منتديات الحور العين - ◊ ◊ من خواطر الأمام ابن الجوزي ◊ ◊

[center][font=book antiqua][size=5][color=darkslategray] [/color][/size][/font]
[font=book antiqua][size=5][color=darkslategray] [/color][/size][/font]
[/center]
[font=book antiqua][size=5][color=darkslategray] [/color][/size][/font][font=book antiqua][size=5][color=darkslategray]من خواطر الإمام ابن الجوزي..من كتابه « صيدالخاطر»

[/color][/size][/font] [font=book antiqua][size=5][color=darkslategray] من أروع الكتب لا يمل من قرأته.
[/color][/size][/font][font=book antiqua][size=5][color=darkslategray]
[/color][/size][/font] [font=book antiqua][size=5][color=darkslategray] {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا}:

[/color][/size][/font] [font=book antiqua][size=5][color=darkslategray] يقول ابن الجوزي:

[/color][/size][/font] [font=book antiqua][size=5][color=darkslategray] ضاق بي أمر أوجب غماً لازماً دائماً، وأخذت أبالغ في الفكر في الخلاص من هذه الهموم بكل وجه، فما رأيت طريقاً للخلاص، فعرضت لي هذه الآية:

[/color][/size][/font] [font=book antiqua][size=5][color=darkslategray] [وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ]

[/color][/size][/font] [font=book antiqua][size=5][color=darkslategray] فعلمت أنّ التقوى سبب للمخرج من كل غم، فما كان إلا أن هممت بتحقيق التقوى فوجدت المخرج، فلا ينبغي أن يتوكل المؤمن إلا على الله، فالله عزّوجل كافيه، فيقوم بالأسباب ولكن لا يعلق قلبه بها.
[/color][/size][/font] [font=book antiqua][size=5][color=darkslategray] من ترك شيئا لله عوضه خيرمنه:
[/color][/size][/font] [font=book antiqua][size=5][color=darkslategray] يقول الإمام ابن الجوزي :

[/color][/size][/font] [font=book antiqua][size=5][color=darkslategray] قدرت في بعض الأيام على شهوة للنفس، هي عندي أحلى من الماء الزلال في فم الصادي، وقال التأويل: ما ههنا مانع ولا معوق إلانوع ورع، وكان ظاهر الأمر امتناع الجواز، فترددت بين الأمرين فمنعت نفسي عن ذلك،فبقيت حيرتي، فقلت لها: يا نفسي، والله ما من سبيل إلى ما تودين ولا ما دونه،فتقلقلت، فصحت بها، كم وافقتك في مراد ذهبت لذته، وبقي التأسف على فعله، فقدري بلوغ الغرض من هذا المراد، أليس الندم يبقى في مجال اللذة أضعاف زمانها.
[/color][/size][/font] [font=book antiqua][size=5][color=darkslategray] فقالت: كيف أصنع؟
[/color][/size][/font] [font=book antiqua][size=5][color=darkslategray] فقلت: هأنذا أنتظر من الله عزّ وجل حسن الجزاء على هذا العمل فأسطره إن شاء الله، فإنه قد يعجل جزاء الصبر، وقد يؤخره، فإن عجل سطرته، وإن أخر فما أشك في حسن الجزاء لمن خاف مقام ربه، فإنّ من ترك شيئاً لله، عوضه الله خيراً منه.

[/color][/size][/font] [font=book antiqua][size=5][color=darkslategray] والله إني ما تركته إلا لله تعالى، ويكفيني تركه ذخيرة، حتى لو قيللي: أتذكر يوماً آثرت الله على هواك؟

[/color][/size][/font] [font=book antiqua][size=5][color=darkslategray] قلت: يوم كذا وكذا.
[/color][/size][/font] [font=book antiqua][size=5][color=darkslategray] وكان هذا في سنة 561 هجرية، فلما دخلت سنة 565 هجرية عوضت خيراً من ذلك، فقلت هذا جزاء الترك لأجل الله سبحانه في الدنيا، ولأجر الآخرة خير والحمدلله.
[/color][/size][/font] [font=book antiqua][size=5][color=darkslategray] التلطف مع النفس:
[/color][/size][/font] [font=book antiqua][size=5][color=darkslategray] يقول الإمام ابن الجوزي:
[/color][/size][/font] [font=book antiqua][size=5][color=darkslategray] اعلم أن أصلح الأمور الاعتدال في كل شيء وإذا رأينا أرباب الدنيا قد غلبت آمالهم وفسدت في الخير أعمالهم أمرناهم بذكر الموت والقبور والآخرة‏.‏

[/color][/size][/font] [font=book antiqua][size=5][color=darkslategray] فأما إذا كان العالم لا يغيب عن ذكره الموت ‏؛ وأحاديث الآخرة تقرأ عليه وتجري على لسانه فتذكاره الموت زيادة على ذلك لا تفيد إلا انقطاعه بالمرة‏.‏

[/color][/size][/font] [font=book antiqua][size=5][color=darkslategray] بل ينبغي لهذا العالم الشديد الخوف من الله تعالى الكثير الذكر للآخرة أن يشاغل نفسه عن ذكر الموت ليمتد نفسه أمله قليلاً فيصنف ويعمل أعمال خير ويقدر على طلب ولد‏.‏
[/color][/size][/font] [font=book antiqua][size=5][color=darkslategray] فأما إذا لهج بذكر الموت كانت مفسدته عليه أكثر من مصلحته‏.‏
[/color][/size][/font] [font=book antiqua][size=5][color=darkslategray] ألم تسمع أن النبي صلى الله عليه وسلم سابق عائشة رضي الله عنها فسبقته فسبقها وكان يمزح ويشاغل نفسه‏.
[/color][/size][/font] [font=book antiqua][size=5][color=darkslategray] ‏
[/color][/size][/font] [font=book antiqua][size=5][color=darkslategray] وقد روي عن أحمد بن حنبل رحمة الله عليه‏:‏ أنه سأل الله تعالى أن يفتح عليه باب الخوف ففتح عليه فخاف على عقله‏.‏
[/color][/size][/font] [font=book antiqua][size=5][color=darkslategray] فسأل الله أن يرد ذلك عنه‏؛ نتأمل هذا الأصل فإنه لا بد من مغالطة النفس وفي ذلك صلاحها والله الموفق.

[/color][/size][/font] [font=book antiqua][size=5][color=darkslategray] هاجس مقلق:
[/color][/size][/font] [font=book antiqua][size=5][color=darkslategray] يقول ابن الجوزي:
[/color][/size][/font] [font=book antiqua][size=5][color=darkslategray] تأملت حالة أزعجتني وهو أن الرجل قد يفعل مع امرأته كل جميل وهي لا تحبه وكذا يفعل مع صديقه والصديق يبغضه وقد يتقرب إلى السلطان بكل ما يقدر عليه والسلطان لا يؤثره فيبقى متحيراً يقول‏:‏ ما حيلتي‏؛ فخفت أن تكون هذه حالتي مع الخالق سبحانه أتقرب إليه وهو لا يريدني ‏؛ وربما يكون قد كتبني شقياً في الأزل‏.‏
[/color][/size][/font] [font=book antiqua][size=5][color=darkslategray] ومن هذا خاف الحسن فقال‏:‏ أخاف أن يكون اطلع على بعض ذنوبي فقال‏:‏ لا غفرت لك‏.‏
[/color][/size][/font] [font=book antiqua][size=5][color=darkslategray] فليس إلا القلق والخوف لعل سفينة الرجاء تسلم - يوم دخلوها الشاطئ - من جرف‏.‏

[/color][/size][/font] [font=book antiqua][size=5][color=darkslategray] ميزان الرجولة:
[/color][/size][/font] [font=book antiqua][size=5][color=darkslategray] يقول ابن الجوزي:
[/color][/size][/font] [font=book antiqua][size=5][color=darkslategray] لا يغرك من الرجل طنطنته وما تراه يفعل من صلاة وصوم وعزلة عن الخلق‏، إنما الرجل هو الذي يراعي شيئين‏:‏ حفظ الحدود وإخلاص العمل‏.‏

[/color][/size][/font] [font=book antiqua][size=5][color=darkslategray] فكم قد رأينا متعبداً يخرق الحدود بالغيبة وفعل ما لا يجوز مما يوافق هواه‏،وكم قد اعتبرنا على صاحب دين أنه يقصد بفعله غير الله تعالى‏، وهذه الآفة تزيد وتنقص في الخلق‏.‏

[/color][/size][/font] [font=book antiqua][size=5][color=darkslategray] والذي يحسن القصد فيكون عمله وقوله خالصاً لله تعالى لا يريد به الخلق ولا تعظيمهم له‏.‏

[/color][/size][/font] [font=book antiqua][size=5][color=darkslategray] فرب خاشع ليقال ناسك وصامت ليقال خائف وتارك للدنيا ليقال زاهد‏.‏
[/color][/size][/font] [font=book antiqua][size=5][color=darkslategray] وعلامة المخلص أن يكون في جلوته كخلوته وربما تكلف بين الناس التبسم والانبساط لينمحي عنه اسم زاهد‏.‏
[/color][/size][/font] [font=book antiqua][size=5][color=darkslategray] فقد كان ابن سيرين يضحك بالنهار فإذا جن الليل فكأنه قتل أهل القرية‏.!!!

[/color][/size][/font] [font=book antiqua][size=5][color=darkslategray] واعلم أن المعمول معه لا يريد الشركاء فالمخلص مفرد له بالقصد والمرائي قد أشرك ليحصل له مدح الناس‏، وذلك ينقلب لأن قلوبهم بيد من أشرك معه فهو يقلبها عليه لا إليه‏.‏

[/color][/size][/font] [font=book antiqua][size=5][color=darkslategray] فالموفق من كانت معاملته باطنه وأعماله خالصة‏، وذاك الذي تحبه الناس وإن لم يبالهم كما يمقتون المرائي وإن زاد تعبده‏.‏

[/color][/size][/font] [font=book antiqua][size=5][color=darkslategray] ثم إن الرجل الموصوف بهذه الخصال لا يتناهى عن كمال العلوم ولا يقصر عن طلب الفضائل‏.‏

[/color][/size][/font] [font=book antiqua][size=5][color=darkslategray] فهو يملأ الزمان بأكثر ما يسعه من الخير وقلبه لا يفتر عن العمل القلبي‏، أبى أن يصير شغله بالحق سبحانه وتعالى‏.‏
[/color][/size][/font] [font=book antiqua][size=5][color=darkslategray] رأيت خلقاً يفرطون في أديانهم ثم يقولون احملونا إذا متنا إلى مقبرة أحمد‏، أتراهم ما سمعوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم امتنع من الصلاة على من عليه دين وعلى الغال وقال‏:‏ ما ينفعه صلاتي عليه‏.‏
[/color][/size][/font] [font=book antiqua][size=5][color=darkslategray] ولقد رأيت أقواماً من العلماء حملهم حب الصيت على أن استخرجوا إذناً من السلطان فدفنوا في دكة أحمد بن حنبل وهم يعلمون أن هناك خلقاً رفات بعضهم على بعض‏، وما فيهم إلا من يعلم أنه ما يستحق القرب من مثل ذلك‏.‏
[/color][/size][/font] [font=book antiqua][size=5][color=darkslategray] فأين احتقار النفوس أما سمعوا أن عمر بن عبد العزيز قيل له‏:‏ تدفن في الحجرة فقال‏:‏ لأن ألقى الله بكل ذنب ما خلا الشرك أحب إلي من أن أرى نفسي أهلاً لذلك‏.‏
[/color][/size][/font] [font=book antiqua][size=5][color=darkslategray] لكن العادات وحب الرياسة غلبت على هؤلاء فبقي العلم يجري على الألسن عادة لا للعمل به‏.‏
[/color][/size][/font] [font=book antiqua][size=5][color=darkslategray] ثم آل الأمر إلى جماعة خالطوا السلاطين وباشروا الظلم يزاحمون على الدفن بمقبرة أحمد ويوصون بذلك‏.‏
[/color][/size][/font] [font=book antiqua][size=5][color=darkslategray] فليتهم أوصوا بالدفن في موضع فارغ إنما يدفنون على موتى‏.‏
[/color][/size][/font] [font=book antiqua][size=5][color=darkslategray] ويخرج عظام أولئك فيحشرون على ما ألقوا من الظلم حتى في موتهم وينسون أنهم كانوا من أترى ما علموا أن مساعد الظالم ظالم وفي الحديث‏:‏ كفى بالمرء خيانة أن يكون أميناً للخونة‏.‏

[/color][/size][/font] [font=book antiqua][size=5][color=darkslategray] قال السجان لأحمد بن حنبل‏:‏ هل أنا من أعوان الظلمة فقال‏:‏ لا أنت من الظلمة إنما أعوان الظلمة من أعانك في أمر‏.‏
[/color][/size][/font] [font=book antiqua][size=5][color=darkslategray]منقول للفائدة[/color][/size][/font]