عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-10-2010, 12:08 PM
أبو مصعب السلفي أبو مصعب السلفي غير متواجد حالياً
الراجي سِتْر وعفو ربه
 




افتراضي من أفضل ما قرأتُ :: سلفية المنهج وعصرية المواجهة :: نَحْو فهمٍ راقٍ.

 

سلفية المنهج وعصرية المواجهة*:

السلفية المنشودة, هي سلفية المنهج, أي العودة بأصول الفهم إلى الكتاب والسنة وقواعد تفسير النصوص لدى القرون الثلاثة الأولى, إلى جانب روح العطاء والمجانية وشفافية البصيرة التي كان يتحلى بها السلف الصالح.

وتقصد بعصرية المواجهة أن نُدرك محاور المعارك القائمة بين الإسلام وأهله من جهةٍ, وبين الفلسفات والنظم العلمانية والمادية من جهة أخرى; وأن ندرك إلى جانب ذلك القضايا الأكثر إلحاحاً والأشد حاجة إلى أن نستثمر جهودنا الدعوية فيها.
وتعني المعاصرة أيضاً أن نستخدم الأساليب والوسائل المعاصرة في خدمة المنهج الذي نؤمن به, ومعالجة القضايا التي نتصدى لمواجهتها; فليس من المبشرات بالنجاح أن ينتقل الداعية على دابة, وينتقل منافسه المبشر في (حوّامة)!, وليس من المعاصرة أن نواجه المعامل والمختبرات الموجودة لدى المنافسين بالمدارس والكتاتيب التي تُقام تحت ظلال الأشجار, وليس من المعاصرة أن نواجه الغزو الإعلامي الرهيب بالشجب والاستنكار دون أن نمتلك القنوات والشبكات الإعلامية التي تنشر الهدي الرباني في أنحاء المعمورة.

إن كثيراً من الدعاة يجاهد في غير عدوّ, وينشغل بمهاجمة فِرَق ومذاهب ومعتقدات لا يوجد أدنى رصيد لها على الساحة, ولا يملك أية خبرة في الأفكار الهدامة التي تستأصل أمة الإسلام, وتُجْهِض حيوتها, وتحرفها عن طريقتها; فضلاً عن أن يمتلك الوسائل لمقاومتها.
وقد رأيت في المدة الأخيرة عدداً من الكتب التي تتحدث عن اليهود في الكتاب والسنة, ولم نشاهد كتباً قيّمة تبحث عن بنية التنظيم اليهودي العالمي المعاصر, ولا في الآليات المستخدمة لديهم في اختراق الدول والمؤسسات, ولا في الأفكار السائدة لديهم أو المشكلات التي تجابههم; أي تجري الكتابة في كل ما هو معلوم مشهور, ويجري الإعراض عن بيان ما نحتاج إليه في مواجتنا المعاصرة معهم !(1)
وعلينا بعد هذا وذاك أن ندرك أن امتلاك المعاصرة في ماهية المواجهة ليس بالأمر اليسير; فذاك متوقف على درجة مناسبة من المرونة الذهنية, وعلى توفير إمكانات معينة إلى جانب شيء من الشفافية والحساسية الراقية, وكل ذلك يحتاج إلى تدعيم وتعزيز في الشخصية الإسلامية المعاصرة; لكن الاستعداد لكل ذلك موجود; وبشائر التقدم تلوح. اهـ(2)


---
* انظر الثوابت والمتغيرات: 311.
(1) عساه -حفظه الله- لم يقف على شيء من هذا, وعدم المعرفة لا يعني العدم.
(2) نقلاً عن "مقدمات للنهوض بالعمل الدعوي" (243:242) ضمن سلسلة مباركة باسم "المسلمون بين التحدي والمواجهة" للدكتور/ عبد الكريم بكار -حفظه الله-, طـ دار القلم-دمش, 5 مجلدات.
التوقيع

قال الشاطبي في "الموافقات":
المقصد الشرعي من وضع الشريعة إخراج المُكَلَّف عن داعية هواه, حتى يكون عبداً لله اختيارًا, كما هو عبد لله اضطراراً .
اللـــه !! .. كلام يعجز اللسان من التعقيب عليه ويُكتفى بنقله وحسب .
===
الذي لا شك فيه: أن محاولة مزاوجة الإسلام بالديموقراطية هى معركة يحارب الغرب من أجلها بلا هوادة، بعد أن تبين له أن النصر على الجهاديين أمر بعيد المنال.
د/ أحمد خضر
===
الطريقان مختلفان بلا شك، إسلام يسمونه بالمعتدل: يرضى عنه الغرب، محوره ديموقراطيته الليبرالية، ويُكتفى فيه بالشعائر التعبدية، والأخلاق الفاضلة،
وإسلام حقيقي: محوره كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأساسه شريعة الله عز وجل، وسنامه الجهاد في سبيل الله.
فأي الطريقين تختاره مصر بعد مبارك؟!
د/أحمد خضر

من مقال

التعديل الأخير تم بواسطة أبو مصعب السلفي ; 11-19-2010 الساعة 04:01 AM
رد مع اقتباس