حكم استعمال الأسلوب القصصي في الدعوة إلى الله
[CENTER]حكم استعمال الأسلوب القصصي في الدعوة إلى الله
[/CENTER] [RIGHT][COLOR=red]السؤال: ما هو حكم الأسلوب القصصي في الدعوة إلى الله ؟[/COLOR] الجواب : الحمد لله [COLOR=red]أولاً :[/COLOR] [COLOR=red]قصص الحكمة الثابتة في الكتاب والسنة الصحيحة ووقائع الناس وتجاربهم من أنفع أساليب الدعوة والإرشاد ، وقد استخدمها القرآن في نحو ثلث آياته ، كان المقصود منها أخذ العظة والعبرة ، كما قال عز وجل : ( لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) يوسف/111.[/COLOR] يقول العلامة السعدي رحمه الله : " ( لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ ) أي : قصص الأنبياء والرسل مع قومهم ، ( عِبْرَةٌ لأولِي الألْبَابِ ) أي : يعتبرون بها ، أهل الخير وأهل الشر ، وأنَّ مَن فعل مثل فعلهم ناله ما نالهم من كرامة أو إهانة ، ويعتبرون بها أيضاً ما لله من صفات الكمال والحكمة العظيمة ، وأنه الله الذي لا تنبغي العبادة إلا له وحده لا شريك له . [COLOR=red]وقوله : ( مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى ) أي : ما كان هذا القرآن الذي قص الله به عليكم من أنباء الغيب ما قص من الأحاديث المفتراة المختلقة ، ( وَلَكِنْ ) كان ( تصديق الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ ) من الكتب السابقة ، يوافقها ويشهد لها بالصحة ، ( وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ ) يحتاج إليه العباد من أصول الدين وفروعه ، ومن الأدلة والبراهين . ( وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) فإنهم - بسبب ما يحصل لهم به من العلم بالحق وإيثاره - يحصل لهم الهدى ، وبما يحصل لهم من الثواب العاجل والآجل تحصل لهم الرحمة " انتهى.[/COLOR] " تيسير الكريم الرحمن " (ص/407) بل أمر الله عز وجل نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم بالتذكير بقصص القرآن ، واستعمالها في تبليغ رسالته ، فقال عز وجل : ( فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) الأعراف/176. [COLOR=navy]يقول ابن جرير الطبري رحمه الله :[/COLOR] [COLOR=navy]" يقول لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : فاقصص ، يا محمد ، هذا القصص ، الذي اقتصصته عليك ... على قومك من قريش ، ومَنْ قِبَلَك من يهود بني إسرائيل ، ليتفكروا في ذلك ، فيعتبروا وينيبوا إلى طاعتنا ، لئلا يحلّ بهم مثل الذي حلّ بمن قبلهم من النّقم والمثلات ، ويتدبَّره اليهود من بني إسرائيل ، فيعلموا حقيقةَ أمرك وصحَّة نبوّتك " انتهى.[/COLOR] [COLOR=navy]" جامع البيان " (13/274)[/COLOR] وفي مقدمة " التحرير والتنوير " (1/63-69) ذكر فصلا نافعاً في فوائد القصص القرآني لمن أراد الاستفادة منها . كما أن نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام استعمل هذا الأسلوب الحكيم في سرد القصص النافعة المفيدة ، وخير شاهد على ذلك تلك الأحاديث الكثيرة التي تشتمل على قصص السابقين. [COLOR=darkred]يقول الدكتور سعيد القحطاني :[/COLOR] [COLOR=darkred]" القصص الحكيم من الكتاب أو من السنة من الأساليب المهمة في الدعوة إلى الله عزّ وجلّ ؛ لما فيه من شحذ ذهن المدعو ؛ ولهذا استخدمه النبي صلى الله عليه وسلم في دعوته ، ففي هذا الحديث قال صلى الله عليه وسلم : ( غزا نبي من الأنبياء ، فقال لقومه : لا يتبعني رجل ملك بضع امرأة وهو يريد أن يبني بها ولما يبن بها ...) ، وهذا يوضح للداعية أهمية استخدام أسلوب القصص في دعوته إلى الله عزّ وجلّ " انتهى.[/COLOR] " فقه الدعوة في صحيح البخاري " (3/381) (ترقيم الشاملة) ، وينظر (3/66) . [COLOR=darkolivegreen]ثانياً :[/COLOR] [COLOR=darkolivegreen]نوصي الدعاة ألا يقتصروا في أساليب الوعظ والتدريس على القصص ، كيلا ينشغل المستمعون بالقصة عن المقصد ، ولئلا تنصرف قلوبهم إلى الاستمتاع بالقصص عن الاستفادة من الموعظة ، بل الواجب تأصيل الأمر التربوي والدعوي من خلال أدلته الثابتة بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، على ما هو معروف في أصول الفقه ، ومنهج الاستدلال ، ثم تذكر القصة للعبرة ، وبيان التطبيق العملي ، وشد انتباه السامع إلى معايشة المعنى واقعياً ، فلا تكون القصة بذاتها مصدراً للاستدلال والتشريع . [/COLOR] [COLOR=indigo]قال ابن الجوزي رحمه الله : " ذُم القُصَّاصُ لأن الغالب منهم الاتساع بذكر القَصَصِ دون ذكر العلم المفيد ، ثم غالبُهم يُخَلِّط فيما يورده ، وربما اعتمد على ما أكثره محال " انتهى . [/COLOR] [COLOR=indigo]"تلبيس إبليس" (134) .[/COLOR] [COLOR=teal]قال أحمد : " القَصَّاص الذي يُذَكِّر الجنة والنار والتخويف ، وله نية وصدق الحديث ، فأما هؤلاء الذين أحدثوا من وضع الأخبار والأحاديث فلا أراه " انتهى . [/COLOR] [COLOR=teal]"الآداب الشرعية" لابن مفلح (2/85) .[/COLOR] [COLOR=darkgreen]ثالثاً :[/COLOR] [COLOR=darkgreen]لتحقيق الغاية من القصص في الدعوة إلى الله ، والتأثير في قلوب الناس ، لا بد من توفر بعض الميزات في هذه القصص ، كي تقع في القلوب الموقع الصحيح ، فمن ذلك :[/COLOR] [COLOR=blue]" 1- أن يتحرّى الواعظ الصدق فيما ينقله من قصص وأخبار ؛ فإن الواقعية والمعقولية في ذكر القصص لعامة الناس طريقان سريعان للتقبل والعمل ، ليس على الأمد القريب فحسب ؛ بل حتى البعيد أيضاً ، وانظر إلى وصف الله تعالى قصصه في القرآن بقوله : ( إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ )، متأملاً أثرها الخالد إلى يوم القيامة .[/COLOR] [COLOR=red]وعليه : فمن الخطأ أن ينظر الواعظ ما سيحصل بين يديه من التأثر بما لم يثق فيه من القصص المؤثرة ، مقابل أن يهمل مصداقيته المستقبلية في وعظه .[/COLOR] [COLOR=red]وليس هذا فحسب ؛ بل إن الواعظ حتى لو تأكد من صدق قصته أو خبره ، لكنه إن رأى أن فيها من الغرائب ما لا يصدقه عامة الناس ، فالأولى ألا يحدث بها ، حتى لا تنعدم ثقة الناس فيه وفي علمه ، ولقد كان سلف الأمة يفرون من غرائب الأخبار ، ومن ذلك قول أيوب السختياني رحمه الله : إِنَّمَا نَفِرُّ أَوْ نَفْرَقُ مِنْ تِلْكَ الْغَرَائِبِ . كما أورد ذلك عنه مسلم في صحيحه ؛ بل كانوا يقرنونها بالمناكير من الأحاديث ، ومن ذلك قول الترمذي رحمه الله : زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ كَثِيرُ الْغَرَائِبِ وَالْمَنَاكِيرِ .[/COLOR] [COLOR=blue]2- الحوار ، ويشمل الحوار الشفهي أو الحوار النفسي الذي يشف ما في نفس بعض أطراف القصة بدون ما يتفوه به ، ليصف في بعض المشاعر والخلجات ، وهذا من أكثر ما يؤثر في النفس.[/COLOR] [COLOR=navy]3- التركيز على المواطن المؤثرة ، وذكر بعض التفاصيل التي تكمل المشهد في ذهن المتلقي من دون إيراد الجزئيات التي ربما ندّت بعقل المستمع عن المطلوب .[/COLOR] [COLOR=red]4- جودة البدء ، وإحكام النهاية ، فإن في البداية تشويقاً وجذباً ، وفي النهاية عنصر المفاجأة ، وعنصر الاتعاظ ، من هنا قال الله تعالى في آخر سورة يوسف : ( لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ )[/COLOR] [COLOR=blue]5- أن يراوح الداعية بين قصص السابقين والمعاصرين ، فإنه لا يشك أحدنا أن حكايات السلف رحمهم الله في زهدهم وورعهم وتعاملهم مع الله تعالى وخلْقِه فيها من كنوز الوعظ والتذكير ما تطرب له القلوب ، وتهتز لها المشاعر ، ولكن لما كان في المجتمع فئة تستبعد الوصول إلى حالهم ، كان على الواعظ أن يذكر صفحات مضيئة من أحوال الأتقياء والعاملين المخلصين في هذا الزمان ، حتى يقْرُبَ المثال ، ويُتصور التطبيق .[/COLOR] [COLOR=red]6- أن يوثق الداعية قصته بذكر مرجعها ، أو سندها ، ولو كانت من قصص المعاصرين ، لتزيد ثقة الناس فيه .[/COLOR] [COLOR=navy]إذا توفرت هذه المرتكزات في قصصنا ، ستترك بإذن الله تعالى أثراً كبيراً في نفوس الناس ، فكم قصة غيرت حياة إنسان ، وكم قصة تركت من الأثر ما لم تتركه كثير من المحاضرات والكتب " .[/COLOR] انتهى باختصار من كلام الدكتور فيصل الحليبي ، نقلا عن هذا الرابط : [URL]http://www.saaid.net/Doat/faisal/05.htm[/URL] والله أعلم . الإسلام سؤال وجواب [/RIGHT] |
[color=#0000ff][font=traditional arabic][size=5][color=navy]جُزيتِ كل خير اختنا " ام عبد الله "[/color][/size][/font]
[/color][color=navy][font=traditional arabic][size=5].. نفعَ اللهُ بكِ[/size][/font][font=traditional arabic][size=5] [/size][/font][/color] |
[quote=*الغميصاء*;373360][color=#0000ff][font=traditional arabic][size=5][color=navy]جُزيتِ كل خير اختنا " ام عبد الله "[/color][/size][/font]
[/color][color=navy][font=traditional arabic][size=5].. نفعَ اللهُ بكِ[/size][/font][/color][/quote] اللهم آمين وإياكِ أختي الغميصاء وخيرا جزاكِ ونفع بكِ. وشكرا على مرورك الطيب . |
الساعة الآن 10:05 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.