عرض مشاركة واحدة
  #113  
قديم 06-01-2009, 12:33 AM
اشرف رشدي اشرف رشدي غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




افتراضي

شخصية الرسول محمد صلى الله عليم وسلم واحدة من الشخصيات الملهمة والفاعلة في تاريخ الإنسانية, ومثلما تأثر وانفعل الذين آمنوا برسالته كذلك تأثر الذين لم يؤمنوا به بل والذين ناوؤه كالوليد بن المغيرة المخزومي مثقف العرب وحكيمهم الذي عاش ومات على الكفر: قال إن لقوله لحلاوة وان عليه لطلاوة وأن أعلاه لمثمر وأسفله لمغدق وأنه يعلو ولا يعلى عليه، وأمية بن أبي الصلت الثقفي هذا المثقف الكبير والشاعر الذي اطلع على تاريخ الأديان والأمم وقف مبهورا أمام عظمة الرسول حين التقاه في مكة, حيث راح النبي ينظر اليه ويقرأ عليه سورة (يس) فقيل له ما تقول في محمد؟ قال إنه نبي وعظيم ولكن قلبي لا يطاوعني فيه. ومثلما كان النبي ملهما لمعاصريه كان ملهما ومعلما لمن اطلع على سيرته ونهجه من المسلمين وغير المسلمين.
كثيرون أولئك الذين وقفوا مبهورين أمام عظمة هذه الشخصية العملاقة منذ أن أشرق نوره حتى يومنا هذا إلا أن مع الأسف أن من يحاول تشويه صورة النبي الناصعة أولئك المحسوبون على الإسلام المدفوعين من الحاقدين عليه.

إن المرء ليعجب حينما يسمع ويرى التهجم على نبي الإنسانية من ثلة من الغربيين جاهلة بالقيم وجاهلة بالمعرفة ومظللة من قبل الحاقدين ولكن الحق ينطق على لسان المنصفين والمثقفين منهم وفي الوقت ذاته فإن قول هؤلاء المثقفين هو الدليل الذي يلجم الأفواه والأقلام التي تصف الرسول الكريم بأنه نبي الحرب والدم.

ليس كل الغربيين كما يعتقد البعض من المتعصبين ضد الإسلام ورسول الإنسانية بل إن كثيراً من مثقفيهم وكتابهم الكبار الذين نظروا بعين الانصاف عرفوا قدر الإسلام وأشادوا بصفات الرسول الأكرم ودافعوا عنه بنزاهة وموضوعية واعترفوا أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم جاء بالرسالة العظمية لقيادة البشرية نحو الخير والحق.

ورغم الحملة الشرسة ضد الإسلام ورسوله فإن عالماً كبيراً مثل العالم النفساني والاجتماعي الفرنسي المعروف جوستاف لوبون صاحب كتاب حضارة العرب يؤكد: أن محمداً رغم ما يشاع عنه من قبل خصومه ومخالفيه في أوروبا إلا أن الحقيقة التي لا مراء فيها أنه أظهر الحلم العظيم والرحابة الفسيحة، ويقول الأديب الفرنسي ألفونس لامارتين: إن محمدا أقل من الإله وأعظم من الإنسان العادي أي أنه نبي.

وكان الأديب الأيرلندي برنارد شو هو الآخر منفعلا بشخصية النبي محمد إذ قال: إن من الأنصاف أن يدعى محمد منقذ الإنسانية وأعتقد أن رجلاً مثله لو تولى زعامة العالم الحديث لنجح في حل مشكلاته وأحل فيه السعادة والسلام، ولعل قول الكاتب الأمريكي مايكل هارت في كتابه (العظماء مائة وأعظمهم محمد) قول في غاية الانصاف والدقة إذ يقول حين سئل عن اختياره للنبي قال لقد اخترت محمداً في أول هذه القائمة ولابد أن يندهش كثيرون لهذا الاختيار ومعهم حق في ذلك ولكن محمداً هو الإنسان الوحيد في التاريخ الذي نجح نجاحاً مطلقاً على المستويين الديني والدنيوي، وهو دعا إلى الإسلام ونشره كواحد من أعظم الديانات، وأصبح قائداً سياسياً وعسكرياً ودينياً وبعد (13) قرناً من وفاته فإن أثر محمد مازال قوياً ومتجدداً.