عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 12-01-2010, 01:45 PM
أم كريم أم كريم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

التعقيب بين الجنسين
... أولاً ...
هدي القرآن والسنة في هذه المسألة

(‌أ)قال تعالى ...
{
يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنْ النِّسَاءِ إِنْ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً}[1]
تأملي -يا طالبة العلم - لعظم هذه المسألة التي خصها الله بالذكر..ومثل القول الكتابة التي تحمل خضعانا!.

(‌ب)وقال تعالى ...
{وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ}[2]والصواب في المتاع هنا أنه عام يشمل أواني البيت أو سؤال علم وغيره.. فهذا دليل على أنه لا يجوز للرجل مخاطبة المرأة الأجنبية إلا للحاجة: سؤال علم، أو حاجة دنيوية-مثل:رد على الهاتف- وكل شيء بقدره!..وهذا بيّن ولله الحمد
فإذا كان هذا الخطاب لنساء النبي صلى الله عليه وسلم وهن أطهر النساء فكيف بغيرهنّ؟!، ومن هذه الآية نستفيد قاعدة عظيمة وهي: أنه كلما بعد الإنسان عن الأسباب الداعية إلى الشر فإنه أسلم له وأطهر لقلبه فلهذا من الأمور الشرعية التي بين الله كثيرا من تفاصيلها أن جميع وسائل الشر وأسبابه ومقدماته ممنوعة وأنه مشروعٌ البعد عنها بكل طريق...فتأملي يا طالبة العلم..هذه الفائدة العظيمة!
-وما قلته هو خلاصة الكلام على الآية الكريمة –

وهنا لفتة .. من هذا يتبين حكم محادثة المرأة للرجال بالماسنجر ..

(‌ج) ويقول عزوجل ...
{فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْر
َ ما سَقَيْتَ لَنَا}[3]ما أجلَّ هذه الآية..لو عُقدتْ محاضرات في بيان آداب المرأة المسلمة من هذه الآية لما كان كثيرا!!
تأمل
)عَلَى اسْتِحْيَاءٍ(لماذا نصَّ على الحياء!
تأمل
) إِنَّ أَبِي (فهي مطيعة لأبيها..لا تفعل شيئا من ورائه!
تأمل
{يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا}بدون كثرة كلام فالقرآن ما حكى لنا إلاّ ما حصل!..ما فيه سواليف ..ومزح..وترحيب زائد..؟!!ولتعلم الأخت الكريمة أن الله لم يذكر هذه المرأة وأثنى عليها إلاّ لتقتدي بها النساء، فما أحسن أن تقتدي طالبات العلم بها!

(‌د)وفي حديث أُسَامَةَ بن زَيْدٍ رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
©ما تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ على الرِّجَالِ من النِّسَاءِ¨.متفق عليه[4]
(هـ)وفي حديث أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
©ما رأيت من نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ من إِحْدَاكُنَّ
يا مَعْشَرَ النِّسَاءِ¨[5]
(و) من سير السلف ..
كان سعيد بن المسيب رحمه الله يقول -وقد أتت عليه ثمانون سنة: منها خمسون يصلي فيها الصبح بوضوء العشاء، وهو قائم على قدميه يصلي-:

p ما شيء أخوف عندي عليّ من النساءi

... ثانياً ...
حكم التعقيب بين الجنسين
ومما يتقدم يعلم أن التعقيب بين الجنسين..الأصل فيه الجواز بالضوابط الشرعية التي دل عليها الكتاب والسنة
و المسألة ليست خاضعة لرأي كل من هب ودب كل يبدي وجهة نظره من غير نظر في نصوص الشرع ..التي منها نستمد آدابنا وأخلاقنا وشريعتنا..فليست المسألة..
(عادات وتقاليد) أو (اختلاف بيئات وثقافات)
-كما يحب بعض الناس تصوير هذه المسألة- المسألة ماذا دلت عليها شريعتنا (الكتاب والسنة)التي ننطلق منها جميعا نحن المسلمين..

( تنبيه هام )
وهنا أنبه على أمر هام وهو:
أن بعض الطالبات تقول: أنا سألتُ شيخا فقال: لا يجوز..التعقيب بين الجنسين..
وأخرى تقول: أنا سألتُ شيخا فقال: يجوز..التعقيب بين الجنسين..ما المانع؟!
فالجواب:
أنّ هذه مسألة اجتهادية..مثل بقية المسائل العلمية التي يختلف فيها العلماء وطلبة العلم وهي كثيرة، وكل له مأخذ ودليل، وهم في ذلك بين أجر وأجرين...
فإن سألت طالبة العلم شيخا تثق بدينه وعلمه..وترى أن فتواه تبرأ بها الذمة..فلتعمل بالفتوى ..سواء منعا أو جوازا...


أمر آخر: إذا تبنت طالبة العلم..رأيا من الرأيين –المنع أو الجواز- فلا تتشدد في رأيها..وتحاول في كل مناسبة إبراز هذه المسألة... طبقي ما أنت مقتنعة به..ولست ملزمة أن تقنعي الآخرين، فعلى ذلك لا تدخلي منتدى فيه تعقيب بين الجنسين..ومع ذلك لا تجلسي في كل وقت تثيرين هذه المسألة..لأن النقاش سوف يعود من جديد –ولا جديد!!-
واحدة تقول: أنا سألتُ شيخا فقال: لا يجوز..التعقيب بين الجنسين..
وأخرى تقول: أنا سألتُ شيخا فقال: يجوز..التعقيب بين الجنسين..ما المانع؟!
وهكذا ندور في حلقة مفرغة...لا نهاية لها!
( لفتة)
بعض الفضلاء من المشايخ– جزاهم الله خيرا- ربما لا يكون عنده تصور كامل للمسألة، بل ربما لا يعرف الإنترنت..ولم يدخلها يوما!..فهذا الصنف..من البديهي -إذا سُئل ما رأيك في الاختلاط بين الجنسين في الانترنت؟- أن يمنع من ذلك..خاصة إذا كانت السائلة تميل إلى المنع وتريد من الشيخ تقرير ذلك، وربما تعطي للشيخ مبررات كفيلة بأخذ المنع منه كأن تقول:فيه ترقيق كلام، وفيه..وفيه..وكل ذلك لتقول للأخوات: عملكم غلط!..فالشيخ فلان يقول:حرام-وهذا من حظوظ النفس الذي دائما نحذر منه وننبه أن الله يعلمه-.

*******************
... ثالثاً ...

[1] سورة الأحزاب آية ( 32 )

[2]سورة الأحزاب آية ( 53 )

[3]سورة القصص آية ( 25 )

[4]أخرجه البخاري في " صحيحه " كِتَابُ النِّكَاحِ . بَابُ مَا يُتَّقَى مِنْ شُؤْمِ الْمَرْأَةِ . رقم 5096
ومسلم في " صحيحه " كِتَابٌ : الرِّقَاقُ بَابٌ : أَكْثَرُ أَهْلِ الْجَنَّةِ الْفُقَرَاءُ رقم 2740-1

[5]
أخرجه البخاري في " صحيحه " كِتَابٌ : الزَّكَاةُ . بَابُ الزَّكَاةِ عَلَى الْأَقَارِبِ . رقم 1462
التوقيع

https://www.facebook.com/salwa.NurAl...?ref=bookmarks

رد مع اقتباس