01-04-2011, 02:01 AM
|
|
(قطر الغيث في إجازة أبي الليث) طَرَبْتُ إلى الوَرْقاءِ في الروضِ تَصْدَحُ * فَلَيْتَ بِوَجْهِي بابُ حِبِّي مُفَتَّحُ فقدْ بَرَّحَ الشَّوْقُ المُعَذِّبُ مُهْجَتِي * كذلكَ شَوْقُ العاشِقِينَ مُبَرِّحُ فمَنْ مُبْلِغٌ عنِّي أبا اللّيْثِ أَنَّنِي * لهُ قدْ أجَزْتُ اليوْمَ فالنُّورُ يُلْمَحُ لَدَيْكَ ذَكاءٌ قَلَّ في الخَلْقِ مِثْلُهُ * وجِدَّةُ فِكْرٍ بالفرائِدِ تَنْضَحُ ولَـمْ أَكُ مِن قبلِ اطِّلاَعِي عليهِمَا * لأُدْرِكَ أنَّ الحبْرَ بِالشَّهْدِ يَنْضَحُ فأنتَ لِذَا أهلٌ وبحْرُكَ زَاخِرٌ * ولَفْظُكَ دُرٌّ بالصحائِـفِ يُطْرَحُ وأهلُ التُّقَى والعلمِ كلّ مرابِط * ببابِكَ يُمْسِي في النَّعِيمِ ويُصْبِحُ ولو أنه ما نال منِّي إجازةً * لكان كفاهُ الفضلَ عَقْلٌ مُجَنَّحُ ففيك من الأقمارِ وَمْضُ شُعاعِهَا * ومن زَهَرِ البستانِ رِيحٌ يُرَوِّحُ رَعاكَ أبَا اللّيثِ الإلهُ على الْمَدَى * ولا زِلتَ في رَغْدٍ من العيْشِ تَسْرَحُ وكتبه عبيد ربه عمر بن مسعود بن عمر الحدوشي بزنزانته الانفرادية بتاريخ: 9 جمادى الثانية سنة: 1430 هـ
ثم مضت سنة أو: أقل فأرسل لي هذه القصيدة-بدون تاريخ-فسميتها:
(درة القصيدة في جيد الخريدة[1]) عللوني؛ سامَ قلبي حُبُّها ** قبل أن ألقى شميمَ عِباقِها[2]
شادِنٌ، والطرْْفُ منها أدعجُ ** قاتِلٌ، إن خِلتها أو: جئتَها
حرَّمَتْني لَهْوَةً جوفَ الكَرى ** لم أرَ النوم، ولم أطعَم سُها
عاجةٌ، والجِيدُ منها مُبرِقٌ ** لا تسل عما حواه مِن بَها
يا لَقلبي المستهام مُذ بدَت ** كلُّ زينٍ في الوجود خِلتَها
هي مبنى للجمال كله ** كل معنى للجمال بعضُها
لم يهم قلبي بأنثى أو بذُكْ ** ـرانٍ، ولا عينِ المها[3] ـ
بل: بمعنى سابغٍ، فيه الكما ** لُ واضحٌ إن رُمتَها[4]
ذاك معنى واضحٌ في أصله ** ليس يخفى أبداً عن ذي نُهى
هام قلبي بالإمام المُبتغى ** عمرَ الحدُّوشيِّ، فافهم سِرَّها[5]
عالمٌ، والحفظُ بادٍ زَينُه ** صادقٌ في القول، قولا واجهاً
هو بحرٌ، غير أن مَوجَه ** بعلوم الدين هاج وانتهى
هو فخرُ الغرب، زينُ أهله ** نَعِمَتْ تطوان إذ قد زِنتَها
جئتكم يا ابن الحدُوشي[6] سائلاً ** منكمُ إجازةً بشرطها
لي وزوجي، ولأبنائيَ مَن ** وُلدوا، أو: يولَدون تُولِها
عامَّةً في كل مرويٍّ لكم ** وبمؤلفاتكم بأسرها[7]
يا ابن مسعودٍ أجبني مقبلا ** تنل السعود فوق المشتهى[8]
جئتكمْ َثملان في أنواركم**إذ خدمتم شِرعة النبي طهْ[9]
صلوات الله دوماً أبداً ** معْ سلامٍ عالنبي لا تُُنتهَى[10]
معَ آلٍ والصِّحاب أجمعيـ ** ـنَ، والنساء الطاهرات تُسدِها[11]
ما تغنَّى مُطربٌ مبتهجاً ** علِّلوني؛ سامَ قلبي حبُّها[12]
[1]-قال المأسور عمر الحدوشي: هذه القصيدة لما بعث لي بها أخونا الدكتور أبو الليث حمزة الكتاني-حفظه الله-أعجبني مطلعها الجميل فأحببت أن أسميها بـ: (درَّة القصيدة في جيد الخريدة). والقصيدة من بحر الرمل.
[2]-حبذا لو قال الدكتور حمزة في هذا البيت: (عللوني سام قلبي حبها ** قبل أن ألقى شميماً نسْمَها).
[3]-حبذا لو قال الدكتور حمزة في هذا البيت: (لم يهم قلبي بأنثى غيرها ** أو: بذُكرانٍ ولا عين الْمَها).
[4]-حبذا لو قال الدكتور حمزة في هذا البيت: (بل: بمعنى سابغ مُكتَمِل ** واضحٍ إنْ شِمتَها أو: رمتَها).
[5]-والقصيدة فيها مبالغات لا أرضاها لنفسي، ولست كما قال أخونا حمزة-عفا الله عنا وعنها-ما أنا إلا طويلب علم فحسب.
[6]-حبذا لو قال الدكتور حمزة في هذا البيت: (الحدُوشي) بتخفيف الدال للوزن فقط.
[7]-حبذا لو قال الدكتور حمزة في هذا البيت: (شاملهْ في كل مرويٍّ لكمْ ** وبآثارٍ لكمْ إنْ صُغْتَها).
[8]-حبذا لو قال الدكتور حمزة في هذا البيت: (يا ابن مسعودٍ أجبني مقبلاً ** تنل السَّعْد ولو فوق السُّهَى).
[9]-حبذا لو قال الدكتور حمزة في هذا البيت: (جئتكمْ َثملان من أنواركم ** إذ خدمتم شِرعة الهادي طهْ). يقال: ثملان من الشيء، وليس في الشيء.
[10]-حبذا لو قال الدكتور حمزة في هذا البيت: (صلوات الله دوماً أبداً ** معْ سلامٍ للنبيْ لا مُنتهَى).
[11]-حبذا لو قال الدكتور حمزة في هذا البيت: (معَ آلٍ والصِّحاب أجمعٍ ** والنساء الطاهرات تُسدِها).
[12]-حبذا لو قال الدكتور حمزة في هذا البيت: (ما تغنَّى مُطربٌ في شَدْوِهِ** علِّلوني؛ سامَ قلبي حبُّها).
|