عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 07-03-2009, 03:30 AM
حيدرية للابد حيدرية للابد غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




افتراضي

زواج المتعة أو الزواج المؤقّت، حقيقة قائمة في المجتمع الإسلامي، لكن هذا الزواج ما زال يثير الأسئلة حول ماهيته والظروف الذي ينشأ فيها. ولأن الموضوع دقيق وحسّاس ويحتاج إلى تفسير واضح

لعلّ أسلم تعبير هو ما يتداوله المحلّلون الفقهيون بالطبيعة التي يرتكز عليها هذا النوع من الزواج هو الزواج المؤقت، لأنهم يقسمون الزواج إلى زواج دائم ينطلق من حاجة الطرفين الرجل والمرأة إلى السكينة والاستقرار والطمأنينة ويتعاونان على أمور الحياة كلها، بحيث يتحقق الاندماج الروحي والحسي والحياتي بين الطرفين، كما هو التعبير القرآني {هنّ لباسٌ لكم وأنتم لباسٌ لهنّ}. وكأن المرأة تلبس الرجل كي يمثل كل كيانها، والرجل يلبس المرأة ليؤكد وحدة الكيان بينهما.

وهناك حاجةٌ أخرى ونوع آخر من الزواج ينطلق من الحاجة الجنسية التي تلحّ على الإنسان بشكل وبآخر، وقد يكون لديه ظروف واقعية على المستوى المادي أو الاجتماعي وما إلى ذلك، تمنعه من الزواج، وهنا في هذا المجال جاء الزواج المؤقت الذي يسمى زواج المتعة باعتباره تلبية حاجة جنسية. هناك حديث يتردد بين الكثيرين من الناس لا سيما الذين ينكرون هذا الزواج، إن مشكلة اعتبار المرأة أداة للجنس أو النظر إليها باعتبارها مركز الجنس هو إسقاط لإنسانية المرأة.

حاجة طبيعية كالطعام والشراب

ولكن المسألة تتجاوز هذا المعنى، ذلك أن الإسلام كان إنسانياً وواقعياً في مسألة تنظيم الجنس، فاعتبره حاجة طبيعية تماماً كما هو الأكل والشراب وما إلى ذلك. وليس هذا عيباً وليس شيئاً قذراً، حتى أنه في أكثر من نص قرآني يذكر الجنس بشكل صريح وليس هناك مشكلة في الحديث عن الأعضاء الجنسية أو عن المعرفة الجنسية، باعتبارها شيئاً يمثل حاجة المرأة كما هي حاجة الرجل.

هذا النوع من الزواج قد يكون بمثابة حل لمشكلة المرأة التي قد لا تملك فرص الزواج، كذلك الأمر بالنسبة إلى الرجل. ربما يقول البعض في هذا المجال إن قضية زواج المتعة أو الزواج المؤقت يمثل علاقة جنسية لا فرق بينها وبين العلاقات الجنسية غير الشرعية، ولكن المسألة هنا ليست صحيحة بهذه الدقة، لأن ما يميز بين العلاقة الشرعية والعلاقة غير الشرعية هو الجانب القانوني الذي يخضع له شكل هذه العلاقة وشكل تلك العلاقة، والمسلمون لا بد أن يكون لهم قانون يضبط كل علاقة، بحيث تكون خاضعة للتشريع الإسلامي، ولذلك فإن المسلمين الشيعة يؤكدون أن هناك أسساً شرعية علمية فقهية لتشريع المتعة، ويستشهدون بقوله تعالى: {فما استمتعتم به منهنّ}، ويؤكدون أنهم يتفقون مع المسلمين السنة في أن المتعة شرّعت في عهد النبي(ص)، ولكن السنة يقولون إن المتعة نسخت والشيعة يناقشون السنة في ذلك بطريقة علمية وموضوعية.

*لكن لماذا شرع هذا الزواج؟

إذا قلنا إن التشريع مستمر كما يراه الشيعة، لأن الزواج الدائم في مدى التاريخ وأمام كل القوانين سواء البدائية منها أم الحضارية، لم يستطع أن يحل مشكلة الجنس، لأن هناك ظروفاً كثيرة يعيشها الناس، رجالاً ونساءً، لا تسمح لهم بعلاقة الزواج، لذلك طورت مسألة تشريع الزواج المؤقت الذي يخضع لقانون دقيق في العلاقة، فهناك عقد وهناك مهر وإذا حصل حمل يكون المولود شرعياً، كما أن المرأة إذا انتهت المدة المتفق عليها مع الزوج تعتدّ قبل أن ترتبط من جديد بإنسان آخر.

أُريد لهذا الزواج من الناحية الشرعية أن يسجل في المحاكم الشرعية، فبعض المحاكم الشرعية في البحرين كانت تحرص على تسجيل هذا الزواج.

متى يتم زواج المتعة ومن الذين يحق لهم عقد زواج المتعة؟

ـ زواج المتعة هو كالزواج الدائم، شروطه الشرعية أن تكون المرأة بلا زوج أو تكون بالغة وراشدة ويكون الزوج بالغاً وراشداً، مع مفردات قانونية هي تلك الموجودة في قانون الزواج. إذاً يمكن الزواج المؤقت أن يحصل بين أي رجل وأي امرأة.

* هل يحق لرجل متزوج أن يعقد زواج المتعة مع فتاة غير متزوجة؟

ـ من ناحية المبدأ لا مانع، لأنه قد تكون لديه حاجة مثلاً إذا كان في حال سفر، أو زوجته مريضة.

* هل يصح زواج المتعة على الفتاة البكر؟

ـ زواج المتعة كالزواج الدائم، وهناك نظريتان في هذا الخصوص: الأولى، تقول إن الفتاة البكر لا يجوز لها حتى لو كانت بالغة وراشدة أن تعقد العقد، سواء كان زواجاً مؤقتاً أو دائماً، إلا بإذن من أبيها أو جدها لأبيها. الولاية تسقط عن البالغة الراشدة، ولكن التحفظ في مسألة الزواج يبقى وبحسب ما يحلله البعض، لأن قلة تجربتها تعرضها للخديعة. أما النظرية الثانية فتقول إن البالغة الراشدة يحق لها بأن تتزوج زواجاً دائماً أو زواجاً مؤقتاً دون حاجة إلى إذن وليها، لأن الولاية تسقط عنها بالبلوغ والرشد، ففي ضوء هذا فإنها إذا كانت بالغة راشدة فمن المفروض أن رشدها وبلوغها يجعلانها تعي النتائج السلبية والإيجابية، سواء في الزواج أو في مواقف أخرى.

* هل يجوز في هذه الحالة إنجاب أولاد؟ وما هو مصير الطفل وشرعيته؟

ـ إن ولد الزواج المؤقت كولد الزواج الدائم يملك كل الشرعية والحقوق، ولد شرعي قانوني مئة في المئة، لذلك نحن دعونا وندعو إلى توثيق الزواج المؤقت كما الزواج الدائم على أساس حماية النتائج التي تحصل ومنها الولد.

* هل يمكن أن يكون زواج المتعة زواجاً دائماً؟

ـ الذي يحدّد زواج المتعة هو التوقيت، يمكن شخصاً أن يعقد زواج متعة 50 سنة وينجب أولاداً عدة.

* هل من حالات من هذا النوع موجودة؟

ـ نعم يوجد حالات، ولكن ليس لديّ إحصاءات، ولكن على ما أعتقد أن في دولة البحرين حالة زواج مؤقت عمرها 25 سنة.

بين التحريم والتحليل

* هل زواج المتعة هو شائع لدى جميع المذاهب والطوائف؟

ـ الأخوان السنّة يرون أنه محرم، لأنهم يعتبرون أن النبي أباحه ثم نسخه، فأصبح من خلال ما يعتقدونه من نسخ علاقة غير شرعية، ولكننا نجد أن الذي حرّم زواج المتعة هو الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، إذ قال إن رسول الله حلّله وأنا أحرّمه وأعاقب عليه. وينقل التاريخ عن ولده عبد الله بن عمر أنه كان يجيز ذلك وعن ابن عباس أيضاً حتى أن بعض الرواة كان يروي ويقول لقد استمتعنا على عهد رسول الله وعلى عهد أبي بكر وقسم من الخلفاء.

* هل يعتبر زواج المتعة من الطروحات الحديثة؟

ـ لا، فهو موجود منذ كان الفقه الإسلامي.

* هل من نصّ قرآني يشرع زواج المتعة؟

ـ القرآن قال: {فما استمتعتم به منهن فآتوهنّ أجورهنّ فريضة}.

* هل يحق للأرملة عقد زواج متعة مع شخص متزوج أو غير متزوج؟

ـ يحق لها ذلك.

* هل يحق لها أن تعقد أكثر من زواج متعة؟

ـ إذا كان عقد الزواج مؤقتاً وينتهي تنتهي العلاقة، ولكن لا بد للمرأة أن تعتدّ قبل أن تعود وتقوم بعلاقة أخرى كالمرأة المطلقة، لا بد أن تمر بها حيضتان.

* إذا وصلت امرأة إلى عمر ووجدت نفسها فيه أنها تأخرت عن الزواج، هل يحق لها إقامة زواج متعة مع أي شخص؟

ـ المبدأ بالنسبة إلى الإسلام شرعية الزواج للمرأة، سواء الزواج من الشخص المتزوج أو غير المتزوج، تبقى هناك مسألة تعدد الأزواج، هذه مسألة محل جدل وقد اتفق العالم كله الآن على التعددية في العلاقات، حتى أن الغرب الذي حرّم قانون الزواج الثاني يعترف بالعشيقة إلى جانب الزوجة ويعطيها حقوق الزوجة من الناحية القانونية.

* بالنسبة إلى المرأة العانس، هل يحق لها زواج المتعة من أجل حل أزمتها الجنسية؟

ـ يجوز لها ذلك، المهم أن تكون بالغة وراشدة.

* هل من نصّ يشرّع في المحكمة الشرعية زواج المتعة ويعمل على تسجيله؟

ـ على المحكمة الشرعية أن تلتزم الأصول الشرعية المعتمدة في المذهب الإمامي، ولكن المجتمع لم يصل إلى مرحلة يتقبل فيه زواج المتعة، وحتى في المجتمع الشيعي حيث أن الناس لا يريدون لبناتهم أن يعيشوا حياة غير مستقرة، وأن زواج المتعة ربما يحقق تلبية للرغبة الجنسية ولكن لا يعطي استقراراً للطرفين.

*هل يحق للرجل أن يقيم أكثر من زواج متعة مع أكثر من امرأة على غرار تعدد الزوجات؟

ـ يحق له، ولكن لا يحق للمرأة ذلك بسبب تحديد أبوة الولد الذي ينسب إلى والده.

حتى لا تحدث الفوضى

* الا يبيح زواج المتعة نوعاً من الفلتان في العلاقات؟

ـ هذا الزواج له قوانين وحواجز معينة مثل العدة عند المرأة، للقانون حدود أخلاقية، بعض الناس يأخذون جزءاً من القانون من أجل مصلحتهم، وهذا خطأ، الإسلام حاول تشريع الضوابط لهذا الزواج.

* هل من ضرورة لوجود رجل دين أثناء عقد زواج المتعة ليقوم بإجراءات هذا الزواج؟

ـ الزواج في الإسلام سواء كان زواجاً دائماً أم مؤقتاً على رأي المذهب الإسلامي الشيعي لا يشترط الشاهدين وإن كان يستحب ذلك. الزواج حالة شخصية بين الزوجين وقضية التسجيل تكون من أجل توثيق الزواج وليس من أجل شرعية الزواج. ولكن يستحسن التسجيل ووجود الشهود في الزواج الدائم والمؤقت، ولكن عند المسلمين السنة يعتبر وجود الشاهدين ضرورياً للزواج.

* هل للمرأة حقوق زوجية في زواج المتعة؟

ـ زواج المتعة يقلص الحقوق بين الطرفين، وللمرأة أن تشترط على الزوج وعليه أن يلتزم الشروط.

* من تجد أجرأ في إقامة زواج المتعة الرجل أم المرأة؟

ـ الرجل هو الأجرأ، المرأة تنتظر من يأتي ليعرض عليها الزواج مع العلم أنه في الإسلام ليس الوضع كذلك، ويجوز لها أن تعرض هي الزواج وتطلبه، ويروى أنه جاءت امرأة إلى الرسول(ص) وكان بين جمع من الرجال، وقالت له: زوِّجني يا رسول الله، قال: من لها؟ فقام واحد فسأله، هل لديك مال أو أي شيء؟ قال: لا، ثم سأل مرة أخرى: من لها؟ فلم يجب غير هذا الرجل، قال: هل معك شيء من القرآن؟ قال: نعم، قال زوجتك إياها لما معك. الدلالة هنا أنه من حق المرأة أن تطلب الزواج من أجل حاجات خاصة.

متى بدأ ظهور زواج المتعة؟

ـ منذ عهد النبي(ص).


هل هذا كافي لتعريفك على زواج المتعه لدى المذهب الشيعي؟
ويبقى الاختلاف في الرأي لايفسد من الود قضية
رد مع اقتباس