نواصلُ على نمط مماثل و بالله التوفيق ...
و دوما مع لغة تونسنا الخضراء الغرّاء ..
و مع لغتها الرّقيقة اللّطيفة و لهجتها المليئة دررا ...
اليوم مع كلمة يستعملها التونسيون و لا نجدها عندَ غيرهم إطلاقا و هي عربية فصيحة ..
التونسي عندما يريد أن يصف أخاه أنّه انتقل من ضيق و حرج و فقر إلى ميسرة و نعيم و صار في حال أفضل يقول
'' فلان تفرهَدَ ''
فلان تَفَرْهَـدَ أي أنّه يعيش الآن حالا أفضل من سابقها .
نعود للقاموس الذي وعدنا أن لا نخرج عنه .
نجد في أصل كلمة ( ف,ر,ه,د) فرهد امرا عجيبا
يقول الفيروزآبادي رحمه الله [الفُرْهُدُ، بالضم، والفُرْهودُ: ...... والغلامُ المُمْتَلِئُ الحَسَنُ، ويفتحُ.]
أي انّه الفرهد هو الغلام الشابّ المكتنز بدَنُهُ لحما الجميل الوجه
و '' تفرهد '' في الميزان الصّرفي هي على وزن تَفَعْلَلَ و صيغة تفعلل في الرباعي ذي الحروف المختلفة و هي تقابل تفعّل في ما أصله ثلاثي كما يِقرّ أهل علم الصّرف واشتقاق الأفعال هذه الصّيغة لها معان محصورة من بينها انها تفيد الصيرورة و تفيد التدرّج كما نقول تعلّم أي صار عنده علم بببذل الجهد و نقول تغيّر أي صار لغير ما كان عليه و نقول تكوّر أي صار كرويّا و هذا مبسوط في كتب الصّرف يُرجع إليها .
و كذا يقول أهل العلم باشتقاق الإسماء و الأفعال أنّ غير الـثّـلاثيّ اوزانه كلّها قياسية فانتبه !!
هذا تدقيق ليس هنا علاجه لكن هو فقط لفهم استخراج الفعل من الأسماء و هذا موضوع علم الإشتقاق .
و بِــهِ : تَفرهدَ أي صار فرهدا .
و بذلك يتّضح جليّا فصاحة قولنا : فلان تفرهد أي تنعّم .
و اكتناز البدن و حسن الوجه هو علامة النعيم الاُولى والله أعلم
و به ندعوا أن يفرهِدَ الله إخواني جميعا
التعديل الأخير تم بواسطة قـَسْوَرَةُ الأَثَرِيُّ ; 10-31-2008 الساعة 05:30 AM
|