المطلب الأول:
الحكمة
الحكمة في الاصطلاح... قيل فيها أقوال كثيرة, ورجَّح صاحب كتاب : الحكمة في الدعوة إلى الله أن التعريف الشامل لها هو " الإصابة في الأقوال والأفعال, ووضع كل شئ في موضعه " , والنبي -عليه الصلاة والسلام- كان من أحكم الخلق, يضع الشئ في موضعه, ولذا تآلفت عليه القلوب, وتواطأت الأفئدة على محبته, وتواترت الأقوال مدحه -عليه الصلاة والسلام-
ومن تتبع سيرة النبي -عليه الصلاة والسلام- وأقواله وأفعاله, وجد أنه كان ملازماً للحكمة في جميع أموره وتصرفاته, كيف لا وقد أُفرغت الحكمة في صدره -عليه الصلاة والسلام- كما ورد في الحديث المتفق عليه من حديث أبي ذر -رضي الله عنه- حيث كان يحدّث أن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- قال " فُرج سقف بيتي وأنا بمكة فنزل جبريل عليه السلام فشق صدري ثم غسله من ماء زمزم, ثم جاء بطست من ذهب ممتلئاً حكمة وإيماناً فأفرغها في صدري "
-وللحكمة أركان ثلاثة وهي:
1-العلم 2-الحلم 3-الأناة
وكلها قد وردت بها الأحاديث والمواقف منه -عليه الصلاة والسلام-, والتي دلّت على بالغ حكمته, ومن ذلك:
1- حديث عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: تخلف عنا النبي -عليه الصلاة والسلام- في سفرة سافرناها, فأدركنا وقد أرهقتنا الصلاة ونحن نتوضأ, فجعلنا نمسح على أرجلنا, فنادى بأعلى صوته -عليه الصلاة والسلام- "ويل للأعقاب من النار" ثلاثاً
ولعل الحكمة في هذا الحديث هي عدم تسميته المُخطئ بعينه, إذ ليس الجميع كلهم قد نسوا مسح أعقابهم -بالتأكيد-,
فرسول الله -عليه الصلاة والسلام- في هذا الحديث كان يرى الذين أخطأوا في وضوئهم وقصَّروا, وعند انكاره عليهم لم يقل لهم يا فلان ويا فلان, بل قال -عليه الصلاة والسلام- "ويل للأعقاب من النار", وستر على المُخطئ منهم, فدلّ ذلك على حكمته -عليه الصلاة والسلام-.
2-كذلك حكمته -عليه الصلاة والسلام- مع معاوية بن الحكم السُلمي الذي شمّت العاطس وهو في الصلاة
فهذا الموقف من أعظم الحكم البارزة السامية التي أوتيها النبي -عليه الصلاة والسلام-, وقد ظهر ذلك في نفس ومشاعر معاوية -رضي الله عنه-, لأن النفس مجبولة على حب من أحسن إليها, ولهذا قال -رضي الله عنه- " ما رأيتُ معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه "
وصدق القائل:
أحْسِن إلى الناسِ تَسْتَعْبِدْ قلوبهم * فطالما استعبدَ الإحسانُ إنسانا
3- حكمته -عليه الصلاة والسلام- مع الأعرابي الذي بال في المسجد حيث تعامل معه النبي -عليه الصلاة والسلام- بكل حكمة وحلم ورفق, مع أنه أتى بأمر عظيم -وهو البول في المسجد- استحق عليه الهمّ بالضرب والأذى من الصحابة الكرام,
ومع ذلك تؤثِّر فيه هذه الحكمة النبوية, فيرفع عقيرته بقوله " اللهم ارحمني ومحمداً ولا ترحم معنا أحداً " إنها أعظم حكمة تصدر من أعظم الخلق -عليه الصلاة والسلام-.
التوقيع |
قال الشاطبي في "الموافقات":
المقصد الشرعي من وضع الشريعة إخراج المُكَلَّف عن داعية هواه, حتى يكون عبداً لله اختيارًا, كما هو عبد لله اضطراراً . اللـــه !! .. كلام يعجز اللسان من التعقيب عليه ويُكتفى بنقله وحسب . === الذي لا شك فيه: أن محاولة مزاوجة الإسلام بالديموقراطية هى معركة يحارب الغرب من أجلها بلا هوادة، بعد أن تبين له أن النصر على الجهاديين أمر بعيد المنال. د/ أحمد خضر === الطريقان مختلفان بلا شك، إسلام يسمونه بالمعتدل: يرضى عنه الغرب، محوره ديموقراطيته الليبرالية، ويُكتفى فيه بالشعائر التعبدية، والأخلاق الفاضلة، وإسلام حقيقي: محوره كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأساسه شريعة الله عز وجل، وسنامه الجهاد في سبيل الله. فأي الطريقين تختاره مصر بعد مبارك؟! د/أحمد خضر
من مقال |
التعديل الأخير تم بواسطة أبو مصعب السلفي ; 11-13-2010 الساعة 11:44 PM
|