عرض مشاركة واحدة
  #20  
قديم 08-09-2010, 04:12 AM
أبو عمر الأزهري أبو عمر الأزهري غير متواجد حالياً
الأزهر حارس الدين في بلاد المسلمين
 




افتراضي

اقتباس:
جزاكم الله خيرا
على هذا الموضوع
ولكن كيف السبيل إلى تحذير الناس من مثل هؤلاء

الأخت الفاضلة (ليااال) وفقك الله،
_ قديمًا قالوا: (اعْرِفِ الحَقَّ تَعرِفْ أهلَهُ)!!
ولذلك فالصوابُ دوْمًا هو أن نُعلِّمَ الناسَ الحَقَّ أولاً، ثم بعدَها يسهُلُ علينا أن نخبرهم أنَّ فلانًا هذا ليس على الحقِّ، أما إذا بدأنا بالتشكيك في كلام فلانٍ والإخبارِ أنه ليس على الحقِّ فلا أحدَ سيستجيب لنا؛ لماذا؟ لأنهم لا يعرفون هل الحق مع فلانٍ أم مع غيره!!
فإذا أردتُم التحذيرَ من عمرو فابدؤوا بتعريف الناس الصوابَ والحقَّ أولاً قبل كلِّ شيْءٍ، ولكم على هذا مثالٌ بِهَديِ سلفنا الصالحِ في تعليمهم العقيدة للناشِئَةِ؛ كانوا يبدؤون بتعريفهم العقيدة الصحيحة صافيةً خالصةً من كل كَدَرٍ، وبعدها يتدرج الطالبُ شيئًا فشيئًا إلى أن يستطيع الاطلاع على العقائد المخالفة، وليس العكس.

_ اغرسوا فيهم حب اتباع النبي (صلى الله عليه وسلم) بشكل لا يبدو مباشرًا، فمثلاً استغلوا أيَّ موقفٍ مناسبٍ لذكر حديث أم المؤمنين عائشة (رضي الله عنها) عن النبي (صلى الله عليه وسلم): "من أحدثَ في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" وتحدثوا بكلامٍ يُبَيِّنُ مفهومَ الحديثِ ويُرَسِّخُ في ذهنِ السَّامعِ أنَّ أيَّ شيءٍ يُستحدَثُ في الدين يكون من قبيل البدع المحدثة التي تُفسد في دين الله ولا تُصلح، وكذلك تحدثوا عن قوله (صلى الله عليه وسلم): "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين ........ الحديث"، ودندنوا حول هذا الحديث كثيرًا، وتحدثوا معهم كثيرا عن شرْطَيْ قبول العمل؛ حتى تكون هذه النقاط في نهاية الأمر بمثابة المُسَلَّمَاتِ التي تُغرَسُ في عقولهم فتعينكم فيما بعد إن أردتم تحذيرهم من عمرو أو حتى من غيره.

_ أعطوهم البديل الذي يغنيهم عن عمرو قبل أن تطلبوا منهم عدم السماع له، بمعنى أن تحاولوا تقريبهم من علماء أهل السنة ومن دعاتهم، وهناك بالفعل الكثير منهم لهم أسلوب مميز ويسير وقريب للأذهان يصل لغير الملتزمين بدون عناء، ويحضرني الآن الشيوخ: محمود المصري ومحمد العريفي ومحمد الصاوي وأحمد جلال، ... وغيرهم (بارك الله فيهم).

_ تخيروا أنسب الأساليب لتحذيرهم من عمرو خالد، وتخيروا أنسب الأوقات كذلك.
مثال: إن جاءَتكِ صاحبتُكِ مثلاً متهللةً تخبركِ بأن عمرو خالد قام بحملة كذا وكذا، والحملة على حَدِّ قولها (مكسرة الدنيا)، لا أعتقد أنَّ التحذير في هذا التوقيت يُجدِي نفعًا، يعني إن قابلتموهم بقولكم: (عمرو خالد المفروض ما حدش يسمعله، ده مبتدع، ده جاهل، ده ما بيفهمش حاجة) ماذا سينطبع في ذهن الأخت هذه؟
بدون شك سينطبع لديها أنكم تريدون تشويه صورة رجلٍ ناجحٍ وووو إلخ.
ولكن من رأيي يكون النصح في لحظة صفاء بينكم وبين أختكم هذه، وتكون البداية في الأصل غير مباشرة، يعني كلام عام مثلا عن المشايخ والدعاة ثم يأتي الكلام عن عمرو خالد في وسط الكلام بشكل يبدو تلقائيًّا لا مُتَعَمَّدًا.
وبالطبع يكون الكلام بأسلوب طيبٍ لَيِّنٍ بعيدًا عن العصبيةِ التي لن تجلبَ لكم إلا نفورَ أخواتِكم منكم.

_ نقطة أخيرة: دققوا النظر في كل تصرفاتكم وأقوالكم على وجه العموم، حتى لا تكونَ أفعالُكم سببًا في الصَّدِّ عن دعوَتكم ونصحكم، فإن أتاني رجلٌ يدعوني إلى شيءٍ ويحذرني من شخصٍ ما، ثم وجدتُه يغتابُ الناسَ ويسُبُّ هذا ويلعن ذاكَ، أو وجدتُه يجتريءُ على حرماتِ اللهِ أو أو = فوقتها لن آخذَ منه شيئًا قط، بل سأقول في نفسي: الآخر خيرٌ منه، ولا أحب لنفسي أن أكون كهذا الشخص.

نسأل الله لكم التوفيق والسداد.
رد مع اقتباس