عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 09-23-2007, 09:03 AM
البتار البتار غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

سلامة موسى

ترجمته([1]) :

قال الزركلي في الأعلام عنه: سلامة موسى القبطي المصري: كاتب مضطرب الاتجاه والتفكير . ولد عام 1304هـ في قرية كفر العفي بقرب الزقازيق. وتعلم بالزقازيق وباريس ولندن. ودعا إلى الفرعونية. وشارك في تأسيس حزب اشتراكي، لم يلبث أن حله الإنجليز واعتقلوه وسجنوه مدة. وجحد الديانات في شبابه وعاد إلى الكنيسة في سن الأربعين، وأصدر مجلة "المستقبل" قبل الحرب العامة الأولى وتعطلت بسبب الحرب. وعمل في التدريس، ثم رأس تحرير مجلة الهلال وكل شيء، حتى عام 1927، وقام بحملة على الصحافة اللبنانية بمصر، فنشرت دار الهلال رسائل بخطه تثبت أنه كان عيناً عليها لحكومة صدقي .

وصنف وترجم ما يزيد على 40 كتاباً ، طبعت كلها. منها: "حرية الفكر وأبطالها في التاريخ" و"نظرية التطور وأصل الإنسان" و"غاندي والحركة الهندية" و"أشهر قصص الحب التاريخية" و"التجديد في الأدب الإنجليزي الحديث" و"اليوم والغد" مقالات من إنشائه. و"التثقيف الذاتي" و"فن الحياة" و"العقل الباطن أو مكنونات النفس" و"المرأة ليست لعبة الرجل" و"تاريخ الفنون وأشهر الصور".

وجمع الناشرون مقالات له، بعضها مترجم، في كتب منها "اليوم والغد" و"مختارات سلامة موسى" و"في الحياة والأدب" .

وكتب في مجلات وصحف متعددة لم يكن يستقر في الانقطاع إلى إحداها، إلى أن مات عام 1378هـ في أحد مستشفيات القاهرة. وكان كثير

التجني على كتب التراث العربي، يناصر بدعة الكتابة بالحرف اللاتيني([2]).

ملخص فكره:

تدور أفكار النصراني سلامة موسى حول نشر الاشتراكية والعلمانية في بلاد المسلمين؛ كشأن صاحبيه فرح أنطون وشبلي شميّل ، إلا أنه فاقهم في ذلك؛ بحكم كونه مصري النشأة، مما جعله أجرأ منهم في نشر انحرافاته، وأكثر إنتاجاً.

ولقد تميز سلامة موسى عن صاحبيه –أيضاً- بتطرفه في الدعوة إلى تحرير المرأة، وتسهيل السبل أمامها للسفور والتبرج.



انحرافاته:

1- نصرانيته؛ فهو أحد أقباط مصر.

2- بغضه للإسلام وأهله، ومحاولة تزهيد الشباب عن التمسك به، وتصويره بأقبح الصور

يقول الهالك عن أمنياته وهو في سن الستين :

(لن أكف عن تأليف الكتب المقلقة، مثل: نظرية التطور، أو حرية الفكر. خمائر صغيرة أبعثها في أنحاء الوادي وغيره إلى الأقطار العربية؛ كي أزعزع التقاليد السوداء، وأحرق العفن الذي تركته على العقول المطموسة) (تربية سلامة موسى، ص 291).

ويقول: (ربما كان الأزهر أكبر ما عاق تفكيري الحر) (المرجع السابق، ص 338).

و(نادى بأن تتكاتف الجمعيات الخيرية القبطية لمواجهة أعدائها)! (العلمانية وطلائعها.. ، ص175-176).

3-دعوته إلى العلمانية في بلاد المسلمين؛ فهو أحد طلائعها.

يقول: (إذا خرج الدين من دائرة علاقة الإنسان بالكون، وأخذ يقرر أصول المعاملة بين الناس، من تجارة وزواج وامتلاك وحكومة ونحو ذلك، فإنه عندئذٍ يقرر الموت لكل من يؤمن به) (مقدمة السبرمان، ضمن المؤلفات الكاملة لسلامة موسى 1/23).

ويقول : (الرابطة الدينية وقاحة. فإننا أبناء القرن العشرين أكبر من أن نعتمد على الدين جامعة تربطنا) (اليوم والغد، ضمن المؤلفات الكاملة لسلامة موسى، (1/661).

-يقول فتحي القاسمي: (ما انفك سلامة موسى يدافع عن مشروعه العلماني على امتداد خمسة عقود من الزمن) (العلمانية ..، ص305)

-ويقول : (كان كتابه "مقدمة السبرمان" 1910م دعوة مبكرة للعلمنة -التي تواتر ذكرها فيه مراراً- ) (السابق، ص178)

-ويقول عنه أيضاً-: (كان يطمح إلى بناء مجتمع علماني) (السابق، ص217-218).

4-دعوته إلى الاشتراكية:

حيث (كان طبعه لكتاب "الاشتراكية" بمصر 1913م دعوة ملحة من أجل قيام مجتمع اشتراكي فكراً وممارسة) (السابق، 178).

يقول سلامة: (إني أعتقد بالمستقبل الاشتراكي للعالم كما لمصر، وأعمل له) (تربية سلامة، ص 319).

ويقول : (ليس في العالم من تأثرت به وتربيت عليه مثل كارل ماركس) (السابق، ص 313).

-ويقول عنه موسى صبري: (هو في مقدمة العقول التي دعت إلى الفكر الاشتراكي في مصر) (أبي، لرؤف سلامة موسى، ص25،26).

-ويقول القاسمي في كتابه (العلمانية وطلائعها في مصر):

(لقد استمر سلامة موسى يدعو إلى الاشتراكية على امتداد نصف قرن) (ص 253) .

وقال عنه –أيضاً-: (أُشْرب قلبه حب الاشتراكية والمبادئ التي نادى بها ماركس) (السابق، ص172)

وألف في ذلك كتاباً بعنوان (الاشتراكية) –كما سبق-.

5-دعوته إلى وحدة الأديان: وهذه الفكرة من أخطر الأفكار وأخبثها في صرف المسلمين عن دينهم، أو ترويج الكفر بينهم ورضاهم به، وخلط الحق بالباطل([3]).

وقد غلف الهالك دعوته تلك بالترويج لفكرة (الإنسانية) التي اقتبسها من إخوانه نصارى الغرب ؛ لتمرير فكرة (وحدة الأديان) بين المسلمين.

يقول فتحي القاسمي: (كان سلامة موسى قد تربى منذ شبابه على حب الإنسانية، وظل تعلقه شديداً بآراء "نيتشه" الذي مجَّد قوة الإنسان، واعتبر سلامة موسى ثاني من عرّف بآراء "نيتشه" في الشرق، وذلك منذ سنة 1909م. وقد كان إفراطه في الاعتداد بالإنسان، والإيمان بتفوقه شديداً لما كان طالباً بلندن، وهو ما حفزه على تأليف باكورة إنتاجه "مقدمة السبرمان" الذي بدا فيه نيتشياً إلى النخاع) (العلمانية.. ص239).

-ويقول سلامة عن نفسه: (إني أؤمن بالمسيحية والإسلام واليهودية) (تربية سلامة موسى، ص 317).

ويقول : (إن جميع الأديان سواء، حيث إنها تنشد الحياة الطيبة) (السابق، ص254).







وقال معلقاً على أبيات الملحد ابن عربي:

وقد صار قلبي قابلاً كل صورة فمرعىً لغزلان ودَير لرهبـان

وبيــت لأوثان وكعبة طائف وألواح توراة ومصحف قـرآن

أدين بدين الحـب أنى توجهت ركائبه فالحـب ديـني وإيماني

(من الحسن أن تذاع مثل هذه الأبيات الذهبية وتُعلق في بيوتنا على الجدران)!! (السابق، ص 258).

6-دعوته إلى تحرير المرأة: (حيث كان من المعجبين بمظاهر تحرر المرأة الفرنسية، وخصوصاً الإنجليزية، وكان من المتأثرين بالحركة النسائية في العالم) (العلمانية..، ص 260).

و(كان متحمساً للاختلاط بين الجنسين، ومعتبراً التحرر الجنسي عند الفرنسيين –مثلاً- سعادة) (السابق، ص 263)

7-دعوته إلى (الدارونية) : ثم التدرج منها –كما فعل أصحابه- إلى تطور الأديان؛ لمحاولة صرف المسلمين عند دينهم.

-يقول سلامة موسى عن نظرية دارون بأنها : (غرست في نفسي مزاج الكفاح ؛ لأنها تصدت للعقائد والتقاليد) !! (تربية سلامة موسى، ص176)

-ويقول : (التطور ناموس عام يشمل جميع الجهود الإنسانية الأدبية والمادية والاجتماعية لا تستثني في ذلك الأديان والمذاهب) (مختارات سلامة موسى، ص59).

-بل وصل به تطرفه في الدعوة إلى نظرية دارون إلى أن قال بأن على : (أبناء الشعوب العربية أن يجعلوا من التطور عقيدة، بل عقيدة دينية، إذا كفر بها إنسان فإنه لن يعاقب على كفره بجهنم بعد الموت، ولكنه يعاقب بالموت أو الفقر والذل وهو حي في هذا العالم)! (الإنسان قمة التطور، سلامة موسى، ص 137).

-وقد (أصدر كتابه "نشوء فكرة الله" 1912م لبيان أن التوحيد سابق للأديان السماوية !! وقد اعتمد في ذلك على آراء "جرانت إلين") (العلمانية..، ص178).

8-دعوة المسلمين إلى الامتزاج بأوروبا والغرب، موهماً إياهم بأن ذلك السبيل الوحيد للنجاح والفلاح، يقول سلامة:

(الرابطة الحقيقية التي تثبت على قاعدة وترسخ ولا تتزعزع، هي رابطة الحضارة والثقافة، هي رابطتنا بأوربا التي أخذنا عنها حضارتنا الراهنة، ومنها تثقفنا ثقافتنا الجديدة) (اليوم والغد، ضمن المؤلفات الكاملة لسلامة موسى(1/662).

9-دعوته إلى محاربة اللغة العربية والانتقال عنها إلى اللاتينية!، يقول الهالك : (لن يكون في بلادنا نهضة علمية، ولن ترقى الصناعة إلا حين تتخذ الحروف اللاتينية أي لن تستعرب العلوم إلا إذا "استلتن" الهجاء العربي) (البلاغة العصرية واللغة العربية، سلامة موسى ، ص165).

هذه أبرز انحرافات النصراني القبطي سلامة موسى على عجل، تكشف مدى مساهمته في حمل لواء التغريب في بلاد المسلمين، حيث ضلل الكثيرين من أبناء الإسلام ممن رأوا فيه (طليعة) حضارية ! وعقلاً متقدماً ، فتربوا على أفكاره وتراثه ، فكان لهم المرشد إلى الشر،ومن هؤلاء علي سبيل المثال نجيب محفوظ صاحب الروايات الوضيعة..
أسأل الله أن يبصر المسلمين بأعدائهم ، وأن يُحبط كيد اليهود والنصارى، وينصر دينه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.




--------------------------------------------------------------------------------

([1]) نقلاً عن الأعلام للزركلي (بتصرف يسير)، والعلمانية وطلائعها في مصر، لفتحي القاسمي (ص 170 وما بعدها).

([2]) أحمد أبو كف، في مجلة الكتاب العربي : العدد 28 وإبراهيم التيوتي، في جريدة العلم بالرباط 15/8/1958 والعهد الجديد 13/8/58 والأهرام 10/8/58.

([3]) انظر لمعرفة خطر هذه الفكرة الكفرية: كتاب (الإبطال لنظرية الخلط بين دين الإسلام وغيره من الأديان) للشيخ بكر أبو زيد –وفقه الله-.



رد مع اقتباس