الرد على من قال لستُ سنيًا ولستُ شيعيًا؛ وإنما مسلمًا.
 

[INDENT][RIGHT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=#ff0000]بسم الله الرحمان الرحيم [/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=#ff0000]س/ ما رأيكم في من يقول أنا لست سنيا ولا شيعيا ولا شيئ . أنا مسلم فقط ؟[/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=yellow]الجواب : [/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=yellow] [/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=darkgreen]وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=darkgreen]آمين ، ولك بمثل ما دعوت . [/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=blue][U]هذا قول باطل ، وكانت هذه الرسالة وصلتني عبر البريد ولم أنشط للردّ عليها . [/U][/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]فقوله : [COLOR=red](لستُ سنياً، ولستُ شيعيا[/COLOR]) [COLOR=darkred][U]هذا قول باطل ، فمن لم يكن سُنِّـيًّا فهو بِدعيّ ![/U][/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=blue]والسنة ليست فرقة كباقي الفِرق ينتفي منها من شاء ، أو يتبرأ منها من تبرّأ من البِدع والأحزاب ، وإنما هي انتماء إلى سُنة النبي صلى الله عليه وسلم .[/COLOR][/SIZE][/FONT]


[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=red]قال ابن القيم رحمه الله :[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] [COLOR=blue]فإن الآفات كلها تحت الرسوم والتقيد بها ، ولزوم الطرق الاصطلاحية ، والأوضاع المتداولة الحادثة ؛ وهذه هي التي قطعت أكثر الخلق عن الله وهم لا يشعرون ، والعجب أن أهلها هم المعروفون بالطلب والإرادة والسير إلى الله وهم - إلاَّ الواحد بعد الواحد - المقطوعون عن الله بتلك الرسوم والقيود ! وقد سئل بعض الأئمة عن السنة فقال : ما لا اسم له سوى السنة . يعني : أن أهل السنة ليس لهم اسم ينسبون إليه سواها . [/COLOR]اهـ . [/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=darkred]وكل تعصّب فهو مذموم إلاّ التعصّب للسُّـنَّـة ، فقد كان الصحابة يُوالون عليها ويُعادون من أجلها ، وكانوا يغضبون إذا تُركت السنة أو خُولِفت [/COLOR].[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=blue]وكنت أشرت إلى هذا هنا :[/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=red]والله لا أُكلّمك أبدًا..[/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][URL="http://www.al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=1223"][COLOR=#0c4f8d]http://www.al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=1223[/COLOR][/URL][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وأما استدلاله بقوله تعالى : [COLOR=purple](إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ[/COLOR]) فهو استدلال في غير مَحلّه . [/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]فأهل السنة هم أهل الجماعة ، ولم يُفرِّقوا دينهم ، وإن اختلفت أقوال أئمة أهل السنة في المسائل الفقهية ، إلاّ أن أصول الاعتقاد عندهم واحدة . [/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]قال ابن عباس رضي الله عنهما : ابن عباس قوله : [COLOR=purple](وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آَيَاتِنَا[/COLOR]) ، وقوله : ([COLOR=purple]الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا[/COLOR]) ، وقوله : ([COLOR=purple]وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ [/COLOR]) ، وقوله : [COLOR=purple](أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ) [/COLOR]، ونحو هذا في القرآن ، قال : [COLOR=darkred]أمر الله المؤمنين بالجماعة ، ونهاهم عن الاختلاف والفرقة . [/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=red]ومن تمسّك بالسُّـنَّـة فقد امتثل أمر النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال [/COLOR]: عليكم بِسُنَّتِي وسُنة الخلفاء الراشدين المهديين ، عضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل بدعة ضلالة . رواه الإمام أحمد وغيره ، وهو حديث صحيح .[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]ثم إن تفريق الدِّين إنما هو في مفارقة الجماعة ، وفي سُلوك سُبل الضلال . [/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=red]قال ابن جرير في تفسير قوله تعالى :[/COLOR] ([COLOR=purple]إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا[/COLOR]) : كل ضالّ فَلِدِينِه مُفَارِق ، وقد فرَّق الأحزابُ دينَ الله الذي ارتضاه لعباده ، فَتَهَوّد بعض ، وتَنَصّر آخرون ، وتَمَجّس بعض . وذلك هو " التفريق " بِعَينِه ، ومَصير أهله شيعًا متفرقين غير مجتمعين ، فهم لِدِين الله الحقِّ مفارقون، وله مفرِّقون . اهـ . [/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وأخبر عليه الصلاة والسلام أن أمته سوف تفترق على فِرق كثيرة ، وان الخلاص والمنجا في التمسّك بالسنة التي كان عليها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، فقال : وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة ، كلهم في النار إلاَّ ملة واحدة . قالوا : ومن هي يا رسول الله ؟ قال : ما أنا عليه وأصحابي . رواه الترمذي وغيره .[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]فالتمسّك بالسُّـنَّـة نَجاة , والتخلّف عن ركبها هلاك . [/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=red]قال الإمام الزهري :[/COLOR] كان من مضى مِن علمائنا يقولون : الاعتصام بالسُّـنَّة نَجَاة . [/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=red]وقال الإمام مالك رحمه الله :[/COLOR] مثل السُّـنَّة مثل سفينة نوح ؛ من رَكِبها نجا ، ومَن تَخَلّف عنها غَرِق . [/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=red]قال شيخ الإسلام ابن تيمية : [/COLOR][COLOR=blue]وهذا حق ، فإن سفينة نوح إنما رَكِبها مَن صَدّق المرسلين واتبعهم ، وإن من لم يركبها فقد كَذّب المرسلين ، واتَّباع السنة هو اتِّباع الرسالة التي جاءت من عند الله ، فتابِعها بِمَنْزِلة مَن رَكِب مع نوح السفينة باطنا وظاهرا ، والْمُتَخَلِّف عن اتِّبَاع الرسالة بِمَنْزِلة الْمُتَخَلِّف عن اتَّباع نوح عليه السلام وركوب السفينة معه . اهـ . [/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وكذلك الاستدلال بقوله تعالى : (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ) ، لا يصحّ على ترك السنة ولا ترك الانتساب إليها ؛ لأن اتِّـبَاع السُّـبُل إنما هو في ترك السنة واتِّباع البِدع ![/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=red]قال الإمام مجاهد في تفسير [/COLOR]قوله تعالى :[COLOR=purple] (وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ)[/COLOR] : البدع والشبهات . [/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وقوله : ([COLOR=purple]فالله الملك المتصرف بما في السماوات والأرض بأمره وفعله هو من سماكم يا عباد الله بالمسلمين) [/COLOR]، كلمة حقّ أُريد بها باطل ، فإن الله تعالى هو الذي سمانا مسلمين ، ولا يُنافي هذا التمسّك بالسنة ولا الانتساب إليها ؛ ولأن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي أمرنا بالتمسّك بِسُنّته ، والاعتصام بها . [/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]والْمُسمَّيَات إذا كان لها أصل شرعي فليست مما يجب الانتفاء منه ، ولا البراءة منه ![/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=red]ألا يرى القارئ الكريم أن الله سَمّى الصحابة بـ " المهاجرين والأنصار " ؟[/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]كما في قوله تعالى : [COLOR=purple](وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) ، وكما في قوله تعالى : (لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ) [/COLOR].[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]فلم يُخرجهم ذلك عن الانتساب إلى الإسلام ، وليس فيه ما يُنافي قوله تعالى :[COLOR=purple] (هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ) [/COLOR]. [/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وقوله : [COLOR=purple](والله سبحانه وتعالى هو من أمر قدوة المسلمين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم أن يكون أول المسلمين)[/COLOR] [/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]أقول : وهذا حقّ لا مرية فيه ، إلاّ أن الاستدلال به على ما أراد غير صحيح ، ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم انتسب إلى جدِّه فقال : أَنَا النَّبِيُّ لا كَذِبْ ، أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ . رواه البخاري ومسلم . [/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وانتَسب عليه الصلاة والسلام إلى الْمُهاجِرين ، فقال : [COLOR=darkgreen]لَوْلا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنْ الأَنْصَارِ ، وَلَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا وَشِعْبًا لَسَلَكْتُ وَادِيَ الأَنْصَارِ وَشِعْبَهَا ، الأَنْصَارُ شِعَارٌ ، وَالنَّاسُ دِثَارٌ [/COLOR]. رواه البخاري ومسلم . [/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وقوله : (فلا أصل للتعدد الفرق والمذاهب في الإسلام) ، صحيح ، أنه لا أصل للفِرق الضالة ، أما اختلاف أئمة الفتوى وأئمة المذاهب فهذا أمر معروف من زمن الصحابة رضي الله عنهم .[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]واختلاف الصحابة في الفَهْم والفتوى أمر مشهور معروف ، بل إنه وقع في زمنه عليه الصلاة والسلام ، فلم يُعنِّف أحدا على فَهْم فهمه ، كما في قوله عليه الصلاة والسلام لأصحابه [COLOR=darkgreen]: لا يُصَلِّيَنَّ أَحَدٌ الْعَصْرَ إِلاَّ فِي بَنِي قُرَيْظَةَ ، فَأَدْرَكَ بَعْضَهُمْ الْعَصْرُ فِي الطَّرِيقِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ : لا نُصَلِّي حَتَّى نَأْتِيَهَا ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : بَلْ نُصَلِّي لَمْ يُرَدْ مِنَّا ذَلِكَ ، فَذُكِرَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يُعَنِّفْ وَاحِدًا مِنْهُمْ . [/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=red]قَالَ السُّهَيْلِيُّ وَغَيْره : [/COLOR]فِي هَذَا الْحَدِيث مِنْ الْفِقْه أَنَّهُ لا يُعَاب عَلَى مِنْ أَخَذ بِظَاهِرِ حَدِيث أَوْ آيَة ، وَلا عَلَى مِنْ اِسْتَنْبَطَ مِنْ النَّصّ مَعْنَى يُخَصّصهُ ، وَفِيهِ أَنَّ كُلّ مُخْتَلِفَيْن فِي الْفُرُوع مِنْ الْمُجْتَهِدَيْن مُصِيب . نقله ابن حجر . [/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=red]وقد انعقد الإجماع على الأخذ بالإجماع ![/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]والأخذ بالإجماع هو سبيل المؤمنين ، كما قال تعالى : [COLOR=purple](وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا) [/COLOR]، فَسَبِيل المؤمنين هنا هو " الإجماع " . [/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وقد أمرنا ربنا تبارك وتعالى بِسؤال أهل العلم ، والعلماء هم ورثة الأنبياء ، ومن أراد الكتفاء بالقرآن وحده دون السنة فقد ضلّ وناقَض نفسه ، فإن الله تعالى قال في مُحكم كتابه :[COLOR=purple] (وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) .[/COLOR][/SIZE][/FONT]


[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وكذلك من أراد أن يتّخذ له فِقها جديدا غير فقه أئمة المسلمين ، وهذا سبق التفصيل فيه هنا :[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][URL="http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=7957"][COLOR=#0c4f8d]http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=7957[/COLOR][/URL][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وأما قوله : (فإذا أردنا أن ننال مرضاة الله وجنته، فعلينا أن نعبد الله بما أمر، لا بهوى رسول الله صلى الله عليه وسلم) ، فهذه زلّـة ، وسوء أدب مع مقام النبي صلى الله عليه وسلم .[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وقوله :[COLOR=blue] (ولا بهوى أهل البيت عليهم الصلاة والسلام، ولا بهوى الصحابة رضي الله عنهم، ولا بهوى العلماء والمراجع والمشائخ)[/COLOR] ، [U][COLOR=darkred]وهذا خطأ أيضا [/COLOR][/U]، فإن العلماء الربانيين لا يقولون بآرائهم ، ولا يُفتُون بأهوائهم ، بل هم المرجع لِفهم كِتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ولذلك أُمِرنا أن نسأل أهل العلم فيما لا تعلم .[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]فقد أمر الله بِسؤال العلماء ، وأحال عليهم ، فقال سبحانه وتعالى : [COLOR=purple](فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) .[/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وما ذلك إلاّ لأن العلماء أعلم بِدِين الله وأعرف ، وقد استشهد الله بهم على أعظم مشهود ، وهو توحيده سبحانه وتعالى ، وقَرَن شهادته بشهادتهم ، فقال تبارك وتعالى : [COLOR=purple](شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) .[/COLOR][/SIZE][/FONT]


[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وقال تعالى : [COLOR=purple]( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً )[/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=red]قال الإمام القرطبي رحمه الله في تفسيره :[/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=darkgreen]فأمَرَ تَعَالى بِـرَدّ المتنازَع فيه إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وليس لغير العلماء معرفة كيفية الرَّدّ إلى الكتاب والسنة ، ويدل هذا على صحة كون سؤال العلماء واجبا ، وامتثال فتواهم لازِماً .[/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=darkgreen][COLOR=red]قال سهل بن عبد الله رحمه الله :[/COLOR] لا يزال الناس بخير ما عظموا السلطان والعلماء ، فإذا عظموا هذين أصلح الله دنياهم وأخراهم ، وإذا استخفوا بهذين أفسد دنياهم وأخراهم .[/COLOR][/SIZE][/FONT]


[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وفي تفسير قوله تعالى :[COLOR=purple] ( وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلا ) .[/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=red]قال رحمه الله :[/COLOR] :[COLOR=purple]( لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ )[/COLOR] أي يستخرجونه ، أي لَعَلِمُوا ما ينبغي أن يُفْشَى منه ، وما ينبغي أن يُكْتَم . اهـ . [/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وقوله :[COLOR=darkred] (ومن الخطأ الإقرار بالاختلاف بين المسلمين لأن ذلك اعتراف بالسير على خطى بني إسرائيل)[/COLOR] ، [/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=red]أقول : [/COLOR]ومن الخطأ أيضا عدم الاعتراف بالخطأ ؛ لأنه لا سبيل إلى إصلاح الخطأ ما لم نعرفه ، كما لا سبيل إلى علاج المرض ما لم يتمّ تشخيص الداء ![/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=blue]والعلماء يُفرِّقون بين الاختلاف في المسائل الفقهية – كما تقدّم – وبين الخلاف في مسائل الاعتقاد[/COLOR] ، [/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=red]ومُخالفة الشرع ، وذلك لأن الخلاف على نوعين :[/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=red]الأول : [/COLOR]اختلاف تنوّع ، وهذا ما تأتي به النصوص ، وتتابين فيه الأفهام . [/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=red]الثاني : [/COLOR]اختلاف تضادّ ، وهذا قد يقع في الأفهام ، ولكنه لا يكون في النصوص . [/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=darkred]والاختلاف المذموم ما ترتّب عليه تناحر وتنازع وضلال وبِدع ، أما مُجرّد الخلاف فليس مما يُذمّ ، كما تقدّم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يُعنّف أصحابه حينما تباينت أفهامهم للنصّ . [/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]كما أن الاعتراف بالافتراق هو مما تقتضيه أحاديث الافتراق ، وإلاّ فكيف يتم تطبيق تلك الأحاديث وفهمها ؟[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]والله تعالى أعلم .[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]الشيخ عبد الرحمن السحيم


[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] [/SIZE][/FONT] [/RIGHT]
[/INDENT]

[SIZE="6"][COLOR="Navy"]جزاكم الله خيرا [/COLOR][/SIZE]

[size=6][color=green]جزاكم الله خيرا ونفع بكم[/color][/size]

[quote=عبدالملك السبيعي;235119][SIZE=6][COLOR=Navy]جزاكم الله خيرا [/COLOR][/SIZE][/quote]

وجزاكَ خيرًا منهُ.

[quote=ســلوى;235122][size=6][color=green]جزاكم الله خيرا ونفع بكم[/color][/size][/quote]

وجزاكم خيرًا منهُ، وبكم نفعَ.

جزاك الله خير ونفع الله بكم

وجزاكَ خيرًا منهُ أخي الفاضل.

[B][SIZE=5][COLOR=blue]جزاكـم الله خيـرا [/COLOR][/SIZE][/B]

وجزاكم خيرًا منهُ.

[b][font=traditional arabic][size=5]جزاك الله خير ونفع الله بكم[/size][/font][/b]