منتديات الحور العين - عندما يسجد العقل للشهوة

[CENTER][SIZE=6][COLOR=blue]عندما يسجد العقل للشهوة[/COLOR][/SIZE]
إن الشهوة غريزة طبيعية في الإنسان ، وفطرة فطر الله الناس عليها ، وقد اعترف الإسلام بهذه الغريزة واحترمها ، لذلك شرع الله الزواج بين الجنسين طريقا لتلبية داعي هذه الغريزة ، وجعله سنة من سنن المرسلين ، وسمى العقد الذي بين الزوجين ميثاقا غليظا إشعارا بعظمته وأهميته .[/CENTER]

[CENTER]وتعتبر هذه الغريزة من أقوى الغرائز لدى الإنسان ، وأشدها خطرا عليه ، ولذلك جعلها الله أول الشهوات التي زينت للناس ، قال تعالى : {[COLOR=#008000]زُين للناس حب الشهوات من النساء والبنين .....[/COLOR]}[/CENTER]

[CENTER]ومتى أطلق العنان لهذه الغريزة ، وفتح لها الباب على مصراعيه ، في غيبة من الوازع الديني والأخلاقي ، فإنها لا تبقي ولا تدر ، وتهلك الحال والمال ، ويؤدي إهمالها إلى فساد المجتمع وضياع النسل والأنساب ، وخراب الأمم والأفراد . [/CENTER]

[CENTER]وقد حذر الله – تبارك وتعالى – حتى من مجرد الاقتراب من الفاحشة ، فقال : {[COLOR=#008000] ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن[/COLOR]} ، وقال : {[COLOR=#008000] ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا [/COLOR]} . [/CENTER]

[CENTER]وإذا حرم الله شيئا حرم أسبابه ، ونهى عن دواعيه ووضع من الأحكام والتشريعات ما يسهل للناس تجنبه والابتعاد عنه ، فعندما حرم الله الزنا شرع عددا من القواعد والتشريعات ووضع سياجات تقي الناس من الوقوع في أوحال الرذيلة تسهيلا لهم ورفعا للمشقة والتكلفة عنهم وإن كان في ظاهرها المشقة والتكلفة ، ومن هذه التشريعات : [/CENTER]

[CENTER][COLOR=#800000]أولا : [/COLOR]أمره – سبحانه وتعالى –الجنسين بغض البصر ، فقال تعالى : {[COLOR=#008000] قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون * وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن [/COLOR]} [[SIZE=1]النور29-30[/SIZE]].[/CENTER]

[CENTER][COLOR=#800000]ثانيا : [/COLOR]أمر الله تعالى النساء بالقرار في البيوت حفاظا على استقرار المجتمع فقال : {[COLOR=#008000] وقرن في بيوتكن[/COLOR]} . [/CENTER]

[CENTER][COLOR=#800000]ثالثا : [/COLOR]عندما تخرج المرأة من بيتها لحاجة معينة كزيارة رحم أو عيادة مريض أو غير ذلك ، فإن الشرع فرض عليها الحجاب سدا لأبواب الفتنة ، فقال تعالى : {[COLOR=#008000] يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن[/COLOR]} ، وقال : {[COLOR=#008000] ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها[/COLOR]} . [/CENTER]

[CENTER][COLOR=#800000]رابعا : [/COLOR]نهيت المرأة عن الضرب برجلها إظهارا لزينتها ، فقال تعالى : {[COLOR=#008000] ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن[/COLOR]} . [/CENTER]

[CENTER][COLOR=#800000]خامسا : [/COLOR]نهيت المرأة عن التكسر في الكلام ، فقال تعالى : {[COLOR=#008000] فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض [/COLOR]} ، وقد شرع الله الكلام من وراء حجاب في مخاطبة أمهات المؤمنين أشرف نساء العالمين ، فقال تعالى : {[COLOR=#008000] وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب [/COLOR]}[/CENTER]

[CENTER][COLOR=#800000]سادسا : [/COLOR]نهي المرأة عن التعطر للأجانب ، فقد قال – صلى الله عليه وسلم - : " [COLOR=#0000ff]أيما امرأة خرجت من بيتها مستعطرة ، ثم مرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية [/COLOR]"[/CENTER]

[CENTER][COLOR=#800000]سابعا : [/COLOR]نهى الشرع الحكيم عن الاختلاط بين الجنسين ، وحرم الخلوة بالمرأة الأجنبية ، فقال – صلى الله عليه وسلم : "[COLOR=#0000ff] إياكم والدخول على النساء ، فقالوا : أرأيت الحمو يا رسول الله ، قال : الحمو الموت الحمو الموت الحمو الموت[/COLOR] " ، وقال – صلى الله عليه وسلم : "[COLOR=#0000ff] ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما[/COLOR]" . [/CENTER]

[CENTER][COLOR=#800000]ثامنا : [/COLOR]شرع الله – سبحانه وتعالى- إشهار الزواج الشرعي ، وجعل شهود العقد من شروط صحة الزواج . [/CENTER]

[CENTER]ولو عمل الناس بهذه الأحكام التي وضعها الإسلام لعاشوا في سعادة وهناء ، ولكن عندما تعامت النساء عن الوصايا ، وتجاهل الشباب القواعد والأنظمة الشرعية ، حلت بهم الكوارث ، وانفلت الزمام من يد المجتمع . [/CENTER]

[CENTER]والباب الرئيس للفاحشة والانغماس في أوحال الرذيلة ، هو إطلاق البصر في ما حرم الله تعالى ، سواء كان ذلك بصورة مباشرة على أرض الواقع ، أو عبر شاشات القنوات الفضائية التي ما فتئت تمطر شبابنا بسيل من الإغراءات والفتن ، أو عبر شاشات شبكة المعلومات - وقد عمد بعض أصحاب مقاهي الإنترنت إلى وضع ستائر للأجهزة ، ووضع كواسر( proxies ) للأجهزة تخترق المواقع المحظورة تسهيلا للشباب والمراهقين – فيكلُّ بصر الشاب من تقليبه في هذه الأمور ، وتنطبع في قلبه الصور والمشاهد الخليعة ، فتتولد الخواطر والأفكار السيئة تدعمها خسة النفس وإيحاء الشيطان ، وتضطرم الشهوة الجنسية ، وقد يلجأ عندها إلى أمور يعتقد فيها تخفيف ما يعانيه ، كالعادة السرية وغيرها ، فيعالج الداء بداء أخطر منه ، فتنشأ الأمراض النفسية ، وتزيد حدة السعار الجنسي ، فيعمد الشاب عندها إلى محادثة الفتيات عن طريق الهاتف ، أو بالمحادثات الإلكترونية ( التشات ) وكم من فتيات وقعن ضحايا لمثل هذه المحادثات ، فيجد أن هذه الطريقة لا تروس ظمئا ولا تشبع نهما ، فيقرر الفتى عندها التحرر من جميع القيود الاجتماعية ، فيبدأ بارتياد أماكن الاختلاط وتجمعات الفتيات لينشئ علاقات فاسدة يظهر في بدايتها أنه في منتهى الشرف والنزاهة ، وأن علاقاته بريئة ( الحب البريء!! ) حتى إذا انقادت الشياه للذئب ، وقع الفأس على الرأس ، وارتفعت النزاهة ، وهتكت الأعراض ، فإذا مل من فتاة انتقل إلى أخرى ، وربما قطع بعضهم الحدود وطوى المسافات ، وبذل الأموال الطائلة من أجل تحقيق رغباته الجنسية ، والتخفيف من السعار الجنسي الذي يكابده . [/CENTER]

[CENTER]إن القلب ليتفطر أسى وحسرة حين ترى الشاب في أوج قوته وفتوته ، وقد جعل عقله بين رجليه ، لا هم له إلا ملاحقة الفتيات وارتياد أماكن تجمعاتهن ، يعيش هائما كالسكران ، يبحث عن الشهوة في كل مكان ، وبأي شكل ، حتى تصبح همه الأول ، فإذا تحرك فمن أجلها ، وإذا سكن فلأجلها ، يقيم من أجل إرضاءها ، ويسافر بحثا عنها ، يسهر الليالي الطوال منكلا على عبادتها وتحقيق مطالبها ، نسي أهله ، وقطع أرحامه ، وتناسى صلاته وعباداته ، وغفل عن جميع الحقوق الواجبة عليه ، وصد وجهه عن كل محتاج لمساعدة أو طالب لخدمة إنسانية ، فقلبه ممتلئ بحب هذه الغريزة دون سواها ، قد انفلت الزمام من عقله تقوده الشهوة كيفما أرادت . [/CENTER]

[CENTER]ويا ترى ما الثمرة التي يجنيها من كل هذا اللهاث ، إنه يجني الكثير ، ولكنها ثمار حنظل مرير :
[COLOR=#ff0000]الثمرة الأولى : [/COLOR]قلق وخوف يحيط به من كل ناحية ، قلق عن إعراض الفتيات ، وخوف من الفضيحة والعار ، وتوجس من هجوم الأمراض الجنسية . [/CENTER]

[CENTER][COLOR=#ff0000]الثمرة الثانية : [/COLOR]الشرود الذهني والتشتت العقلي ، واختلال التفكير ـ تشعبت به الطرق ، وأعيته المسالك ، وسيطرت الشهوة على كامل قواه الفكرية . [/CENTER]

[CENTER][COLOR=#ff0000]الثمرة الثالثة : [/COLOR]قلة الإنتاج الفكري والعملي ، لاشتغال فكره ، وتحطم نفسيته ، وإجهاد جسمه . [/CENTER]

[CENTER][COLOR=#ff0000]الثمرة الرابعة : [/COLOR]السعار الجنسي ، وتوهج الغريزة ، فهو كالذي يشرب من ماء البحر ، كلما شرب كأسا ازداد عطشا ، لا يرتوي أبدا . [/CENTER]

[CENTER][COLOR=#ff0000]الثمرة الخامسة : [/COLOR]ذهاب مخ الساقين ، وضعف البصر ، وشحوب الوجه ، والإحساس الدائم بالتعب والإرهاق . [/CENTER]

[CENTER][COLOR=#ff0000]الثمرة السادسة : [/COLOR]الشعور بالملل ، والتهرب من المسؤولية ، وقلة الصبر والتحمل ، والحساسية المفرطة ، والغضب لأتفه الأسباب ، وضيق الصدر ، والتشنجات العصبية ، والأمراض النفسانية . [/CENTER]

[CENTER][COLOR=#ff0000]الثمرة السابعة : [/COLOR]هدر الأوقات من أجل لذة لحظات ، وضياع زهرة الشباب في السعي خلف الشهوات . [/CENTER]

[CENTER][COLOR=#ff0000]الثمرة الثامنة : [/COLOR]غياب أموال طائلة يمكن أن تصرف في كثير من المصالح الدينية والدنيوية . [/CENTER]

[CENTER][COLOR=#ff0000]الثمرة التاسعة : [/COLOR]جريمة الزنا دين يحمله الزاني ، ليوفيه مستقبلا في أهله : [/CENTER]

إن الزنا دين إذا أقرضته ***** كان الوفا من أهل بيتك فاعلم
[CENTER][COLOR=#ff0000]الثمرة العاشرة : [/COLOR]ضعف إرادة الخير والصلاح تدريجيا في القلب ، وسيطرة المعصية عليه ، حيث يصبح عبدا لشهوته ، أينما توجهه توجه ، أراد التحرر من القيود الدينية والاجتماعية –زعم - فنال حرية كحرية ببغاء محبوس في قفص ذهبي أو كلب مربوط بسلسلة ذهبية . [/CENTER]

[CENTER][COLOR=#ff0000]الثمرة الحادية عشرة : [/COLOR]غضب الله ومقته ، وحلول المصائب والآفات ، وعدم البركة في المال والعمر والأولاد . [/CENTER]

[CENTER][COLOR=#ff0000]الثمرة الثانية عشر : [/COLOR]مقت الأقربية والأرحام ، لتضييع الحقوق ، وعدم الاكتراث بالمسؤولية . [/CENTER]

[CENTER]وصدق الله حيث قال : {[COLOR=#008000] ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا[/COLOR]}.[/CENTER]

[CENTER][URL="http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=133"]المصدر[/URL][/CENTER]