عرض مشاركة واحدة
  #22  
قديم 01-04-2011, 02:01 AM
عاصم-عمر عاصم-عمر غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




افتراضي

(قطر الغيث في إجازة أبي الليث)
طَرَبْتُ إلى الوَرْقاءِ في الروضِ تَصْدَحُ * فَلَيْتَ بِوَجْهِي بابُ حِبِّي مُفَتَّحُ
فقدْ بَرَّحَ الشَّوْقُ المُعَذِّبُ مُهْجَتِي * كذلكَ شَوْقُ العاشِقِينَ مُبَرِّحُ
فمَنْ مُبْلِغٌ عنِّي أبا اللّيْثِ أَنَّنِي * لهُ قدْ أجَزْتُ اليوْمَ فالنُّورُ يُلْمَحُ
لَدَيْكَ ذَكاءٌ قَلَّ في الخَلْقِ مِثْلُهُ * وجِدَّةُ فِكْرٍ بالفرائِدِ تَنْضَحُ
ولَـمْ أَكُ مِن قبلِ اطِّلاَعِي عليهِمَا * لأُدْرِكَ أنَّ الحبْرَ بِالشَّهْدِ يَنْضَحُ
فأنتَ لِذَا أهلٌ وبحْرُكَ زَاخِرٌ * ولَفْظُكَ دُرٌّ بالصحائِـفِ يُطْرَحُ
وأهلُ التُّقَى والعلمِ كلّ مرابِط * ببابِكَ يُمْسِي في النَّعِيمِ ويُصْبِحُ
ولو أنه ما نال منِّي إجازةً * لكان كفاهُ الفضلَ عَقْلٌ مُجَنَّحُ
ففيك من الأقمارِ وَمْضُ شُعاعِهَا * ومن زَهَرِ البستانِ رِيحٌ يُرَوِّحُ
رَعاكَ أبَا اللّيثِ الإلهُ على الْمَدَى * ولا زِلتَ في رَغْدٍ من العيْشِ تَسْرَحُ
وكتبه عبيد ربه عمر بن مسعود بن عمر الحدوشي بزنزانته الانفرادية بتاريخ: 9 جمادى الثانية سنة: 1430 هـ
ثم مضت سنة أو: أقل فأرسل لي هذه القصيدة-بدون تاريخ-فسميتها:

(درة القصيدة في جيد الخريدة[1])
عللوني؛ سامَ قلبي حُبُّها ** قبل أن ألقى شميمَ عِباقِها[2]
شادِنٌ، والطرْْفُ منها أدعجُ
** قاتِلٌ، إن خِلتها أو: جئتَها
حرَّمَتْني لَهْوَةً جوفَ الكَرى
** لم أرَ النوم، ولم أطعَم سُها
عاجةٌ، والجِيدُ منها مُبرِقٌ
** لا تسل عما حواه مِن بَها
يا لَقلبي المستهام مُذ بدَت
** كلُّ زينٍ في الوجود خِلتَها
هي مبنى للجمال كله
** كل معنى للجمال بعضُها
لم يهم قلبي بأنثى أو بذُكْ
** ـرانٍ، ولا عينِ المها[3] ـ
بل: بمعنى سابغٍ، فيه الكما
** لُ واضحٌ إن رُمتَها[4]
ذاك معنى واضحٌ في أصله
** ليس يخفى أبداً عن ذي نُهى
هام قلبي بالإمام المُبتغى
** عمرَ الحدُّوشيِّ، فافهم سِرَّها[5]
عالمٌ، والحفظُ بادٍ زَينُه
** صادقٌ في القول، قولا واجهاً
هو بحرٌ، غير أن مَوجَه
** بعلوم الدين هاج وانتهى
هو فخرُ الغرب، زينُ أهله
** نَعِمَتْ تطوان إذ قد زِنتَها
جئتكم يا ابن الحدُوشي
[6] سائلاً ** منكمُ إجازةً بشرطها
لي وزوجي، ولأبنائيَ مَن
** وُلدوا، أو: يولَدون تُولِها
عامَّةً في كل مرويٍّ لكم
** وبمؤلفاتكم بأسرها[7]
يا ابن مسعودٍ أجبني مقبلا ** تنل السعود فوق المشتهى
[8]
جئتكمْ َثملان في أنواركم
**إذ خدمتم شِرعة النبي طهْ[9]
صلوات الله دوماً أبداً ** معْ سلامٍ عالنبي لا تُُنتهَى
[10]
معَ آلٍ والصِّحاب أجمعيـ ** ـنَ، والنساء الطاهرات تُسدِها
[11]
ما تغنَّى مُطربٌ مبتهجاً ** علِّلوني؛ سامَ قلبي حبُّها
[12]


[1]-قال المأسور عمر الحدوشي: هذه القصيدة لما بعث لي بها أخونا الدكتور أبو الليث حمزة الكتاني-حفظه الله-أعجبني مطلعها الجميل فأحببت أن أسميها بـ: (درَّة القصيدة في جيد الخريدة). والقصيدة من بحر الرمل.

[2]-حبذا لو قال الدكتور حمزة في هذا البيت: (عللوني سام قلبي حبها ** قبل أن ألقى شميماً نسْمَها).

[3]-حبذا لو قال الدكتور حمزة في هذا البيت: (لم يهم قلبي بأنثى غيرها ** أو: بذُكرانٍ ولا عين الْمَها).

[4]-حبذا لو قال الدكتور حمزة في هذا البيت: (بل: بمعنى سابغ مُكتَمِل ** واضحٍ إنْ شِمتَها أو: رمتَها).

[5]-والقصيدة فيها مبالغات لا أرضاها لنفسي، ولست كما قال أخونا حمزة-عفا الله عنا وعنها-ما أنا إلا طويلب علم فحسب.

[6]-حبذا لو قال الدكتور حمزة في هذا البيت: (الحدُوشي) بتخفيف الدال للوزن فقط.

[7]-حبذا لو قال الدكتور حمزة في هذا البيت: (شاملهْ في كل مرويٍّ لكمْ ** وبآثارٍ لكمْ إنْ صُغْتَها).

[8]-حبذا لو قال الدكتور حمزة في هذا البيت: (يا ابن مسعودٍ أجبني مقبلاً ** تنل السَّعْد ولو فوق السُّهَى).

[9]-حبذا لو قال الدكتور حمزة في هذا البيت: (جئتكمْ َثملان من أنواركم ** إذ خدمتم شِرعة الهادي طهْ). يقال: ثملان من الشيء، وليس في الشيء.

[10]-حبذا لو قال الدكتور حمزة في هذا البيت: (صلوات الله دوماً أبداً ** معْ سلامٍ للنبيْ لا مُنتهَى).

[11]-حبذا لو قال الدكتور حمزة في هذا البيت: (معَ آلٍ والصِّحاب أجمعٍ ** والنساء الطاهرات تُسدِها).

[12]-حبذا لو قال الدكتور حمزة في هذا البيت: (ما تغنَّى مُطربٌ في شَدْوِهِ** علِّلوني؛ سامَ قلبي حبُّها).
رد مع اقتباس