عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 08-16-2008, 11:34 AM
أمةالله أمةالله غير متواجد حالياً
عضو فعال
 




افتراضي

الدرة الرابعة عشر:
تفريط بعض الناس في رمضان


بعض النَّاس ينام في مكانٍ مُظلم، والمُكيِّف شغَّال ما يسمع شيء، فإذا انتبه استيْقظ بعد الأذان أكل، هذا إذا اسْتَيْقظ عليهِ أنْ يَتَثَبَّت ويسأل قبل أنْ يأكل، هل طَلع الفجر أو لم يطلع؟ يقول: يأكل باعتبار أنَّ الأصل بقاء اللَّيل! لا – يا أخي، أنت مُفرِّط، وعليكَ القضاء حِينئِذٍ، أمَّا إذا بَذَلْتَ الأسباب واسْتَيْقَظت ونظرت في الأُفُق وسألت من حولك، بَذَلْتَ الأسْبَاب؛ ثُمَّ تَبيَّنَ لك أنَّكَ أكلْتَ بالنَّهار، فالأصل بقاء اللِّيل، كثير من النَّاس يُفرِّط يستيقظ بعد الأذان بنصف ساعة مثلاً أو بربع ساعة أو والنَّاس يُصلُّون، يسمع الإقامة ثُمَّ يأكل! نقول: أنت يا أخي مُفرِّط، يقول: الأصل بقاء اللَّيل، لا – يا أخي، لو تُرِك مثل هذا لنقول بإمكانك أن تنام في قبو في مطمُورة كما يقول أهل العلم بحيث لا ترى الضِّياء إلى الإفطار، تقول الأصل بقاء النَّهار؟ ليس بصحيح هذا؛ ثُمَّ بعد ذلك عليهِ أنْ يستمر مُمْسِكاً عن الطَّعامِ والشَّراب والجماع والشهوة، عليهِ أنْ يُمْسِك عن المُفطِّرات حتَّى يَتَيَقَّن غُرُوب الشَّمس، ولو أكَلَ ظَانًّا أنَّ الشَّمس قد غَرَبت، أو ينظُر في الأُفُق ما يرى الشَّمس لوُجُود غيم أو ما أشبه ذلك أو كُسُوف مُطْبِق بحيث لا تُرى الشَّمس ثُمَّ طلعت عليهِ الشَّمس؛ فإنَّ مثل هذا عليهِ أنْ يَقْضِي لحديث أسماء بنت أبي بكر في الصَّحيح أنَّهم أفْطرُوا ثُمَّ طلعت الشَّمس وحينئذٍ أُمِرُوا بالقضاء، وهل بُدٌّ من القضاء؛ لأنَّ الأصل بقاء النُّهار في مثل هذهِ الصُّورة، والتَّسامُح في مثل هذا، بعض النَّاس ساعتهُ يكون فيها زيادة في الدَّقائق مثلاً عشر دقائق أو خمس دقائق ثُمَّ يُفطر باعتبار أنَّ هذهِ السَّاعة مُطابِقة للتَّقويم؛ لأنْ بعض النَّاس عندهُ حِرْص وهذا في الغالب على الدَّوام الوظيفة، تَجِد السَّاعة يُقدِّمها ربع ساعة بحيث إذا رآها عَجِلَ إلى دوامِهِ ظَنَّ أنَّهُ مُتأخِّر، ثُمَّ يَسْتَصْحِب هذا في الإفطار، نقول: لو تحرص يا أخي على دينك مثل حِرْصِك على دُنياك حصلت على خيرٍ عظيم مع أنَّهُ هو الأصل؛ لأنَّك إنَّما خُلِقْتَ لِتحقيق العُبُوديَّة لله -جلَّ وعلا-: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات:56]، وأمَّا بالنِّسبة لأُمُور الدُّنيا يعني آخر ما يُفَكَّر بِهِ {وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} [القصص: 77]. والعكس الآنْ صار عند كثير من المُسلمين الأصل عندهُ هذهِ الدُّنيا وحُطامُها ثُمَّ بعد ذلك يحتاج إلى أنْ يُقال لهُ ولا تنسَ نصيبكَ من الآخرة، واللهُ المُستعان
رد مع اقتباس