عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 09-20-2007, 04:11 PM
البتار البتار غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

طه حسين .. رائد التغريب ..!

للشيخ / محمد بن إسماعيل المقدم



في يناير 1950م: حمل "حسين سري" (رئيس الديوان) إلى الملك "فاروق" مشروع التشكيل الوزاري الذي سلمه إليه "مصطفى النحاس" رئيس حزب الوفد, أخذ الملك في مراجعته, ولما بلغ اسم "طه حسين" قال فاروق: (مستحيل مستحيل أنتم لا تعرفون خطورة هذا الرجل)
وقال أيضاً: (من المحال أن أوافق على أن يكون وزيراً للمعارف بالذات مستحيل), وتدخل "كريم ثابت" الصليبي وأقنع الملك بالعدول عن موقفه.

فمن هو ذلك الرجل الذي أشفق الطاغية "فاروق" من خطره؟

لعل أغلب أبناء هذا الجيل طرق أسماعهم اسم "طه حسين" الموصوف زوراً بأنه "عميد الأدب العربي", وتخليوه –من جراء الدعاية المسلطة على عقولهم- الرجل المسلم الوقور, تحيطه هالة من الشهرة المدوية, والتاريخ الحافل بالأمجاد.

إن من الواجب على أبناء اليقظة الإسلامية المعاصرة أن يمحصوا حقيقة ذلك الرجل, حتى لا ينخدعوا بالدعايات الكاذبة التي تملأ الآفاق مدحاً في "طه حسين", وتمجيداً له, في حين أنه كان صنيعة لأعداء الإسلام, وداعية للتبعية المطلقة للمدنية الغربية بكل مفاسدها وشرورها.

إن "طه حسين" مسئول عن كثير من مظاهر الفساد والتحلل التي ينوء بها المجتمع اليوم, ولقد خاض معركة بل معارك من أجل "تسميم" الآبار الإسلامية, وتزييف مفهوم الإسلام والتاريخ الإسلامي, معتمداً على سياسة المستشرقين في التحول من المهاجمة العلنية للإسلام إلى خداع المسلمين بتقديم طُعْم ناعم في أول الأبحاث ثم دس السم على مهل متستراً وراء دعوى "البحث العلمي" و"حرية الرأي" !!

وليس المقام مقام (الترجمة) لطه حسين, ولكنه مقام التنبيه إلى دوره الخطير في محاربة الإسلام وتهديد حصونه من داخلها, ثم سرد مقتطفات من أقواله وأفعاله التي تبين مدى حقده على هذا الدين وعلى هذه الأمة, لا أجد أصدق في التعبير عن ذلك من حكم أستاذه "التلمودي" المستشرق "ماسينيون"عليه.

فقد قال الدكتور زكي مبارك: (وقف المستشرق ماسينيون, يوم أديت امتحان الدكتوراه فقال: إنني أقرأ بحثاً لطه حسين أقول: "هذه بضاعتنا رُدَّت إلينا" (1 ) أهـ, وهاك أمثلة من أقواله الكفرية, ومواقفه الإبليسية:


1-فمن ذلك: تكذيبه القرآن المجيد وسائر الكتب السماوية في قوله:
(للتوراة أن تحدثنا عن إبراهيم وإسماعيل, وللقرآن أن يحدثنا عنهما أيضاً, ولكن ورد هذين الاسمين في التوراة والقرآن لا يكفي لإثبات وجودهما التاريخي فضلاً عن إثبات هذه القضية التي تحدثنا بهجرة إسماعيل بن إبراهيم إلى مكة, ونشأة العرب المستعربة ونحن مضطرون أن نرى في هذه القضية نوعاً من الحيلة في إثبات الصلة بين اليهود والعرب من جهة, وبين الإسلام واليهود, والقرآن والتوراة من جهة أخرى) اهـ.

2-ومن ذلك قوله: (إن القرآن المكي يمتاز بالهروب من المناقشة والخلو من المنطق) تعالى الله عما يقول الملحدون علواً كبيراً.

3-ومن ذلك قوله: (ظهر تناقض كبير بين نصوص الكتب الدينية, وبين ما وصل إليه العلم) وقوله: (إن الدين لم ينزل من السماء, وإنما خرج من الأرض كما خرجت الجماعة نفسها), (إن الدين حين يقول بوجود الله ونبوة الأنبياء يثبت أمرين لا يعترف بهما العلم) اهـ.

4-ومن ذلك قوله: (إن الفرعونية متأصلة في نفوس المصريين, وستبقى كذلك بل يجب أن تبقى وتقوى, والمصري الفرعوني قبل أن يكون عربياً, ولا يطلب من مصر أن تتخلى عن فرعونيتها, وإلا كان معنى ذلك: اهدمي يا مصر أبا الهول والأهرام, وانسي نفسك واتبعينا, ولا تطلبوا من مصر أكثر مما تستطيع أن تعطي, مصر لن تدخل في وحدة عربية سواء كانت العاصمة القاهرة أم دمشق أم بغداد, وأؤكد قول أحد الطلبة القائل: "لو وقف الدين الإسلامي حاجزاً بيننا وبين فرعونيتنا لنبذناه" ) اهـ.

5-ومنه قوله في مجلة "كوكب الشرق" (12 أغسطس 1933):

(لم أكن في اللجنة التي وضعت الدستور القديم, ولم أكن بين الذين وضعوا الدستور الجديد, ولم يستشرني أولئك وهؤلاء في هذا النص الذي اشتمل عليه الدستوران جميعاً, والذي أعلن أن للدولة المصرية ديناً رسمياً هو الإسلام, ولو قد استشارني أولئك وهؤلاء لطلبت إليهم أن يتدبروا, وأن يتفكروا قبل أن يضعوا هذا النص في الدستور) اهـ.


6-ومن ذلك أنه دعا طلاب كلية الآداب إلى اقتحام القرآن في جرأة, ونقده بوصفه كتاباً أدبياً يقال فيه: هذا حسن, وهذا (كذا) تعالى الله عن زندقته علواً كبيراً, فقد حكى عنه (عبد الحميد سعيد) قوله: (ليس القرآن إلا كتاباً ككل الكتب الخاضعة للنقد, فيجب أن يجرى عليه ما يجرى عليها, والعلم يحتم عليكم أن تصرفوا النظر نهائياً عن قداسته التي تتصورونها, وأن تعتبروه كتاباً عادياً فتقولوا فيه كلمتكم, ويجب أن يختص كل واحد منكم بنقد شيء من هذا الكتاب, ويبين ما يأخذه عليه)(2 ) اهـ.

7-ومن ذلك: حملته الشديدة على الأزهر الشريف وعلمائه الأفاضل, ورميهم جميعاً بالجمود, وحثه على (استئصال هذا الجمود, ووقاية الأجيال الحاضرة والمقبلة من شره) على حَدِّ تعبيره.


8-ومن ذلك أيضاً تشجيعه لحملة (محمود أبو رية) على السنة الشريفة, ومن ذلك أيضاً تأييده لـ (عبد الحميد بخيت) حين دعا إلى الإفطار في رمضان, وثارت عليه ثائرة علماء المسلمين.

9-ومنه: مطالبته بإلغاء التعليم الأزهري, وتحويل الأزهر إلى جامعة أكاديمية للدراسات الإسلامية, وقد أطلق عليها (الخطوة الثانية) وكانت "الخطوة الأولى" هي إلغاء المحاكم الشرعية التي هلل لها كثيراً.

10-قوله: (خضع المصريون لضروب من البغي والعدوان جاءتهم من الفرس والرومان والعرب أيضاً) اهـ.

11-ومن ذلك أنه أعاد خلط الإسرائيليات والأساطير إلى السيرة النبوية بعد أن نقاها العلماء المسلمون منها, والتزيد في هذه الإسرائيليات والتوسع فيها.


12-ومن ذلك: حملته على الصحابة رضي الله عنهم, وعلى الرعيل الأول من الصفوة المسلمة, وتشبيههم بالسياسين المحترفين الطامعين في السلطان – وحاشهم رضي الله عنهم- وذلك في محاولة منه لإزالة ذلك التقدير الكريم الذي يكنه المؤرخون المسلمون لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضى الله عنهم.


13-ومن ذلك: عمله في إعادة طبع رسائل " إخوان الصفا" وتقديمها بمقدمة ضخمة في محاولة إحياء هذا الفكر الباطني المجوسي المدمر, وإحياؤه شعر المجون والفسق, والحديث عن شعرائهما بهالة من التكرم كأبي نواس وبشار وغيرهم, وكذا ترجمة القصص الفرنسي الإباحي الماجن, وطعنه في ابن خلدون والمتنبي وغيرهم.


14-ومن ذلك قوله: (أريد أن أدرس الأدب العربي كما يدرس صاحب العلم الطبيعي علم الحيوان والنبات, ومالي أدرس الأدب لأقصر حياتي على مدح أهل السنة, وذم المعتزلة, من الذي يكلفني أن أدرس الأدب لأكون مبشراً للإسلام, أو هادماً للإلحاد) اهـ.


15-ومنه قوله: (إن الإنسان يستطيع أن يكون مؤمناً وكافراً في وقت واحد, مؤمناً بضميره وكافراً بعقله, فإن الضمير يسكن على الشيء, ويطمئن إليه فيؤمن به, أما العقل فينقد ويبدل ويفكر أو يعيد النظر من جديد, فيهدم ويبني, ويبني ويهدم) اهـ.

16-ومن ذلك قوله : (علينا أن نسير سيرة الأوربيين, ونسلك طريقهم, لنكون لهم أنداداً, فنأخذ الحضارة خيرها وشرها, وحلوها ومرها, وما يُحَبُّ منها وما يكره, وما يحمد منها, وما يُعاب)اهـ.

17-ومن ذلك قوله في تصوير سر إعجابه "بأندريه جيد": (لأنه شخصية متمردة بأوسع معاني الكلمة وأدقها, متمردة على العرف الأدبي, وعلى القوانين الأخلاقية, وعلى النظام الاجتماعي, وعلى النظام السياسي, وعلى أصول الدين), وذكر أنه يحب "أندريه جيد" ويترسم خطاه, ويصور نفسه من خلال شخصيته.


18-ومن ذلك: وصفه لوحشية المستعمرين الفرنسيين وقسوتهم في معاملة المسلمين المغاربة: بأنها (معاناة ومشقة في سبيل الحضارة الفرنسية والمدنية على تلك الشعوب المتوحشة التي ترفض التقدم والاستنارة).

19-ومن ذلك: استقدامه لبعد المستشرقين المحاربين لله ورسوله الطاعنين في القرآن الكريم لإلقاء محاضرات حول الإسلام في الجامعة المصرية لتشكيك الطلاب في القرآن والإسلام.


20-ومن ذلك: تشجيعه تيار التبشير في الجامعة, وحينما اكتُشف هذا المخطط التبشيري قال: (ما يضر الإسلام أن ينقص واحداً, أو تزيد المسيحية واحداً) وعندما تكشف أن هناك كتباً مقررة في قسم اللغة الإنكليزية تتضمن هجوماً على الإسلام ورسوله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الإسلام قوي, ولا يتأثر ببعض الآراء) واكتفى بهذا, في حين ترك للأساتذة الإنكليز مطلق الحرية في هذا العمل.

21-ثم عمد "طه حسين" إلى إخراج كل من له رأي أو أصالة من كلية الآداب, واستبقى أعوانه الذين سار بهم إلى الطريق الذي رسمه, وأعانه على ذلك "لطفي السيد" الذي كان مديراً للجامعة, وفي نفس الوقت تابعاً لخطط "طه حسين", وخاصة في خطة إنشاء معهد "التمثيل والرقص الإيقاعي", ودعوة الطالبات إلى الاختلاط, وتحريضهن على ذلك, ومعارضة الجبهة المسلمة التي حاولت أن تدعو إلى الدين والأخلاق, وهكذا تحولت الجامعة إلى مجتمع متحلل من قيود الأخلاق الإسلامية, فأقيمت حفلات رسمية في دار الأوبرا خليت لها الراقصات المحترفات, ومن ثم عرفت حفلات الرقص والسمر في البيوت مما قصت أخباره بعض الخريجات وغيرها, والرحلات المشتركة, وما كان يجرى في اتحاد الجامعة, ورابطة الفكر العالمي من محاضرات مادية إلحادية, ومقطوعات فرنسية على البيانو, وروايات تمثيلية تقوم على الحب والغرام.. وقد وصل الأمر إلى حد أن أحد الأساتذة "الأجانب" ضاق ذرعاً بذلك الفساد فكتب يقول: " إن خليق بالجامعة أن تمثل المثل الأعلى – "يعني للطلاب"- لا أن تمثل فيهم دور السكير) !.
وكان " طه حسين " يرعى ذلك ويقول: (إن هذا النوع من الحياة الحديثة لن يمضي عليه وقت طويل في مصر, حتى يغير العقلية المصرية تغييراً كبيراً ).



22-وتتابعت خطوات "طه حسين" في كلية الآداب في سبيل خطته, فأقام حفلاً لتكريم "رينان" الفيلسوف الفرنسي الذي هاجم الإسلام أعنف هجوم, ورمي المسلمين والعرب بكل نقيصة في أدبهم وفكرهم, وكذلك جعل "طه حسين" الشعار الفرعوني هو شعار الجامعة, وقد لقى من ذلك كله معارضة شديدة وخصومة واسعة وصلت إلى كل مكان في البلاد العربية, وأرسل إليه الأستاذ "توفيق الفكيكي" من العراق برقية قال فيها: "إن شعاركم الفرعوني سيكسبكم الشنار, وستبقى أرض الكنانة وطن الإسلام والعروبة برغم الفرعونية المندحرة".


23-وذكرت مجلة "النهضة الفكرية" في عددها الصادر في 7 نوفمبر 1932: (أن الدكتور "طه" تعمد في إحدى كنائس فرنسا, وانسلخ من الإسلام من سنين في سبيل شهوة ذاتية)( 3).


صراع حركة اليقظة مع " طه حسين":

ولقد هوجم (طه حسين) منذ اليوم الأول إلى اليوم الأخير, لم تتوقف حركة اليقظة عن متابعته وكشف شبهاته وتزييف آرائه, ودحر مخططه, ولكنه مع كل ذلك كان يقبض الثمن, ويكافأ بكل إصرار على خدماته لأعداء الإسلام, فلقد ظل يترقى في المناصب رغم الحملات التي شنها عليه علماء الإسلام في كافة البقاع الإسلامية, ظل يترقى في مخطط مرسوم من أستاذ إلى عميد إلى مدير جامعة إلى مستشار فني إلى وزير, وظل حتى اللحظات الأخيرة من حياته مشرفاً على اللجنة الثقافية في الجامعة العربية ورئيساً لمجمع اللغة العربية, وله نفوذه الواسع في وزارة المعارف والجامعات وذلك مصداق قول "هاملتون جب" المستشرق:
(سواء قوبلت آراء "طه حسين" بالموافقة أم لم تقابل, فلابد أن يقضي نفوذه الواسع الذي يتمتع به إلى توطيد المبادئ التي يدعو إليها) اهـ.

وقال المستشرق "كاممفاير":
(إن المحاولة الجريئة التي قام بها "طه حسين" ومن يشايعه في الرأي لتخليص دراسة العربية من شباك العلوم الدينية هي حركة لا يمكن تحديد آثارها على مستقبل الإسلام) اهـ.
بل قال هو عن نفسه: (إنني أفكر بالفرنسية, وأكتب بالعربية) اهـ.

وفي تقرير خطير يصف المكر اليهودي الأمريكي لإبادة الجيل المسلم, وبصورة مكشوفة يطالب التقرير بوجوب الإفادة من آراء "طه حسين" ومؤلفاته.


{ وقد دعا التقرير إلى وجوب تأليف "لجنة مكافحة الإسلام تنبع من وكالة الأمن القومي الأمريكي, وقد استعانت هذه اللجنة بعدة شخصيات منها نائب ما يسمى ب (البابا) المسؤول عن التبشير مع الجمعيات الدينية, كما استعانت بتقرير الإدارة البريطانية وغيرها من تقارير الدول الاستعمارية في الغرب والشرق.


وقد جاء في توصيات اللجنة السابقة بالحرف الواحد:

"وجوب تسليط الدعاية والإعلام على مجددي الدين المزعومين كطه حسين وأمثاله" }( 4)اهـ.

هذا وقال الأستاذ الشيخ "عبد ربه مفتاح" من علماء الأزهر في مقالة نشرها الكوكب, مخاطباً "طه حسين" : (وكيف تزعم أيُّها الدكتور أن "بعض" العلماء أثار هذا الأمر-أمر كفرك- وهاأنذا أصرح لك- والتبعة في ذلك عَليَّ وحدى- بأن العلماء أجمعين وعلى بكرة أبيهم يحكمون عليك بالكفر, وبالكفر الصريح الذي لا تأويل فيه ولاتجوُّز, واتحداك, وأطلب منك إلحاح أو رجاء أن تدلني على واحدٍ منهم "وواحد فقط" يحكم عليك بالفسوق والعصيان دون الكفر, أجل إني وأنا من بينهم أتهمك بالكفر, وأتحمل تبعة هذا الإتهام, وعليك تبرئة نفسك من هذا الإتهام الشائن, والمطالبة بما لَكَ من حقوق نحوي)(5 ) اهـ.
وأخيراً: فهذه لمحة خاطفة عن "طه حسين" الرجل الذي تشهد كتبه بأنه لم يكن إلا بوقاً من أبواق الغرب, وواحداً من عملائه الذين أقامهم على حراسة السجن الكبير, يروِّج لثقافاته, ويعظمها, ويؤلف قلوب العبيد ليجمعهم على عبادة جلاديهم, (ويوطد دعائم الود والتفاهم بين الحمار وراكبه, وهي دعائم تفيد الراكب دائماً, ولا تفيد الحمار!)( 6).


كيف واجه المسلمون مؤمرات "طه حسين" ؟أصر (طه حسين) على استبقاء كتب (برناردشو) وغيره التي تهاجم الإسلام في كلية الآداب بحجة أن الإسلام قوي ولن يتأثر بهذا الرأي أو ذاك.

سرت عند ذلك روح الغيرة الإسلامية عند الطلاب, فقاومت مؤمرات (طه حسين) على الإسلام, وحاصرته في مكتبة بكلية الآداب, وكادت تفتك به لولا أن أنقذه بعض الخدم فهرب –واعتكف كمقدمة لخروجه من كلية الآداب.

وأحرق الشباب العربي في الشام كتب (طه حسين) في ميدان عام في العاصمة دمشق, ووصفه العلماء بالإلحاد والزندقة.


وقام بعض تلامذته الذين استيقظ فيهم الشعور بالكرامة والعزة الإسلامية وكشفوا حقيقته بفضح أهدافه, وكشف تزويره وسرقته من كتب المؤلفين الغربيين.(7 )
وتصدى له عشرات العلماء والدعاة والمفكرين لعدوانه المتكرر على حرمات الإسلام, وفضحوا مؤامراته على الإسلام, ومن ذلك المقالة التالية:

بين "حسن البنا" و "طه حسين" :

فقد عقد الأستاذ "حسن البنا" رحمه الله فصلاً في مجلة "التعارف" تحت عنوان: " إذا كان هذا صحيحاً يا دكتور فقد اتفقنا".

كان مما جاء فيه بصدد قضية "الاختلاط" :


( وهل من الدعوة الإسلامية يا دكتور أن تخلط بين الفتيان والفتيات هذا الخلط في كلية الآداب فتحذو حذوها غيرها من الكليات, وتبوء أنت بإثم ذلك كله؟ وتريد للفتيات في صراحة هذا الاختلاط, وتحثهن عليه, وتدعوهن إليه, ولا تقل إن هذا من عمل غيرك, فيداك أوكتا, وفوك نفخ, وما تحمس لهذا, ودعا إليه, وحمل لواءه, واستخدم نفوذه في تحقيقه أحد كما فعلت ذلك أنت, ولعلك تعتبر هذا من مآثرك ومفاخرك, ولكني أخالفك يا دكتور, وأصارحك بأن هذا الاختلاط ليس من الإسلام, وقد رأينا –وسترى- ما كان وما سيكون له من آثار) اهـ.


وقالت (درية شفيق): (في سنة 1932م ظهرت صورة للدكتور "طه حسين" بك في نادي الجامعة وعلى يمينه ويساره الطلبة والطالبات جلوساً يتناولون الشاي, وقامت القيامة لهذه الصورة البريئة التي تضرب المثل للأبوة في وجود العميد و"الأخوة" ! في جلسة الطلبة والطالبات, واتخذت الصورة تكأة يتخلص بها الرجعيون من (طه حسين) و (لطفي السيد), ووقف الرجعيون في مجلس النواب يحملون على الجامعة ورجالها فكرة تعليم البنات فيها, ويرون ذلك فضيحة من الفضائح يجب أن تحول دونها الحكومة)( 8) اهـ.
وفي غرة المحرم 1356هـ (الموافق 14 مارس 1937م) زحف موكب كبير من طلبة الجامعة المصرية والأزهر ودار العلوم يزيد على أربعة آلاف نسمة, ومن خلفهم أضعاف أضعافهم من ولاة أمور الطلاب, واتجه الموكب إلى قصر الأمير (محمد علي) رئيس مجلس الوصاية مطالبين بتعميم التعليم الديني والتربية الإسلامية في جميع أدوار التعليم إلى نهاية درجته العليا, وفصل الشابات عن الشبان في الجامعة المصرية كما هو الحال في أدوار التعليم التي قبل الجامعة, والاهتمام بالتربية بقدر الاهتمام بالتعليم)(9 )هـ.
وانبرى الأديب الكبير (مصطفى صادق الرافعي) يبارك مطالب شباب الجامعة التي تجاوبت بها أصداء البلاد, ويرد على "طه حسين" وأشياعه تحت عنوان:

إلى شباب الجامعة( 10)


(حياكم الله يا شباب الجامعة المصرية, لقد كتبتم الكلمات التي تصرخ منها الشياطين, كلمات لو انتسبن لانتسبت كل واحدة منهن إلى آية مما أنزل به الوحي في كتاب الله.
فطلب تعليم الدين لشباب الجامعة ينتمي إلى هذه الآية: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس ﴾ الأحزاب (33)

وطلب الفصل بين الشباب والفتيات ويرجع إلى هذه الآية: ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن ﴾ الأحزاب (53)

يريد الشباب مع حقيقة العلم وحقيقة الدين, فإن العلم لا يعلم الصبر ولا الصدق ولا الذمة, يريدون قوة النفس مع قوة العقل, فإن القانون الأدبي في الشعب لا يضعه العقل وحده, ولا ينفذه وحده.

ويريدون قوة العقيدة حتى إذا لم ينفعهم في بعض شدائد الحياة ما تعلموه نفعهم ما اعتقدوه...

لا ... لا ... , يارجال الجامعة ! إن كان هناك شيء اسمه حرية الفكر فليس هناك شيء اسمه حرية الأخلاق.
وتقولون: أوربا وتقليد أوربا؟ ونحن نريد الشباب الذين يعملون لاستقلالنا لا لخضوعنا لأوربا.
وتقولون: إن الجامعات ليست محل الدين, ومن الذي يجهل أنها بهذا صارت محلاً لفوضى الأخلاق؟
وتزعمون أن الشباب تعلموا ما يكفي من الدين في المدارس الإبتدائية الثانوية, فلا حاجة إليه في الجامعة.
أفترون الإسلام دروساً ابتدائية وثانوية فقط؟ أم تريدونه شجرة تغرس هناك لتقلع عندكم؟ (11) اهـ.
====================

الهوامش :

(*)استفدت فقرات هذا الفصل من (طه حسين: حياته وفكره في ميزان الإسلام) للأستاذ "أنور الجندي) بتصرف, وانظر: (محاكمة فكر طه حسين) له أيضاً.
(1)(زكي مبارك) للأستاذ أنور الجندي ص (132).
(2)من " طه حسين" لأنور الجندي ص (229).
(3)انظر ما قيل حول تنصره في "طه حسين: حياته وفكره في ميزان الإسلام" للأستاذ " أنور الجندي" ص (73-74).
(4)(طه حسين في ميزان العلماء والأدباء) للأستاذ محمود مهدي الاستانبولي, نقلاً عن مجلة (حضارة الإسلام) ع: (4420) بين 1391 (1919).
(5)السابق- ص (552).
(6)انظر : (حصوننا مهددة من داخلها) ص (101) – الطبعة السابعة.
(7)انظر "طه حسين" للأستاذ "أنور الجندي" ص (79).
(8)يقصد الشيخ "حسن البنا" رحمه الله بكلمة (هذا) الإشارة إلى قول "طه حسين" في حفل تكريم أقيم له: (وأتمنى أن يقيض الله للإسلام من يدافع عنه, كما أدافع عنه, وأن ينشره ويحببه للناس كما أبشر به أنا, وكما أحبب مبادئه للناس) اهـ ! وانظر "طه حسين" للأستاذ "أنور الجندي" ص (85-89).
(9)من " تطور النهضة النسائية في مصر" ص (72).
(10)"إهابة" للكاتبة "عزيزة عباس عصفور" ص (128, 133), وقد كان لهذه المطالب صدى واسع لدى المؤيدين والمعارضين, وفي هذا الكتاب "إهابة" جمعت الكاتبة النشرات والمقالات التي باركت تلك الحركات الإسلامية الطلابية, فراجعه إن شئت.
(11)"وحي القلم" (3/184-188) تحت عنوان: (قنبلة بالبارود لا بالماء المقطر), وانظر (إهابة) لعزيزة عباس عصفور ص(78-80) .
* المرجع ( عودة الحجاب )
.
رد مع اقتباس