منتديات الحور العين

منتديات الحور العين (http://www.hor3en.com/vb/index.php)
-   عقيدة أهل السنة (http://www.hor3en.com/vb/forumdisplay.php?f=69)
-   -   لنحة عن الفرق الضــــــــــــالة (http://www.hor3en.com/vb/showthread.php?t=95609)

عذراء البتول 05-28-2011 12:21 AM

لنحة عن الفرق الضــــــــــــالة
 
[COLOR=navy][FONT=Times New Roman]لمحة عن الفرق الضالة[/FONT][/COLOR]
[COLOR=navy][FONT=Times New Roman][SIZE=3] [/SIZE][/FONT][/COLOR]
[COLOR=navy][FONT=Times New Roman][SIZE=3] [/SIZE][/FONT][/COLOR]
[COLOR=navy][FONT=Times New Roman]لقد حدثَ التفرقُ في وقتٍ مبكرٍ، ونحنُ في هذهِ المحاضرةِ سنتكلمُ عن أربعِ فرقٍ، هي أصول الفرقِ تقريبًا .

[/FONT][/COLOR][COLOR=red][FONT=Times New Roman]الفرقة الأولى : القدرية
[/FONT][/COLOR][COLOR=navy][FONT=Times New Roman]فأولُ ما حدث، فرقةُ " القدرية " في آخر عهد الصحابة .

" القدريةُ " : الذين ينكرونَ القدرَ، ويقولون : إنَّ ما يجري في هذا الكون ليس بقدر وقضاءٍ من الله - سبحانه وتعالى -، وإنما هو أمرٌ يحدثُ بفعل العبد، وبدون سابقِ تقدير من الله - عز وجل -، فأنكروا الركن السادسَ من أركانِ الإيمان، لأنَّ أركانَ الإيمان ستةٌ : الإيمانُ بالله، وملائكتِهِ، وكتبِه، ورسلِه، واليومِ الآخرِ، والإيمانِ بالقدرِ خيره وشره، كُلِّه من الله - سبحانه وتعالى - .

وسُمُّوا " بالقدرية " ، وسُمُّوا " بمجوس " هذه الأمة، لماذا ؟

لأنهم يزعمون أنَّ كُلَّ واحدٍ يَخْلُقُ فعلَ نفسِه، ولم يكنْ ذلك بتقديرٍ من الله، لذلك أثبتوا خالقين مع الله كالمجوس الذين يقولون : ( إنَّ الكونَ له خالقانِ : " النور والظلمة " ، النورُ خلقَ الخيرَ، والظلمةُ خلقَتِ الشرَّ ) .

" القدريةُ " زادوا على المجوسِ؛ لأنهم أثبتوا خالقَين متعددين، حيث قالوا : ( كُلٌ يخلُقُ فعلَ نفسِه ) ، فلذلك سُمُّوا " بمجوسِ هذه الأمة " .

وقابَلَتْهم " فرقةُ الجبرية " الذين يقولون : " إنَّ العبدَ مجبورٌ على فعلِه، وليس له فعلٌ ولا اختيارٌ، وإنما هو كالريشةِ التي تحركُها الريحُ بغير اختيارها " .

فهؤلاء يُسَمَّونَ " بالجبرية " وهم " غُلاةُ القدرية " ، الذين غلوا في إثبات القدر، وسَلَبوا العبدَ الاختيارَ .

والطائفةُ الأولى منهم على العكس، أثبتوا اختيارَ الإنسان وغَلَو فيه، حتى قالوا : إنه يخلُقُ فِعْلَ نفسِهِ مستقلاً عن الله، تعالى الله عما يقولون .

وهؤلاء يُسمَّون " بالقدرية النفاةِ " . ومنهم : " المعتزلةُ " ، ومن سارَ في ركابهم .

هذه فرقة القدرية بقسميها :

1 - الغلاةُ في النفي .

2 - والغلاةُ في الإثباتِ .

وتفرَّقتِ " القدريةُ " إلى فرقٍِ كثيرةٍ، لا يعلمها إلا الله؛ لأنَّ الإنسانَ إذا تركَ الحق فإنه يهيمُ في الضلال، كُلُّ طائفةٍ تُحدثُ لها مذهبًا وتنشقّ به عن الطائفة التي قبلها، هذا شأنُ أهلِ الضلالِ؛ دائمًا في انشقاقٍ، ودائمًا في تفرقٍ، ودائمًا تحدثُ لهم أفكارٌ وتصوراتٌ مختلفة متضاربة .

أما أهلُ السنّةِ والجماعةِ، فلا يَحدُثُ عندَهم اضطرابٌ ولا اختلافٌ؛ لأنهم متمسكون بالحق الذي جاء عن الله - سبحانه وتعالى -، فهم معتصمون بكتابِ الله وبسنةِ رسوله -صلى الله عليه وسلم-؛ فلا يَحْصُلُ عندَهم افتراقٌ ولا اختلافٌ، لأنهم يسيرونَ على منهجٍ واحدٍ .


[/FONT][/COLOR]
[COLOR=navy][FONT=Times New Roman] [/FONT][/COLOR]
[COLOR=navy][FONT=Times New Roman] [/FONT][/COLOR]
[COLOR=red][FONT=Times New Roman]الفرقة الثانية : الخوارج
[/FONT][/COLOR][COLOR=navy][FONT=Times New Roman]وهم الذين خرجوا على ولي الأمر في آخر عهدِ [/FONT][URL="javascript:InfoPopup(7,'alam')"][COLOR=navy][FONT=Times New Roman][FONT=Tahoma]عثمان [/FONT][/FONT][/COLOR][/URL][FONT=Times New Roman]- رضي الله عنه -، ونتَجَ عن خروجهم قتلُ [/FONT][URL="javascript:InfoPopup(7,'alam')"][COLOR=navy][FONT=Times New Roman][FONT=Tahoma]عثمان [/FONT][/FONT][/COLOR][/URL][FONT=Times New Roman]- رضي الله عنه - .

ثم في خلافةِ [/FONT][URL="javascript:InfoPopup(8,'alam')"][COLOR=navy][FONT=Times New Roman][FONT=Tahoma]علي [/FONT][/FONT][/COLOR][/URL][FONT=Times New Roman]- رضي الله عنه - زادَ شرُّهم، وانشقوا عليه، وكفّروه، وكفّروا الصحابة؛ لأنهم لم يوافقوهم على مذهبهم، وهم يحكُمون على من خالفَهم في مذهبهم أنه كافرٌ، فكفّروا خيرةَ الخلقِ وهم صحابةُ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- لماذا ؟ لأنَّهم لم يوافقوهم على ضلالِهم وعلى كفرهم .

ومذهبُهم : أنَّهم لا يلتزمون بالسنّة والجماعة، ولا يطيعون وليَّ الأمر، ويرون أن الخروجَ عليه من الدين، وأن شَقَّ العصا من الدين عكس ما أوصى به الرسول -صلى الله عليه وسلم- من لزوم الطاعة وعكس ما أمر الله به في قوله :

أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ.

الله - جل وعلا - جعل طاعة ولي الأمر من الدين، والنبي -صلى الله عليه وسلم- جَعَلَ طاعةَ وليِّ الأمرِ من الدين قال -صلى الله عليه وسلم- : أوصيكم بتقوى الله والسمعِ والطاعةِ، وإن تأَمَّرَ عليكم عبدٌ، فإنه من يعشْ منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا ..

فطاعةُ وليِّ الأمرِ المسلمِ من الدين . " والخوارجُ " يقولون : لا، نحنُ أحرارٌ . هذه طريقة الثوراتِ اليوم .

فـ " الخوارجُ " الذين يريدونَ تفريقَ جماعةِ المسلمين، وشّقَّ عصا الطاعة، ومعصية الله ورسولهِ في هذا الأمر، ويرون أن مرتكبَ الكبيرةِ كافرٌ .

ومرتكبُ الكبيرة هو : الزاني - مثلا -، والسارقُ، وشاربُ الخمر؛ يرون أنه كافرٌ، في حين أنَّ أهلَ السنّةِ والجماعةِ يرون أنهُ " مسلمٌ ناقصُ الإيمان " ويسمونه بالفاسق الملِّي؛ فهو " مؤمنٌ بإيمانهِ فاسقٌ بكبيرته " ؛ لأنه لا يخُرِجُ من الإسلام إلا الشركُ أو نواقضُ الإسلام المعروفة، أما المعاصي التي دون الشرك، فإنها لا تُخرجُ من الإيمانِ، وإن كانتْ كبائرَ، قال الله - تعالى - :

إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ.

و " الخوارجُ " يقولون : مرتكبُ الكبيرة كافرٌ، ولا يُغفَرُ له، وهو مخلّدٌ في النار . وهذا خلافُ ما جاءَ في كتاب الله - سبحانه وتعالى - .

والسببُ : أنهم ليسَ عندهم فقهٌ .

لاحظُوا أن السببَ الذي أوقَعَهُم في هذا أنهم ليس عندَهم فقه، لأنَّهم جماعةٌ اشتدوا في العبادةِ، والصلاةِ، والصيامِ، وتلاوةِ القرآنِ، وعندهم غَيرةٌ شديدةٌ، لكنهم لا يفقهون، وهذه هي الآفة .

فالاجتهادُ في الورعِ والعبادةِ، لا بدَّ أن يكونَ مع الفقه في الدين والعلم .

ولهذا وصفهم النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه، بأن الصحابةَ يحقرون صلاتهم إلى صلاتهم، وعبادتهم إلى عبادتهم، ثم قال -صلى الله عليه وسلم- : يمرُقُون من الدين كما يمرق السهم من الرَّمِيَّةِ مع عبادتهم، ومع صلاحهم، ومع تهجدهم وقيامهم بالليل، لكن لما كان اجتهادُهم ليس على أصلٍ صحيحٍ، ولا على علمٍ صحيح، صار ضلالا ووباءً وشرًّا عليهم وعلى الأمةِ .

وما عُرِفَ عن " الخوارجِ " في يومٍ من الأيام أنهم قاتلوا الكفار، أبدًا، إنما يقاتلون المسلمين، كما قال -صلى الله عليه وسلم- : يقتلون أهلَ الإسلامِ ويَدَعُون أهلَ الأوثانِ.

فما عرفنا في تاريخ " الخوارجِ " ، في يومٍ من الأيام أنَّهم قاتلوا الكفار والمشركينَ، وإنما يقاتلون المسلمين دائمًا : قتلوا [/FONT][URL="javascript:InfoPopup(7,'alam')"][COLOR=navy][FONT=Times New Roman][FONT=Tahoma]عثمان [/FONT][/FONT][/COLOR][/URL][FONT=Times New Roman]. وقتلوا [/FONT][URL="javascript:InfoPopup(8,'alam')"][COLOR=navy][FONT=Times New Roman][FONT=Tahoma]علي بن أبي طالب [/FONT][/FONT][/COLOR][/URL][FONT=Times New Roman]، وقتلوا [/FONT][URL="javascript:InfoPopup(15,'alam')"][COLOR=navy][FONT=Times New Roman][FONT=Tahoma]الزبير بن العوام [/FONT][/FONT][/COLOR][/URL][FONT=Times New Roman]، وقتلوا خيار الصحابة ، وما زالوا يقتلون المسلمين .

وذلك بسبب جهلهم في دين الله - عزَّ وجلَّ -، مع ورَعِهم، ومع عبادتهم، ومع اجتهادهم، لكن لما لم يكنْ هذا مؤسَّسًا على علمٍ صحيح؛ صارَ وبالا عليهم، ولهذا يقول العلامةُ ابنُ القيم في وصفهم : [/FONT][/COLOR]
[COLOR=navy][FONT=Times New Roman] [/FONT][/COLOR]
[FONT=Times New Roman][COLOR=navy]وَلَهُمْ نُصُوصٌ[/COLOR][COLOR=navy] [/COLOR][COLOR=navy]قَصَّروا في فَهْمِهَا فَـأُتُوا مِنَ التقْصِيرِ في العِرْفَانِ[/COLOR][COLOR=navy][/COLOR][/FONT]
[COLOR=navy][FONT=Times New Roman] [/FONT][/COLOR]
[COLOR=navy]

[FONT=Times New Roman]فهم استدلوا بنصوصٍ وهم لا يفهمونها، استدلوا بنصوصٍ من القرآن ومن السنّة؛ في الوعيدِ على المعاصي، وهم لا يفقهون معناها، لم يُرجعوها إلى النصوص الأخرى، التي فيها الوعدُ بالمغفرة، والتوبة لمن كانت معصيتُه دون الشرك؛ فأخذوا طرفًا وتركوا طرفًا ، هذا لجهلهم .

والغيرةُ على الدين والحماسُ لا يكفيان، لا بد أَنْ يكونَ هذا مؤسَّسًا على علمٍ، وعلى فقهٍ في دين الله - عز وجل -، يكونُ ذلك صادرًا عن علمٍ، وموضوعًا في محله .

والغيرةُ على الدين طيبةٌ، والحماسُ للدين طيِّب، لكن لا بد أن يُرشًَّدَ ذلك باتباع الكتابِ والسنة .

ولا أَغْيَرَ على الدين، ولا أنصحَ للمسلمين؛ من الصحابة - رضي الله عنهم -، ومع ذلك قاتلوا " الخوارج " ؛ لخطرهم وشرِّهم .

قاتَلهم [/FONT][URL="javascript:InfoPopup(8,'alam')"][COLOR=navy][FONT=Times New Roman][FONT=Tahoma]عليُّ بن أبي طالب [/FONT][/FONT][/COLOR][/URL][FONT=Times New Roman]- رضي الله عنه -، حتى قتَلهم شرَّ قِتْلَةٍ في واقعةِ " النهروان " ، وتحقق في ذلك ما أخبر به -صلى الله عليه وسلم- : من أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- بَشَّرَ من يقتُلُهم بالخير والجنة ، فكان [/FONT][URL="javascript:InfoPopup(8,'alam')"][COLOR=navy][FONT=Times New Roman][FONT=Tahoma]علي بن أبي طالب [/FONT][/FONT][/COLOR][/URL][FONT=Times New Roman]هو الذي قتلَهم، فحصَلَ على البشارةِ من الرسول -صلى الله عليه وسلم- قَتَلَهُم ليدفعَ شرَّهم عن المسلمين .

وواجبٌ على المسلمين في كلِّ عصرٍ إذا تحققوا من وجودِ هذا المذهبِ الخبيثِ؛ أن يعالجوه بالدعوة إلى الله أولا، وتبصيرِ الناس بذلك، فإن لم يمتثلوا قاتَلُوهم دفعًا لشرِّهم .

[/FONT][URL="javascript:InfoPopup(8,'alam')"][COLOR=navy][FONT=Times New Roman][FONT=Tahoma]وعليُّ بن أبي طالب [/FONT][/FONT][/COLOR][/URL][FONT=Times New Roman]- رضي الله عنه - أرسلَ إليهم ابنَ عمه : [/FONT][URL="javascript:InfoPopup(11,'alam')"][COLOR=navy][FONT=Times New Roman][FONT=Tahoma]عبدَ الله بنَ عباس [/FONT][/FONT][/COLOR][/URL][FONT=Times New Roman]، حَبْرَ الأمة، وترجمانَ القرآن؛ فناظرَهم، ورَجَعَ منهم ستَّةُ آلاف، وبقي منهم بقيةٌ كثيرةٌ لم يرجعوا، عندَ ذلك قاتَلَهم أميرُ المؤمنين [/FONT][URL="javascript:InfoPopup(8,'alam')"][COLOR=navy][FONT=Times New Roman][FONT=Tahoma]عليُّ بنُ أبي طالب [/FONT][/FONT][/COLOR][/URL][FONT=Times New Roman]ومعه الصحابة؛ لدفعِ شرِّهم وأذاهم عن المسلمين .

هذه " فرقةُ الخوارج " ومذهبُهم .


[/FONT][/COLOR]
[COLOR=navy][FONT=Times New Roman] [/FONT][/COLOR]
[COLOR=red][FONT=Times New Roman]الفرقة الثالثة : الشيعة
[/FONT][/COLOR][COLOR=navy][FONT=Times New Roman]" الشيعة " : هم الذين يتشيّعون لأهلِ البيت .

و " التشيّع " في الأصل : الاتباعُ والمناصرةُ :

وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ.

يعني : أتباعه إبراهيم ، ومن أنصار ملتِه؛ لأنَّ الله - سبحانه - لما ذكر قصةَ نوحٍ قال : وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ.

فأصلُ " التشيّع " : الاتباعُ والمناصرةُ، ثم صار يُطلقُ على هذه الفِرقة، التي تزعم أنها متَّبعةٌ لأهل البيت - وهم : [/FONT][URL="javascript:InfoPopup(8,'alam')"][COLOR=navy][FONT=Times New Roman][FONT=Tahoma]عليُّ بنُ أبي طالب [/FONT][/FONT][/COLOR][/URL][FONT=Times New Roman]- رضي الله عنه - وذريتُه - .

ويزعمون أن عليًّا هو الوصي بعد الرسول -صلى الله عليه وسلم- على الخلافِة، وأنَّ [/FONT][URL="javascript:InfoPopup(1,'alam')"][COLOR=navy][FONT=Times New Roman][FONT=Tahoma]أبا بكر [/FONT][/FONT][/COLOR][/URL][URL="javascript:InfoPopup(2,'alam')"][COLOR=navy][FONT=Times New Roman][FONT=Tahoma]وعمرَ [/FONT][/FONT][/COLOR][/URL][FONT=Times New Roman]وعثمانَ والصحابةَ ظلموا عَليًّا ، واغتصبوا الخلافةَ منه . هكذا يقولون .

وقد كذبوا في ذلك؛ لأن الصحابة أجمعوا على بيعة أبي بكرٍ ومنهم عليٌّ - رضي الله عنه -، حيثُ بايَعَ لأبي بكرٍ ، وبايعَ لعمر ، وبايعَ لعثمان .

فمعنى هذا : أنهم خونوا عليًّا - رضي الله عنه - .

وقد كَفَّروا الصحابةَ إلا عددًا قليلاً منهم، وصاروا يعلنونَ أبا بكرٍ وعمرَ ، ويلقِّبونهما " بصنمي قريش " .

ومن مذهبهم : أنهم يُغلون في الأئمةِ من أهلِ البيت، ويُعطونَهم حقَّ التشريع ونسخَ الأحكام .

ويزعمون أن القرآن قد حُرِّفَ ونُقِّصَ، حتى آل بهم الأمرُ إلى أن اتخذوا الأئمةَ أربابًا من دون الله، وبنوا على قبورهم الأضرحةَ، وشَيَّدوا عليها القبابَ، وصاروا يطوفونَ بها، ويذبحون لها وينذرون .

وتفَّرقت " الشيعة " إلى فرقٍ كثيرة، بعضُها أخَفُّ من بعض، وبعضُها أشَدُّ من بعض، منهم : " الزيدية " ، ومنهم : " الرافضة الاثنا عشرية " ، ومنهم : " الإسماعيلية " " والفاطمية " ، ومنهم : " القرامطة " ، ومنهم ... ، ومنهم ... ، عددٌ كبيرٌ، وفِرَقٌ كثيرة .

وهكذا . . كلُّ من تركَ الحقَّ فإنهم لا يزالون في اختلافٍ وتفَرُّقٍ، قال - تعالى - :

فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ.

فمن تركَ الحقَّ يُبتلى بالباطل، والزيغِ، والتفرُّقِ، ولا ينتهي إلى نتيجة، بل إلى الخسارة - والعياذُ بالله - .

وتفرَّقت " الشيعةُ " إلى فرقٍ كثيرةٍِ، ونِحَلٍ كثيرة .

وتفرَّقت " القدرية " .

وتفرَّقت " الخوارج " إلى فرق كثيرة : " الأزارقة " ، " والحرورية " ، " والنجدات " ، " والصفرية " ، " والإباضية " ، ومنهم الغلاةُ، ومنهم من هو دون ذلك .


[/FONT][/COLOR]
[COLOR=navy][FONT=Times New Roman] [/FONT][/COLOR]
[COLOR=navy][FONT=Times New Roman] [/FONT][/COLOR]
[COLOR=red][FONT=Times New Roman]الفرقة الرابعة : الجهمية
[/FONT][/COLOR][COLOR=navy][FONT=Times New Roman]" الجهميةُ " ، وما أرداك ما الجهمية ؟ ! !

" الجهميةُ " : نسبةً إلى " [/FONT][URL="javascript:InfoPopup(15658,'alam')"][COLOR=navy][FONT=Times New Roman][FONT=Tahoma]الجهم بن صفوان [/FONT][/FONT][/COLOR][/URL][FONT=Times New Roman]" ، الذي تتلمذَ على " [/FONT][URL="javascript:InfoPopup(14005,'alam')"][COLOR=navy][FONT=Times New Roman][FONT=Tahoma]الجعد بن دِرهم [/FONT][/FONT][/COLOR][/URL][FONT=Times New Roman]" ، " [/FONT][URL="javascript:InfoPopup(14005,'alam')"][COLOR=navy][FONT=Times New Roman][FONT=Tahoma]والجعد بن درهم [/FONT][/FONT][/COLOR][/URL][FONT=Times New Roman]" تتلمذَ على " طالوت " ، " وطالوت " تتلمذ على " لبيد بن الأعصم " اليهودي؛ فهم تلاميذ اليهود .

وما هو " مذهبُ الجهمية " ؟

" مذهبُ الجهمية " : أنهم لا يُثبتون لله اسمًا ولا صفةً، ويزعمون أنه ذاتٌ مجرَّدةٌ عن الأسماءِ والصفاتِ؛ لأن إثباتَ الأسماءِ والصفاتِ - بزعمهم - يقتضي الشركَ، وتعدُّدَ الآلهة - كما يقولون - .

هذه شبهتُهم اللعينة .

ولا ندري ماذا يقولون في أنفسهم ؟ فالواحدُ منهم يوصفُ بأنه عالمٌ، وبأنه غنيٌّ، وبأنه صانعٌ، وبأنه تاجرٌ ، فالواحدُ منهم له عِدَّةُ صفاتٍ، هل معنى ذلك أن يكونَ عِدَّةَ أشخاصٍ ؟ ؟ ! !

هذه مكابرةٌ للعقولِ؛ فلا يلزمُ من تعددِ الأسماءِ والصفاتِ تعدُّدَ الآلهةِ، ولهذا لمَّا قال المشركون من قبلُ لَمَّا سمعوا النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول : يا رحمن، يا رحيم قالوا : هذا يزعم أنه يعبدُ إلهًا واحدًا، وهو يدعو آلهةً متعددةً، فأنزل الله - سبحانه وتعالى - قوله :

قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى [ سورة الإسراء، الآية : 110 ] .

فأسماء الله كثيرة، هي تُدلُّ على كمالِه وعظمتِه - سبحانه وتعالى -، لا تدلُّ على تعدُّدِّ الآلهةِ - كما يقولون -، بل تدلُّ على العظمة، وعلى الكمالِ .

أما الذاتُ المجرَّدةُ التي ليس لها صفاتٌ فهذهِ لا وجودَ لها، مستحيلٌ يوجدُ شيٌء وليس له صفاتٌ، أبدًا، ولو على الأقل صفة الوجود .

ومن شبههم : " أن إثباتَ الصفاتِ يقتضي التشبيه؛ لأنَّ هذه الصفات يوجد مثلها في المخلوقين " .

وهذا قولٌ باطل؛ لأنَّ صفات الخالق تليق به، وصفات المخلوقين تليقُ بهم؛ فلا تشابه .

و " الجهميةُ " جمعوا إلى ضلالِهم في الأسماء والصفاتِ الجبرَ في القدر؛ لأن " الجهميةَ " يقولون : " إنَّ العبدَ ليس له مشيئةٌ، وليس له اختيارٌ، وإنما هو مُجْبَرٌ على أفعالِه " .

ومعنى هذا : أنَّه إذا عُذِّبَ على المعصيةِ يكونُ مظلومًا؛ لأنَّها ليستْ فِعْلَهُ، وإنما هو مجبرٌ عليها - كما يقولون -، تعالى الله عن ذلك .

فهم جمعوا بين " الجبرِ في القدر " ، وبين " التجهُّم في الأسماءِ والصفاتِ " ، وجمعوا إلى ذلك " القولَ بالإرجاءِ " ، وأضافوا إلى ذلكَ " القول بخلقِ القرآن " [/FONT][/COLOR][COLOR=navy][FONT=Times New Roman][/FONT][/COLOR][COLOR=navy][FONT=Times New Roman]ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ [/FONT][/COLOR][COLOR=navy][FONT=Times New Roman][/FONT][/COLOR][COLOR=navy][FONT=Times New Roman].

قال ابن القيم : [/FONT][/COLOR]
[FONT=Times New Roman][COLOR=navy]جِـيْمٌ وجِـيْمٌ[/COLOR][COLOR=navy] [/COLOR][COLOR=navy]ثُمَّ جِيْمٌ مَعْهُمَا مَقْرُونَــةً مَــعْ أَحْــرُفٍ بِــوِزَانِ[/COLOR][/FONT][COLOR=navy][FONT=Times New Roman]
[/FONT][/COLOR][FONT=Times New Roman][COLOR=navy]جَــبْرٌ وإِرْجَــاءٌ وَجِــيْمُ تَجَــهُّمٍ فَتَأَمَّلِ المجمُوعَ في[/COLOR][COLOR=navy] [/COLOR][COLOR=navy]الْمِيْزَانِ[/COLOR][/FONT][COLOR=navy][FONT=Times New Roman]
[/FONT][/COLOR][FONT=Times New Roman][COLOR=navy]فَاحْكُمْ بِطالِعِها لِمَنْ حَصُلَتْ بخلاصِــهِ مِـنْ[/COLOR][COLOR=navy] [/COLOR][COLOR=navy]رِبْقَـةِ الإيمـان[/COLOR][COLOR=navy] [/COLOR][COLOR=navy][/COLOR][/FONT]
[COLOR=navy][FONT=Times New Roman] [/FONT][/COLOR]
[COLOR=navy]

[FONT=Times New Roman]يعني : جمعوا بين " جَبْرٍ " " وتَجَهُّمٍ " " وإِرجاءٍ " ، ثلاثُ جيمات، والجِيمُ الرابعةُ جِيمُ جهنَّم .

الحاصلُ : أن هذا " مذهبَ الجهميةِ " ، والذي اشتهرَ فيه نفيُ الأسماءِ والصفاتِ عن الله - سبحانه وتعالى -، انشَقَّ عنه " مذهبُ المعتزلةَ " ، " ومذهبُ الأشاعرة " ، " ومذهبُ الماتريدية " .

و " مذهبُ المعتزلة " : أنهم أثبتوا الأسماءَ ونفوا الصفات، لكن أثبتوا أسماءً مجرَّدة، مجرَّدَ ألفاظٍ لا تدلُّ على معانٍ ولا صفاتٍ .

سُمُّوا " بالمعتزلة " : لأن إمامهم " [/FONT][URL="javascript:InfoPopup(17263,'alam')"][COLOR=navy][FONT=Times New Roman][FONT=Tahoma]واصل بن عطاء [/FONT][/FONT][/COLOR][/URL][FONT=Times New Roman]" كان من تلاميذ [/FONT][URL="javascript:InfoPopup(14102,'alam')"][COLOR=navy][FONT=Times New Roman][FONT=Tahoma]الحسن البصري [/FONT][/FONT][/COLOR][/URL][FONT=Times New Roman]- رحمه الله -، الإمام التابعي الجليل، فلمَّا سئُلَ [/FONT][URL="javascript:InfoPopup(14102,'alam')"][COLOR=navy][FONT=Times New Roman][FONT=Tahoma]الحسن البصري [/FONT][/FONT][/COLOR][/URL][FONT=Times New Roman]عن مرتكب الكبيرة، ما حكمه ؟ فقال بقولِ أهل السنَّةِ والجماعة : " إنه مؤمنٌ ناقصُ الإيمان، مؤمنٌ بإيمانِه فاسقٌ بكبيرته " .

فلم يرضَ " [/FONT][URL="javascript:InfoPopup(17263,'alam')"][COLOR=navy][FONT=Times New Roman][FONT=Tahoma]واصلُ بنُ عطاء [/FONT][/FONT][/COLOR][/URL][FONT=Times New Roman]" بهذا الجواب من شيخه؛ فاعتزلَ وقال : " لا . أنا أرى أنه ليس بمؤمنٍ ولا كافر، وأنه في المنزلةِ بين المنزلتين " . وانشَقَّ عن شيخه - الحسن - وصار في ناحيةِ المسجد، واجتمعَ عليه قومٌ من أوباشِ الناس وأخذوا بقوله .

وهكذا دعاةُ الضلالِ في كلِّ وقتٍ، لا بدَّ أن ينحازَ إليهم كثيرٌ من الناس، هذه حِكمةٌ من الله .

تركوا مجلسَ الحسنِ ، شيخِ أهلِ السنّةِ، الذي مجلسُه مجلسُ الخيرِ، ومجلسُ العلمِ، وانحازوا إلى مجلسِ " المعتزلي : [/FONT][URL="javascript:InfoPopup(17263,'alam')"][COLOR=navy][FONT=Times New Roman][FONT=Tahoma]واصلِ بنِ عطاء [/FONT][/FONT][/COLOR][/URL][FONT=Times New Roman]" الضالِ المضِل .

ولهم أشباهٌ في زماننا، يتركونَ علماءَ أهلِ السنّة والجماعةِ، وينحازونَ إلى أصحابِ الفكر المنحرف.

ومن ذلك الوقت سُمُّوا " بالمعتزلة " ، لأنهم اعتزلوا أهلَ السنّة والجماعة؛ فصاروا ينفونَ الصفات عن الله - سبحانه وتعالى -، ويثبتون له أسماءَ مجرَّدة، ويحكُمون على مرتكبِ الكبيرة بما حَكَمَتْ به " الخوارجُ " : ( أنه مخلَّدٌ في النار ) ، لكن اختلفوا عن " الخوارج " في الدنيا، وقالوا : ( إنه يكون بالمنزلة بين المنزلتين، ليس بمؤمن ولا كافر ) .

بينما " الخوارجُ " يقولون : ( كافر ) .

يا سبحانَ الله ! هل يُعقَلُ أنَّ الإنسانَ لا يكونُ مؤمنًا ولا كافرًا ؟ !

والله - تعالى - يقول :

هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ.

ما قال : ومنكم من هو بالمنزلة بين المنزلتين . لكن هل هؤلاء يفقهون ؟ ؟ ! !

ثمَّ تَفَرَّعَ عن " مذهبِ المعتزلةِ " " مذهبُ الأشاعرة " .

و " الأشاعرة " : يُنسبونَ إلى " [/FONT][URL="javascript:InfoPopup(13711,'alam')"][COLOR=navy][FONT=Times New Roman][FONT=Tahoma]أبي الحسن الأشعري [/FONT][/FONT][/COLOR][/URL][FONT=Times New Roman]" - رحمه الله - .

وكان [/FONT][URL="javascript:InfoPopup(13711,'alam')"][COLOR=navy][FONT=Times New Roman][FONT=Tahoma]أبو الحسن الأشعري [/FONT][/FONT][/COLOR][/URL][FONT=Times New Roman]معتزليًا، ثم مَنَّ الله عليه، وعرفَ بطلانَ مذهب المعتزلة، فوقف في المسجد يومَ الجمعة وأعلنَ براءَتَهُ من مذهبِ المعتزلة، وخلعَ ثوبًا عليه وقال : ( خلعتُ مذهبَ المعتزلةِ، كما خلعتُ ثوبي هذا ) . لكنَّه صار إلى " مذهبِ الكُلاَّبِيَّة " : أتباعِ " عبدِ الله بن سعيد بن كُلاب " .

و " عبدُ الله بنُ سعيد بن كُلاب " : كان يُثبِتُ سبعَ صفاتٍ، وينفي ما عداها، يقول : ( لأنَّ العقلَ لا يدُلُّ إلا على سبعِ صفاتٍ فقط : " العلمُ " ، " والقدرةُ " ، " والإرادةُ " ، " والحياةُ " ، " والسمعُ " ، " والبصرُ " ، " والكلامُ " ) يقول : ( هذه دَلَّ عليها العقل، أما ما لم يدلّ عليه العقل - عنده - فليس بثابتٍ ) .

ثم إنَّ الله مَنَّ على " [/FONT][URL="javascript:InfoPopup(13711,'alam')"][COLOR=navy][FONT=Times New Roman][FONT=Tahoma]أبي الحسن الأشعري [/FONT][/FONT][/COLOR][/URL][FONT=Times New Roman]" ، وتركَ " مذهب الكُلابِيَّةِ " ، ورجعَ إلى مذهبِ الإمام [/FONT][URL="javascript:InfoPopup(12251,'alam')"][COLOR=navy][FONT=Times New Roman][FONT=Tahoma]أحمد بن حنبل [/FONT][/FONT][/COLOR][/URL][FONT=Times New Roman]، وقال : ( أنا أقولُ بما يقولُ به إمامُ أهلِ السنَّة والجماعة [/FONT][URL="javascript:InfoPopup(12251,'alam')"][COLOR=navy][FONT=Times New Roman][FONT=Tahoma]أحمد بن حنبل [/FONT][/FONT][/COLOR][/URL][FONT=Times New Roman]: إنَّ الله استوى على العرش، وإنَّ له يدًا، وإنَّ له وجهًا ) . ذَكَرَ هذا في كتابه : " الإبانة عن أصول الديانة " ، وذَكَرَ هذا في كتابه الثاني : " مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين " ذَكَرَ ( أنَّه على مذهب الإمام [/FONT][URL="javascript:InfoPopup(12251,'alam')"][COLOR=navy][FONT=Times New Roman][FONT=Tahoma]أحمد بن حنبل [/FONT][/FONT][/COLOR][/URL][FONT=Times New Roman]) . وإن بَقِيَتْ عندَهُ بعضُ المخالفات .

ولكنَّ أتباعَهُ بقوا على " مذهب الكُلابية " ؛ فغالبُهم لا يزالون على مذهبه الأول، ولذلك يُسَمّون " بالأشعرية " : نسبةً إلى الأشعري في مذهبه الأول .

أما بعدَ أن رجعَ إلى مذهبِ أهلِ السنّة والجماعة؛ فنسبةُ هذا المذهب إليه ظلمٌ، والصوابُ أن يُقال : " مذهبُ الكُلابِيَّة " ، لا مذهب [/FONT][URL="javascript:InfoPopup(13711,'alam')"][COLOR=navy][FONT=Times New Roman][FONT=Tahoma]أبي الحسن الأشعري [/FONT][/FONT][/COLOR][/URL][FONT=Times New Roman]- رحمه الله -؛ لأنه تابَ من هذا، وصَنَّفَ في ذلك كتابه : " الإبانة عن أصول الديانة " ، وصَرَّح برجوعه، وتمسُّكِه بما كان عليه أهلُ السنّة والجماعة - خصوصًا الإمام : [/FONT][URL="javascript:InfoPopup(12251,'alam')"][COLOR=navy][FONT=Times New Roman][FONT=Tahoma]أحمد بن حنبل [/FONT][/FONT][/COLOR][/URL][FONT=Times New Roman]رحمه الله -، وإن كانت عندَه بعضُ المخالفات، مثلُ قولِه في الكلام : ( إنَّه المعنى النفسي القائم بالذات، والقرآن حكاية - أو عبارة - عن كلام الله، لا أنَّه كلامُ الله ) .

هذا " مذهبُ الأشاعرة " ، منشَقٌّ عن " مذهبِ المعتزلةِ " .

" ومذهبُ المعتزلةِ " منشَقٌّ عن " مذهبِ الجهمية " .

ثُمَّ تفرَّعت مذاهبُ كثيرةٌ، كلُّها أصلُها " مذهبُ الجهمية " .

هذه - تقريبًا - أصول الفِرَقِ على الترتيب .

أولاً : " القدريةُ " .

ثُمَّ : " الشيعةُ " .

ثُمَّ : " الخوارجُ " .

ثُمَّ : " الجهمية " .

هذه أصول الفِرَق .


[/FONT][/COLOR]
[COLOR=navy][FONT=Times New Roman] [/FONT][/COLOR]
[COLOR=navy][FONT=Times New Roman]وتفرَّقت بعدها فِرَقٌ كثيرةٌ لا يحصيها إلا الله، وصُنِّفتْ في هذا كتبٌ، منها :

1 - كتاب : " الفَرْق بين الفِرَق " للبغدادي .

2 - كتاب : " المِلل والنِّحَل " لمحمّد بن عبد الكريم الشهرستاني .

3 - كتاب : " الفِصَل في المِلل والنِّحَل " لابن حزم .

4 - كتاب : " مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين " لأبي الحسن الأشعري .

كُلُّ هذه الكتب في بيان الفِرَقِ، وتنوّعِها، وتعدادِها، واختلافِها، وتطوراتِها .

ولا تزالُ إلى عصرنا هذا تتطوّر، وتزيدُ، وينشأُ عنها مذاهبُ أخرى، وتنشَقُّ عنها أفكارٌ جديدةٌ منبثقةٌ عن أصلِ الفكرة، ولم يبقَ على الحقِّ إلا أهلُ السنّة والجماعة، في كُلِّ زمانٍ ومكان هم على الحق إلى أن تقومَ الساعةُ، كما قال -صلى الله عليه وسلم- : لا تزالُ طائفةٌ من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرُّهم من خذَلهم حتى يأتي أمرُ الله وهم كذلك.

أهلُ السنّة والجماعة - والحمدُ للهِ - يخالفون " القدرية النفاة " :

فيؤمنون بالقدر، وأنَّه من أركان الإيمان الستة، وأنه لا يحصُلُ في هذا الكونِ شيءٌ إلا بقضائه وقدره - سبحانه وتعالى -، لأنَّه الخلاَّق، الربُّ، المالِكُ، المتصرفُ :

اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ.

لا أحدَ يتصرَّفُ في هذا الكونِ إلا بمشيئتِه - سبحانه -، وإرادتِه، وقدرتِه، وتقديرِه .

عَلِمَ الله ما كان، وما سيكون في الأزَلِ، ثم كتبه في اللوحِ المحفوظِ، ثم شاءَه وأوجدَه وخلقَه - سبحانه وتعالى - .

وأنَّ للعبد مشيئةً، وكسبًا، واختيارًا، لا أنَّه مسلوبُ الإرادَةِ، مُجْبَرٌ على أفعالهِ - كما تقول " الجبرية الغُلاة " -؛ فهم يخالفونهم .

ومذهبُهم في صحابة رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- : أنَّهم يوالونَهم كلَّهم، أهلَ البيت وغيرَ أهل البيت، يوالون الصحابة كلهم، المهاجرين، والأنصار، والذين اتبعوهم بإحسان، ويمتثلونَ بذلك قولَهُ - تعالى - :

وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا.

فهم يخالفون " الشيعة " ، لأنَّهم يفرِّقون بينَ أصحابِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- فيوالون بعضهم، ويعادون بعضهم . فأهلُ السنّة يوالونهم جميعًا، ويحبونهم جميعًا، والصحابةُ يتفاضلون، وأفضلُهم : الخلفاءُ الراشدون، ثم بقيّة العشرة، ثم المهاجرون أفضلُ من الأنصارِ، وأصحابُ بدرٍ لهم فضيلةٌ، وأصحابُ بيعةِ الرضوانِ لهم فضيلةٌ، فلهم فضائلُ - رضي الله عنهم - .

ويعتقدون : السمعَ والطاعةَ - خلافًا " للخوارجِ " -؛ فهم يعتقدون السمعَ والطاعةَ لولاةِ أمورِ المسلمين، ولا يرونَ الخروجَ على إمامِ المسلمين، وإنْ حصَلَ منه خطأ، ما دامَ هذا الخطأُ دون الكفر، ودون الشرك، حيث نهى -صلى الله عليه وسلم- عن الخروجِ عليهم لمجرَّدِ المعاصي، وقال : إلا أن تروا كفرًا بواحًا، عندَكم فيه من الله برهان [/FONT][/COLOR]
[COLOR=navy][FONT=Times New Roman] [/FONT][/COLOR]
[COLOR=navy][FONT=Times New Roman] [/FONT][/COLOR]
[COLOR=navy][FONT=Times New Roman] [/FONT][/COLOR]
[COLOR=navy][FONT=Times New Roman] [/FONT][/COLOR]
[CENTER][CENTER][COLOR=navy][FONT=Times New Roman]الإجابة على بعض الأسئلة [/FONT][/COLOR][/CENTER]
[CENTER][COLOR=navy][FONT=Times New Roman] [/FONT][/COLOR][/CENTER]
[CENTER][COLOR=navy][FONT=Times New Roman] [/FONT][/COLOR][/CENTER]
[CENTER][COLOR=navy][FONT=Times New Roman] [/FONT][/COLOR][/CENTER][/CENTER]
[COLOR=navy][FONT=Times New Roman]وسئل الشيخُ - حفظه الله - بعد المحاضرةِ عدَّةَ أسئلة، منها :

السؤال الأول

لقد نهَى الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- عن الغُلو في الدين؛ فهل سببُ انحرافِ الفِرَقِ عن أهلِ السنّةِ والجماعةِ الغُلو ؟ وما أمثلةُ ذلك من الفِرَق ؟


الجواب :

" الخوارجُ " ظاهرٌ أن سببَ انحرافِهم الغُلو في الدين؛ لأنَّهم تشدَّدُوا في العبادةِ على غيرِ هُدى وبصيرة، وأطلقوا على الناسِ الكُفْرَ عن غيرِ بصيرة؛ لأنَّهم يخالفونهم في مذهبهم .

فلا شك أن الغلو في الدين هو أساس البلاء، قال - تعالى - :

[/FONT][/COLOR][COLOR=navy][FONT=Times New Roman][/FONT][/COLOR][COLOR=navy][FONT=Times New Roman]قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ [/FONT][/COLOR][COLOR=navy][FONT=Times New Roman][/FONT][/COLOR][COLOR=navy][FONT=Times New Roman].

قال -صلى الله عليه وسلم- : " [/FONT][/COLOR][COLOR=navy][FONT=Times New Roman][/FONT][/COLOR][COLOR=navy][FONT=Times New Roman]إياكم والغلو؛ فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو [/FONT][/COLOR][COLOR=navy][FONT=Times New Roman][/FONT][/COLOR][COLOR=navy][FONT=Times New Roman]" [/FONT][/COLOR][COLOR=navy][FONT=Times New Roman][/FONT][/COLOR][COLOR=navy][FONT=Times New Roman].

والغلو في كل شيء هو : الزيادة عن الحد المطلوب ( وكل شيء تجاوز حده انقلب إلى ضده ) .

ونجد أن " المعطلة للصفات " سبب انحرافهم الغلو في التنزيه، وسبب انحراف " الممثلة والمشبهة " غلوهم في الإثبات .

فالغلو بلاء، والوسط والاعتدال هو الخير في كل الأمور .

فلا شك أن للغلو دورًا في ضلال الفرق عن الحق، كل غلوه بحسبه .

[/FONT][/COLOR]
[COLOR=navy][FONT=Times New Roman] [/FONT][/COLOR]
[COLOR=navy][FONT=Times New Roman]السؤال الثاني

فضيلة الشيخ : يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- : [/FONT][/COLOR][COLOR=navy][FONT=Times New Roman][/FONT][/COLOR][COLOR=navy][FONT=Times New Roman]ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة [/FONT][/COLOR][COLOR=navy][FONT=Times New Roman][/FONT][FONT=Times New Roman][/FONT][/COLOR][COLOR=navy][FONT=Times New Roman]فهل العدد محصور أو لا ؟


الجواب :

ليس هذا من باب الحصر؛ لأن الفرق كثيرة جدًا، إذا طالعتم في كتب الفرق وجدتم أنهم فرق كثيرة، لكن - والله أعلم - أن هذه الثلاث والسبعين هي أصول الفرق، ثم تشعبت منها فرق كثيرة .

وما الجماعات المعاصرة الآن، المخالفة لجماعة أهل السنة، إلا امتداد لهذه الفرق، وفروع عنها .


[/FONT][/COLOR]
[COLOR=navy][FONT=Times New Roman] [/FONT][/COLOR]
[COLOR=navy][FONT=Times New Roman]السؤال الثالث

هل هناك فرق بين " الفرق الناجية " " والطائفة المنصورة " ؟


الجواب :

أبدًا، " الفرقة الناجية " هي " المنصورة " . لا تكونُ " ناجيةً " إلا إذا كانت " منصورةً " ، ولا تكون " منصورةً " إلا إذا كانتْ " ناجيةً " ، هذه أوصافُهم : " أهلُ السنةِ والجماعة " ، " الفرقة الناجية " ، " الطائفة المنصورة " .

ومن أراد أن يفرق بين هذه الصفات، ويجعل هذه لبعضهم وهذه لبعضهم الآخر؛ فهو يريد أن يفرق أهل السنة والجماعة، فيجعل بعضهم فرقة ناجية، وبعضهم طائفة منصورة .

وهذا خطأ؛ لأنهم جماعة واحدة، تجتمع فيها كل صفات الكمال والمدح، فهم " أهل السنة والجماعة " ، وهم " الفرقة الناجية " ، وهم " الطائفة المنصورة " ، وهم " الباقون على الحق إلى قيام الساعة " ، وهم " الغرباء في آخر الزمان " .

وكذلك هم يخالفون " الجهمية " ومشتقاتهم في أسماء الله وصفاته : فيؤمنونَ بما وصفَ الله به نفسَهُ، وما وصَفَهُ به رسولُه -صلى الله عليه وسلم-، ويتَّبعون في ذلك الكتابَ والسنَّة، من غير تشبيهٍ ولا تمثيل، من غير تحريفٍ ولا تعطيل، على حَدِّ قوله - سبحانه وتعالى - : [/FONT][/COLOR][COLOR=navy][FONT=Times New Roman][/FONT][/COLOR][COLOR=navy][FONT=Times New Roman]لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [/FONT][/COLOR][COLOR=navy][FONT=Times New Roman][/FONT][/COLOR][COLOR=navy][FONT=Times New Roman].

فمذهبُ أهلِ السنّةِ والجماعةِ - وللهِ الحمدِ - جامعٌ للحقِّ كُلِّه، في جميعِ الأبوابِ، وفي جميعِ المسائل، ومخالفٌ لكُلِّ ما عليه الفِرَقُ الضالةُ والنِّحَلُ الباطلة .

فمن أراد النجاةَ فهذا مذهبُ أهلِ السنّةِ والجماعة .

وأهلُ السنّةِ والجماعةِ في بابِ العبادةِ : يعبدونَ الله على مقتضَى ما جاءَتْ به الشريعةُ، خلافًا " للصوفيةِ " " والمبتدعةِ " " والخرافيين " ، الذين لا يتقَّيدونَ في عبادتِهم بالكتابِ والسنّةِ، بل يتبعون في ذلك ما رَسَمَهُ لهم شيوخُ الطُرقِ، وأئمةُ الضلال .

نسألُ الله أنْ يجعلني وإياكم من أهلِ السنّةِ والجماعةِ؛ بمَنِّهِ وكرَمِهِ، وأن يرينا الحقَّ حقًّا ويرزقنا اتباعَهُ، وأنْ يرينا الباطلَ باطلاً ويرزقَنا اجتنابَهُ . إنه سميعٌ مجيب .

هذا، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه[/FONT][/COLOR]
[COLOR=navy][FONT=Times New Roman] [/FONT][/COLOR]
[COLOR=navy][FONT=Times New Roman]منقول للامانة وابتغاء الاجر............ [/FONT][/COLOR]
[COLOR=navy][FONT=Times New Roman][SIZE=3] [/SIZE][/FONT][/COLOR]

اتقي الله 05-30-2011 06:02 AM

جعلها الله في ميزانكم كالجبال ووفقكم واظلكم في ظله واسقاكم من نهر الكوثر
واسال الله الحي القيوم ان يجعلكم من اهل الفردوس ووالديكم وان ييسر اموركم وينير بصيرتكم

عذراء البتول 05-30-2011 10:32 AM

ولكِ بالمثل... اختي الغالية...نورتي صفحتي بمروركِ الطيب

أبومالك 05-30-2011 10:44 AM

يُنقل للقسم المناسب
جزاكم الله خيراً ونفع بكم .

التونسي الصابر 05-30-2011 11:28 AM

السلام عليكم
جازاكم الله خيرا على الافادة
لكن لو تسمحي سؤال,,,قلت..
[b]"[/b][b][font=traditional arabic][size=5][color=navy][font=times new roman]فطاعةُ وليِّ الأمرِ المسلمِ من الدين . " والخوارجُ " يقولون : لا، نحنُ أحرارٌ . هذه طريقة الثوراتِ اليوم . "[/font][/color][/size][/font][/b]
ماذا تقصدين بثورات اليوم...اتعنين ان الثورات اقاموها خوارج؟؟؟


الساعة الآن 06:56 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.