الصلاة..أساس المسلك السوي
 

كم لديك من اليقين ؟-يسأله صديقه
أجابه ملا يحصى ولا يوزن ، وما يتحدى شكوك الذين يؤمنون بالمحسوس والملموس ، ويبدد أوهام الماديين ،ويستشف الروح في صمت الحجر الاصم.
يعاود السؤال :وكم لديك من الجروح؟
يجيبه الكثير ، وأعمقها أثرا جرح الكرامة ، وكل جرح سيندمل مهما كان عميقا ، فالله كفيل بالشفاء ، وعيادات الروح مليئة بالدواء ، وفي المسجد دواء من مس الغفلة ، وفي القرءان كل الشفاء وأقواه على الاطلاق.
الصلاة تحقنك بأمصال العافية ، وتغذي أوصالك بالقوة ، وتؤصل يقينياتك ، وتنتقي دروبك في الحياة بإبداع ، إنها تنتج لديك منهجية المسلك السوي في الحياة ، والاتباع الصحيح في الحياة أساسه السنة النبوية ، فهي تحصنك من تقلبات الزمن ، وتغيرات العصر ، وحين يضيعها الانسان يصبح في خسر ، لأن منهجية التواصي قائمة أساسا على أداء الصلاة اولا كأساس ، ثم تأتي البقية بعدها ، وإذا قرات آخر وصية دلت على ضرورة التواصي بالصلاة هي قوله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع "الصلاة وما ملكت أيمانكم " وهي العهد فمن تركها فهو على نقض بقية العهود أجرأ.
-كيف تنظر الى الحياة ؟
أنظر اليها كما في "تبارك" "الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا " فالموت يحدث في الحياة كل يوم بشكل جزئي ، ينهش هنا وهناك ، فهو كما يظن الذين لا يؤمنون بالحياة الاخرى ، جزئي ليس بعده بعث ولا نشور والحياة مستمرة ، إلى ما لانهاية ، وهذا ظلال جسيم ونظرة قاصرة ، وتلك حدود علمهم ،لأنهم فقط يعلمون ظاهرا من هذه الحياة وعلم الظواهر لا يغني من الحق شيئا " وقالوا إن هي إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين ولو ترى إذ وقفوا على ربهم قال أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون"
لكن الله قرن الموت بالحياة ،فمصير الحياة الدنيا كلها الموت ، لكنه أيضا قدم الموت وأخر الحياة ، ليضع في الوعي الانسان ان الموت مقدمة لحياة أخرى ، وأن ثمة حياة ستعقبه ، ليؤكد لنا أن الحياة هي الاصل ، لكن ليست هذه الحياة ،" وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون" فالموت برزخا مؤقتا لحياة أخرى حقيقية.