عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 12-28-2009, 10:51 PM
أم سلمى أم سلمى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

وقد تنوعت العبادات ليكون بذلك الإمتحان .. سبحان الله ..
فهى بذل المحبوب والكف عن المحبوب وإجهاد البدن : كل هذا إمتحان :
بذل المحبوب مثل الزكاة : لأن المال محبوب للإنسان كما قال الله عز وجل { وتحبونَ المال حُباً جماً } ، { وإنه لحب الخير لشديد }
الكف عن المحبوب مثل الصيام : كما جاء فى الحديث القدسى : " .. يضع طعامه وشرابه وشهوته من أجلى .. "
فتنوعت هذه الدعائم الخمس على هذه الوجوه تكميلاً للإمتحان :
-فبعض الناس يسهُل عليه أن يصوم ولكن يصعب عليه أن يدفع قرشاً واحداً
-وبعض الناس يسهل عليه أن يُصلى ولكن يصعب عليه أن يصوم
-وهكذا ....

مسائل على الحديث :
1)أن هذا الدين ( الإسلام ) له أُسس وله فروع ، والأُسس هى هذه الخمسة ولا يقوم الإسلام إلا على هذه الأُسس كلها ، وإذا إختلَّت : إختلَّ جزءٌ من الإسلام
2)أن أهم هذه الأُسس هو الشهادتان فهى المدخل لهذا الدين ، وهى تمثل العمل القلبي الذى يظهر أثره على الجوارح . وهذا العمل القلبي لابد أن ينطق به اللسان وأن تعمل به الجوارح فلا يقُل بلسانه ( لا إله إلا الله ) وفى نفس الوقت يأتى بأعمال تنقضها
3)عِظَم أمر الصلاة فى إقامتها ، فالصلاة هى عمود الدين ، ولم يأتِ عن النبى صلى الله عليه وسلم نفى الإسلام لمن ترك شيئاً من الدين إلا فى الصلاة حيث قال صلى الله عليه وسلم : " إن بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة " وقال " الأمر الذى بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر " .. فهذا يدل على أهمية الصلاة ..
وهى أول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة فإن قُبلت نُظر فى بقية أعماله ، وإلا : رُدت عليه ورُد عليه سائر عمله .
ومما يدل على أهمية الصلاة أنها شُرعت فى السماء فى رحلة الإسراء والمعراج ،
فيجب على المسلم أن يحرص على الصلاة وأن يؤديها فى أوقاتها ، فقد جاء جبريل عليه السلام ليُعلم النبى صلى الله عليه وسلم فصلَّى مرة فى أول الوقت وصلى مرة فى آخر الوقت ، وجعل الوقت فيما بين الصلاتين .. وهذا يدل على أهميتها
والكلام فى الصلاة يطول ، فأمر الصلاة عظيم ينبنى عليه هذا الدين لأنها عامود الدين فلابد أن ننتبه لهذا ..
4)أهمية الزكاة : وأنها الركن الثالث من أركان الإسلام ، ومهما بحث الإقتصاديون وأصحاب الأمال والشؤون الإجتماعية وغيرهم فلن يجدوا نظاماً أروع ولا أحسن من نظام الزكاة
ثم إن الزكاة تطهيرٌ للمال كما هى تطهيرٌ للنفس من الشُح والبُخل وحُب المال والحرص عليه

وإذا قال قائل : إذا ترك شخص ركن من هذه الأركان هل يكفر أم لا ؟
فالجواب : أنه إن لم يشهد أنه لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فهو كافر بالإجماع ولا خلاف فى هذا
وأما إذا ترك ( الصلاة - الزكاة – الصيام – الحج ) ففيها خلاف :
-فعن الإمام أحمد – رحمه الله – رواية أن من ترك واحدة منها فهو كافر .. لكن هذه الرواية ضعيفة
-والصواب أن ( الزكاة – الصيام – الحج ) لا يكفر تاركها إلا إذا أنكرها لأن هذا من المعلوم من الدين بالضرورة
أما الصلاة فقد قال عبد الله بن شقيق رحمه الله : كان أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئاً من الأعمال تركهُ كُفر إلا الصلاة ..

فهذا الحديث يدل على أهمية هذه الأركان
وأقتصار النبى صلى الله عليه وسلم على هذه الأركان لا يعنى أنه ليس هناك واجبات أخرى بل هناك واجبات أخرى بيّنتها النصوص الأخرى .. وإنما هذه الأركان هى دعائم وأُسس .


ونكتفى بهذا القدر فى هذا اللقاء ، وجزاكن الله خيراً
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفركَ وأتوبُ إليك


رد مع اقتباس