منتديات الحور العين - فالعبد سائر لا واقف ، فإما إلى فوق ، وإما إلى أسفل ، إما إلى أمام ، وإما إلى وراء ولي

[font=traditional arabic][size=6][color=navy][center][b][b]بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

[color=darkred]يقول ابن القيم رحمه الله تعالى : [/color][/b][/b][color=darkred]
[/color]
[b][b]" إضاعة الوقت الصحيح يدعو إلى درك النقيصة ، إذ صاحب[/b][/b][b][b] حفظه مترق على درجات الكمال [/b][/b]
[b][b] فإذا أضاعه لم يقف موضعه ، بل ينزل إلى درجات من النقص [/b][/b]
[b][b] فإن لم يكن في تقدم فهو متأخر ولا بد ،
فالعبد سائر لا واقف[/b][/b][b][b] فإما إلى فوق ،
وإما إلى أسفل ، إما إلى أمام ، وإما إلى وراء [/b][/b]
[b][b] وليس في الطبيعة ولا في الشريعة وقوف ألبتة ،
ما هو إلا [/b][/b]
[b][b]مراحل تطوى أسرع طي ، إلى الجنة أو إلى النار ،
فمسرع [/b][/b][b][b]ومبطئ ، ومتقدم ومتأخر ،
وليس في الطريق واقف ألبتة ،
وإنما [/b][/b][b][b]يتخالفون في جهة المسير وفي السرعة والبطء ،
[color=darkred] قال تعالى : [/color][/b][/b]
[b][b]( إنها لإحدى الكبر . نذيرا للبشر . لمن شاء منكم أن يتقدم أو [/b][/b][b][b]يتأخر ) ،[/b][/b]
[b][b] ولم يذكر واقفا ، إذ لا منزل بين الجنة والنار ، ولا طريق لسالك [/b][/b][b][b]إلى غير الدارين ألبتة ،
فمن لم يتقدم إلى هذه الأعمال الصالحة [/b][/b][b][b]فهو متأخر إلى تلك بالأعمال السيئة .[/b][/b]
[b][b] [u][color=darkred]فإن قلت :
[/color]كل مُجِدٍّ في طلب شيء لا بد أن يعرض له وقفة وفتور[/u][/b][/b]
[b][b][u] ثم ينهض إلى طلبه ؟[/u][/b][/b]
[b][b] [color=darkred]قلت :[/color] لا بد من ذلك ، ولكن [color=darkred]صاحب الوقفة له حالان[/color] :[/b][/b]
[b][b] [color=darkred]إما[/color] أن يقف ليجم نفسه ، ويعدها للسير :
فهذا وقفته سير ،
ولا [/b][/b][b][b]تضره الوقفة ، فإن لكل عمل شرَّة ، ولكل شرَّة فترة . [/b][/b]
[b][b] و[color=darkred]إما[/color] أن يقف لداع دعاه من ورائه ، وجاذب جذبه من خلفه ، فإن[/b][/b][b][b] أجابه أخره ولا بد ،
فإن تداركه الله برحمته ، وأطلعه على سبق[/b][/b][b][b] الركب له وعلى تأخره :
نهض نهضة الغضبان الآسف على [/b][/b][b][b]الانقطاع ، ووثب ، وجمز – أي : [ قفز ] ، واشتد سعيا ليلحق [/b][/b][b][b]الركب .[/b][/b]
[b][b] وإن استمر مع داعي التأخر ،
وأصغى إليه ، لم يُرض برده إلى[/b][/b][b][b] حالته الأولى من الغفلة وإجابة داعي الهوى ، حتى يرده إلى [/b][/b]
[b][b]أسوأ منها ، وأنزل دركا ، وهو بمنزلة النكسة الشديدة عقيب [/b][/b][b][b]الإبلال من المرض ،
فإنها أخطر منه وأصعب .[/b][/b]
[b][b][color=darkred]وبالجملة :[/color]
فإن تدارك الله سبحانه وتعالى هذا العبد بجذبة منه [/b][/b][b][b]مِن يَدِ عدوِّه وتخليصه ،
وإلا فهو في تأخر إلى الممات ، راجع[/b][/b][b][b] القهقرى ،
ناكص على عقيبه ، أو مُوَلٍّ ظهره ، ولا قوة إلا بالله[/b][/b]
[b][b] ، والمعصوم من عصمه الله " انتهى . [/b][/b]

[b][b] [color=darkred]"مدارج السالكين" (1/267-26 .)[/color][/b][/b][/center]
[/color][/size][/font]