منتديات الحور العين

منتديات الحور العين (http://www.hor3en.com/vb/index.php)
-   القرآن الكريم (http://www.hor3en.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   لطــــــــــــــــــــائف قرآنية .. (http://www.hor3en.com/vb/showthread.php?t=49309)

*زهرة الفردوس* 09-24-2009 04:17 AM

لطــــــــــــــــــــائف قرآنية ..
 
[CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]القرآن الكريم ظاهره أنيق وباطنه عميق ، يحتوي بين دفتيه على كنوز ضخمة من الإشارات واللفتات ، واللطائف والإيحاءات ، والمعاني والحقائق والدلالات.[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]وتدبر آيات القرآن الكريم بلفتاته ولطائفه ، نعمة عظيمة وغامرة لا يعرفها إلا من ذاقها ، وكل ما يتعلق بالقرآن الكريم من تلاوة ودعوة ، وحفظ وتدبر ، وتفسير وتوجيه ، ولطائف وإشارات ، وبحوث ودراسات ، كل ذلك عبادة لله تبارك وتعالى .[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]والقرآن الكريم لا يشبع منه العلماء ، ولا يَمَلُّه الأتقياء ، ولا تنقضي عجائبه ، ولا يتصف بهذه الصفات إلا كتاب الله عز وجل.[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]وبالنسبة لتفسير القرآن الكريم فلا يمكن أن نقتصر على دراسات السابقين ـ ولا نستغني عن تفاسيرهم ـ ونحبهم ونقدر علمهم الأصيل ، ومع ذلك نعتقد أن بعض المتأخرين ، وقفوا على لطائف ودلالات قرآنية لم يلحظها السابقون ، ومفهوم » ما ترك الأول للآخر ! « يجب أن يصحح إلى » كم ترك الأول للآخر «.[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]بعض العلوم نضجت ، ولا تقبل إضافة على قواعدها كالنحو والصرف ،وأصول الفقه، وأصول الحديث ، وبعض العلوم حية نامية ، وتقبل كل إبداع وجديد ، كعلم التفسير ، وعلم الحديث ،والبلاغة والأدب.[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]لا بدَّ من علماء يفسرون القرآن بلغة وأسلوب عصرهم ، وفائدتنا لمن ينقض لنا ـ من خلال تفسيره ـ مذاهب فكرية معاصرة كالماركسية والماسونية والوجودية ، أكبر بكثير من نقض الإمام الرازي مثلاً في تفسيره لأفكار المعتزلة. [/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]إن لكل مفسِّرٍ أهدافه ،ومنهجه وأسلوبه ، بما يتفق مع قضايا ومشكلات عصره ، ضمن ضوابط التفسير وقواعده ، فباب التفسير باب لا يُغلَق ! والتفسير فتوحات وفيوضات ربانية .[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]وسأذكر في هذا البحث بعض الأمثلة والشواهد ، من اللطائف التي وقفت عند قراءتي لها، ورأيتها مفيدة جداً ، ويجب أن يطَّلع عليها كل الناس ، ومن الله تعالى أسأل الأجر والمثوبة.[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]1 ـ [COLOR=red]الحروف النورانية[/COLOR] : الحروف المقطعة أوائل السور ، للتحدي والإعجاز ، وللإشارة إلى مصدر القرآن الكريم ، وأنه كلام الله تعالى ، حيث وضع بين أيدي الكافرين المادة الأولية ، لصياغة وتركيب الكلام العربي ، وهي حروف الهجاء ، وكأنه يقول لهم : الحروف التي افتتحت بها السور نصف أسامي حروف المعجم ( أربعة عشر حرفاً ) ، فمن زعم أن القرآن ليس بآية ، فليأخذ الشطر الباقي ، ويركب عليه لفظاً معارضة للقرآن.[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]والذي يرجح هذا الفهم للحروف النورانية ما يلي : [/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]ـ عدد الحروف المقطعة بدون تكرار أربعة عشر حرفاً ، وهو نصف عدد حروف الهجاء العربية عند من قال : إن حروف المعجم ثمانية وعشرون حرفاً، فسبحان الذي دقت في كل شيء حكمته.[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]ـ يجمع هذه الحروف النورانية جملة لطيفة ذات دلالة ، وهي قولك » نص حكيم قاطع له سر « ولهذا قال أبو بكر الصديق t : في كل كتاب سر ، وسره في القرآن أوائل السور.[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]ـ عدد السور المفتتحة بهذه الأحرف تسع وعشرون سورة ، على عدد حروف الهجاء العربية ، والصحيح أنها تسعة وعشرون حرفاً ، وذلك لأن الواضع جعل كل حرف من حروف المعجم صدر اسمه إلا الألف ، فإنه لما لم يمكن أن يبتدأ به لكونه مطبوعاً على السكون فلا يقبل الحركة أصلاً ، تُوصِّل إليه باللام ، لأنها شابهته في الاعتداد والانتصاب ، ولذلك يكتب على صورة الألف إلا إذا اتصل بما بعده( ).[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]ـ والسور المفتتحة بالأحرف المقطعة مرتبة ترتيباً ملحوظاً مقصوداً :[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]أ ـ السور المفتتحة بأحرف » ألم « مرتبة ومسلسلة في المصحف في مجموعتين :[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]المجموعة الأولى : سورتا البقرة وآل عمران.[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]المجموعة الثانية : أربع سور متوالية : العنكبوت ، الروم ، لقمان ، السجدة.[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]ب ـ السور المفتتحة بأحرف » ألر « ست سور متوالية في المصحف وهي : يونس ، هود ، يوسف ، الرعد ، إبراهيم ، الحجر.[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]ج ـ مجموعة » الطواسين « وهي السور المفتتحة بأحرف » طس « أو » طسم « ثلاث سور متوالية أيضاً وهي : الشعراء ، النمل ، القصص.[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]د ـ مجموعة » الحواميم « وهي السور المفتتحة بحرفَيْ » حم « سبع سور متوالية في المصحف وهي : غافر ، فصلت ، الشورى ، الزخرف ، الدخان ، الجاثية ، الأحقاف.[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]ومن دقة القرآن الكريم تلك الخماسيات التي تشمل الفئات السبع التالية في افتتاحيات السور :[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]الفئة الأولى : خمس سور مفتتحة بالتحميد : الفاتحة ، الأنعام ، الكهف ، سبأ ، فاطر ، وكلها مكية.[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]الفئة الثانية : خمس سور مفتتحة بالتسبيح : الحديد ، الحشر ، الصف ، الجمعة ، التغابن، وكلها مدنية .[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]الفئة الثالثة : خمس سور مفتتحة بألف لام راء : يونس ، هود ، يوسف ، إبراهيم ، الحجر ، وكلها مكية .[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]الفئة الرابعة : خمس سور مفتتحة بالنداء : النساء ، المائدة ، الحج ، الحجرات ، الممتحنة، وكلها مدنية.[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]الفئة الخامسة : خمس سور مفتتحة بنداء الرسول : الأحزاب ، الطلاق ، التحريم ، المزمل، المدثر ، وكلها مكية.[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]الفئة السادسة : خمس سور مفتتحة بالاستفهام : الدهر ، الغاشية ، الشرح ، الفيل ، الماعون ، وكلها مكية.[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]الفئة السابعة : خمس سور مفتتحة بالأمر : الجن ، الكافرون ، الإخلاص ، الفلق ، الناس، وكلها مكية ( ).[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]2 ـ[COLOR=red] ترتيب السور المفتتحة بالتسبيح[/COLOR] : السور القرآنية المفتتحة بالتسبيح ست وهي : الإسراء ، والحديد ، الحشر ، الصف ، الجمعة ، التغابن ، الأعلى .[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]وبالتأمل فيها نجدها مرتبة ترتيب اشتقاقات لا ترتيب تسلسل ، لأن بينها سوراً أخرى .[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]الأصل في اشتقاقات أي كلمة مشتقة من المصدر ، ثم الفعل الماضي ، ثم الفعل المضارع ، ثم فعل الأمر ..وهكذا : سبحان ، سبَّحَ ، يسبح ، سبِّحْ ، وحينما نمعن النظر في السور المفتتحة بالتسبيح فسنجدها مرتبة على هذا الأساس .[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]سورة الإسراء افتتحت بالمصدر : ] سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً [ ( )لأن المصدر هو الأساس في الاستعمال . [/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]وسورة الحديد والحشر والصف افتتحت بالفعل الماضي : ] سبَّحَ لله [ ( ) . [/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]وسورتا الجمعة والتغابن افتتحتا بالفعل المضارع : ] يسبِّحُ لله ما في السموات وما في الأرض [( ) . [/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]وسورة الأعلى افتتحت بفعل الأمر: ] سبِّح اسم ربك الأعلى [ ( ).[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]3 ـ [COLOR=red]هاء الرفعة وهاء الخفض[/COLOR] :[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]ـ هاء الرفعة : هي الهاء المضمومة في كلمة ( عليهُ ) في قوله تعالى : ] إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا [ ( ) .[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]الأصل أن تكون الهاء في » عليهِ « مكسورة ، ولكن جاءت هنا مضمومة ، والضم علامة الرفع ، والمقام مقام رفعة ، فكأن الرفعة أصابت الهاء في » عليه « فكان من غير المناسب أن تبقى مكسورة ، لأن الكسرة لا تناسب هذا الجو ، لذلك تحولت الكسرة إلى الضمة علامة الرفع ، انعكس الجو على حركة الهاء ، والآية أيضاً تتحدث عن الوفاء بالعهد والبيعة ، ولما كان الوفاء بالبيعة دليل على صدق المبايع ، وعلوِّ همته ، ورفعة نفسه، وسمو خلقه ،لذا جاءت الهاء مضمومة ( ) ، وكأن علامة الرفع جاءت من قوله تعالى :[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]] يد الله فوق أيديهم [. [/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]ـ هاء الخفض :وهناك هاء أخرى في القرآن الكريم ، تقابل هاء الرفعة ، وهي هاء الخفض، وهي الهاء التي دخل عليها حرف الجر » في « في قوله تبارك وتعالى: ] وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا . يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا [ ( ) .[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]فقد نص علماء القراءات والتجويد على إشباع كسرة الهاء في قوله تعالى : ] ويخلد فيه مهاناً [ فتقرأ هكذا ( ويخلد فيهي مهاناً ) بالإشباع مع أن الهاء في مثيلاتها يكتفى بكسرتها ، فلماذا مدت الهاء هنا أكثر من حركتين ، إن وراء الهاء سراً دفيناً وعجيباً ، وهو أن الذي دعا إلى هذا هو السياق الذي وردت فيه ، فقد سبقها ذكر مجموعة من المعاصي والفواحش التي لا يفعلها عباد الرحمن ، ثم ذكرت الآيات ما يترتب على هذه الكبائر من عقوبة ، وهي العذاب المضاعف مهاناً ذليلاً خاسئاً ، ولما نقرأ الآية ونصل إلى قوله تبارك وتعالى : ] ويخلد فيه مهاناً [ يصور الله تعالى لنا المشهد المهيب وكأننا نلحظ بأبصارنا إلقاء صاحب تلك المعاصي وهو يهوي في قاع جهنم ، وحينما نمدُّ الهاء في[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]» فيه « أكثر من حركتين ، كأن نفس القارئ ينزل إلى أسفل نحو رئتيه ، وبذلك يساعد على الإنزال والخفض ، وكأننا بهذا المد الخاص هنا فقط نساعد على إنزال المجرم في هوة جهنم ، ومسارعة سقوطه فيها .[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]4 ـ [COLOR=red]ألف العزة وياء الذلة[/COLOR] : [/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]ـ ألف العزة : هي الألف في كلمة ( عباد ) التي وردت في القرآن الكريم حوالي مائة مرة ، في معظمها وصف بها المسلمون المطيعون لله ، لذلك لا نخطئ إذا قلنا : إن غالب كلمة ( عباد ) في القرآن يراد بها المسلمون المطيعون لله تبارك وتعالى .[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]كما قال تعالى : ] وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا [ ( ) . [/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]نمعن النظر في الألف الممدودة في وسط كلمة ( عباد ) نجدها توحي بالعزة والمنعة والرفعة والسمو ، وكأنها مرفوعة الرأس بطاعة الله تعالى ، منصوبة القامة باستمرار ، وهذه العزة والرفعة والسمو نلحظها في حياة عباد الرحمن المطيعين لله تبارك وتعالى ، وفي أخلاقهم ومعاملاتهم ، يعيشون بعزة قوله تعالى : ] أعزة على الكافرين [( ) . [/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]وقد قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب t : نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ، ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله ، وقال بجير بن زهير بن أبي سلمى في يوم حنين( ) :[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]والله أكـرمنا وأظهر ديننا و أعزنـا بعـبادة الرحمن[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]والله أهلكهم وفرق جمعهم و أذلـهم بعبادة الشيطان[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]وما أجمل قول القائل : [/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]ومـما زادنـي شرفاً وتيــهاً وكـدتُّ بأخمصـي أطأ الثريا[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]دخولـي تحت قولك يا عبادي وأن صَـيَّرْتَ أحـمد لي نبياً[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]ـ ياء الذلة : إذا كانت ألف » العباد « ألف عزة ، فإن ياء » العبيد « هي ياء الذلة ! وإذا كان غالب استعمال » عباد « في القرآن للمؤمنين ، فإن كلمة » عبيد « في القرآن وردت وصفاً للكفار والعصاة ،وردت كلمة » عبيد « خمس مرات في القرآن الكريم فقال الله تبارك وتعالى عن كفر اليهود : ] لَّقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ وَقَتْلَهُمُ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ . ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ [ ( ) .[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]ونمعن النظر في المواضع الخمس نجد أن الله تعالى ذكر في ثلاث مواطن في : ] وَأَنَّ اللّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ [ ( ) وهي تتحدث عن اليهود والكفار في الدنيا وأن الله ليس بظلام لهم يوم القيامة . [/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]بينما ذكر في » سورة فصلت « بقوله : ] وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ [( ) فكلمة ربك فيه خطاب لرسول الله r والآية تتحدث عن عدل الله في منح الثواب للمحسن ، وإيقاع العذاب بالكافر . [/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]وذكر في » سورة ق « قوله تبارك وتعالى : ] وَمَا أَنَا بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ [ ( ) بضمير المتكلم لأن الآية تتحدث عن موقف بين يدي الله تعالى مباشرة يوم القيامة . [/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]وكلمة ( ظلاَّم ) المبالغة في ( ظلاَّم ) باعتبار الكمية لا الكيفية، وقيل ( ظلاَّم ) للنسب كعطَّار أي : لا ينسب إليه الظلم أصلاً ،و ليس ربك بذي ظلم ، وقيل : ذكر الظلاَّم بلفظ المبالغة لاقترانه بلفظ الجمع وهو » العبيد «، فذلك لرعاية جمعية العبيد ، من قولهم : ظالم لعبده وظلاَّم لعبيده( ) ، وفيه تنبيه إلى أنه لا يظلم من يختص بعبادته ،[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]ولا من انتسب إلى غيره من الذين تسموا بعبد الشمس وعبد العزى ونحو ذلك ( ). [/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]عود على بدء ، ننظر في الآيات التي ذكرت ياء الذلة في » العبيد « فنجد أن التعبير عن الكفار بالعبيد يوحي بالذلة والصَّغَار ، لأن الياء جاءت وسط الكلمة منبطحة ملقاة بذلة ، فالكفار أذلاء جبناء ضعفاء مهانون ، في حياتهم وأشخاصهم ومواقفهم ، لا يريدون العزة والرفعة ، ولا يشعرون بالكرامة والأنفة ، تجدهم أحرص الناس على حياة ، وتراهم يذلون أمام المتسلطين الظالمين ، لذلك لازمتهم ياء الذلة( ). [/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]5 ـ [COLOR=red]ميِّت ...و ... ميْت[/COLOR] : كلمتان متقاربتان ، الأولى بالتشديد والثانية بالتسكين ، فما هو السر الدفين في هذا التفاوت في التعبير ؟ وما الفرق بين الكلمتين ؟[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]أولاً لا ترادف في كلمات القرآن الكريم ، أي لا توجد كلمتان في القرآن بمعنى واحد ، بل لا بدَّ من فروق دقيقة بينهما .[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]وربما عدل القرآن عن صورة إلى أخرى تختلف عن الأولى في عدد الحروف أو الترتيب أو الحركات ، وهذا التغيير يكون مقصوداً ، لذلك لا بدَّ من حكم ولطائف من هذا التعبير والتغيير.[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]الميِّت ـ بالتشديد ـ: هو غالباً ما يعبَّر به عن الحي الذي فيه الروح.[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]الميْت ـ بالتسكين ـ : هو الذي خرجت روحه منه.[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]فالميِّت : مخلوق حي ، ما زال يعيش حياته ، وينتظر أجله ، فهو ميَّت مع وقف التنفيذ ، ونرى هذا المعنى واضحاً في قوله تعالى وهو يخاطب رسوله الكريم r : ] إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ. ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُون [ ( ) .[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]الآية الكريمة تخاطب النبي r وتخبره بأنه سيموت ، وأن خصومه الكفار سيموتون ، فكل حي » ميِّت « حال حياته ينتظر حلول الأجل .[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]والميْت : هو المخلوق الذي مات فعلاً وخرجت روحه وأصبح جثة هامدة ،وأطلق القرآن هذا اللفظ على :[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]البلد الميْت ، فقال الله تعالى : ] وَآيَةٌ لَّهُمُ الأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ [ ( ) .[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]والبهيمة الميْتة ، قال الله تعالى : ] إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِه [ ( ).[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]والميْت : هو الإنسان الذي مات وخرجت روحه ، وقد شبه الله تعالى الذي يغتاب أخاه بمن يأكل لحم ذلك الإنسان الميت فقال تعالى : ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ [ ( ) .[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]والكافر : قلبه ميْت ، فهو ميْت موتاً معنوياً ، رغم أنه يتحرك ويتنفس ، ميْت لخلو قلبه من الإيمان ، وحياته من الاستقامة ، ولا يحيي قلبه إلا الإيمان : ] أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [ ( ).[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]ولعلنا نستشف هذه المعاني من حركات الكلمتين ، فالـميِّت: ياؤه مشددة ، ويشير إلى إقبال الإنسان الحي على حياته الدنيا ، وانهماكه فيها ، وحرصه عليها بكل ما أوتي من قوة وشدّة .[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]أما الميْت : الذي خرجت روحه ، فياؤه ساكنة غير متحركة ، ولعلها إشارة إلى سكون هذا الإنسان وهدوئه بعد خروج روحه ، وتوقفه عن الحركة، وقد قال الشاعر مفرِّقاً بينهما :[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]وَتَسْأَلُـني تَفْسيرَ مَيـْتٍ وَمَيِّتٍ فَدونَكَ ذا التفسـيرُ إنْ كنتَ تَعْقِلُ[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]فَمَنْ كانَ ذا روحٍ فَذلِكَ مَـيِّتٌ وَما الـمَيْتُ إلاَّ مَنْ إلى القَبْرِ يُحْمَلُ[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]6 ـ [COLOR=red]الكُره ...و ... الكَره[/COLOR] : كلمتان متقاربتان في البناء والتركيب والحركات ، ومتقاربتان أيضاً في المعنى .[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]فالكُره : المشقة المرغوبة ، كتكليف القتال الشاق على النفس ، ولكن النفس المؤمنة ترغبه وتطلبه رغم مشقته وصعوبته ، لذلك وصف بأنه ( كُره ) بضم الكاف ، أي ثقيل وشاق، ولكنه مرغوب ومطلوب مراد للمجاهدين الصادقين ، وذلك لثماره الإيجابية في الدنيا والآخرة . [/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]قال الله تعالى : ] كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ [ ( ) .[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]ولما كان حمل المرأة شاق صعب متعب مرهق ، يضعف جسمها ، ويؤثر في أعصابها ونفسيَّتِها ، وقد يصيبها بالأمراض أو تودي بحياتها.[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]علاوة على ذلك آلام المخاض ، وأوجاع الطلق ، ومشقة الولادة ، ولكن رغم كل هذا فالمرأة ترغب في الحمل والإنجاب ، وتستعذب هذه المشاق ، وتطلب الحمل وتريده !![/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]ولهذا عبَّر القرآن الكريم عن حملها ووضعها بأنه » كُره « أي مشقة وصعوبة وثقل ، فيه آلام وأوجاع وأخطار، لكنه مرغوب ومطلوب لدى المرأة، مقرونة باللذة والشوق ، قال الله تعالى : ] وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا [( ).[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]فسبحان من جعل الحمل والإنجاب حاجة فطرية ، في كل امرأة سليمة سوية ، لتستمرَّ الحياة !![/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]والكَره : وردت هذه الكلمة في القرآن الكريم خمس مرات، بمعنى : الإكراه والإجبار والقسر ، قال الله تبارك وتعالى : ] ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِين [ ( ) .[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]وقال عز وجل : ] وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ [ ( ) .[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]فالكافر أسلم لله رغم أنفه ، وهو كاره رافض ، لذلك اعتبر استسلامه » كرهاً « بفتح الكاف.[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]ويسجد لله مكرهاً مجبراً ، وليس هكذا استسلام المؤمن لله ، ولهذا وصفه القرآن الكريم بأنه » طوعاً « وجعله مقابلاً ومضاداً لاستسلام الكافر وخضوعه الجبري لله تبارك وتعالى.[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]حتى إنفاق المنافقين لأموالهم رغم أنوفهم ، إنفاق بسبب القسر والإكراه ، وذلك لأنهم يريدون به التمويه على المسلمين ، ولهذا وصف الله إنفاقهم بأنه » كَره « وأمرنا أن نقول لهم : ] قُلْ أَنفِقُواْ طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمْ إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ [ ( ) .[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]ونهى القرآن الكريم عن وراثة المرأة كالمتاع والأثاث فقال تعالى : ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهًا [ ( ) .[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]فقد كان الجاهلي إذا مات أبوه ، ورث أمواله ومتاعه ، ومن جملة ما يرث زوجة أبيه ، فنهى الله تعالى عن هذا التصرف الجاهلي البشع وحرَّمه عليهم ، والمرأة ترفض هذا التصرف وتكرهه ، لأنه إجبار وقسر لها ولذا سماه الله تعالى في القرآن الكريم » كَرهاً « بفتح الكاف .[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]وقال الإمام الراغب الأصفهاني : الكَرْه: المشقة التي تنال الإنسان من خارج ، فيما يُحمَلُ عليه بإكراه، والكُرْهُ: ما يناله من ذاته ، وهو يعافه ( ) .[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]7 ـ[COLOR=red] الجسم .. و.. الجسد[/COLOR] : كلمتان متقاربتان في الحروف والمعنى ، ولكن ما الفرق بينهما ، يقال : الجسم : إذا كان فيه حياة وروح وحركة ، والجسد : التمثال الجامد أو البدن بعد وفاته وخروج روحه.[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]قال الله تبارك وتعالى عن » طالوت « مبيناً مؤهلاته ليكون ملكاً على بني إسرائيل: [/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]] قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ [( ) .[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]وقال تعالى عن اهتمام المنافقين بأجسامهم على حساب قلوبهم : ] وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَة [ ( ).[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]الآيتان تتحدثان عن الأحياء ، فطالوت ملك حي ، والمنافقون أحياء يتكلمون.[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]أما كلمة » جسد « فإنها تعني : البدن جثة هامدة ، قال تعالى عن ابن نبي الله سليمان عليه الصلاة والسلام ، الذي ولد ميتاً مشوهاً : ] وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَاب [ ( ) .[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]كما وصف القرآن العجل » التمثال « الذي صنعه » السامري « من الذهب لبني إسرائيل ، ودعاهم إلى عبادته ، مستغلاً غيبة موسى عليه السلام ، فقال الله تبارك وتعالى : ] وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَدًا لَّهُ خُوَار [ ( ) .[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]وبهذا نكون قد علمنا الفرق بين الجسم والجسد.[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]8 ـ [COLOR=red]همت به وهمَّ بـها[/COLOR] : أثبت القرآن الكريم لامرأة العزيز مراودتها ليوسف ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال الله تعالى : ] وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ . وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ [ ( ) .[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]ولكن هل همَّ يوسف بها كما همت به ، بعض المفسرين نسب الهمَّ ليوسف عليه السلام بامرأة العزيز ،وذهب إلى أن همه كان هم الفاحشة ، ومعلوم أن الأنبياء معصومون عن الخطأ .[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]ومنهم من نفى عن يوسف همَّ الفاحشة ، واعتبره همَّ الضرب ، أي همَّ بضربها ورفع يده عليها ، ولكنه لم يضربها لأنه رأى برهان ربه ، وهو شعوره بالخجل من ضربها ، لأنه لا يليق برجل أن يضرب امرأة ، فكيف إذا كانت سيدته ![/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]ولا أرى الهمَّ بالفاحشة لأنه منـزه عن ذلك ، ولا همَّ بالضرب لعدم توفر الأدلة على ذلك ، ولكن تركيب الآية توحي بأنه لم يهمَّ بها ، وتنفي عنه الهمَّ قال الله تعالى : ] وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ . وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ [ فحرف » الواو « هنا استئنافية وليست عاطفة ، ويجب الوقوف على الضمير في » به « ثم يستأنف القارئ : ] وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ [ ، وجملة » هَمَّ بـها « جواب الشرط ، لحرف الشرط » لولا « مقدَّم عليها ، فتصبح الجملة هكذا : » لولا أن رأى برهان ربه لَهَمَّ بـها «.[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]ومعلوم أن ( لولا ) حرف امتناع لوجود ، فيمتنع تحقق جواب الشرط وهو » همَّ بها«لوجود فعل الشرط وهو » أن رأى برهان ربه «.[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]وبرهان ربه عز وجل هو : إيمانه القوي بالله تعالى ، وشعوره بمراقبته ، وحرصه على عدم مخالفته ، واجتنابه للمعاصي والذنوب.[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]9 ـ [COLOR=red]معجزات عددية في سورة القدر[/COLOR] : تتحدث سورة القدر عن فضل ليلة القدر ، وتخبر أن إنزال القرآن كان في ليلة القدر ، وتبيِّن أنها خير من ألف شهر ، وحثنا النبي r على إحياء تلك الليلة فقال عليه الصلاة والسلام : (( من يقم ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه )) ( ) .[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]سورة القدر هذه تحتوي على إشارات عظيمة وعميقة منها :[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]ـ كلمة » القدر « مؤلفة من خمسة أحرف ، وكأنها تشير إلى أركان الإسلام الخمسة.[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]ـ تحتوي هذه السورة على خمس آيات ، وكأنها تحث الأمة على المحافظة على الصلوات الخمس جماعة في بيت من بيوت الله تبارك وتعالى.[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]حافظ على صـلواتك الخمسِ فكم من مصبح وعساه لا يمسي[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]واستقبل يومـك بذكـر الإله تمحـو بـه مـا كان بالأمسِ[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]ـ كما أن هذه السورة تحتوي على ثلاثين كلمة ، بعدد أيام شهر رمضان الكريم وهي تحث الأمة على محافظة صيام هذا الشهر الكريم.[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]أتـى رمضـان مزرعة العبـاد لتطهـير القلـوب من الفساد[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]فأدِّ حـقـه قــولاً وفـعلاً وزادك فاتـخذه للمـــعاد[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]فمن زرع الحبـوب وما سقاها تأوَّهَ نادمـاً عنـد الحصـاد[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]ـ وتحتوي هذه السورة على مائة وأربعة عشر حرفاً ، بعدد سور القرآن الكريم ، وكأنها تحث الأمة على تلاوة هذا الكتاب المجيد ، الذي أنزل في هذا الشهر الكريم.[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]كـلام قـديم لا يـمل سـماعه تنـزه عـن قـول وفـعل ونية[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]به أشتـفي من كـل داء ونـوره دليل لعقلي عند جهلي وحيرتـي[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]فياربِّ متـعني بسـرِّ حـروفـه ونـوِّر به سـمعي وقلبي ومقلتي[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]ـ وفيها إشارة إلى أن ليلة القدر هي ليلة السابع والعشرين ، وذلك لأن جملة » ليلة القدر « مكونة من تسعة أحرف ، ومكررة ثلاث مرات ، ولعل الحكمة من ورودها ثلاث مرات هي الإشارة إلى تعيين الليلة ، فحاصل ضرب عدد الحروف بعدد المرات ، نستنتج تعيين الليلة : 9 × 3 = 27 وهي ليلة القدر.[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]ـ وذكرنا أن عدد كلمات هذه السورة ثلاثون كلمة ، على عدد أيام الشهر الكريم ، ورقم كلمة » هي « الضمير المنفصل الذي يعود على ليلة القدر ، هو السابع والعشرون في عدِّ الكلمات ، وكأن الآية تنطق بأن ليلة القدر هي ليلة السابع والعشرين ، والله تعالى أعلم .[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]10 ـ [COLOR=red]فأردتُّ.. فأردنا .. فأراد ربك[/COLOR] : في سورة الكهف ذكرت هذه الكلمات الثلاث قال تعالى في الآية الأولى عن السفينة : ] أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا [ ( ) .[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]حيث أضاف عيب السفينة إلى نفسه رعاية للأدب ، لأنها لفظة عيب فتأدب ، بأن لم يسند الإرادة فيها إلا إلى نفسه ، كما تأدب إبراهيم عليه السلام في قوله : ] وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِين [ ( ) فأسند الفعل قبل وبعد إلى الله تبارك وتعالى ، وأسند إلى نفسه المرض ، إذ هو معنى نقص ومصيبة ، فلا يضاف إليه سبحانه وتعالى من الألفاظ إلا ما يستحسن منها دون ما يستقبح ، وهذا كما قال تعالى : ] بيدك الخير [( ) فاقتصر عليه، ولم ينسب الشر إليه ، وإن كان بيده الخير والشر ، والنفع والضر ، إذ هو على كل شيء قدير .[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]ولله تعالى أن يسند إلى نفسه ما يشاء ، ويطلق عليا ما يريد ، ولا نطلق نحن إلا ما أذن لنا فيه من الأوصاف الجميلة ، والأفعال الشريفة ، جل وتعالى عن النقائص والآفات علواً كبيراً.[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]الآية الثانية قال الله تعالى فيها عن الغلام : ] وَأَمَّا الْغُلامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا . فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا [ ( ) .[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]( فأردنا ) وكأنه أضاف القتل إلى نفسه ، والتبديل إلى الله تبارك وتعالى ، والأشد كمال العقل والخلق ، فأبدلهما الله تعالى ابنة ، فتزوجها نبي ، فولدت له اثنا عشر غلاماً كلهم أنبياء .[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]والآية الثالثة تتحدث عن الجدار قال الله تعالى : ] وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا [ ( ) .[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]حيث أسند الإرادة في الجدار إلى الله تبارك وتعالى ، لأنها في أمر مستأنف في زمن طويل ، وغيب من الغيوب ، فحسن إفراد هذا الموضع بذكر الله تعالى ، وإن كان الخضر ـ عليه السلام ـ أراد ذلك ، فالذي أعلمه هو الله تبارك وتعالى أن يريده . [/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]وقيل : لما كان ذلك خيراً كله أضافه إلى الله تعالى .[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]وقيل : أسند الإرادة إلى الله تعالى ههنا لأن بلوغهما الحلم لا يقدر عليه إلا الله عز وجل ] فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا [ والله أعلم( ).[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]11 ـ [COLOR=red]خشية إملاق نحن نرزقهم .. من إملاق نحن نرزقكم[/COLOR] : الفرق شاسع وواسع بين الكلمتين ، لذلك نجد أن القرآن الكريم عبَّرَ مرة هكذا ومرة هكذا . [/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]فقال الله تعالى :] وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ [ ( ) .[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]وقال في آية أخرى : ] وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم [ ( ).[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]ففي الآية الأولى قدم رزق المخاطبين وهم الآباء ، على رزق أولادهم ، لأن الفقر موجود بالفعل ، وهو السبب المباشر لقتل الأولاد ، وما دام الفقر موجود بالفعل ، فالإنسان يكون مشغولاً برزق نفسه قبل أن يشغل برزق ولده ، وهنا يطمئنه الله تعالى على رزقه فيقول : ] نحن نرزقكم [ يا أصحاب الإملاق وإياهم ، فنأتي برزقهم أيضاً.[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]أما الآية الثانية ، فالفقر غير موجود بالفعل ، وإنما هو متوقع ، فهم يخافون إن جاء لهم أولاد أن يأتي الفقر معهم ، فيقول تعالى : ] نحن نرزقهم [ نحضرهم ونحضر معهم رزقهم، ونرزقكم أنتم أيضاً ( ).[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]12 ـ [COLOR=red]السارق والسارقة .. الزانية والزاني :[/COLOR] قدم السارق على السارقة ،لأن السرقة وقوعها من الرجل أغلب ،لأنه أجرأ عليها ،وأجلد وأخطر ،فقدم عليها لذلك .[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]قال الله تعالى : ] وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيم [ ( ).[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]وقدم الزانية على الزاني ،لأن الزنى من المرأة أقبح ، وجرمه أشنع ، لما يترتب عليه من تلطيخ فراش الرجل ، وفساد الأنساب ، وإلحاق العار بالعشيرة ، ثم بعد كل هذا ، الفضيحة بالنسبة للمرأة ( بالحمل ) تكون أظهر وأدوم ،لذا قدمت على الرجل .[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]قال الله تعالى : ] الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ [ ( ) .[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]قال القرطبي في تفسيره : قدمت الزانية في هذه الآية ،من حيث كان في ذلك الزمان زنى النساء فاشٍ ، وكان لإماء العرب وبغايا الوقت رايات ،وكن مجاهرات بذلك ،[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]وقيل : لأن الزنى في النساء أَعَر( ) ،وهو لأجل الحَبَلِ أَضَر ،وقيل : لأن الشهوة في المرأة أكثر ،وعليها أغلب ،فصَدَّرَها تغليظاً لتُرْدِعَ شهوتَها ،وإن كان قد ركب فيها حياء ، ولكنها إذا زنت ذهب الحياء كله.[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]وأيضاً فإن العار بالنساء ألحق ، إذ موضوعهن الحجب والصيانة، فقَدَّمَ ذكرَهنَّ تغليظاً واهتماماً ( ) .[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]فإن قلتَ : فلِمَ قدم الرجل في قوله تعالى : ] الزَّانِي لا يَنكِحُ إلاَّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنكِحُهَا إِلاَّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ [ ( ) ؟؟[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]قلتُ : لأن تلك الآية في الحد والزنى ، وهي في المرأة أقوى ، وهذه الآية في حكم النكاح، والرجل هو الأصل فيه ، لأنه الراغب والمبادر في الطلب ، بخلاف الزاني فإن الأمر فيه بالعكس غالباً ( ) .[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]13 ـ [COLOR=red]القاسط .. و...المقسط[/COLOR] : كلمتان متقاربتان في الحروف ، ولكن الفرق بينهما في المعنى واسع وشاسع ، قال الله تعالى : ] وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا [ ( ) .[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]فالقاسط : هو الجائر ، والظالم الذي عدل عن القسط ، وانحرف عن العدل .[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]والمقسط : هو العادل ، والله تعالى يحب المقسطين ، ويبغض القاسطين ،قال الله تعالى :[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]] وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِين [ ( ).[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]كلمة قاسط : من الفعل الثلاثي قسط ، بينما كلمة مقسط : من الفعل الرباعي أقسط ، فكأن الهمزة في » أقْسَط « للَّسلْب، كما يقال: شَكا إليه فأشْكاه، فالهمزة جعلت بين الفعلين فرقاً كبيراً في المعنى ، فرق تضاد.[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]هذه تأملات في كتاب الله تبارك وتعالى ، أردتُّ أن أوضح من ورائها بعض ما ينطوي عليه هذا الكتاب المعجز من روعة البيان ، والذي قصدت إليه هو أن أنال رشفة من بحر هذا البيان الإلهي ، أمتع بذلك الخاطر والنفس ، وأسعد الفكر والخيال ، وحسبي ، وحسب القارئ أن نقف من وراء ذلك ، وقفة المتأمل الخاشع عند شاطئ هذا اليم العظيم، نمتع البصر ونرهف السمع لهذا الذي سجد لبيانه البيان.[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]حكى الأصمعي قال : سمعت جارية أعرابية تنشد وتقول :[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]أسـتغفر الله لذنبـي كـله قبـلت إنسـاناً بغير حـله[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]مـثل الغـزال ناعماً في دله فانـتصـف الليل ولم أصله[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]فقلت : قاتلك الله ما أفصحكِ ؟! [/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]فقالت : أَوَيُعَدُّ هذا فصاحة مع قوله تعالى : ] وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه [ الآية فجمع في آية واحدة بين أمرَيْن (أرضعيه وألقيه ) ونـهيَيْن ( لا تخافي ولا تحزني ) وخبريْن ( وأوحينا ـ فإذا خفت عليه ) وبشارتَيْن ( رادُّوه وجاعلوه ) ( ) .[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]فكم من حقيقة جاثمة وراء حدود دلالة النطق والكلام ، وكم من جمال وجلال يظهر من ثنايا الكلمة الصادقة التي تتناول من المعنى سطحه وأعماقه وسائر صوره وخصائصه .[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]وهذا الوليد بن المغيرة ـ عدو الإسلام والقرآن ، والحق ما شهدت به الأعداء ، يقول عن هذا الكتاب المنير لما سمعه من النبي r : والله لقد سمعت منه كلاماً ما هو من كلام الإنس ولا من كلام الجن، وإن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه ليعلو ولا يعلى عليه، وما يقول هذا بشر .[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=purple][B]لذا أحببت أن يتذوق القارئ هذا السمو الرائع في كلام الله رب العالمين[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]منقووووووووووووول[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT] [/CENTER]

حوارية ال البيت 09-24-2009 09:55 AM

[B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=darkred]ماشاء الله بارك الله فيك وزادك بالقران عزا[IMG]http://www.mawhopon.net/upload/image/basic_photo/coran1.jpg[/IMG][/COLOR][/SIZE][/FONT][/B]


الساعة الآن 11:00 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.