الموضوع: أول مخلوق
عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 10-17-2008, 05:43 AM
أبو أنس الأنصاري أبو أنس الأنصاري غير متواجد حالياً
II كَانَ اللهُ لَهُ II
 




افتراضي


قال ابنُ تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (18/ 213).
ومن هذا الحديث الذي رواه الترمذي وأبو داود وغيرهما من عبادة بن الصامت عن النبي أنه قال : ( أول ما خلق الله القلم فقال له : اكتب ، قال : وما اكتب ؟ قال : ما هو كائنٌ إلى يوم القيامة) .
فهذا القلم خلقه لما أمره بالتقدير المكتوب قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة ، وكان مخلوقاً قبل خلق السموات والأرض ، وهو أول ما خلق من هذا العالم وخلقهُ بعد العرش كما دلت عليه النصوص وهو قول جمهور السلف كما ذكرت أقوال السلف في غير هذا الموضع والمقصود هنا بيان ما دلت عليه نصوص الكتاب والسنة.

وقال : (2/275)
ولفظ الحديث المعروف عند علماء الحديث الذي أخرجه أصحاب الصحيح ( كان الله ولا شئ معه وكان عرشه على الماء وكتب في الذكر كل شئ) وهذا إنما ينفى وجود المخلوقات من السموات والأرض وما فيهما من الملائكة والإنس والجن لا ينفى وجود العرش.

ولهذا ذهب كثير من السلف والخلف إلى أن العرش متقدم على القلم واللوح مستدلين بهذا الحديث وحملوا قول ( أول ما خلق الله القلم فقال له اكتب فقال وما اكتب قال اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة) على هذا الخلق المذكور في قوله (وهو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء).

وقد استدل بالحديث المذكور والخلاف في فهمه بعض العلماء مثل الشيخ الألباني رحمهُ الله ، والشيخ محمد خليل هرّاس رحمهُ الله على إثبات أولية عينية للمخلوقات لم يكن قبلها خلق ـ وهو استدلال خاطئ ولاشك ـ .


وهذا سياق الاستدلال مع مناقشة مختصرة من الشيخ سفر الحوالي له ..


قال الشيخ الألباني – رحمه الله – في تعليقه متن العقيدة الطحاوية ص53 طبعة المكتب الإسلامي الثانية ( قلت ذكر الشارح هنا أن العلماء اختلفوا هل القلم أول المخلوقات ، أو العرش ؟ على قولين لا ثالث لهما وأنا وإن كان الراجح عندي الأول ، كما كنت صرحت به في تعليقي عليه ……..فإني أقول الآن : سواء كان الراجح هذا أم ذاك ، فالاختلاف المذكور يدل بمفهومه على أن العلماء اتفقوا على أن هناك أول مخلوق ، والقائلون بحوادث لا أول لها ، مخالفون لهذا الاتفاق ، لأنهم يصرحون بأن ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق ، وهكذا إلى ما لا أول له ، كما صرح بذلك ابن تيمية في بعض كتبه ، فإن قالوا : العرش أول مخلوق ، كما هو ظاهر كلام الشارح ، نقضوا قولهم بحوادث لا أول لها وإن لم يقولوا بذلك خالفوا الاتفاق ! فتأمل هذا فإنه مهم والله الموفق ) اهـ .

قال الشيخ سفر: وبالرجوع إلى أصل كلام الشارح نجد : -

1- إنه قال ( على قولين ذكرهما الحافظ أبو العلاء ……..) فحمله " لا ثالث لهما " من كلام الشيخ ناصر .
2- أنه لم يقل إن العرش أول مخلوق بل قال ( أصحهما أن العرش قبل القلم ) .
3- أن هذا الكلام إنما هو في الفقرة الخاصة بالإيمان باللوح والقلم أما في الفقرة التي تعرض فيها الشارح للموضوع نفسه أي هل للحوادث أول فكلامه صريح في التقييد بهذا العالم المشهود لا جنس المخلوقات وذلك في جمل كثيرة منها : -
أ‌- قوله ( واختلفوا في أول هذا العالم ما هو )
ب‌- قوله عن حديث كتابة المقادير ( فأخبر أن تقدير هذا العالم المخلوق في ستة أيام كان قبل خلقه السموات بخمسين ألف سنة ) .
ج - قوله عن حديث عمران بن حصين ( وقد أجابهم النبي عن بدء هذا العالم المشهود لا عن جنس المخلوقات " .



وأوضح من هذا كله وأهم أن الشارح إنما نقل كلامه عن شيخ الإسلام من منهاج السنة 1/360-362 والشيخ أجل من أن يتناقض بل صرح بأن المراد هو هذا العالم لا جنس الخلق .
وإنما أوردنا هذا لأن شبهة أهل البدع في تكفير شيخ الإسلام أو تضليله هي دعوى مخالفة الإجماع وربما اعتضدوا بكلام الشيخ الألباني – رحمه الله – كما فعل السقاف .
ويبدو لي أن الشيخ الألباني لم يقرأ كلام شيخ الإسلام فهو يحيل عموماً إلى كتبه عموماً وأجزم أنه لو قرأه مع ما أوتي من التجرد ودقة الفهم لأقره وأيده لاسيما شرحه حديث عمران بن حصين . وعلى أي حال فالشيخ الألباني نقل ص41 من الكتاب نفسه قول الشارح ( ………أنه تعالى لم يزل متكلماً إذا شاء ومتى شاء وكيف شاء …….وأن نوع الكلام قديم وإن لم يكن الصوت المعين قديماً وهذا المأثور عن أئمة السنة والحديث ) وقد أقر الشيخ هذا القول وهو حق وهذا بعينه قول شيخ الإسلام عن صفة الخلق فنوع المخلوقات قديم قدم نوع الكلام وإن لم يكن شي من المخلوقات المعينة قديماً ومخلوقاته هي أثر كلماته قال تعالى : إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون وقال ألا له الخلق والأمر فمن سلم بمذهب أهل السنة في الكلام فليسلم بكلامهم في الخلق كما ذكره شيخ الإسلام مؤيداً كلامه بأقوال أئمة السنة فيه كالإمام أحمد والبخاري وابن المبارك والدارمي ومن قبلهم من الصحابة والتابعين .
ومما يجلي ذلك أن شيخ الإسلام قد نص على أن أشباه النوع بالعين وقع لكثير من الناس في الخلق كما وقع في الكلام انظر ( مجموع الفتاوى 12/184-191و154-157 وكذلك منهاج السنة 1/195 وغيرها ) . والشيخ الألباني – رحمه الله – لم يقع له الاشتباه في الكلام بل نقل قول الشارح كما ذكرنا عارفاً بمضمونه مقراً له لكن وقع له الاشتباه في الخلق كما رأيت فلعل الشيخ زهيراً الشاويش الذي أعد الكتاب وقدم له يستدرك هذا .


وقالَ الشيخ سفر أيضاً في شرحهِ لحديثِ عِمرانَ بنَ حصينٍ :

: شرح حديث عمران بن حصين رضي الله عنه

وإذا رجعنا إِلَى كلام شَيْخ الإِسْلامِ ابْن تَيْمِيَّةَ وجدناه يقول: وقول أكثر السلف أن أول ما خلقه الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- هو العرش.

وشَيْخ الإِسْلامِ ابْن تَيْمِيَّةَ لم يخض في هذا الموضوع بهذا الشكل، لأنه يرى أن ليس هناك ما يسمى بأول مخلوق بإطلاق، وإنما هناك مخلوقات قبلها مخلوقات، منها ما نعلمه ومنها ما لا نعلمه.

أما الأحاديث التي جاءت، فهي في بيان أولية المخلوقات المعلومة لنا، وحديث عمران بن حصين نفسه يدل عَلَى أن العرش قبل القلم، لأن فيه {كَانَ الله ولم يكن شيء قبله، وكان عرشه عَلَى الماء} ، إذاً كَانَ هناك ماء، وكان هناك عرش قبل أن تخلق السموات والأرض.

ومعنى قول المُصنِّف رَحِمَهُ اللَّهُ في حديث: {أول ما خلق الله القلم...} -كما سيأتي في موضعه- أن كلمة "أول" هنا:

إما أن تأتي مبتدأ والقلم خبرها، فنقول: أولُ ما خلق الله القلمُ -بضم آخر كلمتي أولُ والقلمُ- وهذا معروف، وعليه كلام الشيخ ناصر الدين الألباني رَحِمَهُ اللَّهُ.

وإما أن تأتي كلمة أولَ منصوبة، فتكون ظرفاً، بمعنى: عندما خلق الله القلمَ، أي: أول ما خلقه الله قال له: اكتب.

ومن جمع الروايات تبين له أنها تصير عَلَى الوجه الأخير.

وإنما قلنا العالم المشهود، لأن وفد اليمن قالوا: جئنا نسألك عن أول هذا الأمر ، أي: أهو العرش، أم الماء، أم هما معاً؟ فيخبرهم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه بعد أن خلق الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- العرش خلق القلم، وعندما خلق القلم -قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة كما جَاءَ في صحيح مسلم - أمره أن يكتب كل شيء.

إذاً؛ فهذا لا يتعارض مع ذلك، بأنه خلق هذا، ثُمَّ خلق القلم، وهو ظاهر ما في صحيح مسلم ، والقول بتقدم خلق القلم عَلَى جميع المخلوقات فيه خلاف، والظاهر من روايات حديث عمران بن حصين أن العرش متقدم عليه، ويشهد لهذا روايات أخرى جاءت في المسند وفي غيره، دلت عَلَى أن العرش هو أول المخلوقات من هذا الكون الحسي المشهود، ومن القرءان قوله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ [هود:7]، فقوله: وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ ، يدل عَلَى أن العرش وهذا الماء غير داخلين في العالم المشهود الذي هو السموات والأرض.

وذكر الشيخ العلامة المحدث مُحَمَّد ناصر الدين الألباني رَحِمَهُ اللَّهُ في الجزء الأول من سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم "133" حديث: {أول ما خلق الله القلم} ، تحت عنوان: أول مخلوق.

وتعرض هناك لنفس الكلام الذي قاله الشيخ الأرنؤوط فيما سبق، وهو أن شَيْخ الإِسْلامِ ابْن تَيْمِيَّةَ أخطأ ووهم، لأنه خالف المذهب المشهور والصحيح، بقوله: بحوادث لا أول لها وليس هذا موضوعنا في الحقيقة، لكن المقصود أننا لما قرأنا تعليق الشيخ الأرنؤوط هنا، وتعليق الشيخ ناصر الألباني ، وكلامه في سلسلة الأحاديث الصحيحة ، وجدنا نوعاً من التعجل في تخطئة شَيْخ الإِسْلامِ ابْن تَيْمِيَّةَ ، وكان الواجب التروي والتأكد أولاً.

والشيخ ناصر -جزاه الله خيراً- عالم جليل له قدره، وله مكانته، وكذلك أي عالم، فلا نتسرع ونقول: وهم أو أخطأ، أو خالف الحق، أو ندَّ عن الصواب، كما قال الأرنؤوط في تخريج الحديث، إنما نتأكد ونبحث، حتى نتبين ونصل إِلَى الصواب، فإن ظهر لنا شيء قلنا: لعله -رَحِمَهُ اللَّهُ- أراد كذا أو كذا.

خاصة علماء الإسلام من أهل السنة ، والأئمة الحفاظ، أما علماء البدعة -وإن كنا لا نظلمهم ولا نكذب عليهم- إذا رأينا قولا من أقوالهم الباطلة، خطأناهم وضللناهم لأنهم مبتدعة، وهذا ليس علينا فيه حرج -والْحَمْدُ لِلَّهِ- ثُمَّ لا ننسى أن النسخ تختلف، وأن ما وصلنا من النسخ قد لا يكون الكلام فيها كاملاً، بدليل أن بعض هذه الكتب قد تطبع في المرة الأولى، ثُمَّ تطبع في مرة أخرى عَلَى عدة نسخ، فيظهر أن الطبعة الأولى فيها نقص.

وإن كَانَ لا بد من تبيين الخطأ فبأسلوب فيه أدب، وإنما قلت هذا الكلام لأن بعض النَّاس يتخذون من هذه القضية محلاً للتشينع والتشهير بشَيْخ الإِسْلامِ ابْن تَيْمِيَّةَ ، ولا غرابة أن يفعل ذلك أهل البدع وهم كثير، ومن أعظمهم في هذا العصر الكوثري ، ومن تلاميذه من قد ذكرناهم فيما سبق من الشرح، لكن نأسف أن يتبعهم بعض أهل السنة الأجلاء كـالشيخ ناصر مثلاً، كما في هذه المسألة، وإن كَانَ لا يوافقهم في ما يفعلونه من التشهير والتشنيع


ومن درس الأسماء والصفات الحلقة السابعة يقولُ أيضاً :
ثُمَّ يستدرك المُصنِّفُ رَحِمَهُ اللهُ فَيَقُولُ:

[وللناس قولان في هذا العالم: هل هو مخلوق من مادة أم لا؟

واختلفوا في أول هذا العالم ما هو؟

وقد قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ [هود:7].

وروى البُخَارِيّ وغيره عن عمران بن حصين -رضي الله عنه-، قَالَ: {قال أهل اليمن لرَسُول الله صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: جئناك لنتفقه في الدين، ولنسألك عن أول هذا الأمر، فقَالَ: كَانَ الله ولم يكن شيء قبله} .

وفي رواية: {ولم يكن شيء معه} .

وفي رواية: {غيره} .

{وكان عرشه عَلَى الماء، وكتب في الذكر كل شيء، وخلق السموات والأرض} ، وفي لفظ: {ثُمَّ خلق السموات والأرض} .

فقوله: (كتب في الذكر)، يعني: اللوح المحفوظ، كما قال تعالى: وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ [الأنبياء:105] سمى ما يكتب في الذكر ذكراً، كما يسمى ما يكتب في الكتاب كتاباً.

والنَّاس في هذا الحديث عَلَى قولين، منهم من قَالَ: إن المقصود إخباره بأن الله كَانَ موجودا وحده، ولم يزل كذلك دائماً، ثُمَّ ابتدأ إحداث جميع الحوادث، فجنسها وأعيانها مسبوقة بالعدم، وأن جنس الزمان حادث لا في زمان، وأن الله صار فاعلاً بعد أن لم يكن يفعل شيئاً من الأزل إِلَى حين ابتداء الفعل ولا كَانَ الفعل ممكناً.

والقول الثاني: المراد إخباره عن مبدأ خلق هذا العالم المشهود الذي خلقه الله في ستة أيام، ثُمَّ استوى عَلَى العرش، كما أخبر القرءان في غير موضع.

وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- عن النبي صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: {قدر الله تَعَالَى مقادير الخلق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه عَلَى الماء} . فأخبر صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن تقدير هذا العالم المخلوق في ستة أيام كَانَ قبل خلقه بخمسين ألف سنة، وأن عرش الرب تَعَالَى كَانَ حينئذٍ عَلَى الماء] إهـ .

الشرح:

قوله: [والقول بأن الحوادث لها أول يلزم منه التعطيل قبل ذلك ...الخ] يحتاج إِلَى تفصيل؛ لأن الأنواع تختلف عن الذوات، فأما الذوات والأعيان، فكل شيء من المخلوقات بعينه، مخلوق حادث بعد أن لم يكن، وأما أنواع هذه الحوادث - وهو الذي نقول: إنه أثر صفات الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- فهذا الذي لا أول له؛ لأن صفات الله عَزَّ وَجَلَّ لا أول لها.

والكلام في أن أعيان الحوادث لها أول، ينقلنا إِلَى النقطة المهمة التي هي هذا العالم الموجود، وهذا الكون المخلوق الذي نراه ونعيش فيه الآن، هل خلق من مادة، أو أن الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- خلقه من العدم بغير مادة؟ وما هو أول شيء خلق فيه؟

وسنذكر بعض ما قيل في شرح حديث عمران بن حصين -رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ- وهو حديث صحيح، رواه الإمام البُخَارِيّ في أول كتاب بدء الخلق، وفي كتاب التوحيد من صحيحه، وله روايات كثيرة.

وذكر فيه أن النبي صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {خرج عَلَى وفد بني تميم فقَالَ: اقبلوا البشرى يا بني تميم اقبلوا البشرى يا بني تميم، فَقَالُوا: قد بشرتنا فأعطنا -فرفض بنو تميم البشرى- فقَالَ: اقبلوا البشرى يا أهل اليمن قالوا: قد قبلنا يا رَسُول الله -قبل أهل اليمن البشرى وجلسوا مع رَسُول الله صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَالُوا: يا رَسُول الله، جئنا نسألك عن أول هذا الأمر كيف كان؟ فَقَالَ لهم النبي صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كان الله ولم يكن شيء غيره} ، وفي رواية: {كَانَ الله ولم يكن شيء قبله، وكان عرشه عَلَى الماء، ثُمَّ خلق السموات والأرض} .

ثُمَّ اختلفت الروايات، وكلها تُجمع عَلَى أن رجلاً قَالَ: {يا عمران ، أدرك ناقتك فقد ذهبت، قَالَ: فخرجت فإذا السراب يقطع دونها، فوالله وددت لو أني تركتها}.

أما عمران بن حصين -رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ - فهو من خزاعة، كَانَ جالساً قبل أن يكمل النبي صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الحديث، فهربت ناقته، فجاءه رجل يقول: أدرك ناقتك يا عمران ، فخرج يظن أنه قد يلحقها ويدرك بقية الحديث، فإذا السراب يحول بينه وبينها، وقال مقولته التي في الحديث، لما فاته بقية مجلس النبي صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لكن لم يفت شيء من العلم والْحَمْدُ لِلَّهِ، لأن النبي صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد قرره في مواضع، وما قاله هنا بهذا القدر هو كافل لمعرفة الجواب الصحيح في هذه المسألة الشائكة.

واللهُ تعالى أعلم .

التعديل الأخير تم بواسطة أبو أنس الأنصاري ; 10-17-2008 الساعة 05:47 AM
رد مع اقتباس