منتديات الحور العين

[size=5][b]من يعتبر ؟![/b][/size]

[b][size=5]ينقضي هذا العامُ وكأن أيامه لم تكن شيئاً مذكوراً . [/size][/b]
[b][size=5]اثنا عشر شهراً ، بدأ هلالُ الواحدِ منها ضعيفاً ثم أخذ يكبر حتى صار بدراً ، ثم أخذ في الضعف حتى تلاشى ، ثم تبعته الشهور الأخرى حتى تم ميقاتها ، وانقضى أجلها ، وتمت السنة !![/size][/b]

[b][size=5]الله أكبر ، ما أسرع الأيام ![/size][/b]
[b][size=5]وما أكثر العصيان ![/size][/b]
[b][size=5]وما أقل الاعتبار ! [/size][/b]
[b][size=5]والإنسان يمضي في هذه الدنيا كما مضت تلك الشهور .[/size][/b]

[b][size=5]لو سألت الشيخ الكبير عن شبابه وطفولته لحدثك عنها ، وأخبرك أنها مرت سريعاً ، وتجد أن أمله لا يزال طويلاً .[/size][/b]
[b][size=5]والشاب نسي طفولته وأمّل في مزيد من العيش ، وإن طال به العمر ليبكين شبابه . وهكذا الدنيا .. ولكن أين العقلاء والمعتبرون ؟! [/size][/b]

[b][size=5]هل يكفي طول العمر ؟[/size][/b]

[b][size=5]إن العبرة ليست بطول العمر ، وإنما هي بحسن العمل .[/size][/b]
[b][size=5]هل صحب الجاهُ أهلَ الجاه إلى قبورهم ؟[/size][/b]
[b][size=5]وهل كان المال مع أهل المال في لحودهم ؟![/size][/b]

[b][size=5]با لفوز من صلح ظاهره وباطنه ، فختم له بحسن عمله .[/size][/b]
[b][size=5]ويالخسارة من فسد باطنه فختم له بالسوء .[/size][/b]
[b][size=5]ذلك أن من مات على شيء بعث عليه كما روى جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يبعث كل عبدٍ على ما مات عليه ) رواه مسلم 2878[/size][/b]
[b][size=5]وفي قصة الرجل الذي سقط عن راحلته في عرفة أخبر الرسول عليه الصلاة والسلام أنه يبعث يوم القيامة ملبياً ، وأخبر أن الشهيد يبعث يوم القيامة وجرحه يدمى : اللون لون الدم ، والريح ريح المسك . [/size][/b]
[b][size=5]وما كان موت الفجأة مذموماً إلا لأنه يفجأ صاحبه قبل التوبة من المعاصي [/size][/b]

[b][size=5]خوف السلف من سوء الخاتمة :[/size][/b]

[b][size=5]لقد كان خوف السلف من سوء الخاتمة عظيماً .[/size][/b]

[b][size=5]بكى سفيان الثوريُ ليلة إلى الصباح ، فقيل له : أبكاؤك هذا على الذنوب ؟ [/size][/b]
[b][size=5]فأخذ تبنة من الأرض وقال : الذنوب أهون من هذه ؟ إنما أبكي خوف الخاتمة . [ العاقبة في ذكر الموت والآخرة للأشبيلي 175 ][/size][/b]

[b][size=5]وقال عطاء الخفاف : ما لقيت سفيانَ إلا باكياً فقلت : ما شأنك ؟[/size][/b]
[b][size=5]وقال : أتخوف أن أكون في أم الكتاب شقياً [ السير7/266][/size][/b]

[b][size=5]وقال سهل التستري : خوف الصديقين من سوء الخاتمة عند كل خطرة وعند كل حركة وهم الذين وصفهم الله إذ قال ( وقلوبهم وجلة ) .[/size][/b]

[b][size=5]أسباب سوء الخاتمة :[/size][/b]

[b][size=5]أعظم سبب لسوء الخاتمة فسادُ القلب بفساد الاعتقاد حتى ولو صَلَح الظاهر ، وأقبح ذلك التلبسُ بالشرك أو شيء منه أو الاستمرار على البدعة . [/size][/b]
[b][size=5]والشركُ منع عمَّ النبي صلى الله عليه وسلم أبا طالب أن يشهد شهادة الحق حالَ احتضاره ، وكم من مبتدع ختم له بالسوء .[/size][/b]

[b][size=5]ومقارفة الكبائر ، والإصرارً على الذنوب مفسدٌ للقلب ، مؤذنٌ بشؤم العاقبة ، وسوء الخاتمة .[/size][/b]

[b][size=5]والمحتضر يردد حال احتضاره ما كان يكثر من قولٍ وعمل خيراً كان أم شراً .[/size][/b]
[b][size=5]وواقع المحتضرين يدل على ذلك ؛ فأهل الصلاح يختم لهم في الغالب بصالح أعمالهم ، وأهل الفساد يختم لهم بفسادهم .[/size][/b]
[b][size=5]وكم من عاص مات وهو يغني أو وهو يشرب الخمر أو انعقد لسانه عن شهادة الحق فلم يستطع نطقها عوذاً بالله من ذلك .[/size][/b]

[b][size=5]قال مجاهد رحمه الله تعالى : ما من ميت يموت إلا مُثّل له جلساؤه الذين كان يجالسهم [ الكبائر للذهبي 100 ] .[/size][/b]

[b][size=5]وقد ذكر العلماء أن سوء الخاتمة على رتبتين إحداهما أعظم من الأخرى :[/size][/b]
[b][size=5]1 – فأما الرتبة العظيمة الهائلة فهي أن يَغلبَ على القلب عند سكرات الموت وظهور أهواله إما الشكُ وإما الجحود ؛ فتقبض الروح على تلك الحالة فتكون حجاباً بينه وبين الله تعالى أبداً ، وذلك يقتضي البعدَ الدائم والعذاب المخلد .[/size][/b]

[b][size=5]2 ـ والثانيةُ وهي دونها : أن يغلبَ على القلب عند الموت حبُ أمر من أمور الدنيا أو شهوة من شهواتها ، فيتمثلُ ذلك في قلبه ويستغرقه حتى لا يبقى في تلك الحالة متسعٌ لغيره .[/size][/b]
[b][size=5]فمهما اتفق قبضُ الروح في حالة غلبة حب الدنيا فالأمر مخطر ؛ لأن المرء يموت على ما عاش عليه وعند ذلك تعظم الحسرة [ انظر : إحياء علوم الدين 4/162][/size][/b]

[b][size=5]فيا ترى : كم مقدارُ الدنيا في قلوبنا ؟! وماذا قدمنا لآخرتنا ؟![/size][/b]