عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 04-23-2009, 11:10 AM
العائد إلى الله حسن العائد إلى الله حسن غير متواجد حالياً
عضو ماسي
 




افتراضي


من هم أهل القرآن؟
اسمع - رعاك الله - إلى شيء من خبر أهل القرآن وفضلهم. فلعل في ذكرهم إحياء للعزائم والهمم، وترغيباً فيما نالوه من عظيم النعم.

فأهل القرآن هم الذين جعلوا القرآن منهج حياتهم، وقيام أخلاقهم، ومصدر عزتهم واطمئنانهم، هم الذين أعطوا كتاب الله تعالى حقه.. حقه في التلاوة والحفظ، وحقه في التدبر والفهم، وحقه في الامتثال والعمل. وصفهم الله تعالى بقوله:{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}الأنفال:2.
أنزلوا القرآن منزلته؛ فأعلى الله تعالى منزلتهم.. فعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله:(إن لله تعالى أهلين من الناس، أهل القرآن هم أهل الله وخاصته)رواه أحمد في مسنده وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم2165.
رفعوا القرآن وأعطوه قدره، فرفع الله قدرهم، وأكرمهم. عن أنس بن مالك قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إنّ من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه..) الحديث رواه أبو داود برقم4843 وحسنه الألباني في صحيح الجامع برقم2199. ففضلهم ليس كفضل أحد، وعزهم ليس كعز أحد، فهم أطيب الناس كلاماً، وأحسنهم مجلساً ومقاماً.. تغشى مجالسهم الرحمة، وتتنزل عليهم السكينة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده)رواه مسلم برقم2699. وهم أولى الناس بالإمامة والإمارة.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله وأقدمهم قراءة) رواه مسلم برقم 673. ولما جاءت الواهبة نفسها للنبي -صلى الله عليه وسلم- فجلست، قام رجل من أصحابه فقال: يا رسول الله إن لم تكن لك بها حاجة فزوجنيها، وفيه.. قال: (ماذا معك من القرآن؟) قال: معي سورة كذا وكذا، فقال: (تقرأهن عن ظهر قلبك؟) قال: نعم، فقال: (اذهب فقد ملكتها لما معك من القرآن)أخرجه البخاري برقم 1956. بل وحتى عند الدفن فلصاحب القرآن فيه شأن.. فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد، ثم يقول:(أيهما أكثر أخذاً للقرآن؟)أخرجه أبو داود برقم213 وصححه الألباني. فإذا أشير إلى أحدهما قدّمه في اللحد.وهم مع ذلك في حرز من الشيطان وكيده. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة)رواه مسلم برقم870. وهم كذلك في مأمن من الدجال وفتنته.. فعن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال )رواه مسلم برقم809.
هذا شيء من منزلتهم في دار الفناء، أما في دار البقاء فهم من أعظم الناس كرامة وأرفعهم درجة وأعلاهم مكانة.
فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها) رواه أبو داود برقم1464وصححه الألباني في صحيح أبي دواد برقم 1300.وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يجيء القرآن يوم القيامة فيقول: يا رب حَلّهِ، فيلبس تاج الكرامة، ثم يقول: يا رب زده، فيلبس حُلة الكرامة، ثم يقول: يا رب ارض عنه، فيرضى عنه، فيقال: اقرأ وارق، ويزداد بكل آية حسنة)رواه الترمذي برقم2915 وحسنه الألباني في صحيح الجامع برقم8030. وهم مع هذا في موقف القيامة آمنين إذا فزع الناس، مطمئنين إذا خاف الناس، شفيعهم القرآن، وقائدهم هنالك سوره الكرام..
فعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اقرأوا القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه)رواه مسلم برقم804، وعن النواس بن سمعان الكلابي قال:: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران -وضرب لهما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد- قال: كأنهما غمامتان أو ظلتان1 سوداوان بينهما شرق2 أو كأنهما حزقان3 من طير صواف تحاجان عن صاحبهما)رواه مسلم برقم805.
فهل يا ترى يضيرهم بعد ذلك شيء..؟!
اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا وغمومنا اللهم علمنا منه ما جهلنا، وذكرنا منه ما نسينا وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

رد مع اقتباس