منتديات الحور العين

منتديات الحور العين (http://www.hor3en.com/vb/index.php)
-   واحــة الأســـرة المسلمــة (http://www.hor3en.com/vb/forumdisplay.php?f=68)
-   -   << العجوز لم تعد شريرة >> (http://www.hor3en.com/vb/showthread.php?t=91214)

*أم مريم* 03-22-2011 08:45 AM

<< العجوز لم تعد شريرة >>
 
[font=traditional arabic][size=6][color=red][b]<< العجوز لم تعد شريرة >>[/b][/color][/size][/font]
[right]
[font=traditional arabic][size=5][b]من قصص الطفولة ترسبت في ذهني [color=#ff0000]صورة العجوز الشريرة ،[/color] قصص الأطفال دائما ترسمها وتصورها هكذا ، الساحرة الشريرة امرأة عجوز تستند إلي عصاها والمرأة في قصص سندريلا أو الأميرة النائمة أو حتى حواديت جدتي الريفية تؤكد هذا المعني وتضيف المزيد من التفاصيل للصورة.[/b][/size][/font][/right]

[right][font=traditional arabic][size=5][b]الوجه مجعد لا يفارقه العبوس والأنف معقوف والصوت عالي متهدج يثير القلق والطبع حاد قاسي لا يعرف الرحمة والشر مجاني ، فهي تمارس الشر وتؤذي من حولها بلا سبب وبلا مقابل ، وخاصة إذا كانت تتعامل مع الأميرة الجميلة الشابة البريئة.[/b][/size][/font]

[font=traditional arabic][size=5][b]واجهتها يوما وتعاملت معها مباشرة حين تزوجت ، إنها حماتي فقد كانت صورة لخيال المرأة الشريرة ، أحاول مراضاتها فلا ترضى وأجلب لها هدية فتلقيها جانبا وتبدأ الهمسات تكثر في أذني ، تقول زوجة الابن الأكبر [color=#4b0082](لا فائدة معها دعيها وشأنها)[/color] وتقول زوجة الابن الأصغر[color=#696969] [color=#4b0082](أنت طيبة جدا تضيعين وقتك مع من لا تقدر)[/color][/color][/b][/size][/font]

[font=traditional arabic][size=5][b]كنت لا أراها إلا في الإجازات والمناسبات لبعد المسافة بيننا وإصرارها على ملازمة بيتها ، أما من ينصحونني فهن من يعاشرنها ويعشن معها في نفس البيت ، بيتها ، صحيح كل منهما في شقتها ولكن التعامل اليومي بينهن لا ينقطع.[/b][/size][/font]

[font=traditional arabic][size=5][b]تعبت العجوز يوما تعبا شديدا وجاءت عندي في بيتي في القاهرة للعلاج ، وبدأت أتعايش معها وأستنتج من تعاملي اليومي لماذا هي هكذا ؟[/b][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=5][b]كانت مريضة تعاني ولا تجد من يحنو عليها ، حتى أنها تستغرب أن تمتد إليها يد بالخير ، تتأوه في المساء وتنتابها رغبة ملحة في الذهاب للحمام فتجدنا بين يديها ، تصحو مبكرة جدا فتساعدها ابنتي (حفيدتها) في تناول الطعام وتقدم لها كوب (الينسون) الذي تحبه.[/b][/size][/font]

[font=traditional arabic][size=5][b]وهكذا سارت الأمور ، هدأت السيدة واستكانت وتعافت نسبيا ولكننا قررنا أن تبقى معنا ، فهي ليست شريرة بل الأشرار هم من كانوا يعاملونها بإهمال ويتركونها وحدها تعاني في وحدتها وتتخبط في دياجير شيخوختها الواهنة.[/b][/size][/font]

[font=traditional arabic][size=5][b]كيف كانوا يتوقعون أن تكون سعيدة مستبشرة وقد تحولت حياتها لسلسلة من الألم والعذاب ؟ ، كانت قد كفت عن استجداء المساعدة لأنها يئست ممن حولها حتى أبناء بطنها ، فكل ما يملكونه هو سؤال سريع بصوت متضجر (كيف حال صحتك يا حاجة ؟ هل تريدين شيئا ؟) ثم يختفون قبل أن يسمعوا الإجابة.[/b][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=5][b]وماذا كان بوسعها أن تقول ؟ هل تقول نعم أريد كل شئ وليس شيئا واحدا ؟ أريد رد الجميل وتطبيق بر الأم ، أريد حبك وصبرك يا بني كما منحته لك سابقا حتى صرت رجلا ، أريد مؤانستك أنت وأولادك لأشعر أن لي عائلة ، أريد اللمسة الإنسانية.[/b][/size][/font]

[font=traditional arabic][size=5][b]يحتاج البشر دوما للتلامس الحاني وبدونه يستوحشون الحياة ، تحتاج السيدة العجوز احتضان ابنها لها وتقبيل رأسها والتربيت على يدها ، تحتاج أن تلمس يد حفيدها الوليد وتسمع مناغاته وهو في حجرها ، تحتاج من يستمع لكلامها المبعثر ويلم شعث ذكرياتها الحلوة ويستجلب لها لمحة من الماضي السعيد.[/b][/size][/font]

[font=traditional arabic][size=5][b]تحتاج من يقرأ لها ومعها ما تعرفه من آيات القرآن الكريم ويؤكد معها أساسيات الإسلام ، ويبشرها بالخير والرحمة ، تحتاج من يشعرها أن حياتها لها معني ووجودها ليس عبئا علي أحد ، تحتاج ألا تشعر أنها شريرة لمجرد أنها ما زالت على قيد الحياة وسط أناس ضاقوا بها ويريدون تعجل أجلها.[/b][/size][/font]

[font=traditional arabic][size=5][b]رعايتها صعبة لكنها تفك لك ألغاز الحياة وتجعلك تقف وجها لوجه أمام حقيقتها ، دنيا زائلة فانية ، بعد أن تمتلك كل شئ فيها تجد بين يديك قبض الريح وأمام عينيك سراب الأماني ، الجمال والشباب والصحة لا نمتلكها بل هي سحابة صيف تظللنا بعض الوقت ثم تنقشع ، السعادة الزوجية والاستمتاع بالجاه والولد حالة مؤقتة إلى زوال ، لا يبقى إلا شيء واحد: العمل الصالح الذي يوضع في ميزان الحسنات ، أما المال فهو وإن بقي للنهاية فإن غيرنا هو من يتمتع به ثم نتركه وراءنا ونمضي.[/b][/size][/font]

[font=traditional arabic][size=5][b]نمضي من دنيا قدمنا إليها ونحن نبكي والناس من حولنا يضحكون ويحتفلون فرحا بقدومنا ، إلي آخرة يتعجلون مفارقتنا إليها ويكادوا يدفعوننا دفعا للنهاية ضجرا ومللا من وجودنا وظلنا الثقيل علي قلوبهم.[/b][/size][/font]

[font=traditional arabic][size=5][b]نحن نعطي عندما يكون لدينا ما نعطيه أما إذا نضب المعين وأتى عليه المرض والشيخوخة والوهن فمن أين نعطي ؟ نحن هنا نستحق الأخذ ممن سبق وأعطيناهم[/b][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=5][b]فإذا وجدنا اليد الحانية والقلب المفتوح والوجه البشوش فسوف نستسلم لراحة آخر العمر ..[/b][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=5][b]ووقتها لن تكون العجوز شريرة.[/b][/size][/font]

[font=traditional arabic][size=5][color=gray][b]منقوول من موقع منهج [/b][/color][/size][/font][/right]

(أم عبد الرحمن) 03-23-2011 05:08 PM

بارك الله فيك الفاضلة أم مريم
وجزاك الله خيرا

أم مُعاذ 04-04-2011 05:39 PM

نعم فما اكثر فرحة الكبار بحنان الصغار جزاكِ الله خيرا


الساعة الآن 05:53 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.