الفتنة نوعان
 

[center][b][color=black][font=traditional arabic]قال ابن القيم رحمه الله:[/font][/color][/b]


[b][font=monotype koufi][size=5][color=red]الفتنة نوعان[/color][/size][/font][/b]


[b][color=#632423][font=traditional arabic]فتنة الشبهات وهي أعظم الفتنتين وفتنة الشهوات[/font][/color][/b]


[color=black][font=traditional arabic]وقد يجتمعان للعبد وقد ينفرد بإحداهما[/font][/color]

[b][color=red][font=traditional arabic]فـفتنة الشبهات[/font][/color][/b][color=black][font=traditional arabic]: [/font][/color]
[b][color=#3333ff][font=traditional arabic][سببها][/font][/color][/b]
[color=black][font=traditional arabic]من ضعف البصيرة وقلة العلم، ولا سيّما إذا اقترن بذلك فساد القصد وحصول الهوى، فهنالك الفتنة العظمى، والمصيبة الكبرى، فقل ما شئت في ضلال سيء القصد الحاكم عليه الهوى لا الهدى مع ضعف بصيرته وقلة علمه بما بعث الله به رسوله، فهو من الذين قال الله تعالى فيهم: [/font][/color]

[color=#00b050][font=traditional arabic]{[/font][/color][color=#c00000][font=traditional arabic]إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنفُسُ[/font][/color][color=#00b050][font=traditional arabic]}[/font][/color]

[color=black][font=traditional arabic]وقد أخبر الله سبحانه أن إتباع الهوى يضل عن سبيل الله فقال : [/font][/color]

[color=#00b050][font=traditional arabic]{[/font][/color][color=#c00000][font=traditional arabic]يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ[/font][/color][color=#00b050][font=traditional arabic]}[/font][/color][color=black][font=traditional arabic].[/font][/color]

[b][color=#3333ff][font=traditional arabic][مآلها][/font][/color][/b]
[color=black][font=traditional arabic]وهذه الفتنة مآلها إلى الكفر والنفاق، وهي فتنة المنافقين وفتنة أهل البدع على حسب مراتب بدعهم، فجميعهم إنما ابتدعوا من فتنة الشبهات التي اشتبه عليهم فيها الحق بالباطل، والهدى بالضلال. [/font][/color]
[b][color=#3333ff][font=traditional arabic][كيفية النجاة منها][/font][/color][/b]
[color=black][font=traditional arabic]ولا ينجى من هذه الفتنة إلا تجريد إتباع الرسول، وتحكيمه في دق الدين وجله، ظاهره وباطنه، عقائده وأعماله، حقائقه وشرائعه، فيتلقى عنه حقائق الإيمان وشرائع الإسلام، وما يثبته لله من الصفات والأفعال والأسماء، وما ينفيه عنه، كما يتلقى عنه وجوب الصلوات وأوقاتها وأعدادها، ومقادير نصب الزكاة ومستحقيها، ووجوب الوضوء والغسل من الجنابة، وصوم رمضان، فلا يجعله رسولاً في شيء دون شيء من أمور الدين، بل هو رسول في كل شيء تحتاج إليه الأمة في العلم والعمل لا يتلقى إلا عنه، ولا يؤخد إلا منه، فالهدى كله دائر على أقواله وأفعاله، وكل ما خرج عنها فهو ضلال، فإذا عقد قلبه على ذلك، وأعرض ما سواه ووزنه بما جاء به الرسول فإن وافقه قبله؛ لا لكون ذلك القائل قاله بل لموافقته للرسالة، وإن خالفه رده ولو قاله من قاله، فهذا الذي ينجيه من فتنة الشبهات، وإن فاته ذلك أصابه من فتنتها بحسب ما فاته منه.[/font][/color][/center]

[center][b][color=#3333ff][font=traditional arabic][نشوئها][/font][/color][/b]
[color=black][font=traditional arabic]وهذه الفتنة تنشأ :[/font][/color]
[color=black][font=traditional arabic]تارة من فهم فاسد، [/font][/color]
[color=black][font=traditional arabic]وتارة من نقل كاذب، [/font][/color]
[color=black][font=traditional arabic]وتارة من حق ثابت خفي على الرجل فلم يظفر به، [/font][/color]
[color=black][font=traditional arabic]وتارة من غرض فاسد وهوى متبع، [/font][/color]
[color=black][font=traditional arabic]فهي من عمى في البصيرة وفساد في الإرادة. [/font][/color][/center]

[b][color=red][font=traditional arabic][align=center]
[b][color=red][font=traditional arabic][فتنة الشهوات][/font][/color][/b]
[color=black][font=traditional arabic]وأما النوع الثاني من الفتنة: ففتنة الشهوات. [/font][/color]
[color=black][font=traditional arabic]وقد جمع سبحانه بين ذكر الفتنتين في قوله: [/font][/color][color=black][font=traditional arabic][/font][/color]
[center][center][color=#00b050][font=traditional arabic]{[/font][/color][color=#c00000][font=traditional arabic]كَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ كَانُواْ أَشَدَّ مِنكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالاً وَأَوْلاَدًا فَاسْتَمْتَعُواْ بِخَلاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُم بِخَلاَقِكُمْ[/font][/color][color=#00b050][font=traditional arabic]}[/font][/color][color=black][font=traditional arabic][/font][/color][/center][/center]
[color=black][font=traditional arabic]أي: تمتعوا بنصيبهم من الدنيا وشهواتها. والخلاق هو النصيب المقدر، [/font][/color][color=black][font=traditional arabic][/font][/color]
[color=black][font=traditional arabic]ثم قال: [/font][/color][color=black][font=traditional arabic][/font][/color]
[center][center][color=#00b050][font=traditional arabic]{[/font][/color][color=#c00000][font=traditional arabic]وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُواْ[/font][/color][color=#00b050][font=traditional arabic]}[/font][/color][color=black][font=traditional arabic][/font][/color][/center][/center]
[color=black][font=traditional arabic]فهذا الخوض بالباطل وهو الشبهات. [/font][/color]
[color=black][font=traditional arabic]فأشار سبحانه في هذه الآية إلى ما يحصل به فساد القلوب والأديان؛ من الاستمتاع بالخلاق، والخوض بالباطل، لأن فساد الداعين إما أن يكون باعتقاد الباطل والتكلم به، أو بالعمل بخلاف العلم الصحيح.[/font][/color]
[color=black][font=traditional arabic]فالأول : هو البدع وما والاها. [/font][/color]
[color=black][font=traditional arabic]والثاني : فسق الأعمال.[/font][/color]
[color=black][font=traditional arabic]فالأول: فساد من جهة الشبهات، والثاني: من جهة الشهوات.[/font][/color]
[color=black][font=traditional arabic]ولهذا كان السلف يقولون: احذروا من الناس صنفين: صاحب هوى قد فتنه هواه، وصاحب دنيا أعمته دنياه. وكانوا يقولون: احذروا فتنة العالم الفاجر، والعابد الجاهل؛ فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون. [/font][/color]
[b][color=#3333ff][font=traditional arabic][أصل كل فتنة][/font][/color][/b]
[color=black][font=traditional arabic]وأصل كل فتنة إنما هو من تقديم الرأي على الشرع، والهوى على العقل. [/font][/color]
[color=black][font=traditional arabic]فالأول: أصل فتنة الشبهة، والثاني: أصل فتنة الشهوة. [/font][/color]
[b][color=#3333ff][font=traditional arabic][كيفية دفع الفتنتين][/font][/color][/b]
[color=black][font=traditional arabic]ففتنة الشبهات تدفع باليقين، وفتنة الشهوات تدفع بالصبر، ولذلك جعل الله سبحانه إمامة الدين منوطة بهذين الأمرين فقال: [/font][/color][color=black][font=traditional arabic][/font][/color]
[center][center][color=#00b050][font=traditional arabic]{[/font][/color][color=#c00000][font=traditional arabic]وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ[/font][/color][color=#00b050][font=traditional arabic]}[/font][/color][color=black][font=traditional arabic].[/font][/color][/center][/center]
[color=black][font=traditional arabic]فدل على أنه بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين. [/font][/color]
[color=black][font=traditional arabic]وجمع بينهما أيضاً في قوله: [/font][/color][color=black][font=traditional arabic][/font][/color]
[center][center][color=#00b050][font=traditional arabic]{[/font][/color][color=#c00000][font=traditional arabic]وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ[/font][/color][color=#00b050][font=traditional arabic]}[/font][/color][color=black][font=traditional arabic][/font][/color][/center][/center]
[color=black][font=traditional arabic]فتواصوا بالحق الذي يدفع الشبهات، وبالصبر الذي يكف عن الشهوات.[/font][/color]
[color=black][font=traditional arabic]وجمع بينهما في قوله: [/font][/color]
[center][center][color=#00b050][font=traditional arabic]{[/font][/color][color=#c00000][font=traditional arabic]وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِي الأَيْدِي وَالأَبْصَارِ[/font][/color][color=#00b050][font=traditional arabic]}[/font][/color][color=black][font=traditional arabic][/font][/color][/center][/center]
[color=black][font=traditional arabic]فالأيدي: القوى والعزائم في ذات الله، والأبصار: البصائر في أمر الله وعبارات السلف تدور على ذلك ...[/font][/color]
[color=black][font=traditional arabic]وقال جاء في حديث مرسل: إن الله يحب البصر النافذ عند ورود الشبهات، ويحب العقل الكامل عند حلول الشهوات. [/font][/color]
[color=black][font=traditional arabic][b]فبكمال العقل والصبر تدفع فتنة الشهوة، وبكمال البصيرة واليقين تدفع فتنة الشبهة، والله المستعان[/b].[/font][/color]
[color=black][font=traditional arabic][center][center][color=black][font=traditional arabic]من كتاب إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان[/font][/color][/center]
[center][color=black][font=traditional arabic]للإمام ابن القيم الجوزية رحمه الله[/font][/color][/center]
[center][color=black][font=traditional arabic]اختصره لكم أبو راشد[/font][/color][/center][/center]
[/font][/color][/align][/font][/color][/b]

اضافة رائعة
بارك الله فيك يا أم عبد الرحمن
ونجانا واياك من الفتنا ما ظهر منها وما بطن

جزاكِ الله كل خير

جزاك الله خيرا

[center][b][font=traditional arabic][size=5]بوركتم
ووفقكم الله لكل خير [/size][/font][/b][/center]