منتديات الحور العين

منتديات الحور العين (http://www.hor3en.com/vb/index.php)
-   الفقه والأحكــام (http://www.hor3en.com/vb/forumdisplay.php?f=82)
-   -   مسائل فقهية واجوبتها للعلامة الالباني رحمه الله (http://www.hor3en.com/vb/showthread.php?t=65790)

أم حفصة السلفية 04-01-2010 10:43 PM

مسائل فقهية واجوبتها للعلامة الالباني رحمه الله
 
[center][font=courier new][color=navy][size=5][b][color=darkgreen]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته [/color]

الحكم [/b][b]الشرعيّ في صلاة الجماعة الثانية في المسجد[/b][b]:[/b][/size][/color][/font][color=navy]

[/color] [font=courier new][color=navy][size=5][b][color=darkgreen]السؤال:[/color]
ما الحكم الشرعيّ في [/b][b]صلاة الجماعة الثانية في المسجد؟[/b][/size][/color][/font][color=navy]

[/color] [font=courier new][color=darkgreen][size=5][b]بسم الله الرحمن الرحيم[/b][/size][/color][/font][color=navy]
[/color] [font=courier new][color=navy][size=5][b][color=darkgreen]الجواب:[/color]
اختلف الفقهاء في حكم صلاة الجماعة[/b][b]الثانية، ولكن قبل ذكر الخلاف، وبيان الراجح والمرجوح، لا بدّ من تحديد الجماعة[/b][b]الّتي اختلفوا فيها[/b][b].[/b][/size][/color][/font][color=navy]

[/color] [font=courier new][color=navy][size=5][b]موضع الخلاف هو في جماعة تقام في مسجد له إمام راتب[/b][b]ومؤذّن راتب، أمّا الجماعات الّتي تقام في أيّ مكان:
في دار، أو مسجد طريق، أو[/b][b]دكّان؛ فلا مانع من تكرار هذه الجماعة في هذه المواطن[/b][b].[/b][/size][/color][/font][color=navy]

[/color] [font=courier new][color=navy][size=5][b]ويأخذ العلماء الّذين [/b][b]يقولون بكراهة تعدّد الجماعة في مثل هذا المسجد –الّذي له إمام راتب ومؤذّن راتب[/b][b]- [/b][b]هذا الحكمَ من استدلالين اثنين: أحدهما نقليّ من الشارع، والآخر نظريّ وهو تأمّل [/b][b]الرواية، والحكمة من مشروعيّة صلاة الجماعة[/b][b].[/b][/size][/color][/font][color=navy]

[/color] [font=courier new][color=navy][size=5][b][color=darkgreen]أمّا النقل:[/color]
فقد نظروا فوجدوا[/b][b]أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ظلّ طيلة حياته يصلّي بالناس جماعة في مسجده، ومع[/b][b]ذلك فكان الفرد من أصحابه إذا حضر المسجد وقد فاتته الجماعة صلّى وحده ولم ينتظر،[/b][b]ولم يلتفت يمينًا ويسارٍا كما يفعل الناس اليوم يطلبون شخصًا أو أكثر ليصلّي أحدهم[/b][b]بهم إمامًا[/b][b].[/b][/size][/color][/font][color=navy]

[/color] [font=courier new][color=navy][size=5][b]ولم يكن السلف يفعلون شيئًا من هذا؛ فإذا دخل أحدهم المسجد ووجد[/b][b]الناس قد صلّوا صلّى وحده، وهذا ما صرّح به الإمام الشافعيّ في كتابه "الأم ّ[/b][b]" –[/b][b]وكلامه في الواقع من أجمع ما رأيت من كلام الأئمّة في هذه المسألة-[/b][/size][/color][/font][color=navy]
[/color] [font=courier new][color=navy][size=5][b] [color=darkgreen]حيث قال:[/color]
"وإذا[/b][b]دخل جماعةٌ المسجد، فوجدوا الإمام قد صلّى صلّوا فرادى، فإن صلّوا جماعة أجزأتهم [/b][b]صلاتهم، ولكنّي أكره لهم ذلك؛ لأنّه لم يكن من أحوال السلف[/b][b]".[/b][/size][/color][/font][color=navy]

[/color] [font=courier new][color=navy][size=5][color=darkgreen][b]ثمّ قال[/b][/color][b][color=darkgreen]: [/color]
"[/b][b]وأمّا مسجدٌ في قارعة الطريق –ليس له إمامٌ راتب ومؤذّنٌ راتب، فلا بأس من تعدّد[/b][b]الجماعة فيه[/b][b]".[/b][/size][/color][/font][color=navy]

[/color] [font=courier new][color=navy][size=5][b][color=darkgreen]ثمّ قال: [/color]
"وإنّا قد حفظنا أنّ جماعة من أصحاب النبيّ صلّى[/b][b] الله عليه وسلّم فاتتهم صلاة مع الجماعة، فصلّوا فرادى مع أنّهم كانوا قادرين على[/b][b]أن يجمعوا فيه مرّة أخرى، لكنّهم لم يفعلوا؛ لأنّهم كرهوا أن يجمعوا في مسجدٍ[/b][b]مرّتين[/b][b]"[/b][/size][/color][/font][color=navy]
[/color] [font=courier new][color=navy][size=5][b].[/b][/size][/color][/font][color=navy]
[/color] [font=courier new][color=navy][size=5][b]هذا كلام الإمام الشافعيّ، وما ذكره من أنّ الصحابة كانوا يصلّون[/b][b]فرادى إذا فاتتهم صلاة الجماعة ذكره معلّقًا بصيغة الجزم لهذا المعلَّق، ووصله[/b][b]الحافظ أبو بكر بن أبي شيبة في كتابه المشهور "المصنّف" رواه بإسنادٍ قويٍّ عن[/b][b]الحسن البصريّ أنّ الصحابة كانوا إذا فاتتهم الصلاة مع الجماعة صلّوا[/b][b]فرادى[/b][b].[/b][/size][/color][/font][color=navy]

[/color] [font=courier new][color=navy][size=5][b]وذكر هذا المعنى ابن القاسم في
"مدوّنة الإمام مالك"
عن جماعة من[/b][b]السلف، كنافع مولى ابن عمر، وسالم بن عبد الله، وغيرهما؛
أنّهم كانوا إذا فاتتهم[/b][b]الصلاة صلّوا فرادى ولم يعيدوها جماعة مرّة أخرى[/b][b].[/b][/size][/color][/font][color=navy]

[/color] [font=courier new][color=navy][size=5][b]وأيضًا روى الإمام [/b][b]الطبرانيّ في
"معجمه الكبير"
بإسنادٍ جيّدٍ عن ابن مسعود أنّه خرج مع صاحبين له من[/b][b]بيته إلى المسجد لصلاة الجماعة، وإذا به يرى الناس يخرجون من المسجد وقد انتهوا[/b][b]منها، فعاد وصلّى بهما إمامًا في بيته؛
فرجوع ابن مسعود –وهو مَن هو في صحبته[/b][b]للرسول صلّى الله عليه وسلّم، وفي معرفته وفقهه للإسلام- لو كان يعلم مشروعيّة[/b][b]تعدّد الجماعات في المسجد الواحد لدخل بصاحبيه وصلّى بهما جماعة؛ لأنّه يعلم قول[/b][b]الرسول صلّى الله عليه وسلّم "أفضل صلاة المرء في بيته إلّا المكتوبة[/b][b]".[/b][/size][/color][/font][color=navy]

[/color] [font=courier new][color=navy][size=5][b]". [/b][b]فما الّذي منع ابن مسعود أن يصلّي هذه المكتوبة في المسجد؟
عِلْمُهُ أنّه إن صلّاها[/b][b]في المسجد فسيصلّيها وحده، فرأى أن يجمع بهما في بيته أفضل من أن يصلّي هو ومن معه،[/b][b]كلٌّ على انفرادٍ في المسجد[/b][b].[/b][/size][/color][/font][color=navy]

[/color] [font=courier new][color=navy][size=5][b]فهذه المجموعة من النُقول تؤيّد وجهة نظر الجمهور[/b][b]الّذين كرهوا تعدّد الجماعة في المسجد الموصوف بالصيغة السابقة[/b][b].[/b][/size][/color][/font][color=navy]

[/color] [color=navy][font=courier new][size=5][b]ثمّ لا يعدم [/b][/size][/font][font=courier new][size=5][b]الإنسان أن يجد أدلّةً أخرى مع شيء من الاستنباط والنظر الدقيق فيها، [/b][/size][/font]

[/color] [font=courier new][color=navy][size=5][b]فقد روى [/b][b]الإمامان البخاريُّ ومسلمٌ من حديث أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلّى الله عليه [/b][b]وسلّم:
لقد هممت أن آمر رجلًا فيصلّي بالناس، ثمّ أمر رجالًا فيحتطبون حطبًا، ثمّ[/b][b]أخالف إلى أناس يَدَعون الصلاة مع الجماعة فأحرّق عليهم بيوتهم، والّذي نفس محمّد[/b][b]بيده، لو يعلم أحدهم أنّه يجد في المسجد مرماتين حسنتين لشهدهما"؛[/b][/size][/color][/font][color=navy]

[/color] [font=courier new][color=navy][size=5][b] ففي هذا الحديث [/b][b]تهديد الرسول صلّى الله عليه وسلّم المتخلّفين عن حضور صلاة الجماعة في المسجد[/b][b]بالتحريق بالنار، فأنا أرى أنّ هذا الحديث وحده يشعرنا بالحكم السابق، أو يشعرنا[/b][b]بما ذكر الإمام الشافعيّ ووصله ابن أبي شيبة؛ وهو أنّ الصحابة لم يكونوا يكرّرون [/b][b]الصلاة جماعةً في المسجد، ثمّ جاء هذا الوعيد الشديد من رسول الله صلّى الله عليه [/b][b]وسلّم للمتخلّفين عن صلاة الجماعة، فأيّ جماعة هذه الّتي هم يتخلّفون عنها، ويترتّب [/b][b]على تخلّفهم عنها هذا الوعيد الشديد؟[/b][/size][/color][/font][color=navy]

[/color] [font=courier new][color=navy][size=5][b][color=darkgreen]فإن قيل: [/color]
هي الجماعة الأولى[/b][b].[/b][/size][/color][/font][color=navy]
[/color] [font=courier new][color=navy][size=5][b][color=darkgreen]قيل:[/color]
إذن [/b][b]هذه الجماعة الأخرى غير مشروعة[/b][b].[/b][/size][/color][/font][color=navy]
[/color] [font=courier new][color=navy][size=5][b][color=darkgreen]وإن قيل: [/color]
إنّ هذا الوعيد إنّما يشمل المتخلّف عن[/b][b]كلّ جماعة مهما كان رقمها التسلسليّ، حينئذٍ لم تقم الحجّة من رسول الله صلّى الله [/b][b]عليه وسلّم مطلقًا عن أيّ متخلّفٍ عن أيّ جماعةٍ؛[/b][/size][/color][/font][color=navy]

[/color] [font=courier new][color=navy][size=5][b] لأنّه لو فاجأ بعض المتخلّفين [/b][b]حينما أناب عنه، فجاء إلى بيوتهم فوجدهم يلهون مع نسائهم وأولادهم فأنكر عليهم[/b][b]: [/b][b]لماذا لا تذهبون للصلاة مع الجماعة؟.
[color=darkgreen] فيقولون:[/color]
نصلّي مع الجماعة الثانية أو[/b][b]الثالثة، فهل تقوم حجّة للرسول صلّى الله عليه وسلّم عليهم؟ لذلك فإنّ همّ الرسول [/b][b]صلّى الله عليه وسلّم بإنابة شخصٍ يقوم مقامه وأن يفاجئ المتخلّفين عن صلاة الجماعة[/b][b]فيحرق عليهم بيوتهم؛ لأكبر دليل على أنّه لم يكن هناك جماعة ثانيةٌ إطلاقًا.
هذا[/b][b]بالنسبة إلى النقول الّتي اعتمد عليها العلماء[/b][b].[/b][/size][/color][/font][color=navy]


[/color] [font=courier new][color=navy][size=5][b][color=darkgreen]أمّا النظر؛[/color]
فهو على الوجه [/b][b]الآتي:
صلاة الجماعة قد جاء في فضلها أحاديث كثيرة منها الحديث المشهور: "صلاة[/b][b]الجماعة تفضل صلاة الفذّ بخمس وعشرين –وفي رواية: بسبع وعشرين- درجة"، فهذه الفضيلة[/b][b]إنّما جاءت لصلاة الجماعة[/b][b].[/b][/size][/color][/font][color=navy]

[/color] [font=courier new][color=navy][size=5][b]وجاء في بعض الأحاديث
" أنّ صلاة الرجل مع الرجل أزكى [/b][b]عند الله من صلاته وحده وصلاة الرجل مع الرجلين أزكى عند الله من صلاته مع الرجل[/b][b]"[/b][b]
،[/b][b]وهكذا كلّما كثرت الجماعة وأفرادها تضاعف أجرها عند ربّها[/b][b].[/b][/size][/color][/font][color=navy]

[/color] [font=courier new][color=navy][size=5][b]فإذا تذكّرنا هذا[/b][b]المعنى ثمّ نظرنا عاقبة القول بجواز تكرار الجماعة في المسجد الّذي له إمام راتب،[/b][b]فإنّ هذه العاقبة أسوأ عاقبة بالنسبة لمثل هذا الحكم الإسلاميّ ألا وهو صلاة[/b][b]الجماعة؛
ذلك لأنّ القول بتكرار الجماعة سيؤدّي إلى تقليل عدد الجماعة الأولى، وهذا[/b][b]ينقض الحثّ الّذي يفيده حديث:
"صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده..."؛[/b][/size][/color][/font][color=navy]

[/color] [font=courier new][color=navy][size=5][b] لأنّ [/b][b]هذا الحديث يحضّ على تكثير الجماعة، والقول بتكرار الجماعة في المسجد يؤدّي[/b][b] –[/b][b]بالضرورة- إلى تقليل عدد أفراد الجماعة الشرعيّة الأولى، وتفريق وحدة[/b][b]المسلمين[/b][b].[/b][/size][/color][/font][color=navy]


[/color] [font=courier new][color=navy][size=5][b]وشيء آخر يقتضيه النظر السليم وهو أن نتذكّر أنّ حديث ابن مسعود[/b][b]في صحيح مسلم نحو حديث أبي هريرة:
"لقد هممت أن آمر رجلًا فيصلّى بالناس....إلى[/b][b]آخره"، جاء هذا الحديث في حقّ المتخلّفين عن صلاة الجمعة، [/b][/size][/color][/font][color=navy]

[/color] [font=courier new][color=navy][size=5][b]فإذا علمنا أنّ ابن مسعود [/b][b]صبّ وعيدًا من نوع واحد على كلّ من يتخلّف عن صلاة الجمعة، وعن صلاة الجماعة، حينئذ[/b][b]نعرف أنّ هاتين الصلاتين من حيث التصاقهما بصلاة الجماعة فإنّ هذا الوعيد يعني أن[/b][b]لا جماعة ثانية بعد كلّ من الصلاتين؛ [/b][/size][/color][/font][color=navy]
[/color] [font=courier new][color=navy][size=5][b]فصلاة الجمعة –حتّى الآن- حافظ على وحدتها[/b][b]وعلى عدم القول بمشروعيّة تعدّدها في المسجد الواحد جميعُ العلماء على اختلاف [/b][b]مذاهبهم، لذلك تجد المساجد غاصّة بالمصلّين يوم الجمعة،[/b][/size][/color][/font][color=navy]


[/color] [font=courier new][color=navy][size=5][b] وإن كان لا يفوتنا أن [/b][b]نتذكّر أنّ من أسباب امتلاء المساجد يوم الجمعة هو أنّ هناك من يحضر الجمعة ولا[/b][b]يحضر الصلوات الأخرى، ولكن ممّا لا شكّ فيه أنّ امتلاء المساجد يوم الجمعة[/b][b]بالمصلّين سببه أنّ المسلمين لم يتعوّدوا –والحمد لله- أن يكرّروا صلاة الجمعة في [/b][b]المسجد الواحد، فلو أنّ المسلمين عاملوا صلاة الجماعة كما عاملوا صلاة الجمعة وكما[/b][b]كان الأمر عليه في عهد الرسول صلّى الله عليه وسلّم لكادت المساجد أن تمتلئ [/b][b]بالمصلّين؛ لأنّ كلّ حريص على الجماعة سيكون قائمًا في ذهنه أنّه إن فاتته الصلاة[/b][b]الأولى، فلا يمكن له أن يتداركها فيما بعد،[/b][/size][/color][/font][color=navy]
[/color] [font=courier new][color=navy][size=5][b] فيكون هذا الاعتقاد حافزًا له على الحرص [/b][b]الشديد على صلاة الجماعة، والعكس بالعكس تمامًا، إذا قام في نفس المسلم أنّه إن[/b][b]فاتته هذه الجماعة الأولى فيوجد جماعة ثانية وثالثة...وعاشرة أحيانًا، فهذا ممّا[/b][b]سيضعف همّته وحرصه على الحضور للجماعة الأولى[/b][b].[/b][/size][/color][/font][color=navy]


[/color] [font=courier new][color=darkgreen][size=5][b]بقي لدينا أمران [/b][b]اثنان[/b][b]:[/b][/size][/color][/font][color=navy]
[/color] [font=courier new][color=navy][size=5][b][color=darkgreen]الأوّل: [/color]
أن نبيّن أنّ الّذين ذهبوا إلى عدم مشروعيّة الجماعة الثانية على[/b][b]التفصيل السابق، وكراهة فعلها، هم جمهور الأئمّة من السلف، وفيهم الأئمّة الثلاثة[/b][b]: [/b][b]أبو حنيفة ومالك والشافعيّ، والإمام أحمد معهم في رواية، لكن هذه الرواية غير [/b][b]مشهورة عند أتباعه اليوم، وإن كان ذكرها أخصّ تلامذته وهو أبو داود السجستانيّ؛ فقد[/b][b]روى عنه في كتاب "مسائل الإمام أحمد" أنّه قال:
"إنّ تكرار الجماعة في المسجدين [/b][b]الحرمين أشدّ كراهة"،
فهذا –من باب التفضيل- يشعرنا بأنّ الكراهة في المساجد الأخرى [/b][b]موجودة بتكرار الجماعة، ولكنّها أشدّ في المسجدين، وهو في هذه الرواية يلتقي مع [/b][b]الأئمّة الثلاثة[/b][b].[/b][/size][/color][/font][color=navy]


[/color] [font=courier new][color=navy][size=5][b][color=darkgreen]الثاني:[/color]
أنّ الرواية الأخرى عن الإمام أحمد والمشهورة عن [/b][b]أتباعه فعمدته فيها هو ومن تابعه من المفسّرين: حديثٌ يرويه الترمذيّ والإمام أحمد[/b][b]وغيرهما من حديث أبي سعيد الخدريّ أنّ رجلًا دخل المسجد والرسول صلّى الله عليه [/b][b]وسلّم قد صلّى وحوله أصحابه، فأراد هذا الرجل أن يصلّي، فقال عليه الصلاة والسلام[/b][b]:
"[/b][b]ألا رجل يتصدّق على هذا فيصلّي معه"،[/b][/size][/color][/font][color=navy]

[/color] [font=courier new][color=navy][size=5][b] وفي رواية لأبي بكر البيهقيّ في "سننه [/b][b]الكبرى":
أنّ هذا الرجل هو أبو بكر الصدّيق، لكنّ هذه الرواية في إسنادها ضعف،[/b][b]والرواية الصحيحة لم يُسَمَّ فيها الرجل،[/b][/size][/color][/font][color=navy]
[/color] [font=courier new][color=navy][size=5][b] فقد احتجّوا بهذا الحديث وقالوا:
إنّ [/b][b]الرسول صلّى الله عليه وسلّم أقرّ الجماعة الثانية[/b][b]![/b][/size][/color][/font][color=navy]

[/color] [font=courier new][color=navy][size=5][b]والجواب على هذا الاستدلال [/b][b]هو أن نلاحظ أنّ الجماعة الّتي تضمّنها الحديث هي غير الجماعة الّتي يجري حولها[/b][b]السؤال، فإنّ الجماعة الّتي تضمّنها الحديث هي جماعة إنسان دخل المسجد بعد الجماعة[/b][b]الأولى، ويريد أن يصلّي وحده، فحضّ الرسول صلّى الله عليه وسلّم أصحابه الّذين [/b][b]كانوا قد صلّوا معه أن يقوم أحدهم فيتطوّع ويصلّي نافلة، ففعل، وكذلك وقع؛ فهذه [/b][b]الجماعة مؤلّفة من شخصين:
إمام ومأموم، الإمام مفترض والمأموم متنفّل، فمن هو الّذي [/b][b]عقد هذه الجماعة؟ لولا المتنفّل ما كان هناك جماعة، إذن هذه جماعة تطوّع وتنفّل،[/b][b]وليست جماعة فريضة، والخلاف إنّما يدور حول جماعة فريضة ثانية، ولهذا فإنّ [/b][b]الاستدلال بحديث أبي سعيد على موضع النزاع غير صحيح،[/b][/size][/color][/font][color=navy]

[/color] [font=courier new][color=navy][size=5][b] والّذي يؤكّد هذا أنّ الحديث [/b][b]يقول:
"ألا رجل يتصدّق على هذا فيصلّي معه"، وهذه الحادثة –الّتي وقعت- فيها[/b][b]متصدِّق، وفيها متصدَّقٌ عليه، فلو سألنا أقلّ الناس فهمًا وعلمًا: مَن المتصدِّق؟[/b][b]ومَن المتصدَّق عليه؟ سيكون الجواب: المتصدِّق هو المتنفّل الّذي صلّى الفريضة وراء[/b][b]رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، والمتصدَّق عليه هو الّذي جاء[/b][b]متأخّرًا[/b][b].[/b][/size][/color][/font][color=navy]

[/color] [font=courier new][color=navy][size=5][b]السؤال نفسه إذا طرحناه في الجماعة الّتي هي موضع النزاع: دخل [/b][b]ستّة أو سبعة المسجد، فوجدوا الإمام قد صلّى فأمّهم أحدهم وصلّى بهم جماعة ثانية،[/b][b]فمَن هو المتصدِّق من هؤلاء، ومن هو المتصدَّق عليه؟ لا أحد يستطيع أن يقول كما[/b][b]استطاع أن يقول في الصورة الأولى، فهذه الجماعة الّتي دخلت بعد صلاة الإمام كلّهم [/b][b]يصلّي فرض الوقت، ليس هناك متصدِّق ولا متصدَّق عليه،[/b][/size][/color][/font][color=navy]
[/color] [font=courier new][color=navy][size=5][b] وسرّ هذا واضح في الصورة[/b][b]الأولى: المتصدّق هو الرجل المتنفّل الّذي صلّى وراء الرسول صلّى الله عليه وسلّم [/b][b]وكتبت صلاته بسبع وعشرين درجة، فهو إذن غنيّ وبإمكانه أن يتصدّق على غيره، والّذي [/b][b]صلّى إمامًا –ولولا ذلك المتصدِّق عليه لصلّى وحيدًا- فقير، وهو بحاجة إلى من [/b][b]يتصدّق عليه؛ لأنّه لم يكتسب ما اكتسب المتصدِّق عليه [/b][b].[/b][/size][/color][/font][color=navy]

[/color] [font=courier new][color=navy][size=5][b]وواضح سبب كون هذا[/b][b]متصدِّقًا وهذا متصدَّقًا عليه، أمّا في صورة النزاع فالصورة غير واضحة؛ لأنّهم [/b][b]كلّهم فقراء، كلّهم فاتتهم فضيلة الجماعة الأولى فلا ينطبق قول الرسول صلّى الله [/b][b]عليه وسلّم:
"ألا رجل يتصدّق على هذا فيصلّي معه"، فعلى مثل هذه الحالة لا يصحّ [/b][b]الاستدلال بهذه الحادثة، ولا على هذه المسألة الّتي هي موضع البحث[/b][b].[/b][/size][/color][/font][color=navy]

[/color] [font=courier new][color=navy][size=5][b]ونضمّ [/b][b]جهة أخرى من استدلالهم هي قوله عليه الصلاة والسلام:
"صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذّ[/b][b]بسبع وعشرين درجة"، فاستدلّوا بإطلاق؛ أي أنّهم فهموا أنّ (أل) في كلمة (الجماعة[/b][b]) [/b][b]للشمول؛ أي أنّ كلّ صلاة جماعة في المسجد تفضل صلاة الفذّ،[/b][/size][/color][/font][color=navy]
[/color] [font=courier new][color=navy][size=5][b] ونحن نقول بناءً على [/b][b]الأدلّة السابقة: إنّ (أل) هذه ليست للشمول، وإنّما هي للعهد، أي أنّ صلاة الجماعة[/b][b]الّتي شرعها الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وحضّ الناس عليها، وأمر الناس بها، وهدّد[/b][b]المتخلّفين عنها بحرق بيوتهم، ووصف من تخلّف عنها بأنّه من المنافقين – هي صلاة[/b][b]الجماعة الّتي تَفْضُلُ صلاة الفذّ، وهي الجماعة الأولى،[/b][/size][/color][/font][color=navy]

[/color] [font=courier new][color=navy][size=5][b] [color=darkgreen]والله تعالى [/color][/b][color=darkgreen][b]أعلم[/b][b].[/b][/color][/size][/color][/font][/center]

*زهرة الفردوس* 04-03-2010 03:16 AM

[center]
[font=traditional arabic][size=5][color=purple][b]جزاكِ الله خيرا ونفع بكِ [/b][/color][/size][/font]

[/center]

أم عبد الرحمن السلفية 04-03-2010 11:21 PM

[font=traditional arabic][size=5][color=darkorchid][align=center]
[font=traditional arabic][size=5][color=darkorchid]رحم الله العلامة الألباني .[/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=5][color=darkorchid]جزاكِ الله خيراً, ونفع بكِ أخيتي .[/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=5][color=darkorchid]جعل ربي ما سطرت يُمناكِ في ميزان حسناتكِ .[/color][/size][/font]
[/align][/color][/size][/font]


الساعة الآن 03:57 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.