كيف تتفق معها؟!!
ما نقلته إليكم هذا هو ما ذهب إليه جمهور أهل العلم والمفسرون!!
وسأنقل إليك طرفًا من أقوالهم لعل بذلك يتضح الأمر:
قال الشيخ الشنقيطي - رحمه الله- :
قوله تعالى في هذه الآية الكريمة { بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ } ، ليس من آيات الصفات المعروفة بهذا الاسم ، لأن قوله { بِأَيْدٍ } ليس جمع يد : وإنما الأيد القوة ، فوزن قوله هنا بأيد فعل ، ووزن الأيدي أفعل ، فالهمزة في قوله { بأَيْدٍ } في مكان الفاء والياء في مكان العين ، والدال في مكان اللام . ولو كان قوله تعالى : { بأَيْدٍ } جمع يد لكان وزنه أفعلاً ، فتكون الهمزة زائدة والياء في مكان الفاء ، والدال في مكان العين والياء المحذوفة لكونه منقوصاً هي اللام
والأيد ، والآد في لغة العرب بمعنى القوة ، ورجل أيد قوي ، ومنه قوله تعالى { وَأَيَّدْنَاهُ بروح القدس } [ البقرة : 87 و 253 ] أي قويناه به ، فمن ظن أنها جمع يد في هذه الآية فقد غلط غلطاً فاحشاً ، والمعنى : والسماء بنيانها بقوة
قال ابن عاشور في التحرير والتنوير:
والأَيْد : القوة . وأصله جَمع يد ، ثم كثر إطلاقه حتى صار اسماً للقوة ، وتقدم عند قوله تعالى : { واذكر عبدنا داود ذا الأيد } في سورة ص ( 17 )
والمعنى : بنيناها بقدرة لا يقدر أحد مثلها .
قال ابن عطية في المحرر الوجيز:
والأيد : القوة قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة
وقال الحافظ ابن كثير - رحمه الله- :
{ بأيد } أي: بقوة. قاله ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، والثوري، وغير واحد
قال البغوي:
{ وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ } ، بقوة وقدرة
قال أبو حيان صاحب البحر المحيط:
{ بأيد } : أي بقوة ، قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة ، وهو كقوله : { داود ذا الأيد }
قال الشوكاني في فتح القدير:
{ والسماء بنيناها بِأَيْدٍ } أي : بقوّة وقدرة
قال ابن الجوزي في زاد المسير:
{ بأَيْدٍ } أي : بقْوَّة ، وكذلك قال ابن عباس ، ومجاهد ، وقتادة ، وسائر المفسرين واللغويين «بأيد» اي : بقُوَّة .
قال السيوطي في الدر المنثور:
أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { والسماء بنيناها بأييد } قال : بقوة .
وأخرج آدم بن أبي اياس والبيهقي عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { والسماء بنيناها بأييد } قال : يعني بقوة .
قال الشيخ السعدي:
{ بِأَيْدٍ } أي: بقوة وقدرة عظيمة
قال ابن تيمية في درء التعارض و التدمرية:
وقال تعالى { والسماء بنيناها بأيد } الذاريات : 47 أي بقوة وقال تعالى : { أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة } فصلت : 15
قال الشيخ عبد العزيز الراجحي في أثناء شرحه على الطحاوية:
س- ورد في تفسير ابن كثير عند كثير عن قول الله تعالى: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47)} قال المصنف: بأيد أي بقوة ، فهل هو من تأويل الصفات؟ وهل يجوز جمع يد على أيد؟
ج - ليست منها ليست من تأويل الصفات ليست هذه من الصفات من أيد من أدى يأيد بقوة وقدرة إنما اليد التي يثبت في قوله تعالى: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} أما هذا من آد يأيد من قوة بأيد! بقوة ليس المراد اليد التي هي الصفة. نعم وليس
قال صاحب معارج القبول: (في أكثر من موضع)
بأيد أي بقوة قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة والثوري وغير واحد
أقول: وقد أخطأ بعض من المشايخ في إدراج هذه الآي تحت باب الصفات ومنهم فضيلة الشيخ المحمود - حفظه الله - في تيسير اللمعة.
|