عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 01-27-2011, 10:50 AM
العنبى العنبى غير متواجد حالياً
عضو مميز
 




افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين .. وصلى الله على نبيه الكريم .. وعلى آله وصحبه أجمعين

وبعد :

فقد بلغنا بأسف ما دعا إليه بعض أهل العلم في مصر الحبيبة من دعوة الناس إلى اعتزال المظاهرات ضد النظام الحاكم في مصر ..

وللأسف فإن هذه المواقف الداعية إلى تجنب الصراع مع هذه الأنظمة التي أفسدت البلاد وأرهقت العباد تعتبر بمثابة طوق النجاة الذي يحميها من كل هبة شعبية قد تؤدي إلى استئصالها وقطع دابرها ..

لقد أدركت هذه الشعوب المقهورة سر قوتها وأيقنت بأن خلاصها بيدها وأن الحقوق تنتزع بالقوة ولا تنال بلاستجداء أو التسول ، وهي في طريقها إلى الخلاص بإذن الله .

إنما يحصل اليوم في بلاد الإسلام من ظلم وبغي وفجور داخل في دائرة الظلم الذي شرع الله لعباده التصدي له..

قال تعالى في وصف أهل الإيمان : {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ} [الشورى : 39].

وقال في إقرار المظلوم على رفع الظلم ودفعه :

{وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ} [الشورى : 41]

وقال عليه الصلاة والسلام :

(قاتل دون مالك حتى تحوز مالك، أو تقتل فتكون من شهداء الآخرة) صحيح (رواه الإمام أحمد والطبراني).

وقال عليه الصلاة والسلام :

(من قتل دون مظلمته فهو شهيد ) رواه أحمد عن ابن عباس .

وقال عليه الصلاة والسلام :

«من قتل دون ماله فهو شهيد ».أخرجه مسلم.

وقال عليه الصلاة والسلام :
(والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد الظالم وليأطرنه على الحق أطرأ أو ليضربن الله قلوب بعضكم على بعض وليلعننكم كما لعنهم) رواه الطبراني في المعجم الكبير والبيهقي في السنن .

وقال عليه الصلاة والسلام :

(كيف تقدس أمة لا يؤخذ من شديدهم لضعيفهم؟) رواه ابن حبان والطبراني .

وقال عليه الصلاة والسلام :

(إذا رأيتم أمتي تهاب الظالم أن تقول له إنك أنت ظالم فقد تودع منهم) رواه احمد والبيهقي .

قال البيهقي تعليقا على هذا الحديث :

(قال أحمد و المعنى في هذا :

أنهم إذا خافوا على أنفسهم من هذا القول فتركوه كانوا مما هو أشد منه و أعظم من القول و العمل أخوف و كانوا إلى أن يدعوا جهاد المشركين خوفا على أنفسهم و أموالهم أقرب و إذا صاروا كذلك فقد تودع منهم و استوى وجودهم و عدمهم) شعب الإيمان - البيهقي - (6 / 81)

أما الدعوة إلى الاستكانة أمام الطغاة بحجة الحفاظ على أمن البلاد والعباد ..فهي تكريس لهذا الظلم الحاصل ومعارضة للنصوص الشرعية التي أمرت بإزالته ..

وأمن البلاد والعباد لن يتحقق إلا بالقضاء على هؤلاء الطغاة والخلاص منهم ..

كم في سجون مصر الآن من الموحدين ؟

فهل اكتظاظ السجون بالموحدين هو الأمن الذي ينبغي أن نحافظ عليه ؟

إن الخلاص من هؤلاء الطغاة مكسب عظيم ونصر كبير لا بد له من ثمن باهظ ..

وإذا لم نكن مستعدين لدفع هذا الثمن فلا ينبغي أن نتحدث عن رفع الظلم ..

بل ليس من حقنا أن نحلم به ..

إن الذين يريدون أن يمنعوا المعذب من الأنين ..

ويمنعوا الحزين من البكاء ..

ويمنعوا المظلوم أن يقول للظالم : كفى ظلما ..

ويمنعوا السجين أن يقول للسجان : أعطني حريتي ..

إنهم في الحقيقة ظالمون ..معينون للظلم وهم لا يشعرون !

فهل يا ترى يرضون بواقع الأمة ؟

أم لديهم حلول سحرية تنقل الناس إلى عالم الفردوس دون أن يجرحوا شعور الطغاة ؟

أيها المسلمون :

إن فجور هؤلاء الطغاة ضجت له الأرض والسموات ، فيجب التواصي على صد عدوانهم والتعاون على إزالة طغيانهم ..

وإذا عجز أهل العلم عن الصدع بالحق في وجوه الظالمين، فلا يجوز لهم تخذيل الجماهير عن التصدي لهم بما أمكن من حيلة أو سيلة تعين ..

بل الواجب هو جمع الكلمة ورص الصفوف من أجل رفع الظلم وإزاحته فهذا من التعاون على البر والتقوى الذي أمر الله به .


والحمد لله رب العالمين .


أبو المنذر الشنقيطي


http://www.tawhed.ws/r?i=25011102
رد مع اقتباس