارعة، وأفعال الأمر، والأسماء، والحروف، مِن العبارات الآتية:
قال - تعالى -: ﴿ مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ ﴾ [الأحزاب: 4]، يحرص العاقل على رِضا ربه، احرثْ لدنياك كأنَّك تعيش أبدًا، يسعَى الفتى لأمورٍ ليس يُدرِكها، لن تدرك المجد حتى تلعق الصبر، إن تَصْدُقْ تَسُدْ، قال - تعالى -: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾ [الشمس: 9 - 10].
الجواب:
جَعَلَ: فعلٌ ماضٍ، يحرصُ: فعلٌ مضارع، احْرُثْ: فعلُ أمرٍ، اللهُ: اسمٌ، ما: حرف.
ليس: فعل ماضٍ، تعيش: فعل مضارع، رجل: اسم، اللام مِن "لرجل": حرف.
جوفه: اسم، في: حرف.
(زكَّاها) - من غير (الهاء)؛ لأنَّ الهاء ضميرٌ اسم - "يدركها" - مِن غير "الهاء" لأنَّ "الهاء" ضمير اسم -: فعل مضارع. العاقل، رضا: اسم.
على، اللام مِن "لدنياك": حرف.
خاب: فعلٌ ماضٍ، تدرك: فعل مضارع، ربه: اسم، كأنَّ مِن "كأنَّك": حرْف.
(دسَّاها) - وكما سَبَق من غير "الهاء" -: فعل ماضٍ، تلعق، تصدُق، تَسُد: أفعال مضارِعة. أبدًا، الفتى، أمور، المجد، الصبر، مَنْ "اسم موصول" مَنْ "اسم موصول": اسم، اللام مِن "لأمور" لن، حتى، إن، قد، الواو من "وقد"، قد: حرْف.
• • •
س44: ضَعْ في المكان الخالي من كلِّ مثال مِن الأمثلة الآتية كلمةً يتمُّ بها المعنى، وبَيِّن بعد ذلك عددَ أجزاء كلِّ مثال، ونوْع كل جزء:
(أ) يحفظ.......... الدرس.
(ب)........... الأرض.
(جـ) يسبح......... في النهر.
(د) تسير.....في البحار.
(هـ) يرتفع......... في الجو.
(و) يكثر....... ببلاد مصر.
(ز) الوالد......... على ابنه.
(ح) الولد المؤدب........
(ط)........ السمك في الماء.
(ي)........ علي الزَّهر.
ج44:
(أ) يحفظُ الطالبُ الدرسَ.
• عدد أجزاء هذا المثال: ثلاثة، هي: "يحفظ"، "الطالب"، "الدرس".
أنواع هذه الأجزاء الثلاثة:
"يحفظ": فِعْل مضارع "الطالب": اسم.
"الدرس": اسم.
(ب) زَرَعْتُ الأرضَ.
• عدد أجزاء هذا المثال: ثلاثة، هي:"زَرَع"، "التاء" مِن "زرعت"، "الأرض".
أنواع هذه الأجزاء الثلاثة:
"زَرَع": فعل ماضٍ، "التاء": تاء الفاعِل، ضمير اسم.
"الأرض": اسم.
(ج) يَسْبَحُ الحوتُ في النهرِ.
• عد أجزاء هذا المثال: أربعة، هي:"يسبح"، "الحوت"، "في"، "النهر".
أنواع هذه الأجزاء الأربعة:
"يسبح": فعل مضارع. الحوت: اسم.
"في": حرف. النهر: اسم.
(د) تسيرُ السُّفنُ في البحارِ.
• عدد أجزاء هذا المثال: أربعة، هي: "تسير"، "السُّفن"، "في"، "البِحار".
أنواع هذه الأجزاء الأربعة:
"تسير": فعل مضارع. السُّفن: اسم.
"في": حرف. البحار: اسم.
(هـ) يرتفعُ الطائرُ في الجوِّ.
• عدد أجزاء هذا المثال: أربعة، هي: "يرتفع"، "الطائر"، "في"، "الجو".
أنواع هذه الأربعة:
"يرتفع": فعل مضارع. "الطائر": اسم.
"في": حرف. "الجو": اسم.
(و) يكثرُ الجهلُ ببلادِ مصرَ.
• عدد أجزاء هذا المثال: خمْسة، هي: "يكثر"، "الجهل"، "الباء" مِن "ببلاد"، "بلاد"، "مصر".
أنواع هذه الأجزاء الخمْسة:
"يكثر": فعل مضارع. "الجهل": اسم.
"الباء": حرف. "بلاد": اسم.
"مصر": اسم.
(ز) الوالدُ يخافُ على ابنِه.
• عدد أجزاءِ هذا المثال: خمْسة، هي: "الوالد"، "يخاف"، "على"، "ابن"، الهاء مِن "ابنه".
أنواع هذه الأجزاء الخمسة:
"الوالد": اسم. "يخاف": فعْل مضارع.
"على": حرْف. "ابن": اسم.
"الهاء": اسم؛ لأنَّه ضمير.
(ح) الولدُ المؤَدَّبُ محبوبٌ.
عدد أجزاء هذا المثال: ثلاثة، هي: "الولد"، "المؤدَّب"، "محبوب".
أنواع هذه الأجزاء الثلاثة:
"الولد": اسم. "المؤدَّب": اسم.
"محبوب": اسم.
(ط) يَسْبَحُ السَّمَكُ في الماءِ.
عدد أجزاء هذا المثال: أربعة، هي: "يسبح"، "السمك"، "في"، "الماء".
أنواع هذه الأجزاء الأربعة:
"يسبح": فعل مضارع. "السَّمَك": اسم.
"في": حرف. "الماء": اسم.
(ي) يَشُمُّ عليٌّ الزَّهرَ.
• عدد أجزاء هذا المِثال: ثلاثة، هي: "يشم"، "علي"، "الزهر".
أنواع هذه الأجزاء الثلاثة:
"يشم": فِعْل مضارع. "علي": اسم.
"الزهر": اسم.
[1] مسلم 3/157 (1985) .
[2] أخرجه أحمد في المسند 6/146، وأبو داود رقم (228)، والترمذي رقم (118)، وقال: حسن صحيح، وابن ماجه (581).
وفي شرح العمدة (1/295): قال أحمد: ليس بصحيح، وكذا ضعَّفه يزيد بن هارون، وقال في "البلوغ" (107): وهو معلول.
[3] البخاري (5273).
[4]أخرجه أحمد في مسنده 4/415، والترمذي (1021) وقال الشيخ الألباني - رحمه الله - في صحيح الجامع (795): حسن.
[5] مسلم: 3/1188(1552).
[6] رواه أحمد في مسنده 5/346.