قبل أن يرحل رمضان
 

[center][b][font=traditional arabic][size=6][color=purple]دع البكاء على الأطلال والدار[/color][/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=6][color=purple]واذكر لمن بات من خل ومن جار[/color][/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=6][color=purple]وذر الدموع نحيباً وابك من أسف[/color][/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=6][color=purple]على فراق ليال ذات أنوار[/color][/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=6][color=purple]على ليال لشهر الصوم ماجعلت[/color][/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=6][color=purple]إلا لتمحيص آثام وأوزار[/color][/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=6][color=purple]يالائمي في البكاء زدني به كلفاً[/color][/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=6][color=purple]واسمع غريب أحاديث وأخبار[/color][/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=6][color=purple]ما كان أحسننا والشمل مجتمع[/color][/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=6][color=purple]منا المصلي ومنا القانت القاري[/color][/size][/font][/b]




[b][font=traditional arabic][size=6]وداعاً يا شهر يا رمضان ! [/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=6]وداعاً يا شهر الخيرات والإحسان ![/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=6]وداعاً يا ضيفنا الراحل ![/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=6]مضى كثيرك ولم يبق بين أيدينا منك إلا أيام قلائل ، [/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=6]عشر تجاورنا اليوم وهي إلى الرحيل أقرب من البقاء ،[/size][/font][/b]

[b][font=traditional arabic][size=6][color=blue]ولئن قال ابن رجب في لطائفه عند الفراق :[/color][/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=6][color=purple]ياشهر رمضان ترفّق ، [/color][/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=6][color=purple]دموع المحبين تدفّق ،[/color][/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=6][color=purple]قلوبهم من ألم الفراق تشقّق . [/color][/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=6][color=purple]عسى وقفة للوداع تطفيء من نار الشوق ما أحرق ، [/color][/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=6][color=purple]عسى ساعة توبة وإقلاع ترقع من الصيام ماتخرّق ، [/color][/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=6][color=purple]عسى منقطع من ركب المقبولين يلحق ، [/color][/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=6][color=purple]عسى أسير الأوزار يُطلق ،[/color][/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=6][color=purple]عسى من استوجب النار يُعتق .[/color][/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=6][color=purple]اهـ فما أحرانا بتدبّر قوله ، وفعل يطفيء حرارة الوداع .[/color][/size][/font][/b]


[b][size=6][font=traditional arabic]أيها الشباب قبل أن تُشيعوا ضيفكم الميمون عودوا إلى أنفسكم حفظكم الله وتأملوا ماذا قدّمتم بين يديه ؟[/font][/size][/b]
[b][size=6][font=traditional arabic]وما هي الأسرار التي بينكم وبين ربكم في أيام شهركم وسيرحل بها رمضان ؟ [/font][/size][/b]

[b][size=6][font=traditional arabic]هاتفني شاب في رمضان بعد سماع إحدى المواعظ وحدثني في الهاتف حديث طويل أذكر من قوله : أشعر من حديثكم أنكم تشعرون بفقد الشهر ، وتتحسّرون على فوات أيامه ؟ فلماذا أنا لا أشعر بذلك ؟ [/font][/size][/b]

[b][size=6][font=traditional arabic]وبعد حديث طويل عن سر فقد الفرحة في قلب من يحاورني قال لي : عفواً أخي في شهر رمضان أسررت المعصية ، وتجاهلت الطاعة ، وكم هي المرات التي لا أشهد فيها صلاة التراويح ، وإن شهدتها فصورة بلا معنى ، وحركات بلا روح ، القرآن عهدي به من زمن بعيد ، وقد حاولت أن أمد يدي إليه مع جملة الذاكرين لكن نفسي حبستني عن الاستمرار وهاأنا لا زلت في بدايته إلى اليوم . [/font][/size][/b]

[b][size=6][font=traditional arabic]أما المعصية فتدفعي لها نفسي دفعاً حتى أنني واقعت أنواعاً من المعاصي مراراً في شهر رمضان فعيني تخطّت ستار المعروف واجتالت في حرمات الله تعالى ، وأذني أبت إلا أن تتجاوز حدها الشرعي فانتهكت ماحرم الله ، ونفسي التي بين جنبيّ جاهدتها كثيراً فكابرت ومانعت واستعصت علىّ ، بل ما زالت بي حتى أوقعتني في الفاحشة ..... [/font][/size][/b]

[b][size=6][font=traditional arabic]ومازال يحدّث حتى انهار باكياً ، واستعبر أمامي في البكاء ، وأخذ يردد أثناء حديثه أخشى أن لا أكون ممن غفر الله لهم ، أو تقبّل منهم ، أخشى أن يختم الله لي بخاتمة السوء ! فأصبح أسير أحزاني ! أنا لست وحيداً في طريق اليأس فكثير من الشباب أمثالي ، فما زلت به أخفف عنه هذه الآلام حتى عاد يسمع حديثي من جديد فقلت له أخي الشاب لازال في الأمل فسحة ، وفي الوقت بقية ، والعبرة بالخواتيم . وأنا وإياك نشهد هذه العشر المباركة فهل يمكن أن تضع يدي في يدك وتعاهدني على المسير فقال أي والله مسير يعيد لي الفرحة والبسمة في حياتي من جديد لم لا أقبل به ؟ ولما لا أعيشه وقد عشت كل معاني الحرمان في المعصية والدأب عليها ؟ فقلت له أقبل حفظك الله إلى حديث ، أرعني سمعك ، وجُد علىّ بشيء من وقتك فعندي سر السعادة التي تنتظرها ، عندي لك قول الله تعالى : [/font][/size][/b]
[b][size=6][font=traditional arabic]{ [color=maroon]قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم [/color]} [/font][/size][/b]

[b][size=6][font=traditional arabic]دواء للمنكسرين من أمثالك لكن بشرطها الوحيد : التوبة الصادقة التي رأيت من آثارها أثر الدموع بين عينيك . [/font][/size][/b]

[b][size=6][font=traditional arabic]وعندي لك قول رسولك صلى الله عليه وسلم :[/font][/size][/b]
[b][size=6][font=traditional arabic]«[color=#3366ff] لله اشد فرحاً بتوبة عبده عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة ، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها ، فأتى شجرة قاضطجع في ظلها ، وقد أيس من راحلته ، فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح : اللهم أنت عبدي وأنا ربك ، أخطأ من شدة الفرح [/color]» [/font][/size][/b]
[b][size=6][font=traditional arabic]متفق عليه من حديث أنس . [/font][/size][/b]


[b][size=6][font=traditional arabic]إذاً لم يبق عليك حفظك الله إلا الإقبال على ما بقي من شهرك إذ هذه الأيام هي الخاتمة ، وهي سر الشهر ، وأفضل أيامه على الإطلاق ، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم تقول عنه عائشة رضي الله عنها :[/font][/size][/b]
[b][size=6][font=traditional arabic]«[color=#3366ff] كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل ، وأيقظ أهله ، وجدّ ، وشد المئزر [/color]»[/font][/size][/b]
[b][size=6][font=traditional arabic]ولك في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة . [/font][/size][/b]

[b][size=6][font=traditional arabic]هذه الليلة العظيمة التي قال فيها [/font][/size][/b][b][size=6][font=traditional arabic]رسول الله صلى الله عليه وسلم :[/font][/size][/b]
[b][size=6][font=traditional arabic]«[color=#3366ff] من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ماتقدم من ذنبه [/color]» متفق عليه من حديث أبي هريرة . [/font][/size][/b]


[b][size=6][font=traditional arabic]وقد أخبر الله عن هذه الليلة أنها خير من ألف شهر في كتابه المبين فقال تعالى : { [color=maroon]إنا أنزلناه في ليلة القدر . وما أدراك ماليلة القدر . ليلة القدر خير من ألف شهر [/color]} [/font][/size][/b]

[b][size=6][font=traditional arabic]وأخبر رسول الهدى صلى الله عليه وسلم أن هذه الليلة في ليالي العشر حين قال صلى الله عليه وسلم : [/font][/size][/b]
[b][size=6][font=traditional arabic]«[color=#3366ff] تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان [/color]» [/font][/size][/b]


[b][size=6][font=traditional arabic]أقبل على عشر رمضان حفظك الله بكل جهدك وقوتك واحرص على أن يكون ختام شهرك ختاماً حياً مباركاً ، تزوّّد فيها بالطاعات ، احرص على الفريضة مع الإمام والله الله أن يشهد الله عليك أو حتى أحد من خلقه تخلُفاً عن الجماعة بنوم أو كسل ، إلزم النافلة القبلية والبعدية ، واحرص على أداء صلاة التراويح والقيام مع جموع المسلمين ، ولا زم فيها دعاء :[color=magenta] اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني[/color] فهي وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لأم المؤمنين . أكثر من قراءة القرآن ، ونوّّع في القراء مابين حدر وترتيل ، ولتكن عنايتك بالتدبّر لآيات القران الكريم فإن في ذلك خير كثير . قم برعايتك والديك وقبّل رأسهما كل مساء ، والزمهما بالطاعة والبر فإن ذلك من أعظم فرص استغلال شهر رمضان . [/font][/size][/b]

[b][size=6][font=traditional arabic]صل أرحامك ، وتعاهد جيرانك فإن ذلك من خلق المسلم . [/font][/size][/b]

[b][size=6][font=traditional arabic]وإنني إذ أدعوك إلى التمعّّّن في هذه الأحاديث إنما أدعوك للتحرر من الكسل واستقبال الآخرة ، والإقبال على عشر رمضان الأخيةر ففيها بإذن الله تعالى سر السعادة المرتقبة التي تبحث عنها ، وإنما حين أقرر لك أن هذا هو طريق السعادة آمل منك أن تجرّب هذا الطريق ولن تجد أجمل منه ولا أسعد على وجه هذه الحياة ، وهؤلاء الذين تراهم في مجتمعك تبرق أسارير وجوههم يالاستقامة هم كانوا مثل ما أنت فيه الآن من الحيرة والاضطراب ، والهم والغم ، وخاضوا هذه التجربة في بداية حياتهم وحينما وجدوا المفقود والسر الغائب في حياتهم قرروا التوبة ، وهم اليوم وكل يوم يرددون قول القائل : والله إنها لتمر بي ساعات يرقص فيها القلب فرحاً من ذكر الله . [/font][/size][/b]

[b][size=6][font=traditional arabic]ويلهجون بقول الله تعالى : [/font][/size][/b]
[b][font=traditional arabic][size=6]{ [color=maroon]قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون [/color]}[/size][/font][/b]

[b][font=traditional arabic][size=6]وفقك الله وسدد خطاك وعلى طريق الخير بإذن الله تعالى نلقاك . [/size][/font][/b]

[/center]