عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-05-2010, 02:22 AM
*جويرية* *جويرية* غير متواجد حالياً
مشرفة سابقة-جزاها الله خيرًا .
 




Icon37 حقّاً .. ما ألذَّ المدح والثناء !

 

ما ألذَّ المدح والثناء !
إنَّ في القَلْبِ ثغرةً لا يسدُّها إلاَّ الثناءُ والمدحُ ؛
لكنَّ المحرومَ يتعجَّلُ سدَّ هذه الثغرةِ بطلبِ مدحِ النَّاسِ له ، ولو أشركَ باللهِ .

والموفَّقُ مَنْ يدَّخِرُ سدَّها ليومِ الجزاءِ ؛ ليسمعها كِفاحاً مِنْ ربِّه ،

ويطلبُها في الدُّنيا من أبوابِها
وذلكَ

بذكرِ اللهِ في نفسِه ، فيذكره اللهُ في نفسِه ،
ويقومُ من الليلِ مصلِّياً ؛ فيحظى بمباهاةِ اللهِ له ملائكتَه ،
ويذكرُ ذنباً فتمطر عينُهُ ، فيثني عليه ربُّه ويرضى عنه ،
وهكذا في تنقُّلٍ بين أصنافِ العباداتِ مستصحباً الإخلاصَ ،
والصِّدقَ ، والصَّبرَ ؛
مجاهِداً النَّفْسَ في أن يقعَ في أضدادِها ،
مُؤثراً لذَّةَ ثناءِ النَّاسِ بما هو أعظمُ لذَّة ، وأشرحُ قلباً ، وأزكى حياةً ،
وهو ثناءُ اللهِ ، ورضاهُ ، ومحبَّتُه .
وإذا أردتَ أن ترى مقدارَ الفرقِ بين طمعك فيما عند النَّاس ،

وطمعك فيما عند اللهِ ، فانظرْ حالَكَ حينما تُذَم بما تستحقُّ ،

كيفَ هو الهمُّ والضَّنكُ الذي يلحقُك ؟ وأنتَ تعصي اللهَ ، وتسوِّفُ بالتَّوْبَةِ ،

ولا تدري : آللهُ راضٍ عنكَ أم ساخِطٌ ،

ولا تسعى لرؤيةِ اللهِ من نفسِكَ خيراً من توبةٍ ، ونَدَمٍ ، وإصلاحٍ ،

فكيفَ تدَّعي أنَّكَ تريدُ اللهَ والدَّارَ الآخرَة ، ولا يجتمعُ في قلبٍ إخلاصٌ وحُبُّ محمدةِ النَّاسِ إلاَّ غلبَ أحدُهما الآخرَ وأحرقَه ،
ومَنْ لمْ يَجعِلِ اللهُ له نوراً فماله من نُوْرٍ !
التوقيع

اللهمَّ اغفر لأبـــي وارحمه
اللهـمَّ وسع عليه قبره
وأدخله في رحمتك .. وأنعم عليه بجنتك

رد مع اقتباس