[عبد الملك بن عطية]

 

مدح الله المؤمنين بالثبات ، فقال تعالى : " مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا " ، وأمرهم بالثبات عليه حتى يلاقوه ، فقال : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ " .

وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " ، وأوصى بذلك أصحابه ، كما في حديث شداد بن أوسٍ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم قول : " اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِى الأَمْرِ ... " .

ويعين على الثبات أمور منها :
 التزام أمر الله " وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا " .
 القرآن تلاوته وتعلمه " قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ " .
 سؤال الله الثبات ، كما تقدم في " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " ، وكان صلى الله عليه وسلم يعوذ بالله " من الحور بعد الكور " أي : الرجوع من الاستقامة أو الزيادة إلى النقص .
 الثقة بالله ، كما ألقي إبراهيم في النار وهو واثق بربه ، وقال موسى لقومه لما كاد يدركهم فرعون " كلا إن معي ربي سيهدين " .
 قراءة سير الصالحين ، وعلى رأسهم سيرة النبي صلى الله عليه وسلم والأنبياء " وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ " .
 الذكر " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " .
 سد الطريق إلى الفتن ، كما فعل كعب بن مالك – رضي الله عنه – بكتاب ملك غسان ، قال : فقلت لما قرأتها : وهذا أيضا من البلاء ، فتيممت بها التنور فسجرته بها .

اللهم إنا نسألك الثابت في الأمر ، والعزيمة على الرشد ، ونعوذ بك من الحور بعد الكور ، ومن الضلالة بعد الهداية .