منتديات الحور العين

[b][font=traditional arabic][size=5][color=red]الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: [/color][/size][/font][/b]

[b][font=traditional arabic][size=5]هذا من التوسّل بالنبي صلى الله عليه وسلم ، ولا يجوز التوسّل بِجاه النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأن الدعاء عبادة ، كما قال عليه الصلاة والسلام . والتوسّل يدخل في العبادات ، وليس هو من باب العادات ، والأصل في العبادات أنها توقيفية ، فلا يُعمل منها شيء ولا يُتقرّب إلى الله منها بشيء إلاّ بناء على دليل صحيح ، وليس لدينا دليل صحيح صريح في جواز التوسّل بِجاه النبي صلى الله عليه وسلم .كما أن مِن شَرط قبول العبادة أن تكون على السنة ، وليس لدينا في صحيح السنة ما يدلّ على جواز التوسّل . [/size][/font][/b]

[b][size=5][font=traditional arabic][b]والصحابة رضي الله عنهم لم يتوسّلوا بِجَاه النبي صلى الله عليه وسلم مع شدّة تعظيمهم للنبي صلى الله عليه وسلم ، ومعرفتهم بِقَدْرِه ، ومع بلوغهم المرتبة القصوى في محبته صلى الله عليه وسلم .[/b][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=traditional arabic][b]قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : السؤال بالمعظّم كَالسؤال بِحَقّ الأنبياء ، فهذا فيه نزاع وقد تقدم عن أبى حنيفة وأصحابه أنه لا يجوز ذلك ، ومن الناس مَن يُجَوِّز ذلك ، فنقول : [/b][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=traditional arabic][b]قول السائل لله تعالى : أسألك بِحَقّ فلان وفلان مِن الملائكة والأنبياء والصالحين وغيرهم ، أو بِجَاه فُلان ، أو بِحُرْمة فلان ؛ يقتضى أن هؤلاء لهم عند الله جَاه ، وهذا صحيح ، فإن هؤلاء لهم عند الله مَنْزِلة وجَاه وحُرمة يقتضى أن يَرفع الله درجاتهم ، ويُعَظِّم أقدارهم ، ويَقْبَل شفاعتهم إذا شفعوا ، مع أنه سبحانه قال : [color=royalblue](مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ)[/color] ...[/b][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=traditional arabic][b]ولكن ليس نَفْس مُجرد قَدْرهم وجَاههم مما يقتضى إجابة دعائه إذا سأل الله بهم حتى يسأل الله بذلك ، بل جاههم ينفعه أيضا إذا اتّبعهم وأطاعهم فيما أمَرُوا به عن الله ، أو تأسّى بهم فيما سَـنُّوه للمؤمنين ، وينفعه أيضا إذا دعوا له وشفعوا فيه ، فأما إذا لم يكن منهم دعاء ولا شفاعة ، ولا مِنْه سبب يقتضى الإجابة لم يكن مُتَشَفِّعًا بِجَاههم ، ولم يكن سؤاله بجاههم نافِعًا له عند الله ، بل يكون قد سأل بأمْر أجنبي عنه ليس سببًا لِنفعه ، ولو قال الرجل لِمُطَاعٍ كبير :[/b][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=traditional arabic][b]أسألك بطاعة فلان لك ، وبحبِّك له على طاعتك ، وبِجَاهِه عندك الذي أوْجَبته طاعته لك ، لكان قد سأله بأمْر أجنبي لا تعلّق له به ، فكذلك إحسان الله إلى هؤلاء المقرَّبين ومحبته لهم وتعظيمه لأقدارهم مع عبادتهم له ، وطاعتهم إياه ؛ ليس في ذلك ما يُوجِب إجابة دعاء من يسأل بهم ، وإنما يوجب إجابة دعائه بسبب منه لطاعته لهم ، أو سبب منهم لشفاعتهم له ، فإذا انتفى هذا وهذا فلا سبب .[/b][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=traditional arabic][b]نعم ، لو سأل الله بإيمانه بمحمد صلى الله عليه وسلم ومحبته له وطاعته له واتِّباعه ، لكان قد سأله بسبب عظيم يقتضى إجابة الدعاء ، بل هذا أعظم الأسباب والوسائل . اهـ .[/b][/font][/size][/b]

[b][size=5][font=traditional arabic][b]ومما يستدلّ به بعض أهل الأهواء حديث : توسّلوا بِجاهي فإن جاهي عند الله عظيم . وهو حديث موضوع مكذوب ![/b][/font][/size][/b]

[b][size=5][font=traditional arabic][b]لا يصح في التوسّل به صلى الله عليه وسلم إلاَّّ حديث الأعمى[/b][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=traditional arabic][b]فقد روى الترمذي وابن ماجه النسائي في الكبرى عن عثمان بن حنيف أن رجلا ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ادع الله أن يعافيني . قال : إن شئت دعوت وإن شئت صبرت فهو خير لك . قال : فادعُه . قال : فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء : اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى لي اللهم فشفعه فيّ .[/b][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=traditional arabic][b]وفي رواية : فقال : يا رسول الله ادع الله أن يكشف لي عن بصري . قال : أو أدعك ؟ قال : يا رسول إنه شقّ علي ذهاب بصري . قال : فانطلق فتوضأ ثم صل ركعتين ثم قل : اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيي محمد نبي الرحمة ، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربك أن يكشف لي عن بصري شفعه فيّ وشفعني في نفسي ، فَرَجع وقد كشف له عن بصره .[/b][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=traditional arabic][b]وهذا ليس فيه دليل ولا مستمسك لمن يتوسّل بِجَاه النبي صلى الله عليه وسلم[/b][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=traditional arabic][b]بل فيه شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الرجل ، فقد سأل الله عز وجل أن يُشَفِّع النبي صلى الله عليه وسلم فيه ، وذلك في حال حياته دون مماته . مع توجّه الداعي إلى الله وتعلّقه بالله دون مَن سِواه . [/b][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=traditional arabic][b]وقد عَمِي غير واحد من الصحابة رضي الله عنهم ، مثل : كعب بن مالك وابن عباس وغيرهما ، ولم يُذكر عن واحد منهم أن فَعَل ما فعله الأعمى ؛ فَدَلّ على اختصاص ذلك بِحال حياة النبي صلى الله عليه وسلم دون ما بعد وفاته . [/b][/font][/size][/b]

[b][size=5][font=traditional arabic][b]كما أن قوله تعالى : ([color=darkslateblue] وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا )[/color] ليس فيه رائحة دليل لدعاء الأموات[/b][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=traditional arabic][b]ففي هذه الآية ضمير يدل على المقصود ، وهو ( أَنَّهُمْ ) وهو عائد على من ذُكروا قبل ذلك في الآيات ، وهم [color=royalblue]( الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ )[/color][/b][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=traditional arabic][b]كما أن الآية التي بعدها تُفيد أن ذلك في حال حياته دون موته ، فقد قال بعدها رب العزة سبحانه وتعالى : [color=navy]( فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ )[/color][/b][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=traditional arabic][b]وهذا في حال حياته صلى الله عليه وسلم إلى شخصه عليه الصلاة والسلام ، وأما بعد موته فإلى سنته عليه الصلاة والسلام .ثم إن حرف ( إِذ ) يدل هنا على الماضي لا على الحاضر ولا على المستقبل .[/b][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=traditional arabic][b]ثم إن من يستدلّ بهذه الآية على جواز التوسّل بالنبي صلى الله عليه وسلم ، قد تَرَك ما أُمِر به من الاستغفار ابتداء ، كما في قوله تعالى في الآية نفسها : [color=royalblue](فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ)[/color] ، فتَرَكُوا ما أُمِروا به إلى ما لم يُؤمروا به ![/b][/font][/size][/b]

[b][size=5][font=traditional arabic][b]وخلاصة القول :[/b][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=traditional arabic][b]أنه لم يثبت خبر ولا أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه بل ولا عن أحد من التابعين في التوسّل الممنوع ، ولا في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ، أو الاستغاثة به عليه الصلاة والسلام بعد وفاته .[/b][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=traditional arabic][b]وما صحّ من خبر فليس فيه التوسّل به صلى الله عليه وسلم ولا بِجاهِه ، ولا الاستغاثة به عليه الصلاة والسلام ، ولا طلب قضاء الحوائج ، أو كشف الكروب ، أو شفاء المرضى .[/b][/font][/size][/b]

[b][size=5][font=traditional arabic][b]والله تعالى أعلم .[/b][/font][/size][/b]

[b][font=traditional arabic][size=5][color=darkorchid]المجيب فضيلة الشيخ / عبد الرحمن بن عبد الله السحيم حفظه الله[/color][/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=5][color=#9932cc]--------[/color][/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=5][color=navy][u]أما بالنسبة للتوسل بالأيام المباركة[/u][/color][/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=5][color=#000080][/color][/size][/font][/b]
[font=traditional arabic][size=5][b]فإن في هذا الدعاء توسلا بالمخلوق ـ والتوسل بالمخلوق من التوسل البدعي[/b][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=5][b] الذي يجب على المسلم تجنبه في دعائه، فالدعاء عبادة، [/b][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=5][b]والعبادة لا تكون إلا بما جاء الدليل بمشروعيته، [/b][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=5][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=5][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=5][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=5][/size][/font]
[b][font=traditional arabic][size=5][/size][/font][/b]