القلة المؤمنة
 

[CENTER][SIZE=5][SIZE=6][B][COLOR=#ffc000][FONT=PT Bold Mirror]القلة المؤمنة [/FONT][/COLOR][/B][/SIZE][/SIZE][SIZE=5][/CENTER]

[CENTER][B][COLOR=#003300][FONT=DecoType Naskh Special]يتمنَّى الصالحون من أبناء هذه الأمة دائمًا أن يشاهدوا أمتهم في مقدمة الأمم، وأن يسعدوا -وتسعد الدنيا معهم- بعزِّتها وقوّتها ومجدها.. لكن مع أنَّ الأمنية واحدة، إلا أن الكثير يختلف في طريق الوصول إليها. [/FONT][/COLOR][/B][/CENTER]

[CENTER][B][COLOR=#003300][FONT=DecoType Naskh Special]إن التغيير والإصلاح والنهوض كلُّها غايات كبرى تحتاج إلى وسائل محددة، ومعايير ثابتة، ولقد رأينا في صفحات القرآن الكريم والسنة المطهرة ما يضع أيدينا -بوضوح- على مفاتيح التغيير وآليَّات الإصلاح ، ورأينا كذلك في صفحات التاريخ وقصة أمتنا ما يوضح لنا بدايات الطريق وعلاماته وطبيعته.[/FONT][/COLOR][/B][/CENTER]

[CENTER][B][COLOR=#ffc000][FONT=PT Bold Heading]إن التغيير دومًا يأتي من القلة المؤمنة![/FONT][/COLOR][/B]
[B][COLOR=#003300][FONT=DecoType Naskh Special]إن الحديث عن الكثرة في القرآن الكريم غالبًا ما يأتي ليصف الحالة السيئة والمتردية التي تكون عليها الكثرة، مثل قوله تعالى: [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#00b050][FONT=DecoType Naskh Special]{وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ}[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#003300][FONT=DecoType Naskh Special] [الأنعام: 116]، ومثل قوله: [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#00b050][FONT=DecoType Naskh Special]{وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ}[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#003300][FONT=DecoType Naskh Special] [غافر: 61]، ومثل قوله: [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#00b050][FONT=DecoType Naskh Special]{وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ}[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#003300][FONT=DecoType Naskh Special] [يوسف: 40]، وهكذا.[/FONT][/COLOR][/B][/CENTER]

[CENTER][B][COLOR=#003300][FONT=DecoType Naskh Special]بينما الحديث عن المؤمنين والمصلحين يأتي دومًا بصيغة التقليل، مثل قوله تعالى: [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#00b050][FONT=DecoType Naskh Special]{وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ}[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#003300][FONT=DecoType Naskh Special] [هود: 40]، ومثل قوله: [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#00b050][FONT=DecoType Naskh Special]{وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ}[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#003300][FONT=DecoType Naskh Special] [سبأ: 13]، ومثل قوله: [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#00b050][FONT=DecoType Naskh Special]{إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#00b050][FONT=DecoType Naskh Special]وَأَنَابَ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#00b050][FONT=DecoType Naskh Special]}[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#003300][FONT=DecoType Naskh Special] [ص: 24].[/FONT][/COLOR][/B][/CENTER]

[CENTER][B][U][COLOR=#003300][FONT=DecoType Naskh Special]إن معظم الناس لا يقبلون بالتضحية والبذل وفقدان كل شيء عزيز في سبيل إعلاء كلمة دينهم[/FONT][/COLOR][/U][/B][B][COLOR=#003300][FONT=DecoType Naskh Special] [U]وأمتهم،[/U] قد يكونون صالحين يريدون أن يحيوا حياة آمنة دون مصاعب ولا مشاكل، ولكنهم غير مستعدين لأَنْ يفقدوا مالهم أو ديارهم أو أولادهم أو حياتهم من أجل خطوات للأمام..[/FONT][/COLOR][/B]
[B][U][COLOR=#003300][FONT=DecoType Naskh Special]إن هذه التضحيات الكبرى تحتاج إلى رجال ونساء من طراز خاص، وهو طراز قليل عزيز،[/FONT][/COLOR][/U][/B][B][COLOR=#003300][FONT=DecoType Naskh Special] [U]ولكنه مع قِلَّتِه مُؤَثِّرٌ للغاية[/U]، ولو وُجِد هذا القليل في شعبٍ فإنَّ التغيير يحدث، والإصلاح يتم، حتى ولو كان معظم الشعب غير عابئٍ بحمل قضايا الأمة وهمومها!![/FONT][/COLOR][/B][/CENTER]

[CENTER][B][COLOR=#003300][FONT=DecoType Naskh Special]وصفات هذه القلة المؤمنة واضحة ومعروفة في كتاب الله عز وجل، وفي سُنَّة الرسول [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#003300]r[/COLOR][/B][B][COLOR=#003300][FONT=DecoType Naskh Special]، وفي تاريخ الإصلاح في أمتنا الحبيبة.[/FONT][/COLOR][/B]
[B][U][COLOR=#003300][FONT=DecoType Naskh Special]إنهم مُخْلصون تمام الإخلاص في عقيدتهم، يُحبُّون الله ويُحبّهم الله، يتوجَّهون إليه سبحانه وتعالى[/FONT][/COLOR][/U][/B][B][COLOR=#003300][FONT=DecoType Naskh Special] [U]بكل أعمالهم وأقوالهم[/U]. إنهم مرتبطون ارتباطًا وثيقًا بشرع ربهم، لا يقبلون بتبديل أو تحريف، ولا يتنازلون عن كبيرة ولا صغيرة، وهم مُعَظِّمُون للقرآن والسُّنة تمام التعظيم، ولا يحتكمون في حياتهم إلا إليها.[/FONT][/COLOR][/B]
[B][COLOR=#003300][FONT=DecoType Naskh Special]إنهم مُستعدون للبذل والتضحية من أجل عقيدتهم ومبادئهم، دينهم عندهم أغلى من كل شيء، [U]وهم يعلمون تمام العلم أن الطريق شاق، وأن المصاعب كثيرة، وأن التضحيات هائلة، ومع ذلك فهم يستهينون بكل هذه التحدِّيات؛ لأنَّ عيونهم على الأجر العظيم الذي يعطيه الله عز وجل لهذه القلة المؤمنة.[/U][/FONT][/COLOR][/B][/CENTER]

[CENTER][B][COLOR=#003300][FONT=DecoType Naskh Special]ومن هذه القلة المؤمنة يخرج المُجَدِّد المُخْلِص الذي يقود حركة التغيير والإصلاح، ولا يستقيم أن يخرج هذا المُجَدِّد المُخْلِص من لا شيء، ولكن لا بد من وجود نواة من القلة المؤمنة، ثم يصطفي الله عز وجل منها واحدًا أو مجموعة ليكونوا مُجَدِّدِي زمانهم، ومُصْلِحِي أمتهم، ويُستثنى من هذه القاعدة الأنبياء؛ ذلك أنهم يبعثون في زمن لا توجد فيه قلة مؤمنة، بل لا يوجد من يعبدُ اللهَ حَقَّ العبادة؛ ولذلك يُرسلهم ربهم سبحانه وتعالى ليبدَءُوا حركة إصلاحية شاملة في العقيدة والأخلاق والقيم، كل ذلك من لا شيء. أما في غير وجود الأنبياء، فإنَّ التغيير يأتي من قلة مؤمنة محافظة على منهجها دون تحريف، ثم يخرج منها مُجَدِّدٌ مخلصٌ يبدأ الخطوات الفعليَّة في نهضة الأمّة وإصلاحها.[/FONT][/COLOR][/B][/CENTER]

[CENTER][B][COLOR=#ffc000][FONT=PT Bold Heading]إنَّ هذه المفاهيم في غاية الأهمية..[/FONT][/COLOR][/B]
[B][COLOR=#003300][FONT=DecoType Naskh Special]إن الذين يعتقدون أن الذي يبدأ الإصلاح هو المُجَدِّدُ الفردُ، كثيرًا ما ينتظرون وينتظرون دون عمل، على أمل أن يرسل الله -تعالى- لهم [COLOR=#003300]صلاح الدين[/COLOR] أو [COLOR=#003300]قطز[/COLOR] أو [COLOR=#003300]عمر بن عبد العزيز[/COLOR] أو غيرهم من هنا أو هناك، ولا يعلمون أنَّ هؤلاء وغيرهم من المُجَدِّدِين خرجوا من [COLOR=#003300]قلة[/COLOR] مؤمنة، ونهضةٍ إسلاميَّة خالصة في مجموعة من المسلمين المخلصين، ثم اصطفى الله عز وجل شخصًا مُعَيّنًا أو عِدَّة أشخاص ليحدث التغيير في زمانهم.[/FONT][/COLOR][/B][/CENTER]

[CENTER][B][U][COLOR=#003300][FONT=DecoType Naskh Special]إنني أرى أن الجهد الأكبر، والمشقّة العظمى تكون في حياة القلة المؤمنة، ولعله جهد ومشقة أعظم من التي نراها في حياة المُجَدِّدِ نفسِه.[/FONT][/COLOR][/U][/B]
[B][U][COLOR=#003300][FONT=DecoType Naskh Special]إنهم الأتقياء الأخفياء الذين يُصْلِحُون دون أن يعرفهم الناس، ويَثْبُتُون رغم عدم وجود ثمار تُقطف، وقد يموتون دون أن يَرَوْا نَصْرًا ولا تمكينًا.[/FONT][/COLOR][/U][/B][/CENTER]

[CENTER][B][COLOR=#003300][FONT=DecoType Naskh Special]إنَّ المُتَعَجِّلِين ينظرون دومًا إلى نهايات الأمور، ولا يهتمون بالسُّنَّة الثابتة في التغيير؛ ولذلك يَتَرَقَّبُون رجلاً ينزل من السماء، أو يخرج من تحت الأرض، أو يأتي من كوكب آخر ليصلح أحوال الأمة.[/FONT][/COLOR][/B]
[B][U][COLOR=#003300][FONT=DecoType Naskh Special]وفي نفس الوقت فإن اليائسين والمحبطين يقولون: لا بُدَّ لكي يحدث تغيير أن يتغير الشعب بكامله أولاً، وهذا محال، وليس في سُنَّة الله عز وجل؛ فالكثرة -كما ذكرنا مرارًا- لا تكون على المنهج[/FONT][/COLOR][/U][/B][B][COLOR=#003300][FONT=DecoType Naskh Special] [U]القويم، ولن يصلح حال الشعب والكثرة إلا بظهور القلة المؤمنة التي تُفرِز بدورها مُجَدِّدًا مُصْلِحًا يرفع راية الإسلام.[/U][/FONT][/COLOR][/B][/CENTER]

[CENTER][B][COLOR=red][FONT=DecoType Naskh Special]والسؤال الذي لا بُدَّ له من إجابة سريعة: هل أنت من القلة المؤمنة، أم أنك ترقب الأحداث انتظارًا لما تأتي به الأيام؟![/FONT][/COLOR][/B]
[B][COLOR=#003300][FONT=DecoType Naskh Special]أَجِبْ بسرعة، فقد تكون اللحظات المتبقية في هذه الدنيا قليلة![/FONT][/COLOR][/B]
[B][COLOR=#003300][FONT=DecoType Naskh Special]نسأل الله عز وجل أن يُعِزَّ الإسلام والمسلمين.[/FONT][/COLOR][/B][/SIZE][/CENTER]

ما شاء الله اللهم بارك موضوع يستحق التقييم
جزاكِ الله خيرا اختنا الفاضلة ناهد على .

[center][font=kabeer][size=6][color=#cc0099][font=kabeer][size=5]وفيك بارك الرحمن أختي الكريمة أم عبد الله[/size][/font][/color][/size][/font][/center]

[center][size="5"][color="darkgreen"]
الحمد[color="red"] لله [/color]والصلاة والسلام على رسول[color="red"] الله[/color]
كلمات معبرة وصادقه تنتهي بسؤال
من الصعب الإجابة عليه فمن يقيم نفسه
ومن يدعي أنه ترقى من مرتبة الإسلام
إلى الإيمان أو الإحسان فهو مدعى وقد أدعي
قوماً قبلنا من الأعراب أنهم آمنوا فقال[color="red"] الله[/color]
بل قولوا أسلمنا فالإيمان في القلوب ولا يعلم
ما في القلوب إلا علام الغيوب وهذا في قوله تعالى
([color="magenta"] قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْأِيمَانُ
فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إن الله غفور رحيم [/color] )
بارك[color="red"] الله[/color] فيكم اُختنا علي النقل المتميز
وجزي [color="red"]الله[/color] خيرا الكاتب [color="navy"]د . راغب السرجاني[/color]
ووفقكم [color="red"]الله[/color] لكل خير ونفع[color="red"] الله[/color] بنا وبكم

[color="lime"][center]**************[/center][/color]
[/color][/size][/center]

نعم اختى موضوع مهم جدااا ويستحق المناقشة فليس الكثير منا لديه الجرأة على احداث تغيير
حتى فى حياته الخاصة الله المستعان
جزاكم الله خيرا ونفع بكم

[center][b][font=decotype thuluth][color=#a34b73][b][color=#a34b73][font=decotype naskh variants][size=5]أشكر مروركم و كلماتكم الطيبة [/size][/font][/color][/b][/color][/font][/b]
[font=decotype thuluth][color=#a34b73][b][b][color=#a34b73][font=decotype naskh variants][size=5]الإصلاح والتغيير كلنا قادر عليه بإذن الله فالمؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف.[/size][/font][/color][/b][/b][/color][/font][font=decotype thuluth][color=#a34b73]
[b][b][color=#a34b73][font=decotype naskh variants][size=5]أما إدعاء الإيمان فهو الإفتراء بعينه [/size][/font][/color][/b][/b]
[b][b][color=#a34b73][font=decotype naskh variants][size=5]أسأل الله أن يرزقنا طاعته وأن يعيننا ويثبتنا عليها و يتقبلها منا. بارك الله فيكم[/size][/font][/color][/b][/b]
[b][b][color=#a34b73][font=decotype naskh variants][size=5]وكل عام وأنتم بخير [/size][/font][/color][/b][/b][/center]

[/color][/font]

جزاكِ الله خيرا