عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 08-09-2009, 12:40 PM
أم سلمى أم سلمى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

المُعرف بأداة التعريف

أل حرفُ تعريفٍ أو اللامُ فقط فنمطٌ عرّفت قل فيه النمط
أل : حرف تعريفٍ عند سيبويه
أو اللام فقط : عند الخليل
هناك خلاف : هل التعريف بأل كلها أم باللام وحدها ؟
قولان للنُحاة

فنمطٌ عرّفتَ قل فيه النمط :
نمط : النمط
كتاب : الكتاب
رجل : الرجل
إذاً ( أل ) المعرّفة هى الداخلة على النكرة فأفادتها التعريف

وقد تُزادُ لازماً كاللاتِ والآن والذينَ ثمّ اللاتِ
ولاضطرارٍ كبناتِ الأوبرِ كذا وطبتَ النفسَ يا قيسُ السّرى

أل المعرّفة هى الداخلة على النكرة فتفيدها التعريف ، وهناك أل الزائدة : أى الذتى لا تُفيد تعريفاً ( وقد تُزادُ )
والزائدة : إما زائدة زيادة لازمة أو زائدة للضرورة ( لضرورة الشعر )
وقد تُزاد لازماً كاللاتِ : هل سمعت ( اللاتِ ) بدون أل ؟
اللاتِ : إسم الصنم
هل سمعت العرب قالوا : (لات ) ؟ مع أنه عَلَم على صنم
إذاً هذا العَلَم تعريفه بماذا ؟
تعريفه بالعَلَمية وليس بأل ، ومع هذا زادوا فيه أل
ايضاً مثل ( السَمَوأل ) العرب عندهم رجل إسمه السَمَوأل ، فكان يكفى أن يقولوا ( سَمَوْأل ) ولكنهم قالوا ( السموأل ) فوضعوه بزيادة أل ، هذه الزيادة زيادة لازمة لا تنفك عنه

إذاً ( اللات - العُزى )
و ( الذين - اللاتى - اللائى ) مُعرف بالموصولية ، فأل فيه زائدة .. هل ينفك عنها ؟
هل نقول ( لذين ) بدون أل ؟ هل نقول (لات) بدون أل ؟
إذاً أل هنا زائدة زيادة لازمة :
وقد تُزادُ لازماً كاللات والآن والذينَ ثم اللاتِ
اللاتِ : علم على صنم
اللاتى إسم موصول لجماعة الإناث
والآن والذين ...

ولاضطرارٍ كبناتِ الأوبرِ كذا وطبت النفس يا قيس السرى
بن مالك يُشير إلى بيتين من الشعر وردت فيهما زيادة أل للضرورة ، لعلكم تذكرون أيها الكرام أن العَلَم على قسمين :
1) عَلَم شخصٍ 2) عَلَم جنس
علم شخص : كأحمد - فاطمة - يزيد - مكة ...
علم جنس : كأُسامة للأسد - ثُعالة للثعلب
ومن أعلام الأجناس العرب سمّوا ( بنات الأوبر ) ،وهو نبات فطرى وهو المعروف بعيش الغراب ، فالعرب سموا جنس نوع من النباتات الفطرية ببنات أوبَر لأن له ملمس مثل الوبر

المهم : الأعلام لا تُعلل ، هكذا سمّوه كما سمّوا جنس الأسد أسامة فلا تقُل لماذا ..
المهم سمّوا هذا الجنس من النباتات ببنات أوْبر ، فالشاعر أراد أن يقول بيتاً من الشعر وفيه كلمة ( بنات أوبر ) فوجد نفسه لو قال بنات أوبر فإن النظم لن يتم ، يعنى وجد نفسه محتاج أل ، فقال : بنات الأوبر
قال الشاعر لصاحبه : ولقد جنيتُكَ أكْمُئاً وعساقلاً ولقد نهيتُك عن بناتِ الأوبرِ
فهذا النوع من النبات فيه عدة أنواع :
1) أكمؤ 2) عساقل 3) بنات الأوبر
فهو يقول إن أحسن نوع من هذه النباتات هو ( الأكمؤ - والعساقل ) والنوع الردئ هو بنات الأوبر ، وهذا البيت ممكن أن يُضرب مثل لمّا الإنسان يترك الطيب إلى ما دونه
المهم : الشاعر إضطر أن يزيد أل حتى يتم الوزن ( ولقد نهيتُك عن بنات الأوبر ) فزاد أل فى الأوبر ، وهذه الزيادة ليست لازمة لأن العرب يقولون ( بنات أوبر ) إذاً فهذه الزيادة للضرورة

كذلك فى البيت الثاني قال :
أراكَ لمّا أن رأيتَ وجوهنا صددتَ وطبتَ النفس يا قيسُ عن عمروِ
هو يعتب عليه أنه لمّا جاءوه صدّ عنهم ولمّا جاءه عمرو هشَّ وبشَّ فى وجهه
فالأصل ( وطبت نفساً ) نفس هنا تمييز ، والتمييز ينبغى أن يكون نكرة ، فأضطر الشاعر أن يزيد فيه أل لوزن البيت فقال ( وطبت النفس )

قال : وقد تُزاد : قد تأتى أل زائدة ، وهذه الزيادة إما (1) لازمة أو (2) لضرورة الشعر أو (3) للمح الصفة
لازمة : كما فى اللات والعُزى - السموْأل - الذين - اللائي - اللاتى : يعنى بعض الأعلام التى لا يمكن أن تنفك عنها ( اللات والعُزى ) فأل فيهما زائدة زيادة لازمة ، وكذلك السموْأل
أما فى الفضل - العباس : فيمكن أن تنفك عنها

قال : وبعض الأعلام عليه دخلا للمح ما قد كان عنه نُقلا
يعنى تدخل على بعض الأعلام للمح الصفة التى نُقل منها العَلَم
فالعَلَم نوعان :
1) عَلَم مُرتجل يعنى لم يُستعمل فى معنى قبل العَلَمية مثل : سُعاد - أُدد - زيد
2) عَلَم منقول : كان له إستعمال ثم نقلناه وسمينا به شخصاً ( أُسامة - أسد ، حارث ، عامر ، زارع ، النُعمان .... )
كالفضل والحارث والنُعمان
الفضل : أدخلوا عليه أل ليلمحوا أن فيه فضلاً
الحارث : ليلمحوا أن فيه خيراً وبركة ( فالحارث هو الزارع للأرض ، والزارع يُنمى ويأتى بالخير )
والنُعمان : سموه نُعمان وأصبح فيه حُمرة مثل شقائق النُعمان وهو نوع من الزهر يُنبته نبات إسمه النُعمان
قال : كالفضل والحارث والنعمان : هو مثّل بثلاثة أمثلة ليدل على أن المنقول منه :
قد يكون ( إسم معنى ) كالفضل والكرم والحسن والخير
وقد يكون ( وصف ) كالحارث والزارع وقد يكون ( إسم جنس ) كالنعمان والبحر والصخر والحجر

فذكرُ ذا وحذفه سيّان :
هذه ممكن تذكرها وممكن تحذفها
طبعاً سيان فى أن الإسم عَلَم لا يحتاج إلى أل ، لكن ذكر أل يدل على الصفة على أن فيه شيئاً من المنقول عنه ، فهو لا يقصد أن ذكر الحذف سيّان فى المعنى ولكن فى التعريف ، يعنى ( فضل ) معرفة : فأل لم تُعرّفه ( يعنى أل ليست مُعرِّفة ) وإنما هى زائدة للمح الصفة

وقد يصيرُ علّماً بالغلبة مضافٌ أو مصحوبُ أل كالعقبة
أحياناً مافيه أل لا يكون معرفةً فقط بل يكون عَلَماَ : كالمدينة - العقبة - العيّوق ( نجم فى السماء ) - الكتاب
يعنى يقول أحياناً المعرّف بأل ننقله من مجرد معرّف بأل ونجعله عَلَم على ذات مُشخصة ( على شخص واحد ) ، مثلاً لمّا تقول : زُرتُ المدينة : هل تقصد مدينة مُعرفة أم تقصد مدينة النبى عليه الصلاة والسلام ؟
هذا معنى : وقد يصير عَلَماَ بالغلبة مضافٌ أو مصحوبُ أل كالعقبة
لمّا تقول ( بيعة العقبة ) أصل العقبة : كل ما يعترض الطريق من حجر - صخر - لكن لمّا قالوا ( العقبة ) : جعلوها عَلَم على هذا المكان
المدينة : جعلوا المدينة عَلَم على مدينة النبى صلى الله عليه وسلم
الكتاب : تقول قرأتُ الكتابَ - يعنى كتاب سيبويه ، فصار علَماً على كتاب سيبويه

المضاف : كأبى بكر - أبى قُحافة
المفروض أن كل إنسان عنده بكر ( يعنى جمل صغير ) نقول : هذا أبو بكر ، وهذا أبو بكر ، وهذا أبو بكر .. ولكننا جعلناه عَلَم على شخص
أيضاً : أبو شامة : هذا له شامة وهذا له شامة وهذا له شامة : فهذا أبو شامة وهذا أبو شامة وهذا أبو شامة
أيضاً شخص سمى إبنه عمر وآخر سمى أبنه عمر وآخر سمى ابنه عمر : فهذا أبو عمر وهذا أبو عمر وهذا أبو عمر ،ولكننا إخترنا واحد من بين الناس وسميناه أبو عمر فاصبح عَلَماً بالغلبة

فأصل المضاف لا يكون عَلَماَ ، وأصل المعرّف بأل لا يكون علماً ، فقد يُطلق المعرّف بأل على واحد بعينه ( يعنى على شخص بعينه ) فيصير عَلَماَ بالغلبة ( غلب على هذا فصار علَماً عليه )
والشيخان : صار عَلَماً بالغلبة على البخارى ومسلم
إنما أصل الشيخان فى اللغة أى اثنين معروفين من الشيوخ ، يعنى ممكن أقول الشيخان فلان وفلان غير البخارى ومسلم
لكن إذا قلنا ( الشيخان ) ونسكت فأصبح عَلَم بالغلبة على البخارى ومسلم
الفاروق - الصدّيق ... غلب على واحد فصار عَلَماً عليه

يا أيها الكرام : أحياناً أقول مثلاً : مِن التى أو مِن الذى :
لو قلنا مِن التى : يعنى من الكلمة التى ..
مِن الذى : يعنى من الحرف الذى ..
فلو راعيت الكلمة تقول ( التى ) ، ولو راعيت الحرف تقول ( الذى ) ...

ولنا لقاءٌ آخر إن شاء الله

اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً
وصلى الله على محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلم
والحمد لله رب العالمين