عرض مشاركة واحدة
  #46  
قديم 08-04-2010, 05:31 AM
أبو عمر الأزهري أبو عمر الأزهري غير متواجد حالياً
الأزهر حارس الدين في بلاد المسلمين
 




افتراضي

أختنا الفاضلة المثقفة _وفقكِ الله_، ابتداءً مرحبًا بكم في منتدى الحور العين، ونسأل اللهَ العظيمَ سبحانه أن تجدوا فيه ما يُريحَ صدرَكم ويُزيلُ حَيرَتَكم، ولعلَّ أخواتِكِ _إن شاء الله_ يَكُنَّ أجدرَ مِنَّا وأقدرَ على الترحيبِ بكم.
اعلمي _بارك الله فيك_ أني لا أنكِرُ عليْكُم استغرابَكم من الكلامِ الذي تقرؤونَه هذا، فأغلب الظنِّ عندي أنَّ الأمرَ مازال مُحَيِّرًا بالنسبة لكِ، ولكن فقط أحببتُ أنْ أهَدِّيءَ من رَوْعِكم وأخبركم أنَّ هذا الذي قرأتموه في بعض المشاركاتِ خرَجَ من قلوبٍ نحسبُها صادِقَةً في إيصال الخير إليْكم، كما أؤكِّدُ لكِ أختنا الكريمةَ أنَّ لا أحدَ مِنَّا يكرَه الأخَ عمرو خالد لشخصهِ!! أبدا والله؛ فأقول قولاً وأحسبكِ تتفقين فيه معي، وهو أنَّه لا يوجدُ عاقِلٌ في الكونِ يُحِبُّ أنْ يتكلم عن الناسِ بسوءٍ، أليس كذلك؟
والموقف مع الأخ عمرو خالد (أسأل الله أن يهدينا جميعا وإياه) ليس موقفًا شخصيًّا، وإنما هو غيرةٌ على الدينِ وعلى جنابِ شريعةِ ربِّ العالمين تبارك وتعالى، فليس من المعقول يا أختنا أن يخرجَ شخصٌ قليل العلم في الدينِ لا يعرف تفاصيله ودقائقَهُ ويتحدث في الناس على هيئة يفعلها الشيوخ، والناس تثق فيه وتسأله وتسمع منه ثم تأخذ كلامه على مَحمَل التصديق واليقينِ، وفي النهاية يكون كلامُه خطئا، فبالله عليكِ يا أختنا هل هذا الفعل يضر الدين أم ينفعه؟
فالحاصل يا أختنا (حفظكِ الله) أنَّ الأصلَ في النصح أن يكون سِرًّا كما ذكرْتِ بلا رَيْب؛ وهذا هو بعينه ما حدث مع الأخ عمرو خالد، ولكنه لم ينتبه لأي أحد ممن أتاه ناصحًا ومحذرا ومذكرًا بحرمة الخوض في دين الله بغير علمٍ.
وفي هذه الحالةِ لابد من تغير الموقف وتغيير أسلوب النصيحة من أجل صالح الدين لا من أجل شيءٍ آخر، وهذا أيضا من نهج السلفِ فلا تنزعجي (بارك الله فيكِ)، لأننا أصبحنا أمامَ أمرَيْنِ: الأول: أن نقول: (لا، سنظل ننصحه سرًّا)، وحينها سيستمر هو في نشر الخطأ بين الناس (فنحن هنا حفظنا مقام عمرو خالد ومشاعره وتركنا الضرر يصيب الدين)، والأمر الثاني: هو أن ننصحه عَلَنًا حتى يَعلم الناس أنه ليس على علمٍ وليس مؤهلاً للكلام في الدين والشرعِ (وهنا سنكون حفظنا دين الله من أن يُنالَ بسوء).
فهنا لابد من الموازنة بين الأمرين، نعم نحن لا نحب أن يتأذى مسلمٌ بكلامنا؛ ولكن هل هو أغلى أم الدين؟
أنا أقول هذا وأنا متأكد أن الدين أغلى عندكِ من الأخ عمرو خالد، بل متأكد أيضا إن شاء الله أن الدين أغلى عندك من والدك ووالدتك وإخوتك.
فاعلمي (بارك الله فيك) أننا لا نفعل هذا من أجل هوى في نفوسنا، ووالله إننا نخشى الله ونخاف أن يمسنا عذابه، ولذلك نعمل على الحفاظ على دين الله وحمايته وحراسته قدر ما نستطيع.
قد لا أستطيع أن أزيد كثيرًا في هذا المقام، ولكن لعلي أكون قَرَّبْتُ إليكِ الأمرَ وشرحتُه لكِ على وجهه الصحيح.
وأسأل الله أن يبارك فيكم وأن يهدينا وإياكم سبل الخيرِ.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

التعديل الأخير تم بواسطة أبو عمر الأزهري ; 08-04-2010 الساعة 05:36 AM
رد مع اقتباس