منتديات الحور العين

منتديات الحور العين (http://www.hor3en.com/vb/index.php)
-   الملتقى الشرعي العام (http://www.hor3en.com/vb/forumdisplay.php?f=3)
-   -   النصيحة لها شروط وآداب يجب على كل ناصح (http://www.hor3en.com/vb/showthread.php?t=71383)

أم عبد الله 06-02-2010 10:35 PM

النصيحة لها شروط وآداب يجب على كل ناصح
 
[size=5][font=simplified arabic][color=#8b0000]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اما بعد [/color][/font]
[font=simplified arabic][color=darkred]اعلموا اخواني ان[/color][/font]
[font=simplified arabic][color=darkred]النصيحة لها شروط وآداب يجب على كل ناصح ومحب[/color][/font]
[font=simplified arabic][color=darkred]لا أخوانه الخير والصلاح ان يتمسك بها[/color][/font]
[font=simplified arabic][color=darkred]نبينها في هذا الموضوع سا ئلين الله ان ينفع [/color][/font]
[font=simplified arabic][color=darkred]بها من قرائها[/color][/font]

[font=simplified arabic][color=#000000]============[/color][/font]

[b][font=simplified arabic][color=purple]اولا0000[/color][/font][/b]
[b][font=simplified arabic][color=red]من شروط النصيحة: أن تكون مبنية على الدليل.[/color][/font][/b]

[font=simplified arabic][color=purple]إننا نلاحظ كثيراً من الناس قد ينصح في أمرٍ خطأ، قد يأمر بمنكر أو ينهى عن معروف من باب النصيحة وإنما أتي من جهله؛ لأنه لم يعرف الأمر على وجهه، ولم يعرف دليل ما يأمر به، فالدليل مهم من عدة جهات. أولاً: أنك تعرف أن نصيحتك في محلها أو لا. ثانياً: أنه يدعم نصيحتك عند المنصوح، عندما تقدم الكلام بدليل يكون له من الوزن والقيمة ما لا يكون للكلام عندما يكون خالياً من الدليل، وهذا صحيح وأمر مشاهد ومعروف بالتجربة؛ لأن الناس الذين لديهم عقل ووعي لا يقبلون الأمور بغير أدلة، وقد يناقشون ويعترضون، فإذا لم يكن الدليل فيما تقدمه لهم، فإن هذه النصيحة ستكون نصيحة ناقصة، والدليل بعمومه سواءً كان من الكتاب أو من السنة، أو من أقوال الصحابة، أو من الإجماع أو قياس صحيح.. إلخ.[/color][/font]

[b][font=simplified arabic][color=purple][color=red]من شروط النصيحة: الإيجاز[/color].[/color][/font][/b]
[font=simplified arabic][color=purple]أيها الإخوة: إن الناس يملون إذا سمعوا كلاماً مكرراً ومعاداً ومطولاً، فإنهم يحبون في الغالب أن تعطيهم زبدة الكلام كما يقولون، ولذلك تسمع كثيراً من الناس يقولون: فلان الخطيب أو المحاضر أو الناصح تكلم نصف ساعة أو ساعة ولم نعلم ما هي الزبدة، فالإيجاز في النصيحة من الأشياء التي تجعل النصيحة مقبولة ولها أثر في النفوس.[/color][/font]

[b][font=simplified arabic][color=red]من شروط النصيحة: الوضوح.[/color][/font][/b]
[font=simplified arabic][color=purple]الوضوح في النصيحة أمر مطلوب؛ لأنك إذا عرضت القضية مشوشة متداخلة لا يعرف أولها من آخرها فإن الناس لن يتأثروا؛ لأنهم لم يفهموا ماذا تقصد، ولذلك إعداد النصيحة قبل عرضها من الأمور المهمة، أن تركز فكرك وتجمع الشتات المبعثر من الأفكار والكلام قبل عرضه على الناس ليكون واضحاً، تقدم شيئاً واضحاً. لقد كانت دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم من أهم صفاتها الوضوح -الكلام الذي كان صلى الله عليه وسلم يقوله للناس من أهم صفاته أنه كان كلاماً واضحاً- لذلك لا تجد الناس انصرفوا من مجلس من مجالسه عليه الصلاة والسلام من غير فهم، وإنما كان صلى الله عليه وسلم أحياناً يطرح عليهم موضوعاً وينتظر منهم السؤال عن هذا الموضوع (الدين النصيحة، قلنا: لمن يا رسول الله؟) وهكذا.. لكن عندما يفسر الرسول صلى الله عليه وسلم، أو يجيب عن سؤال، أو ينصح إنساناً تكون النصيحة في غاية الوضوح، تصل إلى شغاف القلوب فتمس تلك الضمائر فيحييها الله عز وجل، فتتأثر بهذا الكلام الذي تسمعه. كذلك فإن من الأمور المهمة في النصيحة: أن تكون خاليةً من التكلف والتفاصح والتعاظم، وهذا أمر تطرقنا إليه في كلامنا عن الناصح.[/color][/font]

[b][font=simplified arabic][color=red]من شروط النصيحة: أن تكون بعيدة عن سوء الظن.[/color][/font][/b]
[font=simplified arabic][color=purple]والنصيحة لابد أن تكون بعيدة عن سوء الظن، لأن كثيراً من الناس نصائحهم ليست نصائح، وإنما هي عبارة عن اتهامات مبنية ومؤسسة على سوء الظن، فعندما يحس الشخص الآخر بأنك تتهمه وتسيء الظن به فلن يعتبر هذه نصيحة ولن يستجيب مطلقاً، ولذلك إذا انتقد الإنسان فإنه ينتقد في شيء مؤكد مثبت يبني عليه نصيحته، أما أن يخمن ويظن ويسيء في الظن، ثم يقدم الكلام على أنه نصائح، فإنها أمور تجرح المشاعر وتؤذي الآخرين، ولا يمكن لهذه النصيحة أن تكون ناجحة.[/color][/font]

[b][font=simplified arabic][color=purple][color=red]من شروط النصيحة: أن تكون خالية من ألفاظ التفسيق والتجهيل[/color].[/color][/font][/b]

[font=simplified arabic][color=purple]ينبغي أن تكون النصيحة خالية من ألفاظ التفسيق والتجهيل والتشهير إلا إذا دعت الحاجة إلى ذلك، لأن الإنسان مجرد أن يسمع في نصيحتك: يا فاسق! يا كافر! يا ضال! وتتلو هذه الجمل ألفاظ جارحة، فإنه سيصد تلقائياً عن تقبل نصيحتك، وإن كان ما يفعله حقيقةً فسق أو جهل أو ضلال أو كفر، فإنه ليس من الحكمة أن تتهمه بهذا مباشرة.[/color][/font]

[/size][font=decotype naskh variants][size=5][color=royalblue]والله اعلم واحكم[/color]
[color=royalblue]وصلي اللهم على حبيبنا [/color]
[color=royalblue]محمد وعلى آله وصحبه وسلم[/color] [/size][/font]
[font=decotype naskh variants][size=5]ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ[/size][/font]
[font=decotype naskh variants][size=5][/size][/font]
[center][size=5][color=#0000ff]آداب النصيحة في الإسلام [/color][/size][/center]

[size=5]قال تعالى واصفاً أثر الكلمة وقيمتها وذلك في وصف إلهي بديع : {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء . تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ . وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ } سورة إبراهيم: 24-26.
ولقد دعانا الله تعالى إلى الطيب والحسن من القول فقال : {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ }. وقال : { وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً } سورة البقرة : 83.
وقال : {وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا} سورة الإسراء : 53.
فالكلم الحسن الطيب هو الذي يصعد إلى الله تعالى قال عز من قائل : {مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ }. سورة فاطر : 10.
وحسن الجواب وطيب الرد من صفات المسلم الحق , فالمؤمن لا يعرف الطعن ولا اللعن في الكلام . وعن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً : \" ليس المؤمن بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذيء \" حسنه الترمذي .

فهو يعرف أنه سوف يحاسب على كل ما يتلفظ به , ولقد ضرب لنا النبي صلى الله عليه وسلم أمثلة رائعة في حسن الخلق وقوة المنطق وبيان الحجة والإقناع والجواب الطيب فحينما جاءه شاب يستأذنه في الزنا يقول: يا رسول الله ائذن لي في الزنا، فدعاه النبي وقال: ((يا هذا، أترضى بالزنا لأمك؟!)) قال: لا، قال: ((والناس لا يرضونه لأمهاتهم، أترضاه لزوجتك؟!)) قال: لا، قال: ((والناس لا يرضونه لزوجاتهم، أترضاه لابنتك؟!)) قال: لا، قال: ((والناس لا يرضونه لبناتهم، أترضاه لعمتك؟!)) قال: لا، قال: ((والناس لا يرضونه لعماتهم، أترضاه لخالتك؟!)) قال: لا، قال: ((والناس لا يرضونه لخالاتهم))، ثم إنه ضرب صدره وقال: ((اللهم أعفه وحصنه وطهر قلبه))، قال رضي الله عنه: فما هممت بفاحشة بعد ذلك \". أخرجه أحمد (5/257)، والطبراني في الكبير (7679)، والبيهقي في الشعب (5415) من حديث أبي أمامة رضي الله عنه بنحوه، قال الهيثمي في المجمع (1/129): \"رجاله رجال الصحيح\".
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ:( لَقِيَنِى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي طَرِيقٍ مِنْ طُرُقِ الْمَدِينَةِ ، فَانْخَنَسْتُ ، فَذَهَبْتُ فَاغْتَسَلْتُ ثُمَّ جِئْتُ ، فَقَالَ : أَيْنَ كُنْتَ ؟ قَالَ : كُنْتَ لَقِيتَنِي وَأَنَا جُنُبٌ ، فَكَرِهْتُ أَنْ أُجَالِسَكَ عَلَى غَيْرِ طَهَارَةٍ فَقَالَ : إِنَّ الْمُسْلِمَ لاَ يَنْجُسُ) .( رواه مسلم ).
وفي الصحيحين من حديث سهل بن حنيف, قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا يقولن أحدكم: خبثت نفسي, ولكن ليقل: لقست نفسي.
سأل َ رجل العباس – رضي الله عنه - قائلا: أأنت أكبر أم رسول الله - صلى الله عليه و سلّم؟؟فأجاب العباس على الفور:رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أكبر مني وأنا وُلدت ُقبله .
وروي عن عمر -رضي الله عنه- أنه خرج يعس المدينة بالليل, فرأى ناراً موقدة في خباء, فوقف وقال: (يا أهل الضوء). وكره أن يقول: يا أهل النار.
وسأل رجلاً عن شيء: هل كان؟ قال: لا، أطال الله بقاءك, فقال: (قد علمتم فلم تتعلموا, هلا قلت: لا, وأطال الله بقاءك)؟.

وكان لبعض القضاة جليس أعمى, وكان إذا أراد أن ينهض يقول: يا غلام, اذهب مع أبي محمد, ولا يقول: خذ بيده, قال: والله ما أخلَّ بها مرة.

وروى الجاحظ أن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه نظر إلى النخّار بن أوس العُذري، الخطيب الناسب، في عباءة في ناحية من مجلسه، فأنكره وأنكر مكانه زِرايةً منه عليه، فقال: من هذا؟ فقال النخّار: يا أمير المؤمنين، إن العباءة لا تكلمك، وإنما يكلمك من فيها!.

وروي أن رجلا أحضر طفله إلى مجلس احد الخلفاء فأراد الخليفة أن يختبره, فأراه خاتماً من الماس في يده وقال: أرأيت أحسن من هذا الخاتم.؟أجاب الطفل:نعم الأصبع التي فيها.ثم سأله الخليفة سؤلاً أخر:أيهما أجمل.. دار أمير المؤمنين أم داركم؟.فأجاب الطفل:- إذا كان أمير المؤمنين في دارنا كانت أجمل.!!

قيل أن ملكا من ملوك الفرس قرب إليه طباخه طعاما قوقعت منه نقطة على المائدة فأعرض الملك إعراضا تحقق به الطباخ قتله فعمد إلى الإناء فكفأه على المائدة فقال الملك ما حملك على ما فعلت و قد علمت أن سقوط النقطة أخطأت بها يدك ... قال : استحييت أن الناس تسمع عن الملك أنه استوجب قتلي و استباح دمي مع قديم خدمتي و لزومي حرمته في نقطة واحدة أخطأت بها يدي فأردت أن يعظم ذنبي ليحسن بالملك قتلي و يعذر في قتل من فعل مثل فعلي .. فعفا عنه و أمر بإجازته و وصله.

وجيء بامرأة إلى الحجاج وقد أسر جنده ابنها وزوجها وأخاها . فقال لها الحجاج:اختاري أحدهم فأطلق سراحه فقالت:يا أمير المؤمنين أما الزوج فهو موجود وأما الابن فهو مولود ولكن الأخ مفقود لذا اخترت الأخ؟ فأعجب الحجاج بذكائها وأطلق سراحهم جميعا .
فتعلم أيها – الحبيب – حسن الجواب , ولا تكن ممن يرمي الناس بلسانه فيجرحهم , فالكلمة إذا خرجت فإنها لا تعود .
قال الشاعر :
[/size]
[center][size=5]أحب مكارم الأخلاق جهد ي* * * وأكـره أن أعيب وأن أعابا
وأصفح عن سباب الناس حلما * * * وشر الناس من يهوى السبابا
ومن هاب الرجال تهيبـوه * * * ومن حقر الرجـال فلـن بهـابا[/size][/center]

[font=decotype naskh variants][size=5]ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ[/size][/font]
[font=decotype naskh variants][size=5][/size][/font]


[center][color=#008000][font=pt bold heading]آداب النصيحة [/font][/color]
[font=decotype naskh variants]لسماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ[/font]
مفتي المملكة العربية السعودية[/center]

[font=arabic transparent]الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد: [/font]

[font=arabic transparent]فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى حق التقوى. [/font]

[font=arabic transparent]عباد الله، إن من أخلاق المؤمنين محبة بعضهم لبعض، {[color=blue]لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه[/color]}[1].[/font]

[font=arabic transparent]وإن من أخلاق المؤمنين مولاةَ بعضهم لبعض موالاةً تقتضي النصيحةَ والإخلاص لها، وتقتضي محبَّة المؤمن، (([color=green]وَٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَـ[/color][/font][color=green][font=arabic transparent]ٰتِ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ[/font][/color][font=arabic transparent]))[التوبة:71]. [/font]

[font=arabic transparent]ومن أخلاق المؤمنين تألم البعض بألم البعض، فهم كالجسد الواحد، يتألم الكل بتألُّم البعض، {[color=blue]مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر[/color]}[2]، وهم كالبنيان المرصوص يشدُّ بعضه بعضًا، متى ما اختلَّت لبنة من لبن البناء أدى إلى انهيار البناء وضعفه. [/font]

[font=arabic transparent]ومن أخلاق المؤمن أن المؤمن مرآة لأخيه المؤمن، إن رأى خيراً شجَّعه على الخير، ورغَّبه فيه، وحثه على الاستمرار عليه، وإن رأى خللاً، إن رأى خطأً، إن أبصر نقصاً، إن نظر إلى مخالفة للشرع، فإنه يسعى في تسديد أخيه المسلم.[/font]

[font=arabic transparent]وفي نصيحته وفي إنقاذه من الخطأ، وفي دعوته للصواب،(( [color=green]وَٱلْعَصْرِ إِنَّ ٱلإِنسَـ[/color][/font][color=green][font=arabic transparent]ٰنَ لَفِى خُسْرٍ إِلاَّ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ وَتَوَاصَوْاْ بِٱلْحَقّ وَتَوَاصَوْاْ بِٱلصَّبْرِ[/font][/color][font=arabic transparent])) [العصر:1-3]. [/font]

[font=arabic transparent]أيها المسلم، إذاً فبذلُ النصيحة لإخوانك المسلمين أفراداً وجماعة دالٌّ على إيمانك وحبك الخير لإخوانك المؤمنين، وبذلُ النصيحة للمؤمنين أخلاق أنبياء الله عليهم جميعاً أفضل الصلاة وأتم التسليم. هذا نوح يقول لقومه:(( [color=green]وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ[/color]))[الأعراف:62]، وهذا هود عليه السلام يقول لقومه (([color=green]وَأَنَاْ لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ[/color] ))[الأعراف:68]، وهذا صالح عليه السلام يقول لقومه: (([color=green]وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ ٱلنَّـ[/color][/font][color=green][font=arabic transparent]ٰصِحِينَ[/font][/color][font=arabic transparent]))[الأعراف:79]، وشعيب عليه السلام يقول لقومه: (([color=green]وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ ءاسَى[/color][/font][color=green][font=arabic transparent]ٰ عَلَىٰ قَوْمٍ كَـٰفِرِينَ[/font][/color][font=arabic transparent])) [الأعراف:93]، ومحمد أعظم خلق الله نصحاً لأمته لكمال شفقته ورحمته بهم قال تعالى عنه:(( [color=green]لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِٱلْمُؤْمِنِينَ رَءوفٌ رَّحِيم[/color]ٌ ))[التوبة:128]، وهو القائل : {[color=blue]ما بعث الله من نبي إلا كان حقاً عليه أن يدلَّ أمته على خير ما يعلمه لهم، وينهاهم عن شر ما يعلمه لهم[/color]}[3]، وهو الآخذ بحجزنا عن النار، ولكننا نتفلَّت منه صلوات الله وسلامه عليه أبداً دائماً إلى يوم الدين.[/font]

[font=arabic transparent]فلا خير إلا هدانا له وبينه لنا، ولا شر إلا بينه لنا وحذرنا منه، تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعده إلا هالك. [/font]

[font=arabic transparent]أيها المسلم، مقتضى المحبة الإيمانية والأخوة الإسلامية، مقتضاها أن تبذل النصيحة لأخيك، عندما ترى مخالفةً ويقع نظرك على خطأ فتبذل النصيحة لأخيك المسلم إنقاذاً له من عذاب الله، وأخذاً بيده لما فيه صلاح دينه ودنياه. ولكن هذه النصيحة تحتاج إلى ضوابط لتكون نصيحة مؤثرة، نصيحة نافعة، نصيحة تؤدي الغرض منها. [/font]

[b][u][color=maroon][font=arabic transparent]فأولاً:[/font][/color][/u][/b][font=arabic transparent] إخلاصك في نصيحتك، فالحامل على النصيحة إخلاصٌ لله، ثم لأخيك المسلم، ليست نصيحتك رياءً وسمعة، ولا افتخاراً بها، ولا تعلٍ بها، ولا استطالة على الخلق، ولا أن يكون لك رفعة ومكانة، ولكنها نابعة من قلب صادق محب للخير، ساع له. والمخلصون في نصيحتهم هم الذين يضعون النصيحة موضعَها، لا يتحدثون بها، ولا يفتخرون بها، ولكنها سرٌ وأمانة بينهم وبين من ينصحون له، لأن هدفهم وغايتهم صلاح أخيهم المسلم، واستقامة حاله، وحماية عرضه، وليس هدفهم الاستطالة والترفع على الناس. [/font]

[b][u][color=maroon][font=arabic transparent]ولا بد أن يكون هذا الناصح عالماً بما ينصح[/font][/color][/u][/b][font=arabic transparent]، فكم من متصوِّر للخطأ أنه صواب فيدعو إلى غير هدى، وينصح بلا علم، فربما أفسد أكثر مما يريد أن يصلح، إذاً فالعلم بحقيقة ما تنصح له، بأن تعلم الخطأ على حقيقته، وتعلم كيف تخلص أخاك المسلم من تلك الهلكة. [/font]

[b][u][color=maroon][font=arabic transparent]وثالثها:[/font][/color][/u][/b][font=arabic transparent] لا بد أن تكون بعيداً عن التشهير والتعيير والشماتة بالمخالف، فإن المعيِّر للناس الشامت بهم الفَرِح بعوراتهم المتطِّلعَ إلى عيوبهم الحريصَ على أن يرى العيب والخطأ فهذا ليس بناصح ولكنه مسيء وضاره.[/font]

[font=arabic transparent]وهذا النوع من الناس لا يوفَّقون للخير؛ لأنهم لم يقصدوا الخير أصلاً، وإنما اتخذوا الدين والخير وسيلةً للنيل ممن يريدون النيلَ منه. ولهذا ترى هذا الشامت وهذا الفَرِح بالعيوب والنقائص ينصح علانية، ويُظهر الأمر أمام الملأ لكي يَحُطَّ من قدر من يظنُّ أنه ينصحه، ولكي يُطْلع الناس على عيوب خفيَت عن الآخرين، فيكون بذلك مسيئاً لا مصيباً، ومفسداً لا مصلحاً، وفاضحاً لا ساتراً. ولهذا يُروى: {[color=blue]من عيَّر أخاه بذنب لم يمت حتى يفعله[/color]}4]، وفي الأثر: {[color=blue]لا تظهر الشماتة بأخيك فيعافيه الله ويبتليك[/color]}5]. [/font]

[font=arabic transparent]أيها المسلم، النصيحة لجماعة المسلمين وأفرادهم، النصيحة للجميع، فنصحُك - أيها المسلم - عام لجميع المسلمين أفراداً وجماعة على قدر استطاعتك وقدر نفوذك، وكلٌ يؤدي ما يستطيع أداءَه. [/font]

[font=arabic transparent]أخي المسلم، إننا معشرَ البشر لا بد فينا من أخطاء، والمعصوم من عصم الله، فلا بد من أخطاء في البشر، نسي آدم فنسِيتْ ذريتُه، لا بد من أخطاء، ولو تبصَّر الإنسان في نفسه لأبصر عيوبَه وأخطاءه، واشتغل بها عن عيوب الآخرين، كلُّنا خطَّاء، وخير الخطائين التوابون، كلنا عرضةٌ للزلل والخطأ والتقصير في الواجب أو ارتكاب شيء مما خالف الشرع لو تبصر المسلم حقَّاً. فإذا كنا كذلك فالواجب على الجميع التناصح فيما بيننا، فلعل أخاك المسلم وقع في تلك المخالفة إما غفلةً منه، إما جهلا بالحكم، أو غفلةً وسهوا وسيطرة شهوات وهوى وجلساء سوء ودعاة ضلال، لعله عرض له أمر ظنَّ أن ما هو عليه حقٌّ والواقع أنه خطأ ومخالف للشرع. [/font]

[font=arabic transparent]أخي المسلم، إذاً فلا بد من ترويض نفسك على الصبر والاحتساب، ومخاطبة الناس على قدر عقولهم وأفهامهم، لتعلم حال من تنصحه، أخلاقُه تقبُّله لما تدلي إليه من نصيحة، حسن تقبُّله أو عدم تقبله، وكيف حاله وكيف طريقة نصحه؛ لأن هدفك الوصول إلى الحق، وإنقاذ المسلم مما هو واقع فيه من الخطأ. [/font]

[font=arabic transparent]أخي المسلم، فكن لله ناصحاً، وكن لعباد الله ناصحاً، نصيحةً تنبع من قلب مليء بالرحمة والمحبة والشفقة وحسن القصد، لا عن خيانة وغش واستطالة وترفُّع على الناس. [/font]

[font=arabic transparent]أخي المسلم، تجد مخالفةً في بيتك من أبناء وبنات وإخوان وأخوات وآباء وأمهات، فلا بد من نصيحة للجميع على قدر حالهم، تنصح أباك إن رأيت مخالفة، ولكن بأدب وشفقة وبر وإحسان ومعاملة بالمعروف، تراعي كبرَ السن، وتراعي أدب التحمُّل، وتراعي كل الظروف، وتنصح الأمَّ إن رأيت خطأ، وتنصح البنين والبنات، والإخوة والأخوات، وتنصح الأرحام والجيران، ولتكن النصيحة منك عامة للفرد والجماعة. [/font]

[font=arabic transparent]ترى مسلماً يتهاون بأمر الصلاة فتنصحه لله نصيحةَ الخير، ترغِّبه في الفريضة، وتبين له أهميتها وآكديتها، وأنها الركن الثاني من أركان الإسلام، وأنها عمود الإسلام، وأن المتخلف عنها والمضيِّع لها معرِّضٌ نفسَه لأن يوصف بالكفر والشرك. [/font]

[font=arabic transparent]ترى مسلماً يغلب على ظنك عدم أدائه الزكاة، وأنه ذو ثروة عظيمة، فتخوفه من الله فيما بينك وبينه، وتبيّن له عواقب منع الزكاة، وآثام مانعي الزكاة، وما يترتب على ذلك من الوعيد فيما بينك وبينه، فلعل موعظة تقع في قلبه، فتحركه للخير وتحمله على الجود بالواجب. [/font]

[font=arabic transparent]وترى من يقصر في صيامه أو يسيء فيه، أو من لم يؤدِّ الحج، وكل ذلك لتنصحهم لله. [/font]

[font=arabic transparent]ترى مسلماً جافياً لأبويه، عاقاً لهما، مسيئاً لهما، فتنصحه وتحذره من القطيعة، وتبين له عاقبة عقوق الرحم، وأن عقوق الوالدين من كبائر الذنوب، وأنه سبب لمحق بركة العمر والعمل والرزق والولد. [/font]

[font=arabic transparent]وترى من يقطع رحمه فتسعى في نصيحته وحمله على الصلة بالرحم وبر الأرحام والإحسان إليهم. [/font]

[font=arabic transparent]ترى مسلماً لا يتقي الله في معاملاته في البيع والشراء، فتنصحه لله، وتحذره من المخالفات. [/font]

[font=arabic transparent]ترى مسلماً انخدع بجلساء سوء، وشُلَل فساد ورذيلة، فتحذره من تلك المجتمعات الشريرة، وتربأ به إلى الخير، وتحذِّره من أولئك، ليكون على بصيرة من أمره، فيستقيم على الخير والهدى. [/font]

[font=arabic transparent]أيها المسلم، ومن خلال أي موقع أنت فيه فقد ترى من بعض المسؤولين شيئاً من المخالفة، فلا تدع النصيحة لله بينك وبين ذلك المسؤول، أن تبيِّن له الأخطاء التي ارتُكبت، والتقصير الذي حصل، والمخالفات التي وقعت، لتبين له الأخطاء لا نميمةً تسعى بها لتضر هذا وتنفع هذا، ولكن نصيحة للإصلاح والقيام بالواجب، وعدم الإخلال بالأمانة، وليكن ذلك بينك وبينه سراً، ليثِق بك ويعلم صدقَك وأن هدفك الخير والإصلاح.[/font]

[font=arabic transparent]ولهذا تنصح أيَّ مسؤول كان، لكن مع التزام الأدب، وكتمان النصيحة وسريتها، لتؤدي غرضها، وتؤدي الهدف منها، أما من يشيع كل شيء قاله، وكل أمر نصح فيه، فإنما يريد مكانةَ نفسه، ولا يريد الخير للمسلمين. [/font]

[font=arabic transparent]فلنكن - إخوتي المسلمين - ملتزمين بهذا الأدب في نصيحتنا لأي فرد منا، وليكن ذلك بحكمة ولين ورفق حتى تؤدي النصيحة مفعولها، ولهذا يقول الله لنبيه :(( [color=green]فَبِمَا رَحْمَةٍ مّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ ٱلْقَلْبِ لاَنْفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ[/color] ))[آل عمران:159]، والله جل وعلا حذرنا من أن نشيع الفاحشة فينا، قال تعالى (([color=green]إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلْفَـ[/color][/font][color=green][font=arabic transparent]ٰحِشَةُ فِى ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِى ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ[/font][/color][font=arabic transparent])) [النور:19].[/font]

[font=arabic transparent]قال بعض السلف: إن النصيحة علانية وتبيين معاصي العباد، إنه نوع من الهوان على الإسلام وأهله. فليحذر المسلم أن ينشر معائب المسلمين، ويتحدث عن أخطائهم علانية، فلا يقبلوا منه نصيحةً إن نصح، ولا يقبلوا منه توجيها إن وجَّه؛ لأنهم يعلمون أنه يتاجر بتلك النصيحة، يريد بها مكانة لنفسه وعزاً لنفسه، وهو لا يدري أنه بذلك أسخط ربه، لأن الناصح الهادف من نصيحته يتلمَّس الخير ويبحث عن الطرق التي يوصل بها النصح لكي يستفيد ويفيد. همُّه إصلاح المسلمين، لا همُّه مصلحته الذاتية، ولا يتخذ من النصيحة وسيلة لتجريح الناس وعيبهم، والسعي بالنميمة فيما بينهم، فيفرق أخوَّتهم، أو يحدث النزاع بينهم، إنما يهدف من نصيحته التوفيق والإصلاح: (([color=green]إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ ٱلإِصْلَـ[/color][/font][color=green][font=arabic transparent]ٰحَ مَا ٱسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِى إِلاَّ بِٱللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ[/font][/color][font=arabic transparent])) [هود:88] هكذا يقول شعيب عليه السلام، ونوح يقول لقومه: (([color=green]وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِى إِنْ أَرَدْتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ[/color])) [هود:34]، لأنه أدام النصحَ لهم، أخبر الله عنه أنه دعا قومه لله سراً وجهاراً ليلاً ونهاراً، كل ذلك حرص على هدايتهم، وحرص على صلاح قلوبهم، والأمر بيد الله.[/font]

[font=arabic transparent]إنما على المسلم أن ينصح لله الأفراد والجماعة، وكل على قدر حاله، وكل على حسب منزلته، وأن الأدب في النصيحة والإخلاص فيها وكتمانها وإيصالها إلى المنصوح بالطرق الجيدة، أن ذلك يترك أثراً عظيماً، أما الشماتة بالناس، ونشر عيوبهم، والتحدث عن أخطائهم، وكأنه أعطي أماناً من الخطأ، وكأنه أعطي عصمةً من الزلل، فهذا الدرب من الناس لا همّ لهم إلا تجريح الناس، والنيل منهم، فعياذاً بالله من حالة السوء، أما المؤمن فهو بخلاف ذلك، وليٌّ لأخيه، يحب له ما يحب لنفسه، ويكره له ما يكره لنفسه. [/font]

[font=arabic transparent]بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، هو الغفور الرحيم. [/font]


[font=arabic transparent][1] أخرجه البخاري في الإيمان (13)، ومسلم في الإيمان (45) من حديث أنس رضي الله عنه. [/font]

[font=arabic transparent][2] أخرجه البخاري في الأدب (6011)، ومسلم في البر (2586) من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه. [/font]

[font=arabic transparent][3] أخرجه مسلم في الإمارة (1844) عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما في حديث طويل بنحوه. [/font]

[font=arabic transparent][4] يروى مرفوعا، أخرجه الترمذي في الزهد (2505) من طريق خالد بن معدان عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، وقال: "هذا حديث غريب، وليس إسناده بمتصل، وخالد بن معدان لم يدرك معاذ بن جبل"، وفي إسناده أيضا محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني متهم بالكذب، ولذا أورد ابن الجوزي هذا الحديث في الموضوعات، وحكم عليه الألباني أيضا بالوضع في السلسلة الضعيفة (178). ويروى عن الحسن البصري رحمه الله، أخرجه عبد الله في زوائد الزهد (ص281) بإسناد ضعيف. [/font]

[font=arabic transparent][5] يروى مرفوعا، أخرجه الترمذي في الزهد (2506)، والطبراني في الأوسط (3739)، والقضاعي في مسند الشهاب (917) من طريق مكحول عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه، وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب"، وحكم عليه ابن الجوزي والقزويني بالوضع، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6245).[/font]

منقول للفائدة

أم الزبير محمد الحسين 06-16-2010 03:21 AM

جزاكِ الله خيراً


الساعة الآن 07:02 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.