عرض مشاركة واحدة
  #19  
قديم 03-18-2009, 09:28 AM
أبو مصعب السلفي أبو مصعب السلفي غير متواجد حالياً
الراجي سِتْر وعفو ربه
 




افتراضي

المبحث الخامس:
التعريض والإكتفاء بالبيان العام -هام جداً-

وكذلك يُسمى بالتلميح. والتعريض في اللغة: خلاف التَّصريح... ومنع المعاريض في الكلام; وهي التورية بالشئ عن الشئ(1)

... وقد ورد التَّعريض في كثير من آيات القرآن ومن ذلك ما ورد في سورة التوبة حيث قال الله تعالى "وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ "
وقال سبحانه كذلك "وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ"
وقال سبحانه "وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي"
إلى غير ذلك من الآيات التي عرَّض فيها بالمنافقين, واكتفى بالبيان العام لأخطاء أولئك القوم, وترك ذكر أسمائهم
قال السعدي -رحمه الله-: كانت هذه السورة الكريمة تُسمى (الفاضلحة) لأنها بيّنت أسرار المنافقين, وهتكت أسنارهم, فما زال الله يقول: ومنهم ومنهم, ويذكر أوصافهم, إلا أنه لم يعيّن أشخاصهم لفائدتين:
إحداهما: أنّ الله ستير يُحب الستر على عباده.
والثانية: أن الذمَّ على ما اتصف بذلك الوصف من المنافقين الذين توجّه إليهم الخطاب, وغيرهم إلى يوم القيامة, فكان ذكر الوصف أعمّ وأنسب حتى خافوا غاية الخوف. اهـ رحمه الله(2)

وقال العلامة محمد المناوي -رحمه الله- عن عدم ذكر رسول الله -عليه الصلاة والسلام- لأسماء المنافقين مع معرفته لهم: لأن عدم التعيين أوقع في النصحية, وأجلب للدعوة إلى الإيمان, وأبعد عن النّفور والمُخاصمة, ويحتمل كونه عاماً لينزجر الكل عن هذه الخصال على آكد وجه. اهـ(3)

أما ما ورد في السنّة من التّعريض والإكتفاء بالبيان العام فكثير, وخصوصاً ما كان في بيان تصحيح الأخطاء; إذ أنه -أي التعريض والبيان العام- ماهو إلا نتيجة الخثلُق العظيم الذي اتّصف به رسول الله -عليه الصلاة والسلام-, وكذلك استفادته من منهج القرآن -كما مرّ آنفا-,
وقد استخدم النبي -عليه الصلاة والسلام- هذا الإسلوب لتوجيه الصحابة, والأمة من بعدهم إلى تجنب بعض الأعمال المكروهة التي تؤدي إلى إيذاء المُجتمع, أو إلى فساد العبادة, أو إلى غيرها من الآداب التي ينبغي التحلي بها,
ومن ذلك ما يلي:


يُتبع إن شاء الله
..

-----
(1) الصِّحاح للجوهري (3/1087)
(2) تيسير الرحمن صـ 342
(3) فيض القدير للمناوي (1/464)
التوقيع

قال الشاطبي في "الموافقات":
المقصد الشرعي من وضع الشريعة إخراج المُكَلَّف عن داعية هواه, حتى يكون عبداً لله اختيارًا, كما هو عبد لله اضطراراً .
اللـــه !! .. كلام يعجز اللسان من التعقيب عليه ويُكتفى بنقله وحسب .
===
الذي لا شك فيه: أن محاولة مزاوجة الإسلام بالديموقراطية هى معركة يحارب الغرب من أجلها بلا هوادة، بعد أن تبين له أن النصر على الجهاديين أمر بعيد المنال.
د/ أحمد خضر
===
الطريقان مختلفان بلا شك، إسلام يسمونه بالمعتدل: يرضى عنه الغرب، محوره ديموقراطيته الليبرالية، ويُكتفى فيه بالشعائر التعبدية، والأخلاق الفاضلة،
وإسلام حقيقي: محوره كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأساسه شريعة الله عز وجل، وسنامه الجهاد في سبيل الله.
فأي الطريقين تختاره مصر بعد مبارك؟!
د/أحمد خضر

من مقال

التعديل الأخير تم بواسطة أبو مصعب السلفي ; 11-13-2010 الساعة 11:51 PM
رد مع اقتباس