منتديات الحور العين - مقال جديد للشيخ حامد العلي{قل يا أيها الكافرون ، لا أعبد ما تعبدون}

[CENTER][B][COLOR=red][FONT='Traditional Arabic']( قل يا أيها الكافرون ، لا أعبد ما تعبدون )[/FONT][/COLOR][/B]
[B][COLOR=green][FONT='Traditional Arabic'](فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=green][FONT='Traditional Arabic'] ، ا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=green][FONT='Traditional Arabic']لله وليُّ الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) .[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=green][/COLOR][/B][/CENTER]

[B][COLOR=blue][FONT='Traditional Arabic']حامد بن عبدالله العلي[/FONT][/COLOR][/B]

[CENTER][B][FONT='Traditional Arabic']جلس مقدِّم برنامج في قناة تزعم أنها إسلاميَّة ـ على هامش مؤتمر حوار الأديان المشؤوم ـ أمام نصراني متوشِّح بالصليب كما يجلس أمام عالم مسلم ! وسأله عن كيفية تحويل فكرة حوار الأديان إلى برنامج عملي ، فاقترح الصليبي أن نعلِّم الجيل القادم في المدارس أنْ لافرق بين عبادة الله بالقرآن ، وعبادته بالإنجيل ! واقترح أن يتقدَّم الساحة المدرسية في بداية كلِّ عام دراسي ، شيخٌ مسلم ، وبجانبه قس نصراني ، ويربِّيان الطلاب الصغار في مدارسنا عمليا على هذه الفكرة ![/FONT][/B]

[B][FONT='Traditional Arabic']وهذا المقدِّم يعلم أنَّ الذي يقترح هذه الفكرة ـ التي هي الهدف النهائي لهذا الحوار المشؤوم ـ من الذين نزل فيهم قوله تعالى : ( [COLOR=red]يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ [/COLOR][/FONT][/B][B][COLOR=red][FONT='Traditional Arabic']تَشْهَدُونَ ، يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=red][FONT='Traditional Arabic']وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ [/FONT][/COLOR][/B][B][FONT='Traditional Arabic'])[/FONT][/B]
[B][/B][B][FONT='Traditional Arabic']وقوله تعالى : [COLOR=red]( قُلْ يَا[/COLOR][/FONT][/B][B][COLOR=red][FONT='Traditional Arabic']أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=red][FONT='Traditional Arabic']تَعْمَلُونَ ، قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=red][FONT='Traditional Arabic']مَنْ آَمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=red][FONT='Traditional Arabic']عَمَّا تَعْمَلُونَ[/FONT][/COLOR][/B][B][FONT='Traditional Arabic'] )[/FONT][/B][B][FONT='Traditional Arabic'].[/FONT][/B]

[B][FONT='Traditional Arabic']وقوله : ( [COLOR=red]بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ [/COLOR][/FONT][/B][B][COLOR=red][FONT='Traditional Arabic']بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=red][FONT='Traditional Arabic']فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ[/FONT][/COLOR][/B][B][FONT='Traditional Arabic']). [/FONT][/B]

[B][FONT='Traditional Arabic']وقوله : [COLOR=red]( لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ [/COLOR][/FONT][/B][B][COLOR=red][FONT='Traditional Arabic']وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ[/FONT][/COLOR][/B][B][FONT='Traditional Arabic']).[/FONT][/B]

[B][FONT='Traditional Arabic']وقوله : ( [COLOR=red]وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ [/COLOR][/FONT][/B][B][COLOR=red][FONT='Traditional Arabic']مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=red][FONT='Traditional Arabic']أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=red][FONT='Traditional Arabic']وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ[/FONT][/COLOR][/B][B][FONT='Traditional Arabic']) .[/FONT][/B]

[B][FONT='Traditional Arabic']وأن فكرة حوار الأديان التي يرقصون عليها هذه الأيام ، إنمـا هي لعبة سياسية ماكـرة ، وليست حواراً بمعناه المعروف ، أعني الجدال الذي دعا إليه القرآن ، [/FONT][/B]

[B][FONT='Traditional Arabic'] وأن تلك اللعبة السياسية الماكرة ستؤدي في النهاية إلى محاولة تحريف سورة ( الكافرون ) في القرآن ، أعني التحريف المعنوي بلا ريب ، وكذا تحريف كلِّ الآيات التي تفصِّـل ما فيها من المعاني العظيـمة ، من سورة البقرة إلى الناس.[/FONT][/B]

[B][FONT='Traditional Arabic']كما أنه يعلم أنِّ دين الإسلام جاء ليفرق بين الإسلام والكفر، والهدى والضلال ، والحق والباطل ، وليدعو أهل الكفر ، والضلال ، والباطل ، إلى الدخول في هذا الدين ، وأن لانجاة لهم إلاَّ بذلك ، فإن دخلوا في دين الله ، وإلاَّ ففـي الدنيا لهم أحكام الكفار ، وفي الآخرة لهم الخلود في النار.[/FONT][/B]

[B][FONT='Traditional Arabic']إنه يعلم ذلك كلَّه ، غيـر أنَّـه فضَّل أن يبقى كالأخرس ، ربما لئلا يقال عنه إنَّه متطـرف أو إرهابي ، مما يدل على أنَّ ثمرة اللعبة اليهودية النفسية بهذه الكلمات قد أينعت وآتت أكلها عند المنهزميـن ![/FONT][/B]

[B][FONT='Traditional Arabic']العجب والله ليس من وضوح أنَّ أعظم باطل ينقض دين الإسلام من أساسه ، بل لا ينقض دين الإسلام مثله ، أعنـي أن يتـمَّ جمع عبدة الطواغيت الذين جعل القرآن البراءة من شركهم وعبادتهم لغير الله تعالى ، شرطـاً لصحة الإسلام ، أن يتمَّ جمعهم في مؤتمر ، لا لدعوتهم للإسلام ، وإقامة الحجة عليهم ، وبيان رسالة محمد صلى الله عليه وسلم الهادية الشاملة لكل فلاح .[/FONT][/B]

[B][FONT='Traditional Arabic'] بل جمعهـم تحت شعار : كلُّنا نعبد ربَّا واحداً !![/FONT][/B]

[B][FONT='Traditional Arabic']ليس العجب من هذا وربِّ الكعبة ، فحتَّى أجهل عجائز المسلمين تعلــم أنَّ قوله تعالى ( [COLOR=red]قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد[/COLOR] ) هي أصل الدين .[/FONT][/B]

[B][FONT='Traditional Arabic']وهـي تعني أنَّ كلَّ من عبد الله على غير دين محمد صلى الله عليه وسلم بعد بعثـته ، فهو كافر بالله تعالى ، لايعبد الله ربَّنـا ، بل يعبدُ الشيطان ، قال تعالى ( [COLOR=red]ألم أعهد إليكم يا بني آدم ألا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدوُّ مبين وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم[/COLOR] ) ،[/FONT][/B]

[B][FONT='Traditional Arabic'] قال العلماء : عبادتهم الشيطان ، لأنَّه الداعي لعبادة غير الله تعالى ، فكلُّ من عبد غير الله تعالى ، فهو عابد للشيطان في الحقيقة ، وهذا إذا كان يزعم أنه يعبدُ ربَّ موسى وعيسى عليهم السلام وهو يكذِّب بمحمِّد صلى الله عليه وسلم ، فكيف بالذين حرَّفوا دين الأنبياء الماضين ، من كفرة اليهود والنصارى الذين في مؤتمر مدريد ، وكيف بعبدة البقر ،والحجر وغيرهم من أهل الأوثان في ذلك المؤتمر المشؤوم.[/FONT][/B]

[B][FONT='Traditional Arabic']بل العجـب كلَّ العجب من هذا الصمت المطبق من الشياطين الصامتة ، الذين يؤيدون بحضورهـم هذا الإفتراء على الله تعالى ، والهدم لدين الإسلام ، ويوقِّعون على هذا الضلال الأعظم ، وهم بلا ريب داخلون في قوله تعالى : ([/FONT][/B][B][COLOR=red][FONT='Traditional Arabic']إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البيّنات والهدى من بعد ما بيَّناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون)[/FONT][/COLOR][/B][B][FONT='Traditional Arabic'] ،[/FONT][/B]

[B][FONT='Traditional Arabic'] ولاريب أنَّ كتمان مايتوقف عليه صحة الإسلام من البيِّنات والهدى ، وأعظمها الكفر بالطاغوت وكلِّ من يعبده ، أعظم من كتمان سائر البينات والهدى ، فنصيب هؤلاء من لعنة الله واللاعنين أعظم نصيب ، اللهم نعوذ بك من الخذلان ، ونستجير بك من الضلال والعمى والخسران .[/FONT][/B]

[B][FONT='Traditional Arabic']قال الإمام ابن القيم رحمه الله : ( [COLOR=purple]والطاغوت كلُّ ما تجاوز به العبد حده من معبود ، أو متبوع ، أو مطاع ، طاغوت كل قوم من يتحاكمون إليه غير الله ، ورسوله ، أو يعبدونه من دون الله ، أو يتبعونه على غير بصيرة من الله ، أو يطيعونه فيما لا يعلمون أنه طاعة لله ، فهذه طواغيت العالم ، إذا تأملتها ، وتأملت أحوال الناس معها ، رأيت أكثرهم من عبادة الله ، إلى عبادة الطاغوت ، وعن التحاكم إلى الله ، وإلى الرسول ، إلى التحاكم إلى الطاغوت ، وعن طاعته ، ومتابعة رسوله ، إلى الطاغوت ، ومتابعته، وهؤلاء لم يسلكوا طريق الناجين الفائزين من هذه الأمة ، وهم الصحابة ، ومن تبعهم ، ولا قصدوا قصدهم ، بل خالفوهم في الطريق ، والقصد معا ، [/COLOR][/FONT][/B]

[B][COLOR=purple][FONT='Traditional Arabic'] ثم أخبر تعالى عن هؤلاء ، بأنهم إذا قيل لهم : تعالوا إلى ما أنزل الله ، وإلى الرسول ، أعرضوا عن ذلك ، ولم يستجيبوا للداعي ، ورضوا بحكم غيره ، ثم توعدهم بأنهم إذا أصابتهم مصيبة في عقولهم ، وأديانهم ، وبصائرهم ، وأبدانهم ، وأموالهم ، بسبب إعراضهم عما جاء به الرسول ، وتحكيم غيره ، والتحاكم إليه ، كما قال تعالى : ( فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم ) اعتذروا بأنهم إنما قصدوا الإحسان ، والتوفيق أي بفعل ما يرضي الفريقين ، ويوفق بينهما ، كما يفعله من يروم التوفيق بين ما جاء به الرسول ، وبين ما خالفه ، ويزعم بذلك أنه محسن ، قاصد الإصلاح ، والتوفيق ، والإيمان إنما يقتضي إلقاء الحرب بين ما جاء به الرسول ، وبين كل ما خالفه من طريقة ، وحقيقة ، وعقيدة ، وسياسة ، ورأي ، فمحض الإيمان في هذا الحرب ، لا في التوفيق ، وبالله التوفيق[/FONT][/COLOR][/B][B][FONT='Traditional Arabic']) .[/FONT][/B]

[B][FONT='Traditional Arabic']والأدهى والأمـر هو إتخاذ هذا النهـج المعوج في زمن بلغ فيه العدوان على أمة الإسلام ذروته ، وجاوز نهايته ، فحقوق الأمة مسلوبة ، وبلادها مغصوبة ، وأرضها مستباحة ، وشعوبها مجتاحـة ، وشريعتها تحارب ، وقرآنها بالعداء يناصَب.[/FONT][/B]

[B][FONT='Traditional Arabic']وإذا كان شيخ الإسلام يقول : ( [COLOR=purple]فقد تبيَّن لك أن من أصل دروس دين الله ، وشرائعه وظهور الكفر ، والمعاصي ، التشبُّه بالكافرين ، كما أن من أصل كلَّ خير المحافظة على سنن الأنبياء وشرائعهم[/COLOR] ) .[/FONT][/B]

[B][FONT='Traditional Arabic']هذا في التشبه بالكافرين ، فكيف بمن يلبِّس رسالة المرسلين ، بضلال الكافرين ، وإسـلام الموحدين ، بكفر الكفرة والمشركين ، وعبادة الله تعالى وحده ، بعبادة الطواغيـت ؟!![/FONT][/B]

[B][FONT='Traditional Arabic']هـذا ،، وقد مضـت سنة الله تعالى أن يجعل هذا الإفتراء على الله تعالى ، وهذا السعـي لإفساد دين التوحيـد ، سببا في زوال النعـم ، وحلول النقـم ، وفسـاد الحال ، إنقـلاب المآل ، تلك سنة الله تعالى ، ولن تجد لسنة الله تبديلا ،ولن تجد لسنة الله تحويلا.[/FONT][/B]

[B][FONT='Traditional Arabic'] فنسأل الله تعالى أن لايؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ، وأن يجنبِّنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ، وأن يبرم لهذه الأمـة أمر رشـد يعزّ فيه أهل التوحيـد وينصـر الموحدين ، ويذلّ فيه أهل الضلال ويخزي المفترين ، وهو سبحانه حسبنا عليه توكلنا وعليه فليتوكل المتوكلون.[/FONT][/B][/CENTER]