مقتطفات من زهد عمر بن عبد العزيز
 

[center] [b][font=courier new][size=4][color=navy]
[color=olive] مقتطفات من زهد عمر بن عبد العزيز
[/color][/color][/size][/font][/b]
[b][font=courier new][size=4][color=navy][color=olive] [/color]
الحمد لله المحمود بآلائه، المعبود في أرضه وسمائه، أفضل الحمد وأعلاه، وغاية الحمد ومنتهاه، وصلى الله على محمد عبده ورسوله،
[/color][/size][/font][/b]
[b][font=courier new][size=4][color=navy]وخيرته من خلقه، أفضل ما صلى عليه من صلى من أمته.
أما بعد:
فإن الإنسان عندما يريد أن يتحدث عن العظماء يقف حيراناً من أين يبدأ؟[/color][/size][/font][/b]
[b][font=courier new][size=4][color=navy] وإلى أين ينتهي؟ وماذا يقدم وماذا يؤخر؟
[/color][/size][/font][/b]
[b][font=courier new][size=4][color=navy]ذلك أن العظماء لا يستغني الإنسان عن فوائد موقف من مواقفهم العظيمة،[/color][/size][/font][/b]
[b][font=courier new][size=4][color=navy] ولكننا في هذه الكلمة الموجزة رأينا أن نقف في جانب واحد من جوانب حياة عظيم من عظماء المسلمين؛ وخليفة من خلفائهم،[/color][/size][/font][/b]
[b][font=courier new][size=4][color=navy] ذلك هو الخليفة الزاهد الراشد: عمر بن عبد العزيز-علية رحمة الله-، فقد كان إذا ذكر الزهاد فهو في المقدمة،[/color][/size][/font][/b]
[b][font=courier new][size=4][color=navy] وإذا تُحدِّث عن العباد فهو في أولهم، وإذا سطرت أسماء التقاة فهو من أتقاهم لله سبحانه.
في هذه الكلمة الموجزة أحببنا أن نعطر أسماعنا، وأن نلين قلوبنا بمقتطفات من زهده، خاصة ونحن في زمان طغت فيه الماديات،
[/color][/size][/font][/b]
[b][font=courier new][size=4][color=navy]وانغمس الكثير من المسلمين في الملذات، بل وقع الكثير في المشتبهات والمحرمات.
لقد كان عمر بن عبد العزيز مثلاً أعلى في الزهد في زمانه؛
[/color][/size][/font][/b]
[b][font=courier new][size=4][color=navy][color=olive]فعن مكحول قال: [/color]
[/color][/size][/font][/b]
[b][font=courier new][size=4][color=navy]"لو حلفت لصدقت ما رأيت أزهد ولا أخوف لله من عمر بن عبد العزيز"،[/color][/size][/font][/b]
[b][font=courier new][size=4][color=navy] [color=olive]وقال مالك بن دينار: [/color]
[/color][/size][/font][/b]
[b][font=courier new][size=4][color=navy] "الناس يقولون: إني زاهد؛ إنما الزاهد عمر بن عبد العزيز الذي أتته الدنيا فتركها"1،[/color][/size][/font][/b]
[color=olive][b][font=courier new][size=4] وقال عمر في بعض خطبه:[/size][/font][/b][/color]
[b][font=courier new][size=4][color=navy] "إن الدنيا لا تسر بقدر ما تضر، تسر قليلاً وتحزن طويلاً"2.
نعم لقد كان عمر بن عبد العزيز أزهد أهل زمانه؛ [color=olive]قال ابن عبد الحكم:[/color][/color][/size][/font][/b]
[b][font=courier new][size=4][color=navy] "لما ولي عمر بن عبد العزيز زهد في الدنيا، ورفض ما كان فيه، وترك ألوان الطعام"3،
[/color][/size][/font][/b]
[b][font=courier new][size=4][color=navy] فكان لا يهمه من الأكل إلا ما يسد جوعه، ويقيم صلبه، وكانت نفقته وعياله في اليوم درهمين،[/color][/size][/font][/b]
[b][font=courier new][size=4][color=navy] [color=olive]كما في الأثر عن سالم بن زياد قال:[/color][/color][/size][/font][/b]
[b][font=courier new][size=4][color=navy] "كان عمر ينفق على أهله في غدائه وعشائه كل يوم درهمين"4،[/color][/size][/font][/b]
[b][font=courier new][size=4][color=navy] وكان لا يلبس من الثياب إلا الخشن، وترك مظاهر البذخ والإسراف التي سادت قبله وأمر ببيعها وأدخل أثمانها في بيت مال المسلمين5،
[/color][/size][/font][/b]
[b][font=courier new][size=4][color=navy] بل إنه في مرض موته لم يكن له إلا ثوب واحد؛[/color][/size][/font][/b]
[b][font=courier new][size=4][color=navy] [color=olive]فعن مسلمة بن عبد الملك قال:[/color][/color][/size][/font][/b]
[b][font=courier new][size=4][color=navy] دخلت على عمر بن عبد العزيز أعوده في مرضه فإذا عليه قميص وسخ, فقلت لفاطمة بنت عبد الملك -زوجة عمر-:[/color][/size][/font][/b]
[b][font=courier new][size=4][color=navy] يا فاطمة اغسلي قميص أمير المؤمنين. قالت: نفعل إن شاء الله. ثم عدت فإذا القميص على حاله, فقلت: يا فاطمة ألم آمركم أن تغسلوا قميص أمير المؤمنين؟! قالت: والله ما له قميص غيره".
[/color][/size][/font][/b]
[b][font=courier new][size=4][color=navy]
وكان من زهده -رحمه الله- أنه كانت إذا جاءته الأموال يقسمها على الناس ولا يأخذ منها شيئاً؛ فعن الفهري عن أبيه،[/color][/size][/font][/b]
[b][font=courier new][size=4][color=navy] قال: كان عمر بن عبد العزيز يقسم الفيء فتناول ابن له صغير تفاحة، فانتزعها من فيه، فأوجعه فسعى إلى أمه مستعبراً -يبكي- فأرسلت إلى السوق فاشترت له تفاحاً، فلما رجع عمر وجد ريح التفاح، فقال: يا فاطمة هل أتيت شيئاً من هذا الفيء؟[/color][/size][/font][/b]
[b][font=courier new][size=4][color=navy] قالت: لا. وقصت عليه القصة، فقال: والله لقد انتزعها من ابني لكأنما نزعتها من قلبي، ولكن كرهتُ أن أضيع نصيبي من الله -عز وجل- بتفاحة من فيء المسلمين6.
وأما عن زهده في المال وجمعه فإن الإنسان يقف مندهشاً في ذلك؛[/color][/size][/font][/b]
[b][font=courier new][size=4][color=navy] قال ولده عبد العزيز: سألني أبو جعفر المنصور: كم كانت غلة أبيك حين أفضت الخلافة إليه؟
[/color][/size][/font][/b]
[b][font=courier new][size=4][color=navy]قلت: أربعين ألف دينار، قال: فكم كانت حين توفي؟[/color][/size][/font][/b]
[b][font=courier new][size=4][color=navy] قلت: أربعمائة دينار ولو بقي لنقصت"7،[/color][/size][/font][/b]
[b][font=courier new][size=4][color=navy] وذلك لأنه لم يرتزق من بيت المسلمين شيئاً.
لقد كان عمر مثالاً رائعاً في الزهد، قال ذات مرة لمولاه مزاحم: "إني قد اشتهيت الحج، فهل عندك شيء؟ قال: بضعة عشر ديناراً، قال:[/color][/size][/font][/b]
[b][font=courier new][size=4][color=navy] وما تقع مني؟! ثم مكث قليلاً، ثم قال له: يا أمير المؤمنين تجهّز، فقد جاءنا مال سبعة عشر ألف ديناراً من بعض مال بني مروان،[/color][/size][/font][/b]
[b][font=courier new][size=4][color=navy] قال: اجعلها في بيت المال، فإن تكن حلالاً فقد أخذنا منها ما يكفينا، وإن تكن حراماً فكفانا ما أصابنا منها، قال مزاحم:
[/color][/size][/font][/b]
[b][font=courier new][size=4][color=navy]فلما رأى عمر ثقل ذلك علي، قال: ويحك يا مزاحم لا يكثرن عليك شيء ضعته لله، فإن لي نفساً توّاقة لم تَتُق إلى منزلة فنالتها إلا تاقت إلى ما هي أرفع منها، حتى بلغت اليوم المنزلة التي ليس بعدها منزلة، وإنها اليوم قد تاقت إلى الجنة"8،[/color][/size][/font][/b]
[b][font=courier new][size=4][color=navy] نرجو من الله أن يبلغه ما تاقت إليه نفسه من الجنة كما حقق له ما تاقت إليه نفسه في الدنيا.
والأخبار في زهد عمر كثيرة جداً لا يسع المقام لذكرها، ولكن هذه بعضا منها،[/color][/size][/font][/b]
[b][font=courier new][size=4][color=navy] ذكرناها لنأخذ منها العبرة، ولنتشبه به في ذلك، فإن التشبه بالكرام فلاح.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
[/color][/size][/font][/b]
[b][font=courier new][size=4][color=navy] [/color][/size][/font][/b]
[b][font=courier new][size=4][color=navy] [/color][/size][/font][/b]
[b][font=courier new][size=4][color=navy] 1 [/color][/size][/font][/b]
[b][font=courier new][size=4][color=navy] تاريخ الإسلام (1/831) للذهبي. [/color][/size][/font][/b]
[b][font=courier new][size=4][color=navy] 2 [/color][/size][/font][/b]
[b][font=courier new][size=4][color=navy] البداية والنهاية(9/199).لابن كثير. [/color][/size][/font][/b]
[b][font=courier new][size=4][color=navy] 3 [/color][/size][/font][/b]
[b][font=courier new][size=4][color=navy] سيرة عمر لابن عبد الحكم، صـ(43). [/color][/size][/font][/b]
[b][font=courier new][size=4][color=navy] 4 [/color][/size][/font][/b]
[b][font=courier new][size=4][color=navy] سيرة عمر لابن عبد الحكم(38). [/color][/size][/font][/b]
[b][font=courier new][size=4][color=navy] 5 [/color][/size][/font][/b]
[b][font=courier new][size=4][color=navy] الآثار الواردة عن عمر بن عبد العزيز في العقيدة (1/155). [/color][/size][/font][/b]
[b][font=courier new][size=4][color=navy] 6 [/color][/size][/font][/b]
[b][font=courier new][size=4][color=navy] صفة الصفوة(2/120). [/color][/size][/font][/b]
[b][font=courier new][size=4][color=navy] 7 [/color][/size][/font][/b]
[b][font=courier new][size=4][color=navy] حلية الأولياء (5/257). لأبي نعيم الأصفهاني. [/color][/size][/font][/b]
[b][font=courier new][size=4][color=navy] 8 [/color][/size][/font][/b]
[b][font=courier new][size=4][color=navy] سيرة عمر بن عبد العزيز لابن عبد الحكم، صـ(62). [/color][/size][/font][/b]
[b][font=courier new][size=4][color=navy] المصدر موقع إمام المسجد [/color][/size][/font][/b]
[b][font=courier new][size=4][color=navy]
[/color][/size][/font][/b][/center]