قبيح بالمرء أن ينظر إلى عيوب الآخرين ويغفل عن عيوب نفسه فلا يخلو المرء من عيوب كثيرة فقد جل من لا عيب فيه وعلا وكما قيل :
إن عبت قوما بالذي فيك مثله فكيف يعيب الناس من هوأعور
وإن عبت قوما بالذي ليس فيهم فذلك عند الله والناس أكبر
وما أحسن ما قال القائل :
لسانك لا تذكر به عورة امرئ فكلك عورات وللناس ألسن
وأحسن من هذا وذاك تلك الإشارة اللطيفة التي لا تخلو من موعظة بليغة منه صلى الله عليه وسلم حين قال : يبصر أحدكم القذاة في عين اخيه وينسى الجذع في نفسه ، وقال صلى الله عليه وسلم مرهبا من الطعن في الآخرين : من قال هلك الناس فهو أهلكهم ، ولهذا ننصح أخانا ألا يلتفت إلى الناس وإنما لينظر إلى نفسه وليحرص على إصلاحها فإن فعل كان من المفلحين إن شاء الله تعالى فقد قال سبحانه في سورة الشمس : ونفس وما سواها * فألهمها فجورها وتقواها * قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها ، والله أعلم
المجيب الشيخ أسامة رضوان
|