الحمدُ لله ، أما بعدُ أتساءل : لماذا يريد الكاتب ( فراج إسماعيل ) أن يهين نفسه ؟! ليس هو يهين نفسه بأن يتعرض لأهل الحق(*) ، فيرد البعض عليه بتعليقات مقتضبة ، ترى فيها كظم الغيظ بدرجات مختلفة ، ليصرخ ويتندر على ردودهم ، كما يفعل في مقالاته . لا ، ليس هذا قصدي ! إن أي معتدٍ على الحق ذليل لا محالة ، يهين نفسه كلما تعرض له ، ويشعر بها – أي المهانة – تزداد كلما خط شيئا ، فيتابع المقال تلو المقال ، ويزيد صب سخطه – وربما سوء أدبه – الذي تراه في افتراءاته العجيبة ، وتبعثر كلامه الشبيه بـالتهتهة ، دون فكرة بينة واضحة تقف عليها ، ولو خط مئة مقال ! وكعادته – كما هي عادة إخوانه – ينسخ مقالات أشباهه ، مع تغيير الألفاظ ، لكنها نفس المعاني ، وتختلف الألفاظ الحاملة لها شيئا ما ، في مقالات تسقط مع أول نظرة علمية ، تجزم أن صاحبها طفيلي على علبة الأقلام ، استغل اتساع رقعة الكتابة ، وكثرة الأقلام الصيني ، ليمسك واحدا ، ويكتب في جهة من الرقعة التي لا حارس عليها . ترى في مثل هذه المقالات عناصر شبه دائمة .. الأول : الاتهام بالتشدد والبعد عن منهج السلف ، أي الانتساب إليه زورا . الثاني : استنكار الانهماك في فتاوى الحيض والنفاس وما شابهها . الثالث : غيابهم عن قضايا الأمة المصيرية . الرابع : الاتهام بعمل اتفاقات مع ( رعب الدولة ) ، و(افتكاس) فقه طاعة لولي الأمر . الخامس : الرمي بالجمود ؛ لأنك لا تقبل آراءه السابقة ! إذا حذفنا الخامس لأنه مضحك ؛ أن تكون قابلا رأيه وإلا فأنت جامد منغلق ترفض الحوار ، وتذكرة انفتاحك وتنويرك أن تتفق مع رأيي ! إذا حذفنا هذا ( الخامس ) ، ونظرنا في الأربعة ، لن ترى كلاما علميا ألبتة ، ولا تدليلا على مزاعمه ببرهان واحد ، فأنتم كذا ، وكذا ، وكذا ، وكذا ، ثم إن رفضتم كلامي المرسل الهوائي ، الذي سمعتم مثله مرارا من قبل ، فأنتم أصحاب الجمود والانغلاق ، إذ أن أسلوبي في عرض هذه العناصر ، وانتقائي العبارات لم أسبق إليه ، وإن كانت العناصر مكرورة ! والحمد لله الذي أنعم على عباده .. وصلى الله وسلم على خير عباده وآله .. (*) كما هو يفعل في سلسلة مقالات على صفحات جريدة المصريون الإلكترونية ، بلغت أربع مقالات ، ترتفع حدتها – إذا بدأت بالأقدم - من الهدوء إلى الصراخ ، ومن التعميم إلى التخصيص ، ومن الكلام الدبلوماسي إلى صريح التهم .