07-05-2010, 02:22 AM
|
مشرفة سابقة-جزاها الله خيرًا .
|
|
|
|
حقّاً .. ما ألذَّ المدح والثناء !
ما ألذَّ المدح والثناء ! إنَّ في القَلْبِ ثغرةً لا يسدُّها إلاَّ الثناءُ والمدحُ ؛
لكنَّ المحرومَ يتعجَّلُ سدَّ هذه الثغرةِ بطلبِ مدحِ النَّاسِ له ، ولو أشركَ باللهِ .
والموفَّقُ مَنْ يدَّخِرُ سدَّها ليومِ الجزاءِ ؛ ليسمعها كِفاحاً مِنْ ربِّه ،
ويطلبُها في الدُّنيا من أبوابِها
وذلكَ
بذكرِ اللهِ في نفسِه ، فيذكره اللهُ في نفسِه ،
ويقومُ من الليلِ مصلِّياً ؛ فيحظى بمباهاةِ اللهِ له ملائكتَه ،
ويذكرُ ذنباً فتمطر عينُهُ ، فيثني عليه ربُّه ويرضى عنه ،
وهكذا في تنقُّلٍ بين أصنافِ العباداتِ مستصحباً الإخلاصَ ،
والصِّدقَ ، والصَّبرَ ؛
مجاهِداً النَّفْسَ في أن يقعَ في أضدادِها ،
مُؤثراً لذَّةَ ثناءِ النَّاسِ بما هو أعظمُ لذَّة ، وأشرحُ قلباً ، وأزكى حياةً ،
وهو ثناءُ اللهِ ، ورضاهُ ، ومحبَّتُه .
وإذا أردتَ أن ترى مقدارَ الفرقِ بين طمعك فيما عند النَّاس ،
وطمعك فيما عند اللهِ ، فانظرْ حالَكَ حينما تُذَم بما تستحقُّ ،
كيفَ هو الهمُّ والضَّنكُ الذي يلحقُك ؟ وأنتَ تعصي اللهَ ، وتسوِّفُ بالتَّوْبَةِ ،
ولا تدري : آللهُ راضٍ عنكَ أم ساخِطٌ ،
ولا تسعى لرؤيةِ اللهِ من نفسِكَ خيراً من توبةٍ ، ونَدَمٍ ، وإصلاحٍ ،
فكيفَ تدَّعي أنَّكَ تريدُ اللهَ والدَّارَ الآخرَة ، ولا يجتمعُ في قلبٍ إخلاصٌ وحُبُّ محمدةِ النَّاسِ إلاَّ غلبَ أحدُهما الآخرَ وأحرقَه ،
ومَنْ لمْ يَجعِلِ اللهُ له نوراً فماله من نُوْرٍ !
التوقيع |
اللهمَّ اغفر لأبـــي وارحمه
اللهـمَّ وسع عليه قبره
وأدخله في رحمتك .. وأنعم عليه بجنتك |
|