منتديات الحور العين - «علم الورق»... فائدة لطلبة العلم فى اقتناء الكتب

[CENTER][B][FONT=Arial][SIZE=3][IMG]http://www.ashefaa.com/goup/images/47004593371979072041.png[/IMG]

[/SIZE][/FONT][FONT=Arial][COLOR=DarkRed][SIZE=3][FONT=Times New Roman][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT][/SIZE][/COLOR][/FONT][FONT=Arial][COLOR=DarkRed][SIZE=3][SIZE=3][FONT=Times New Roman][SIZE=5]أنقل لكم هذا[/SIZE][/FONT][FONT=Times New Roman][SIZE=5] الموضوع الهام
وقد أعجبنى كثيرا لما فيه من فائدة عظيمة أرجو الله تعالى أن تنفعنا جميعا[/SIZE][/FONT][/SIZE][/SIZE][/COLOR][/FONT][FONT=Arial][SIZE=3][SIZE=3]

[/SIZE] [/SIZE][/FONT][/B][B][FONT=Arial][SIZE=3][COLOR=Deeppink][B][FONT=Arial][SIZE=3][COLOR=Deeppink][IMG]http://www.noorfatema.org/up/uploads/13437827611.gif[/IMG]

[/COLOR][/SIZE][/FONT][/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/B][FONT=Arial][SIZE=4][COLOR=Black][FONT=Traditional Arabic][B] [SIZE=6][COLOR=#800000]«عِلْمُ الوَرَق» إيضاحٌ وتصحيحٌ
[/COLOR][/SIZE][/B][COLOR=#3366CC][SIZE=5][B]مُهَنَّد بن حسين المعتبي[/B][/SIZE]
[/COLOR]22/4/1434 هـ[/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic]
[SIZE=5][B]أحمدك ربي علَّمتَ بالقلم، علَّمتَ الإنسانَ ما لم يعلم، وأصلِّي وأسلِّمُ على النبيِّ الأميِّ أخشى الناسِ لله، وأتقاهم له؛ أما بعد:
[/B][/SIZE][/FONT][RIGHT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B] فإنَّ من عرفَ شرفَ العلمِ ومنزلتَه وفضلَه؛ لم يقضِ نهمتَه منه، وما رجا زيادةً في حياتهِ رجاءَه الزيادة في العلم، فللعلمِ لذَّةٌ يعجز ذو البيانِ عن الإفصاح عن كُنهِها، فكيفَ لو اقترن العلمُ بالقربى من الله التي هي آكدُ ثمارِ العلم النافع؟![/B][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B] وإنَّ الكُتُبَ -واللهِ- لهي روضةُ العقلاء، ونزهة الفضلاء، ودَوحة النبلاء، وغذاء الألبَّاء، ولذلك كانت السلاحَ المعرفيَّ للأوائل، وكانت لهم الرَّفيقَ، والجليسَ، والمحدِّثَ، والنَّديمَ، والأنيس.. ونثروا في مدحها المقطوعات، وقرضوا في الثناء عليها المنظومات![/B][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B] وطالبُ العلمِ مهما جالسَ الشيوخ والعُقلاء، وحضرَ مجالسَ العلمِ لدى العلماء= لا يمكنه بحالٍ أن يستغني عن القراءةِ والعُكُوفِ عليها إن رامَ التحقيقَ وجودَة البناء، فللعلماء إشاراتٌ تخلو منها الكُتُب، وللكُتُبِ مَلَكاتٌ ليست عند الرِّجال، والمعادلة تكامليَّة.[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B] وإنَّك لتبتهِجُ أشدَّ البهجةِ وأنتَ ترى الإقبالَ من طلبةِ العلم يزدادُ على اقتناءِ الكُتبِ والعناية بها، والتوسُّعِ في الاطلاع، مما أثمرَ نماءً في الملَكات، وزكاءً في المعلومات، وبناءً للعقليَّةِ الناقدة، والبصيرة النافذة.[/B][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B] إلاَّ أنَّ هذه البهجةَ يشوبُها كدَرٌ ومنغِّصاتٌ، لعلَّك تشاركني ذلك -أخي القارئ- ولو تنظيرًا، أبثُّها في هذه المقالةَ التصحيحيَّة، ومن اللهِ أستلهمُ الصوابَ والسَّداد، وأعتذرُ إن زدتُ في النقول والاستطراد.[/B][/SIZE][/FONT]
[CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B] [U][SIZE=6][COLOR=#0066CC]فصــــــلٌ[/COLOR][/SIZE][/U][/B][/SIZE][/FONT]
[/CENTER]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B] إنَّ التذكيرَ بأنَّ هناك فروقًا بين التُّحَفِ والمزهريَّات، والكُتُبِ والمجلَّداتِ= تذكيرٌ بمعلومٍ، وتقريرٌ لواضح، لكنْ قد يعزُبُ ذلك عن الذهنِ مع الغَدوةِ والرَّوحةِ والإدلاج، كما قد يعزُبُ عن الإنسانِ أنه خُلِقَ من نطفةٍ أمشاج، فإذا ذُكِّرَ تذكَّر![/B][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B] لا بأسَ، فإنعامُ النظرِ وتجوُّلُ الفِكَرِ في ما هو مُتقرِّرٌ؛ سبيلٌ للتحرُّرِ من التبعيَّة المطلقة للسائد، والمسايرةِ حيثُ تسيرُ الرِّياح.[/B][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B] ومما نشأ قبلَ قُرونٍ ظاهرةُ «عِشْقِ الكُتُب»، وتطوَّرت هذه الظاهرة في تلك القرونِ، وقُرِّرَت كثيرًا، ونالت حظًّا من كُتبِ التراجم، وعُرِفَ بها خلقٌ من الكُتبيين والورَّاقةِ وبعضِ العلماء على اختلاف تخصُّصاتهم، ثم جُمِعت أخبارُهم وعجائبهم لدى المتأخرين بهذه العُنواناتِ «عُشَّاق الكُتُب»، فأورثت هذه المعاني لدى كثيرٍ من شُداةِ العِلمْ قداسةً للكتابِ لذاتِه، وأنَّ الكُتُبَ في نفسها غايةٌ، وجمعَها -مجرَّدةً- رعايةٌ، وتناسى كثيرٌ منهم شروطَ التحصيلِ وآفاتِه، وقانونَ العلمِ وغاياته، فتضخَّمَ لديهم تعظيمُ «عِلْمِ الوَرَق»![/B][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B] لستُ هنا أزهِّدُ في الكِتابِ، وأنَّى لي ذلك، لكنني أحاول إبداءَ نظرةٍ خاصَّةٍ في هذه المسألةِ ليست ببِدْعٍ من الرأي، وهي قابلةٌ للخلافِ والوِفاق.[/B][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B] ما رأيتَ أضرَّ بكثيرٍ من أذكياءِ الطَّلبة، وأبطالِ الحَلَبةِ في ميادين العلم والدَّعوة والفِكر والثقافة= من إيثارِ «عِلْمِ الوَرَقِ» على حقائقِ العلمِ، وأصولِ المعارف. تجِدُ الواحدَ ربَّما يشتري الكتابَ حياءً أن لا يراهُ أصحابُه مقتنيًا له، وهل هناك أعجبُ في العلم من مجاملةِ الإنسانِ غيرَه في خاصَّةِ نفسِه وما يحتاجُ إليه؟![/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B] ورُبَّما أصابه خِزيٌ وعارٌ أن يُذكرَ عنده مؤلِّفٌ أو كتابٌ لم يسمعْ به من قبلُ، وتمرُّ عليه في المجلسِ نفسهِ معارفُ ومسائلُ لم يسمع بها أو يتصوَّرها بلهَ أن يفهمها ويُتقنها، ولا يشعر برُبعِ الخزي الذي يشعر به عند عدم معرفته كتابًا أو مؤلِّفًا، وما ذاك إلاَّ من تضخُّمِ «عِلمِ الوَرق» في النُّفوس![/B][/SIZE][/FONT]
[SIZE=5][B][FONT=Traditional Arabic] [COLOR=Blue]
[/COLOR][/FONT][/B][/SIZE][CENTER][SIZE=5][COLOR=Blue][B][FONT=Traditional Arabic] فإذا فتَّشْتَه عن علمِـهِ قال علمي يا خليلي في السَّفَطْ[/FONT][/B][/COLOR][/SIZE][COLOR=Blue]
[SIZE=5][B][FONT=Traditional Arabic] في كراريسَ جيادٍ أُحكِمَتْ وبِخَطٍّ أيِّ خَـطٍّ أيِّ خـطّْ[/FONT][/B][/SIZE]
[SIZE=5][B][FONT=Traditional Arabic] فإذا قلتَ له هاتِ إذنْ حكَّ لِحيَيْهِ جميعًا وامْتَخَطْ![/FONT][/B][/SIZE][/COLOR]

[/CENTER]
[SIZE=5][B][FONT=Traditional Arabic] وهذا من آثار تقديسِ الكُتُبِ كأوراق، ثمَّ تجده لا يفترُ من ذكرِ أخبار «عُشَّاق الكُتُب» ولو تأمَّل أحوالَ أكثر الموصوفين بذلك؛ لرأى شاسعَ البَونِ، وعظيمَ الفَرْق![/FONT][/B][/SIZE]
[SIZE=5][B][FONT=Traditional Arabic] فلو نظرتَ لحال الجاحظِ الذي يُعدُّ من كبار «عُشَّاق الكُتُب»؛ لبان لك أنَّ عشقَهُ عشقُ انكبابٍ لا عشقَ جمعٍ وتكثُّر، وقد قال عنه ياقوت كما في [المعجم 2/ 217] نقلاً معاصرٍ له: «لم أرَ قطُّ ولا سمعتُ مَن أحبَّ الكُتُبَ والعُلومَ أكثرَ من الجاحظ، فإنه لم يقع بيدهِ كتابٌ قطُّ إلا استوفى قراءتَه كائناً ما كان، حتى إنه كان يكتري دكاكين الورَّاقين، ويبيت فيها للنَّظر!».[/FONT][/B][/SIZE]
[SIZE=5][B][FONT=Traditional Arabic] هل أدركنا معنى (إلاَّ استوفى قراءتَه كائنًا ما كان)، وأين هذا ممن لا همَّ له إلاَّ القُنيةَ فقط، وتكثير الرُّفوفِ، والكفاية -إن ساعدته الهمَّة- بالنظر في المقدِّمات والفهارس، ولمحاتٍ من بطنِ الكتاب؟![/FONT][/B][/SIZE]
[SIZE=5][B][FONT=Traditional Arabic] ومن عللِ استكثارِ بعضِهم طلبُ الرُّقيِّ في الإيمان والصَّلاحِ، كما هو حالُ سلمان بن عبد الحميد الحمويِّ الحنبليِّ [805 هـ] من شيوخِ ابن حجر، حيثُ يقولُ ردًّا على زوجِه، وقد لامته على ذهاب ماله في الكُتُب:[/FONT][/B][/SIZE][SIZE=5][B][FONT=Traditional Arabic]
[/FONT][/B][/SIZE][CENTER][SIZE=5][B][FONT=Traditional Arabic] [COLOR=Blue]وقائلةٍ أنفقتَ في الكُتْبِ ما حوتْ * يمينُك من مالٍ فقلتُ: دعيني[/COLOR][/FONT][/B][/SIZE][COLOR=Blue]
[SIZE=5][B][FONT=Traditional Arabic] لعلِّي أرى فيها كتابًا يدلُّني * لأخذ كتابي آمنًا بيميني![/FONT][/B][/SIZE][/COLOR]

[SIZE=5][B][FONT=Traditional Arabic] وهذه غايةٌ من أشرفِ الغاياتِ وأجلِّها.[/FONT][/B][/SIZE]

[SIZE=5][B][FONT=Traditional Arabic] [U][SIZE=6][COLOR=#0066CC]فصـــلٌ[/COLOR][/SIZE][/U][/FONT][/B][/SIZE]
[/CENTER]

[SIZE=5][B][FONT=Traditional Arabic] كُنَّا إلى زمنِ ما قبلَ شُهرةِ معارضِ الكُتُب نسمعُ من يشتكي من عدمِ تمكنِّه من القراءة، والجرد الأوَّلي، والنظرة الفاحصة للكتاب المشترَى، وأصبحنا اليومَ نسمعُ من يشتكي من عدم تمكُّنِه من إخراجِ الكُتُبِ من الأكياس، أو إزالة القرطاس، أو وضع اسمه على غلاف الكتابِ بلهَ النظر والتأمل فيه، وازداد الأمرُ أن تسمع من يقول لك في المعرض الجديد: كتبي التي اشتريتُها من المعرض الماضي لم أنظر فيها إلى الآن، وبعضهم نسي ما اشتراه، واشترى نُسخًا أُخرى من كُتبٍ موجودةٍ في مكتبته![/FONT][/B][/SIZE]

[SIZE=5][B][FONT=Traditional Arabic] هذا الحسين بن منصور اليمني يقول [كما في (آداب المعلمين والمتعلمين)]: (ينبغي لطالب العلم إن يعتني بتحصيل الكتب المحتاج إليها ... ولا يجعل تحصيلَها وكثرتَها حظَّه من العلم، وجمعَها نصيبَه من الفهم).[/FONT][/B][/SIZE]

[SIZE=5][B][FONT=Traditional Arabic] وللهِ درُّ مفخرةِ الجنوب، العالِم الشابِّ حافظٍ الحكمي رحمه الله [1377 هـ] إذ يقولُ:[/FONT][/B][/SIZE]
[SIZE=5][B][FONT=Traditional Arabic]
[/FONT][/B][/SIZE][CENTER][SIZE=5][COLOR=Blue][B][FONT=Traditional Arabic] بِبَيتِ الشَّيخِ كُتْبٌ ما شراها * وجمَّعها ولكنْ ما قراها[/FONT][/B][/COLOR][/SIZE][COLOR=Blue]
[SIZE=5][B][FONT=Traditional Arabic] وطابتْ نفسُهُ منها بسلوى * إذا فتح المكانَ بأن يراها[/FONT][/B][/SIZE]
[SIZE=5][B][FONT=Traditional Arabic] فوا أسفي على الأيامِ ضاعتْ * سُدًى وقضى على نفسٍ كراها[/FONT][/B][/SIZE][/COLOR][/CENTER]

[SIZE=5][B][FONT=Traditional Arabic] لكنَّ العذرَ الطازج لأكثر هؤلاء: هذه مراجعُ للبحث، فأصبحت كُلَّ مكتبتِه مراجع![/FONT][/B][/SIZE]

[SIZE=5][B][FONT=Traditional Arabic] أعتقدُ أننا اليومَ -بعدَ الإعلامِ الجديد- لسنا بأحوجَ لإرشاد الناس للقراءة منا إلى ترشيدِ القراءة، وتقرير أنَّ مجرَّدَ جمعِ الكُتُبِ قد أصبح هوايةً كهوايةِ جمع الطوابع، وأنَّ اقتناءَ الكُتبِ فرعٌ عن الحاجةِ المعرفيَّة، وثمرةٌ لمعرفةِ مقامات العلوم والفنون، وقد رأيتُ من كتبَ في (تويتر) يسأل عن سُبُلِ طلب العلم، والمنهجيَّة فيه، ثمَّ هو بعد ستة أشهرٍ يُغرِّدُ عن الكُتُب، وجديد النُّسخِ، والطبعاتِ والمؤلفات، وحديثِ الكُتُبِ الفكريَّة، والروايات، والأدب، ويزور المكتبات في الأسبوع أربع مرات، فعلمتُ أنه قد تضخَّم عنده (عِلْمُ الوَرَق)، واكتفى به![/FONT][/B][/SIZE]

[CENTER][SIZE=5][B][FONT=Traditional Arabic] [U][SIZE=6][COLOR=#0066CC]فَصْـــلٌ[/COLOR][/SIZE][/U][/FONT][/B][/SIZE]
[/CENTER]

[SIZE=5][B][FONT=Traditional Arabic] وأمَّا أسبابُ إيثار (عِلمِ الوَرَق) على حقائق العلمِ؛ فكثيرةٌ، لكنَّ أهمَّها في نظري: الاسترواحُ بها، والتخفُّفُ من عِبءِ العلوم، ومشقَّةِ التحصيل، وخداعُ النفسِ بأنَّها سالكةٌ دربَ العِلْم الأصيل![/FONT][/B][/SIZE]

[SIZE=5][B][FONT=Traditional Arabic] فإنَّ للنظرِ في تفاريق المؤلفات، والاكتفاء بالتصوُّرات البدائيَّة للكتب على اختلافها، واقتناصِ بعض الفوائدِ من هُنا وهناك= لذَّةً معرفيَّة توهِمُ صاحبَها بتصوُّرِ الإحاطة بها، وهذا من أضرِّ الأمور بطالبِ العلم، وقد حذَّر منها العقَلاء قديمًا وحديثًا، فإنَّهم لما علموا أنَّ النظر في أصول العلوم والمسائلِ وتحصيلها يحتاجُ جِدًّا وجَلَدًا وصبرًا= أدركوا أن طالبَ العلمِ سيتحيَّل بهذه الوسائلِ للتهرُّبِ من مشقَّة العلم![/FONT][/B][/SIZE]

[SIZE=5][B][FONT=Traditional Arabic] كيف إذا أدركنا أنَّ هذا الإقبالَ الكبير على الكُتُبِ بلا انضباطٍ، وإنما مجاراتٌ للموجة والموضةِ= عائقٌ كبيرٌ من عوائق حيازة العلم![/FONT][/B][/SIZE]
[SIZE=5][B][FONT=Traditional Arabic] وبعضُ الأحبَّة يسأل: بكم ستشتري كُتبًا من معرضِ هذا العام؟[/FONT][/B][/SIZE]
[SIZE=5][B][FONT=Traditional Arabic] وهذا السُّؤال غلطٌ، فالكُتُبُ هي التي تفرضُ نفسَها على المال، ولا يُفرَضُ المالُ عليها، فقد يحتاج الزائرُ أن يشتري بـ 5000 ريال، وقد تحصلُ الكفايةُ بأن يشتري بـ 500 ريال، وإنما الشَّأن في التخطيط وتصوُّرِ الاحتمالات، وتقدير أمور الطوارئ بالاستعداد.[/FONT][/B][/SIZE]

[SIZE=5][B][FONT=Traditional Arabic] وقد عقدَ ابنُ خلدون في مقدِّمته فصلاً في أنَّ كثرةَ التآليفِ في العلومِ عائقةٌ عن التحصيل![/FONT][/B][/SIZE]

[SIZE=5][B][FONT=Traditional Arabic] وهذا الأديبُ عباس العقَّاد يحمد الله أنه لم يتيسر له شراءُ الكُتُبِ في مبتدأ قراءاته، فيقول في [أنا، ص 39-40]: (وأحمدُ الله أنَّ شراءَ الكُتُبِ عن سَعةٍ لم يكن لازمًا في أيَّام صِباي للاطِّلاع على أوائل المعرفة الأدبيَّة، بل على المعرفة الأدبيَّة في مراحلها المتقدِّمة) وكان لفقره يشتري الكُتُبَ دينًا على أقساط، فيتابعُ: (وبهذهِ الطَّريقةِ قرأتُ: العقد الفريد، وثمرات الأوراق، والمستطرف، والكشكول، والمخلاة، ومقامات الحريري، وبعض الدواوين)![/FONT][/B][/SIZE]

[SIZE=5][B][FONT=Traditional Arabic] أرأيتَ الآن كيف أنَّ التوسُّعَ في شراءِ الكُتبِ في مبتدأ الأمر ووسطه - وإن أفادَ - يُضيِّعُ كثيرًا من أصول العلوم المهمَّة؟![/FONT][/B][/SIZE]

[SIZE=5][B][FONT=Traditional Arabic] يتابعُ العقَّادُ ليصلَ إلى قاعدةٍ من أنفعِ قواعدِ العلمِ والمعرفة، فيقول: (هذه الندرة من الكُتب التي تيسرت لي أيَّام التلمذة وما بعدها علَّمتني دُستورًا للمطالعةِ أدين به إلى الآن، وخلاصته؛ أنَّ كتابًا تقرؤه ثلاثَ مرَّاتٍ أنفعُ من ثلاثةِ كُتُبٍ تقرأ كُلّاً منها مرَّةً واحدة)![/FONT][/B][/SIZE]
[SIZE=5][B][FONT=Traditional Arabic] وهذا ابنُ جماعةَ الكنانيُّ يضعُ يدَه على الجُرحِ، فيقول ناصحًا [كما في (تذكرة السامع والمتكلم)]: (وكذلك يَحْذَرُ [أي طالبُ العلمِ] في ابتداءِ طلبه من المطالعاتِ في تفاريقِ المصنَّفاتِ؛ فإنه يضيِّعُ زمانَه، ويُفَرِّقُ ذهنَه، بل يُعطى الكتابَ الذي يقرؤه، أو الفنَّ الذي يأخذه كليَّتَهُ حتى يُتقِنَه).[/FONT][/B][/SIZE]
[/RIGHT]
[SIZE=5][B][FONT=Traditional Arabic]
آهٍ لو عملنا بهذهِ فقط، لكُنَّا على غير ما نحن عليه بمفاوز!
_________________
[/FONT][FONT=Traditional Arabic][COLOR=RoyalBlue]يتبع بأمر الله[/COLOR][/FONT][FONT=Traditional Arabic]
[/FONT][/B][/SIZE]
[SIZE=5][B][FONT=Traditional Arabic][FONT=Arial][SIZE=4][COLOR=Black][IMG]http://i62.photobucket.com/albums/h105/montadayatna/link.gif[/IMG]

[/COLOR][/SIZE][/FONT] [/FONT][/B][/SIZE] [/CENTER]

[CENTER][FONT=Arial][SIZE=4][COLOR=Black][SIZE=5][B][FONT=Traditional Arabic][U][SIZE=6][COLOR=#0066CC]فَصْـــلٌ[/COLOR][/SIZE][/U]

وجِماعُ ما ينفعُ طالِبَ العِلمِ في سَيرهِ العلميِّ، ومنهجهِ العمليِّ ثلاثةُ أمور:

أوَّلاً: طَلَبُ بركةِ العِلْم من الله.

[/FONT][/B][/SIZE][/COLOR][/SIZE][/FONT][RIGHT][FONT=Arial][SIZE=4][COLOR=Black][SIZE=5][B][FONT=Traditional Arabic] ما أعطيَ طالبُ علمٍ عطاءً كبركةٍ يجدُهُ في عِلمِه، ونورٍ يُساكِنُ قلبَه يفرِّقُ به بين الحقِّ والباطلِ والفاضلِ والمفضول، وسدادٍ في القولِ، وصوابٍ في العلم.[/FONT][/B][/SIZE][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial][SIZE=4][COLOR=Black][SIZE=5][B][FONT=Traditional Arabic] فتلك - واللهِ - الغايةُ التي يشمِّرُ لها أربابُ الفلاح، وقُصَّادُ التوفيق، فلم يقنعوا بالقُشورِ ولا بالرُّسوم، ولم يَرَوا الكُتَبَ إلاَّ وسيلةً لا غير، وأنا أقطفُ لك نماذجَ سريعة من حياةِ أولئك الذينَ تحَرَّوْا رَشَدًا.[/FONT][/B][/SIZE][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[/RIGHT]
[FONT=Arial][SIZE=4][COLOR=Black][SIZE=5][B][FONT=Traditional Arabic]
[/FONT][/B][/SIZE][/COLOR][/SIZE][/FONT][RIGHT][FONT=Arial][SIZE=4][COLOR=Black][SIZE=5][B][FONT=Traditional Arabic] فهذا الإمامُ ابنُ قيِّم الجوزيَّة -رحمه الله- الذي قال عنه ابنُ حجرٍ في [الدرر الكامنة] واصفًا عشقَه للكتب: (وكان مُغرًى بجمعِ الكتب، فحصَّل منها ما لا يُحصر، حتى كان أولادُه يبيعون منها بعد موته دهرًا طويلاً سوى ما اصطفوه منها لأنفسهم!) كان إمامًا متقنًا عارفًا بمضامين الكُتُبِ، وقد ألَّف كُتَبًا خمسةً حالَ سفرهِ، بعضها من أعاجيبِ المؤلفات التي قد لا تتهيَّأ للمعتكف في مكتبته، كـ (بدائع الفوائد)، و(زاد المعاد)، و(تهذيب السنن)![/FONT][/B][/SIZE][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial][SIZE=4][COLOR=Black][SIZE=5][B][FONT=Traditional Arabic] يقولُ – كما في الفوائد- : (فالكُتُبُ كثيرةٌ جِدًا، والكلامُ والجِدال والمقدَّرات الذهنيَّة كثيرة،والعِلْمُ بمعزلٍ عن أكثرها!).[/FONT][/B][/SIZE][/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=Arial][SIZE=4][COLOR=Black][SIZE=5][B][FONT=Traditional Arabic] ولا أظنُّه يخفى عليك قولَ الإمام أبي العبَّاس ابن تيميَّة رحمه الله: (وقد أوعبت الأمَّةُ في كُلِّ فَنٍّ من فُنونِ العِلْمِ إيعابًا، فمن نوَّرِ الله قلبِه؛ هداه بما يبلغه من ذلك، ومن أعماه؛ لم تَزِدْه كثرةُ الكُتُبِ إلاَّ حَيرةً وضلالاً!).[/FONT][/B][/SIZE][/COLOR][/SIZE][/FONT][/RIGHT]
[FONT=Arial][SIZE=4][COLOR=Black][CENTER][SIZE=5][COLOR=Blue][B][FONT=Traditional Arabic]فَكَمْ جامعٍ للكُتْبِ في كُلِّ مذهبٍ * يزيدُ مع الأيَّامِ في جمعهِ عمى[/FONT][/B][/COLOR][/SIZE][/CENTER]
[B][SIZE=5] [FONT=Traditional Arabic]
[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][RIGHT][FONT=Arial][SIZE=4][COLOR=Black][B][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic] ومِن غريبِ ما رُوي في ترجمةِ [ابنِ أبي الحواري (ت: 246)] رحمه الله الذي كان يقول عنه الجُنيدُ: (ريحانة الشام) ما ذكره القاضي ابنُ أبي يعلى في [طبقات الحنابلة (1/ 191)] أنَّه رمى بكُتبه في البحر، وقال: (نِعْمَ الدَّليلُ كُنتِ، والاشتغالُ بالدَّليلِ بعدَ الوُصُولِ مُحالٌ!)[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial][SIZE=4][COLOR=Black][B][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic] وقال لما أغرقَ كُتُبَه: (يا عِلْمُ: لم أفعل هذا تهاوُنًا بك، ولا استخفافًا بحقِّك، ولكن كُنْتُ أكتُبُ لأهتدي بك إلى ربِّي، فلمَّا اهتديتُ بك إلى ربِّي استغنيتُ عنك!).[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[/RIGHT]
[FONT=Arial][SIZE=4][COLOR=Black][B][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic]
[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][RIGHT][FONT=Arial][SIZE=4][COLOR=Black][B][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic] وهذا فِعلٌ غريبٌ، إلاَّ أنَّ الأغربَ منه حقًّا؛ طالبُ علمٍ مشغولٌ بجمع الأسفار، والطواف في البُلدان لتحصيل المخطوطات، ومطاردة المعارضِ الدَّوليَّة والمحليَّة، ومواصلة الليل بالنهار في الاطِّلاع، ولا يُرى إلاَّ مسبوقًا في الصَّلاةِ، لا يكاد يتقدَّم عن الصفِّ الثالث![/FONT][/SIZE][/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[/RIGHT]
[FONT=Arial][SIZE=4][COLOR=Black][B][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic]
[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][RIGHT][FONT=Arial][SIZE=4][COLOR=Black][B][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic] فـ (إفناءُ المرءِ عُمرَه بكثرة الأسفار، ومباينةِ الأهل والأوطان في طلبِ العلم دونَ العمل به أو الحفظ له= ليسَ من شِيَمِ العُقلاء، ولا من زِيِّ الألبَّاء!) كما قاله ابنُ حبَّان في [روضة العقلاء (ص 63)].[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=Arial][SIZE=4][COLOR=Black][B][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic] فكيف يرجو التوفيقَ والبركةَ في العِلم مَن هذا حاله![/FONT][/SIZE][/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[/RIGHT]
[FONT=Arial][SIZE=4][COLOR=Black][B][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic]
[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][RIGHT][FONT=Arial][SIZE=4][COLOR=Black][B][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic] فأحسنِ -يا أُخَيَّ أصلحَ الله شأني وشأنك- التوجُّهَ إلى اللهِ في القصد، فإنه خيرُ معينٍ، واعلمْ أنَّ (طلبَ العلمِ مُتسَهِّلٌ على ذكيِّ القلبِ، صادقِ الرغبة، خليِّ البال من الأشغال، واجدِ الكُتبِ المفيدة، والشُّيوخ المبرّزين، والكفاية فيما يحتاج إليه). كما ذكره ابنُ الوزير في [الروض الباسم (1/ 78، 79)][/FONT][/SIZE][/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[/RIGHT]
[FONT=Arial][SIZE=4][COLOR=Black][B][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic]
[U][SIZE=6][COLOR=#0066CC]فَصْـــلٌ[/COLOR][/SIZE][/U]

وثاني الأمورِ: تحصيلُ المَلَكةِ، وبناءُ العقليَّة الناقِدة، وتنمية الوعي.

[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][RIGHT][FONT=Arial][SIZE=4][COLOR=Black][B][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic] وهذهِ - رغم عظيمِ أهميَّتِها – إلاَّ أنَّ التقصيرَ فيها كبيرٌ جِدًا، ولو جعلها طالبُ العلمِ نُصبَ عينيه= لحصَّل علمًا غزيرًا، وفَهمًا عزيزًا من قراءة كُتُبٍ أقلَّ مما كانَ يتصوَّر، فالكُتُبُ لا تُعطيك عقلاً إلاَّ إذا هيَّأتَ نفسك لذلك، وأمرُها كما يُقرِّرُه أبو هلالٍ العسكريُّ في كلمةٍ فخمةٍ كما في [الحث على طلبِ العلم]: (إنَّ الكُتُبَ لا تُحيي المَوتى، ولا تُحَوِّلُ الأحمقَ عاقِلًا، ولا البليدَ ذَكِيًّا، ولكنَّ الطبيعةَ إذا كان فيها أدنى قَبول= فالكُتُبُ تَشحَذُ، وتَفْتِقُ، وتُرْهِفُ!)، ولذلك من إضاعةِ القارئ نفسَه أن تكونَ قراءتُه اقتناصًا للفوائد فقط دون إعمال النَّظر واكتسابِ قِطَعٍ من عقلِ المؤلِّف لا سيما إن كان كبيرَ العلمِ والعقل![/FONT][/SIZE][/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[/RIGHT]
[FONT=Arial][SIZE=4][COLOR=Black][B][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic]
[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][RIGHT][FONT=Arial][SIZE=4][COLOR=Black][B][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic] فـ (المبتَغى من الأشياءِ كُلِّها نفعُها لا نَفْسُها، والعِلمُ ونَفعُ العلمِ شيئانِ، فمن أغضى عن نفعهِ؛ لم ينتفعْ بنفسِهِ، وكان كالذي يأكلُ ولا يشبع!) كما في [روضة العقلاء (ص 58)]
لابن حِبَّان.[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[/RIGHT]
[FONT=Arial][SIZE=4][COLOR=Black][B][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic]
[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][RIGHT][FONT=Arial][SIZE=4][COLOR=Black][B][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic] والذي أجزمُ به، وأزدادُ كُلَّ يومٍ به يقينًا؛ أنَّ تحصيلَ الملكةِ، وتنمية الوعي، وبناءَ العقليَّة الناقدة البصيرة، وتكوينَ قاعدةٍ صُلبةٍ في العلوم= آلةٌ عظيمةٌ تُورثُ صاحبَها اكتفاءً بالنظر في مقدِّماتِ جديد المطبوعات وفهارسها لمعرفةِ مضامينها، وأخذ صُورةٍ مجملةٍ صحيحةٍ عن الفكرة والمحتوى، فيستطيعُ بذلك الاكتفاء بتصفحها في المكتبة، ولا يشتري إلاَّ ما ترجَّح نفعه، واحتاج إليه، لا سيما كُتب العناية والتخصُّص.[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[/RIGHT]
[FONT=Arial][SIZE=4][COLOR=Black][B][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic]
[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][RIGHT][FONT=Arial][SIZE=4][COLOR=Black][B][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic] واسمعْ لابن باديس وهو يقول: (التفكيرَ التفكيرَ يا طلبةَ العلمِ، فإنَّ القراءةَ بلا تفكيرٍ لا توصِلُ إلى شيءٍ من العِلم!) [ابن باديس حياته وآثاره (2/ 205) للطالبي][/FONT][/SIZE][/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[/RIGHT]
[FONT=Arial][SIZE=4][COLOR=Black][B][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic]
[U][SIZE=6][COLOR=#0066CC]فَصْـــلٌ[/COLOR][/SIZE][/U]

وثالثُ الأمورِ وآخرِها: العناية الكُبرى بِعُمَدِ الكُتُبِ والمسائل في العلوم.

[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][RIGHT][FONT=Arial][SIZE=4][COLOR=Black][B][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic] وهذا الأمرُ - تقريرًا - لا أظنُّه محلَّ خلافٍ، فالكُتُبُ درجاتٌ ومراتب، و(الكتاب الذي لا يستحقُّ أن يُقرأ مرَّتين، لا يستحِقُّ أيضًا أن يُقرأ مرَّةً واحِدةً!) كما يقول فيبر.[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=Arial][SIZE=4][COLOR=Black][B][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic] ولكلِّ علمٍ عُقَدٌ وعُمَدٌ، ومُلَحٌ ولطائفُ، والأولى أثقلُ على النفس، والثانيةُ أخفُّ على الرُّوح، وبالتجربةِ فإنَّه بقدر الاستغراقِ في الملَحِ واللطائف تضيعُ أصولٌ كثيرةٌ من العلم، (فإنَّ لكلِّ علمٍ فُضُولاً مُذهِلةً، وشُذورًا مُشغِلةً، إن صرفَ إليها نفسَه= قطعَتْهُ عمَّا هو أهمُّ منها!). كما في [أدب الدنيا والدين (ص 76)] للماوردي.[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[/RIGHT]
[FONT=Arial][SIZE=4][COLOR=Black][B][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic]
[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][RIGHT][FONT=Arial][SIZE=4][COLOR=Black][B][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic] وانظر حالَ كثيرٍ ممن يُشار إليه بسَعةِ القراءة والاطِّلاع= ربمَّا إن حاققتَه لم تجده إلاَّ ورَّاقًا لا مُتضَلِّعًا![/FONT][/SIZE][/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=Arial][SIZE=4][COLOR=Black][B][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic] فينبغي العنايةُ كلَّ العنايةِ بالكُتُبِ العُمَدِ وإن حصلَ الضَّجرُ والمِلالُ بطولِ الصُّحبة، فما يلبتُ الطالبُ أن يحقِّقَ منها مآربَ عظيمة، ومغانمَ جسيمة.[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial][SIZE=4][COLOR=Black][B][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic] يقول بهيج عثمان رحمه الله [ت: 1405 هـ]: (الكتابُ الذي لا يدعُ قارئه يُفكِّرُ فيه بعدَ فراقِهِ؛ ليس بكتابٍ قيِّمٍ، كما أنَّ الصديقَ الذي يُنسى بِسهولةٍ ليسَ صديقًا!).[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[/RIGHT]
[FONT=Arial][SIZE=4][COLOR=Black][B][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic]
[U][SIZE=6][COLOR=#0066CC]فَصْـــلٌ[/COLOR][/SIZE][/U]

[COLOR=#800000]والاستغراقُ في القراءةِ والعُكُوفُ عليها كما أنَّه مفيدٌ إلاَّ أنَّ فيه آفاتٍ، منها:[/COLOR]

1- ما قد تُحدِثُه في أثرٍ على الذكاءِ والفَهْم، وجودةِ التفكير.

[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][RIGHT][FONT=Arial][SIZE=4][COLOR=Black][B][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic] وإن كان السائد أنَّ ذلك أثرٌ حسنٌ من آثار مواصلة القراءة، والعُكوفِ عليها، لكن ينبغي أن يُخَصِّصَ القارئ لنفسِه وقتًا للاسترخاء العلمي وإعمال الفِكْرِ والتحليلِ والتأمُّلِ بلا قراءة، كما يُخَصِّصَ لنفسِه وقتًا للقراءة.[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial][SIZE=4][COLOR=Black][B][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic] يقول توماس هوبس: (إني لو قرأتُ كُتبًا عديدةً، كما يفعلُ أكثرُ النَّاسِ، فإني سأكون قليلَ الذكاءِ مثلهم!) [كيف تقرأ كتابًا، لمورتيمر (ص191)][/FONT][/SIZE][/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=Arial][SIZE=4][COLOR=Black][B][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic] 2- ما قد تُحدثه من أثرٍ على أخلاقِ القارئ من جفاءٍ، وضيقِ عَطَنٍ، وقسوةِ طبعٍ، وهذا لعلَّةِ الانقطاعِ التام للقراءةِ، فالقارئ يرى أغلبَ النَّاسِ بطَّالين فارغين، فتورثه العُزلةُ عنهم، والانشغال بالمعلومات غلظةً في الطَّبعِ ما لم يُروِّضْ نفسَه بالآداب![/FONT][/SIZE][/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[/RIGHT]
[FONT=Arial][SIZE=4][COLOR=Black][B][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic]
[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][RIGHT][FONT=Arial][SIZE=4][COLOR=Black][B][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic] ومن أعجب ما وقفتُ عليه في هذا الشَّأن ما ذكره الكاتب الكبير إبراهيم المازني [ت: 1368 هـ] عن نفسِه، كما في [قبض الريح (ص 125)] : (وبحسبي من ذلك أن صارت مجالسُ الناس وأحاديثُهم عندي غثَّةً لا تكادُ تُساغُ ولا تُستمرأ.... وليس ذلك لعزوفِ طبعي عن الناس، وكراهةٍ لمخالطتهم، ولكنَّها الكُتُبُ قبَّحها الله!!).[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=Arial][SIZE=4][COLOR=Black][B][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic] ومن الطَّريفِ أنَّ في الطبِّ النفسيِّ المعاصرِ مرضًا يُسمى (البيبليومانيا) أي الهوس بجمعِ الكُتُب، وأحد الغربيين بلغَ حبُّه الكتبَ أن أكل ديوانَ شعر! أعاذنا الله![/FONT][/SIZE][/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[/RIGHT]
[FONT=Arial][SIZE=4][COLOR=Black][B][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic]
[U][SIZE=6][COLOR=#0066CC]فَصْـــلٌ[/COLOR][/SIZE][/U]

وهنا أختم بشذراتٍ عجلى قد تناسِبُ مع زيارتك المكتبات ومعارض الكُتُبِ، وإن كان قد كتبَ في هذه متخصِّصون فُضلاء:

[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][RIGHT][FONT=Arial][SIZE=4][COLOR=Black][B][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic] 1- لا تبخعْ نفسَك، وتُذهِبْها حسراتٍ على ما تراه يفوتك من كُتبٍ كثيرةٍ يُشاد بها في المجالسِ من محبي الكُتب، ورُوَّادِ القراءات العامَّة، فكثيرٌ منها كتبٌ عادِيَّة، لكنَّ بريقها في عدم معرفتك لها، فإذا كاشفتها بان لك سطحيَّتها، ولكن انظر إلى حاجتك أنت.[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=Arial][SIZE=4][COLOR=Black][B][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic] 2- ليس كُلُّ مؤلِّفٍ تُقتنى جميعُ كُتبه، فبعضُ المؤلفين – لا سيما المعاصرين المكثرين – تقرأه كُلَّه من كتابٍ واحدٍ له![/FONT][/SIZE][/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]

[RIGHT][FONT=Arial][SIZE=4][COLOR=Black][B][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic] 3- لا يخلو كتابٌ من فائدة، لكنَّ مكتبتك قد تخلو من مكانٍ شاغرٍ للكُتُب، فقدِّمَ الأهمَّ فالمهمَّ.[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[/RIGHT]

[FONT=Arial][SIZE=4][COLOR=Black][B][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic] 4- احذر الخديعة بالعناوين البرَّاقة، فكم من كتابٍ لا نصيبَ له من عنوانه![/FONT][/SIZE][/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=Arial][SIZE=4][COLOR=Black][B][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic] 5- إن لم تكن مُتخصِّصًا وناقدًا مهتمًا لكتب الفكر الليبرالي والتنويري والعقلاني، فاكتفِ -إن كان ولابد- بالنظر السريع، فكثيرٌ منها يُفسِدُ الذَّوق![/FONT][/SIZE][/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=Arial][SIZE=4][COLOR=Black][B][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic] 6- لا تستغنِ عن كُتُبِ الرقائق والمواعظ السليمة ما رمشت عينُك، ففيها حياةٌ لقلبك.[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[/RIGHT]
[FONT=Arial][SIZE=4][COLOR=Black][B][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic]
[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][RIGHT][FONT=Arial][SIZE=4][COLOR=Black][B][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic] 7- بعضُ المعاصرين آتاه الله ملَكةً في تقريبِ العلم مع المحافظة على لغته الأصيلة، وذلك فضلُ الله يُؤتيه من يشاء، فاحرص عليها، واجعلها من مُشوِّقات ومداخل العلوم.[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=Arial][SIZE=4][COLOR=Black][B][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic] 8- لا تنسَ استصحابَ الأصلِ، وهو أنَّ الكُتُبَ وسيلةٌ للتقرُّبِ إلى الله، فلا تُجاوِز بالوسيلةِ الغاية، واستصحب هذا في مبتدأ طريقك ووسطه ونهايته، ولا تُطع من كان أمره فُرُطًا، ولما قال الله: [COLOR=#009933]{اقْرَأْ}[/COLOR] [العلق: 1] في أوَّلِ سورةٍ مُنزلَةٍ؛ قال في آخرها: [COLOR=#009933]{وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ}[/COLOR] [العلق: 19]، فإذا رأيتَ علمَك وكُتُبَك لا تزيدُك إقبالاً على الله، فتفحَّصْ النيَّة والقصدَ.[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[/RIGHT]
[FONT=Arial][SIZE=4][COLOR=Black][B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[COLOR=#009933]{كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى}[/COLOR] [العلق: 6 - 8][/SIZE]

[SIZE=5]وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمَّدٍ، وعلى آلهِ وصحبِه وسلِّم.[/SIZE][/FONT]

[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Arial][SIZE=4][COLOR=Black][B][B][FONT=Arial][SIZE=3][B][B][FONT=Arial][SIZE=3][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=#ff00ff][IMG]http://smilles.5d5l.com/smile_albums/forum/5dw5l-com_15.gif[/IMG][/COLOR][/SIZE][/FONT][/SIZE][/FONT][/B][/B][/SIZE][/FONT][/B] [/B][CENTER][FONT=Traditional Arabic][B][U][COLOR=DarkRed]
[FONT=Arial][COLOR=Navy][URL="http://www.dorar.net/art/1496"]المصــــدر[/URL][/COLOR][/FONT][/COLOR][/U]
[SIZE=5]
[COLOR=DarkRed]أسألكم الدعاء بارك الله فيكم

[/COLOR][/SIZE] [/B][/FONT][/CENTER]
[/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]