عرض مشاركة واحدة
  #43  
قديم 05-08-2010, 04:42 PM
أم حُذيفة السلفية أم حُذيفة السلفية غير متواجد حالياً
اللهم إليكَ المُشتكى ,وأنتَ المُستعان , وبكَ المُستغاث , وعليكَ التُكلان
 




افتراضي

صفةُ القلبِ السليمِ


القلبُ السليمُ الَّذِى يَنجُو من عذابِ الله

هو القلبُ الَّذى قد سلمَ من هَذَا وهَذَا(1),فهو القلبُ الذِى قد سلمَ لربَّهِ
وسلمَ لأمرِه ولم تبقَ فيه منازعةُ لأمرهِ ولا معارضةُ لخبرِه,فهو سلمٌ
مما سوى الله وأمرِه,وشرعُه ووسيلتُه وطريقتُه, لا تعترضه شبهةٌ
تَحْولُ بينَه وبين تصديقِ خبرِه, لكن لا تمرُّ عَلَيْهِ إلا وهي مجتازةٌ تعلمُ
أَنَّه لا قرارَ لها فَيه وَلا شهوةَ تحولُ بينه وبين مُتابعةِ رضاه..


 
ومتى كَانَ القلبُ كَذلك, فهو سليمٌ من الشَّك,وسليمٌ من البدعِ وسليمٌ
من الغيَّ(2) وسليمٌ من الباطلِ, وكلُّ الأقوالِ الَّتى قِيْلَت فِى تفسيرِه فذَلِكَ
يتضمنها..



وحقيقتُهُ:
أَنَّهُ القلبُ الَّذِى قد سلمَ لعبُودِيَّةِ ربَّه,حُبَّا وخوفاً وطمعاً ورجاءً

ففنَي بحبَّهِ عن حُبَّ ما سواه وبخوفهِ عن خوفِ ما سواه, وبرجائهِ عن

رجاءِ ما سواه, وسلمَ لأمرِه ولرسولهِ تصديقاً وطاعةً كَمَا تقدَّم
واستسلمَ لقضائهِ وقدرهِ فلم يتهمه ولم ينازعْهُ ولم يتسخطْ لأقدارِه فَأَسلم
لربَّهِ انقياداً وخضوعاً وذلاَ وعبوديةً, وسلمَ جميعَ أحوالهِ وأقوالهِ وأعمالهِ
وأذواقِه ومواجيدِه ظاهراً وباطناً من مشكاةِ رسولهِ,وعرض ما جاءَ من سواهَا عليها فما وافقَهَا قَبِلَهُ وما خَالفَهَا رَدَّهُ, وَما لم يتبينْ لَهُ فيه موافقةٌ
ولا مُخالفةٌ وقفَ أمرَه وأَرجأَهُ(3)إِلَى أن يتبينَ لَهٌ,وسَالَمَ أولياءَه المخالفينَ لكتابهِ وسنةِ نبيَّهِ الخارجينَ عنْهَما الداعينَ إِلَى خلافهما(4)..




الحمدُ للهِ حَمْداً كَثِيراً طَيباً مُباركاً كَمَا يَنْبَغى لِجلال وَجْهِهِ وعظيْم سُلْطانِهِ
 


مـن كِــتاب أمراضُ القلوب لـ أم تميم
وراجعه وقدم له فضيلة الشيخ مُصطفى بن العدوي
(1) يعني: سلم من الشهوات والشبهات.
(2) الغيَّ:الفسادُ,قَالَ ابن بري: غَوِ هو اسمُ الفاعلِ من غَوِى
لا من غَوَىَ- اللسان(6/702).
(3)أرجأه: أخره
(4)مفتاح دار السعادة لابن القيم(1/200)
التوقيع

اللهم أرحم أمي هجرة وأرزقها الفردوس الأعلى
إلى كَم أَنتَ في بَحرِ الخَطايا... تُبارِزُ مَن يَراكَ وَلا تَراهُ ؟
وَسَمتُكَ سمَتُ ذي وَرَعٍ وَدينٍ ... وَفِعلُكَ فِعلُ مُتَّبَعٍ هَواهُ
فَيا مَن باتَ يَخلو بِالمَعاصي ... وَعَينُ اللَهِ شاهِدَةٌ تَراهُ
أَتَطمَعُ أَن تـنالَ العَفوَ مِمَّن ... عَصَيتَ وَأَنتَ لم تَطلُب رِضاهُ ؟!
أَتـَفرَحُ بِـالذُنـوبِ وبالخطايا ... وَتَنساهُ وَلا أَحَدٌ سِواهُ !
فَتُب قَـبلَ المَماتِ وَقــَبلَ يَومٍ ... يُلاقي العَبدُ ما كَسَبَت يَداهُ !

رد مع اقتباس