منتديات الحور العين

منتديات الحور العين (http://www.hor3en.com/vb/index.php)
-   أرشيف أجوبة الشيخ أبي الحارث (http://www.hor3en.com/vb/forumdisplay.php?f=174)
-   -   حكم إمالة المرأة لشعرها إلى جنب مع حكم ترك النهي عن المنكر وحكم قطع نافلة الصيام (http://www.hor3en.com/vb/showthread.php?t=19611)

محبة السنة 07-29-2008 07:39 AM

حكم إمالة المرأة لشعرها إلى جنب مع حكم ترك النهي عن المنكر وحكم قطع نافلة الصيام
 
السلام عليكم ورحمت الله وبركته:
شيخي الفاضل أريد طرح بعض الأسئلة
[color=yellow][color=magenta]أولا[/color]: [/color]
ما حكم الشرع في فرق الشعر للمرأة على الجنب ؟
وهل يدخل في قوله صلى الله عليه وسلم ( [color=red]مائلات مميلات[/color])؟
[color=yellow][color=magenta]ثانيا[/color]:[/color]
ما حكم شخص رأى منكر ولم يغيره بسبب الخوف من رده أو أنه لا يستطع تغيره بإسلوب حسن ؟
[color=magenta]ثالثا:[/color]
ما حكم من صام نافلة ثم أفطر بدون سبب
[color=purple]بارك اللــــــــــــــــــــه فيك[/color]
:003:

البحيري القرني 07-31-2008 03:21 PM

اسئله مفيده جدا

أبو الحارث الشافعي 09-05-2008 04:28 PM

[center][b][font=traditional arabic][color=#000000]الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد ...[/color][/font][/b]
[center][b][font=traditional arabic][color=#000000]ففي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]( صنفان من أهل النار لم أرهما ، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ،[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]ونساء كاسيات عاريات [u]مميلات مائلات[/u] ، رءوسهن كأسنمة البخت المائلة ،[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا )[/color][/font][/b][/center]

[center][b][u][font=traditional arabic][color=#000000]قال النووي رحمه الله في " شرح مسلم " :[/color][/font][/u][/b][/center]

[center][b][font=traditional arabic][color=#000000]( وأما ( مائلات مميلات ) : فقيل : زائغات عن طاعة الله تعالى ،[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]وما يلزمهن من حفظ الفروج وغيرها ، ومميلات يعلمن غيرهن مثل فعلهن ،[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]وقيل : مائلات متبخترات في مشيتهن ، مميلات أكتافهن ،[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]وقيل : مائلات يتمشطن المشطة الميلاء ، وهي مشطة البغايا معروفة لهن ،[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]مميلات يمشطن غيرهن تلك المِشْطة ،[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]وقيل : مائلات إلى الرجال مميلات لهم بما يبدين من زينتهن وغيرها .[/color][/font][/b][/center]

[center][b][font=traditional arabic][color=#000000]وأما ( رءوسهن كأسنمة البخت ) فمعناه : يعظمن رءوسهن بالخمر والعمائم وغيرها ،[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]مما يلف على الرأس ، حتى تشبه أسنمة الإبل البخت ، هذا هو المشهور في تفسيره ،[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]قال المازري : ويجوز أن يكون معناه يطمحن إلى الرجال ولا يغضضن عنهم ، ولا ينكسن رءوسهن ،[/color][/font][/b][/center]

[center][b][u][font=traditional arabic][color=#000000]واختار القاضي أن المائلات تمشطن المِشْطة المَيْلاء ،[/color][/font][/u][/b]
[color=#000000][b][u][font=traditional arabic]قال : وهي ضَفْر الغدائر وشدها إلى فوق ، وجمعها في وسط الرأس فتصير كأسنمة البخت ،[/font][/u][/b][/color]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]قال : وهذا يدل على أن المراد بالتشبيه بأسنمة البخت إنما هو لارتفاع الغدائر فوق رءوسهن ، وجمع عقائصها هناك ، وتكثرها بما يضفرنه حتى تميل إلى ناحية من جوانب الرأس كما يميل السنام ،[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]قال ابن دريد : يقال : ناقة مَيْلاء إذا كان سنامها يميل إلى أحد شقيها . والله أعلم .) اهـ[/color][/font][/b][/center]

[center][b][u][font=traditional arabic][color=#000000]قال الفقير إلى عفو ربه :[/color][/font][/u][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]وعليه فإمالة المرأة لشعرها إلى ناحية من جوانب الرأس لا شيء فيه ،[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]إلا إذا كان على هذه الهيئة التي ذُكرت في كلام القاضي عياض رحمه الله فالأولى اجتنابها ،[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]خروجا من خلاف العلماء في معنى قوله صلى الله عليه وسلم : " مميلات مائلات " ،[/color][/font][/b][/center]


[center][b][font=traditional arabic][color=#000000]وأما من رأى منكرا فلم يغيره خوفا من رده ،[/color][/font][/b]
[b][color=red][font=traditional arabic]فإذا كان الضمير في قول السائلة حفظها الله : "رده " يعود على الناهي عن المنكر[/font][/color][/b][b][font=traditional arabic][color=#000000] ،[/color][/font][/b]
[b][u][font=traditional arabic][color=#000000]فإن هذا الرد على الناهي لا يخلو من حالين :[/color][/font][/u][/b]
[b][u][color=blue][font=traditional arabic]إما أن يكون مصحوبا بمفسدة ، كتلف النفس أو المال ونحوهما ، فهذا لا يجب عليه الإنكار ،[/font][/color][/u][/b][/center]

[center][b][font=traditional arabic][color=#000000]وذلك لما رواه الترمذي وابن ماجة بإسناد صحيح من حديث حذيفة رضي الله عنه[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]( لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه ، قالوا : وكيف يذل نفسه ، قال : يتعرض من البلاء لما لا يطيق )[/color][/font][/b][/center]

[center][b][u][color=blue][font=traditional arabic]قال ابن مفلح رحمه الله في " الآداب الشرعية " ( 1/180 ) :[/font][/color][/u][/b][/center]

[center][b][font=traditional arabic][color=#000000]( قال ابن عقيل في آخر الإرشاد :[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]من شروط الإنكار أن يعلم أو يغلب على ظنه أنه لا يفضي إلى مفسدة .[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]قال أحمد رحمه الله في رواية الجماعة : إذا أمرتَ أو نهيتَ فلم ينته ،[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]فلا ترفعه إلى السلطان ليُعدَي عليه ( أي على صاحب المنكر ) فقد نُهِيَ عن ذلك إذا آل إلى مفسدة[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]وقال أيضا : من شرطه أن يأمن على نفسه وماله خوف التلف ،[/color][/font][/b]
[b][u][font=traditional arabic][color=#000000]وكذا قاله جمهور العلماء رضي الله عنهم .[/color][/font][/u][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]وحكى القاضي عياض عن بعض وجوب الإنكار مطلقا في هذه الحال وغيرها ) اهـ[/color][/font][/b][/center]

[center][b][u][color=blue][font=traditional arabic]وإما أن يكون مصحوبا بسب أو شتم أو استهزاء ، مما قد يتعرض له الناهي عادة ،[/font][/color][/u][/b]
[b][u][color=blue][font=traditional arabic]فهذا يجب عليه الإنكار[/font][/color][/u][/b][/center]

[center][b][u][color=blue][font=traditional arabic]قال ابن مفلح رحمه الله في " الآداب الشرعية " ( 1/181 ) :[/font][/color][/u][/b][/center]

[center][b][font=traditional arabic][color=#000000]( قال ابن الجوزي : فأما السب والشتم فليس بعذر في السكوت ؛[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]لأن الآمر بالمعروف يلقى ذلك في الغالب ،[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]وظاهر كلام غيره أنه عذر لأنه أذى ، ولهذا يكون تأديبا وتعزيرا ،[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]وقد قال له ( أي للإمام أحمد ) أبو داود : ويُشتم ؟ ،[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]قال : يحتمل ، من يريد أن يأمر وينهى لا يريد أن ينتصر بعد ذلك .[/color][/font][/b][/center]

[center][b][font=traditional arabic][color=#000000]قال الشيخ تقي الدين ( يعني شيخ الإسلام ابن تيمية ) :[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]الصبر على أذى الخلق عند الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إن لم يستعمل [u]لزم أحد أمرين [/u]:[/color][/font][/b]
[color=#000000][b][u][font=traditional arabic]إما[/font][/u][/b][b][font=traditional arabic] تعطيل الأمر والنهي ، [u]وإما[/u] حصول فتنة ومفسدة أعظم من مفسدة[/font][/b][/color]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]ترك الأمر والنهي أو مثلها أو قريب منها ، [u]وكلاهما معصية وفساد[/u] ،[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]قال تعالى : { وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور } .[/color][/font][/b]
[b][u][font=traditional arabic][color=#000000]فمن أمر ولم يصبر ، أوصبر ولم يأمر ، أولم يأمر ولم يصبر ،[/color][/font][/u][/b]
[b][u][font=traditional arabic][color=#000000]حصل من هذه الأقسام الثلاثة مفسدة وإنما الصلاح في أن يأمر ويصبر ،[/color][/font][/u][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]وفي الصحيحين عن عبادة قال :[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]{ بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في يسرنا وعسرنا ومنشطنا ومكرهنا ،[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]وأثرة علينا ، وأن لا ننازع الأمر أهله ،[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]وأن نقوم أو نقول بالحق حيث ما كنا لا نخاف في الله لومة لائم } .) انتهى[/color][/font][/b][/center]

[center][b][u][color=blue][font=traditional arabic]وأما عدم النهي عن المنكر لمجرد هيبة الناس ، والاستحياء من الانكار عليهم فلا يجوز بحال ،[/font][/color][/u][/b][/center]

[center][b][font=traditional arabic][color=#000000]وذلك لما رواه الترمذي وابن ماجة من حديث أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000](( ألا لا يمنعن رجلا هيبة الناس أن يقول بحق إذا علمه )) ،[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]فبكى أبو سعيد ، وقال : قد والله رأينا أشياء فهبنا .[/color][/font][/b][/center]

[center][b][font=traditional arabic][color=#000000]وروى ابن ماجة من حديث أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000](( إن الله ليسأل العبد يوم القيامة ، حتى يقول : ما منعك إذا رأيت المنكر أن تنكره ،[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]فإذا لقن الله عبدا حجته ، قال : يا رب ، رجوتك ، وفَرَقْتُ الناس )) . أي : وخفت الناس .[/color][/font][/b][/center]

[center][b][font=traditional arabic][color=#000000]وروى ابن ماجة من حديث أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000](( لا يحقرن أحدكم نفسه )) ،[/color][/font][/b]
[color=#000000][b][font=traditional arabic]قالوا : يا رسول الله ، كيف يحقر أحدنا نفسه ؟ قال :[/font][/b][/color]
[b][font=traditional arabic][color=#000000](( يرى أمر لله عليه فيه مقال ، ثم لا يقول فيه ، فيقول الله له يوم القيامة :[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]ما منعك أن تقول في كذا وكذا ؟ فيقول : خشية الناس ، فيقول الله : إياي كنت أحق أن تخشى ))[/color][/font][/b][/center]

[center][b][font=traditional arabic][color=#000000]فهذه الأحاديث وأمثالها محمولة على أن يكون المانع له من الإنكار مجرد الهيبة ،[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]دون الخوف المسقط للإنكار ، كما قرره ابن رجب الحنبلي في " جامع العلوم والحكم "[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]والخوف المُسقط للإنكار هو الخوف المصحوب بالعلم أو غلبة الظن على وقوع المفسدة كما تقدم .[/color][/font][/b][/center]

[center][b][color=blue][font=traditional arabic]وأما إذا كان الضمير في قول السائلة حفظها الله : " رده " يعود على النهي نفسه ،[/font][/color][/b]
[b][color=blue][font=traditional arabic]فقد اختلف العلماء في شأن من ينهى عن المنكر مع علمه أو غلبة ظنه أنه لا يُقبل منه ،[/font][/color][/b]
[b][color=blue][font=traditional arabic]والقول بوجوب الإنكار في هذه الحالة عزاه ابن رجب الحنبلي رحمه الله لأكثر العلماء ،[/font][/color][/b][/center]

[center][b][u][color=blue][font=traditional arabic]فقال رحمه الله في " جامع العلوم والحكم " :[/font][/color][/u][/b][/center]

[center][b][font=traditional arabic][color=#000000]( وقد حكى القاضي أبو يعلى روايتين عن أحمد في وجوب إنكار المنكر على من يعلم أنه لا يُقبل منه[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]وصحح القول بوجوبه ، [u]وهو قول أكثر العلماء [/u].[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]وقد قيل لبعض السلف في هذا فقال : يكون لك معذرة ،[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]وهذا كما أخبر الله تعالى عن الذين أنكروا على المعتدين في السبت أنهم قالوا لمن قال لهم :[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]{ لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون } ،[/color][/font][/b][/center]

[center][b][u][font=traditional arabic][color=#000000]وقد ورد ما يُستدل به على سقوط الأمر والنهي عند عدم القبول والانتفاع به ،[/color][/font][/u][/b][/center]

[center][b][font=traditional arabic][color=#000000]ففي " سنن أبي داود " وابن ماجه والترمذي عن أبي ثعلبة الخشني أنه قيل له :[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]كيف تقول في هذه الآية : { عليكم أنفسكم } ، فقال :[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]أما والله لقد سألت عنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال :[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000](( بل ائتمروا بالمعروف ، وانتهوا عن المنكر ، حتى إذا رأيت شحا مطاعا ، وهوى متبعا ،[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]ودنيا مؤثرة ، وإعجاب كل ذي رأي برأيه ، فعليك بنفسك ، ودع عنك أمر العوام )) .[/color][/font][/b][/center]

[center][b][font=traditional arabic][color=#000000]وفي " سنن أبي داود " عن عبد الله بن عمرو ، قال :[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذ ذكر الفتنة ، فقال :[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000](( إذا رأيتم الناس مرجت عهودهم ، وخفت أماناتهم ، وكانوا هكذا )) وشبك بين أصابعه ،[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]فقمت إليه فقلت : كيف أفعل عند ذلك ، جعلني الله فداك ؟[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]قال : (( الزم بيتك ، واملك عليك لسانك ، وخذ بما تعرف ، ودع ما تنكر ،[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]وعليك بأمر خاصة نفسك ، ودع عنك أمر العامة )) .[/color][/font][/b][/center]

[center][b][font=traditional arabic][color=#000000]وكذلك روي عن طائفة من الصحابة في قوله تعالى :[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]{ عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم } ،[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]قالوا : لم يأت تأويلها بعد ، إنما تأويلها في آخر الزمان .)[/color][/font][/b][/center]

[center][b][font=traditional arabic][color=#000000]ثم نقل رحمه الله هذا الفهم عن ابن مسعود وابن عمر في آخرين من الصحابة والتابعين ثم قال :[/color][/font][/b]
[color=#000000][b][u][font=traditional arabic]( وهذا كله قد يحمل على أن من عجز عن الأمر بالمعروف ، أو خاف الضرر ، سقط عنه ) اهـ[/font][/u][/b][/color][/center]

[center][b][u][color=blue][font=traditional arabic]قال ابن مفلح رحمه الله في وجوب الإنكار حتى مع عدم القبول :[/font][/color][/u][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]( وهو الذي ذكره أبو زكريا النووي عن العلماء قال :[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]كما قال تعالى : { ما على الرسول إلا البلاغ } .) اهـ[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]" الآداب الشرعية " ( 1/182 )[/color][/font][/b][/center]

[center][b][font=traditional arabic][color=#000000]وليُعلم أن الرفق واللين مطلوبان مرغوبان في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]حتى مع أكابر الطغاة والفجار ، اللذين يفسدون في الأرض بالليل والنهار ،[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]فقال الله لموسى وهارون في شأن فرعون الذي نازع ربنا سبحانه في ربوبيته وإلاهيته :[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]( اذهبا إلى فرعون إنه طغى * فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى )[/color][/font][/b][/center]

[center][b][u][color=blue][font=traditional arabic]قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في " جامع العلوم والحكم " :[/font][/color][/u][/b][/center]

[center][b][font=traditional arabic][color=#000000]( وبكل حال يتعين الرفق في الإنكار ،[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]قال سفيان الثوري : لا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر إلا من كان فيه خصال ثلاث :[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]رفيق بما يأمر ، رفيق بما ينهى ، عدل بما يأمر ، عدل بما ينهى ، عالم بما يأمر ، عالم بما ينهى .[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]وقال أحمد : الناس محتاجون إلى مداراة ورفق الأمر بالمعروف بلا غلظة ،[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]إلا رجل معلن بالفسق ، فلا حرمة له ،[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]قال : وكان أصحاب ابن مسعود إذا مروا بقوم يرون منهم ما يكرهون ،[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]يقولون : مهلا رحمكم الله ، مهلا رحمكم الله .[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]وقال أحمد : يأمر بالرفق والخضوع ، فإن أسمعوه ما يكره لا يغضب ، فيكون يريد ينتصر لنفسه .) اهـ[/color][/font][/b][/center]

[center][b][color=blue][font=traditional arabic]وأما ترك النهي عن المنكر بدعوى افتقاد الناهي للأسلوب الحسن فلا يجوز ،[/font][/color][/b]
[b][color=blue][font=traditional arabic]بل إن ضرر تركه للنهي أكبر من ضرر افتقاده للاسلوب الحسن فيه ،[/font][/color][/b]
[b][color=blue][font=traditional arabic]لأن ترك الواجب أضر بصاحبه من فعل الواجب مع شيء من القصور في أدائه ،[/font][/color][/b]
[b][color=blue][font=traditional arabic]فترك النهي عن المنكر كلية مع القدرة عليه أضر بصاحبه من فعله مشوبا بشيء من القصور ،[/font][/color][/b][/center]

[center][b][font=traditional arabic][color=#000000]قال شيخ الإسلام في رسالة " الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " من مجموع الفتاوى :[/color][/font][/b][/center]

[center][b][font=traditional arabic][color=#000000]( فلا بد من هذه الثلاثة : العلم ، والرفق ، والصبر ،[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]العلم قبل الأمر والنهي ، والرفق معه ، والصبر بعده ،[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]وإن كان كل من الثلاثة مستصحبا في هذه الأحوال ،[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]وهذا كما جاء في الأثر عن بعض السلف ورووه مرفوعا ؛ ذكره القاضي أبو يعلى في المعتمد :[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]" لا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر إلا من كان فقيها فيما يأمر به ، فقيها فيما ينهى عنه ،[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]رفيقا فيما يأمر به ، رفيقا فيما ينهى عنه ، حليما فيما يأمر به ، حليما فيما ينهى عنه " .[/color][/font][/b]
[color=#000000][b][u][font=traditional arabic]وليعلم أن الأمر بهذه الخصال في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مما يوجب صعوبة على كثير من النفوس ؛ فيظن أنه بذلك يسقط عنه فيدعه[/font][/u][/b][b][font=traditional arabic] ؛[/font][/b][/color]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]وذلك مما يضره أكثر مما يضره الأمر بدون هذه الخصال أو أقل ؛ فإن ترك الأمر الواجب معصية ،[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]فالمنتقل من معصية إلى معصية أكبر منها كالمستجير من الرمضاء بالنار ،[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]والمنتقل من معصية إلى معصية كالمنتقل من دين باطل إلى دين باطل ؛[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]وقد يكون الثاني شرا من الأول ، وقد يكون دونه ؛ وقد يكونان سواء ؛[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]فهكذا تجد المقصر في الأمر والنهي ، والمعتدي فيه ،[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]قد يكون ذنب هذا أعظم ، وقد يكون ذنب هذا أعظم ؛ وقد يكونان سواء .) اهـ[/color][/font][/b][/center]


[center][b][color=blue][font=traditional arabic]وأما الكلام على حكم قطع صيام التطوع بغير عذر ،[/font][/color][/b]
[b][color=blue][font=traditional arabic]فمرتب على خلاف العلماء في حكم قطع النوافل ، صلاة كانت أو صياما ،[/font][/color][/b]
[b][u][color=blue][font=traditional arabic]ومحل نزاع العلماء رحمهم الله في هذه المسألة[/font][/color][/u][/b][b][color=blue][font=traditional arabic] إنما هو في قطع نافلة الصلاة والصيام بعد الشروع فيها [/font][/color][/b][/center]

[center][b][font=traditional arabic][color=#000000]فخرج بقولنا : " نافلة الصلاة والصيام " نافلة الحج والعمرة ؛ [/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]فقد أجمع العلماء على أن من شرع فيها لزمه الأداء ، [/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]وأن من أفسدها فعليه إتمام ما أفسد منهما والقضاء ،[/color][/font][/b][/center]

[center][color=#000000][b][font=traditional arabic]قال الحافظ ابن كثير رحمه الله عند تفسير قوله تعالى " وأتموا الحج والعمرة لله " [/font][/b][b][font=traditional arabic][font=times new roman]:[/font][/font][/b][/color]
[color=#000000][b][font=traditional arabic][font=times new roman])[/font][/font][/b][b][font=traditional arabic]اتفق العلماء على أن الشروع في الحج والعمرة مُلْزِم ،[/font][/b][/color]
[color=#000000][b][font=traditional arabic]سواء قيل بوجوب العمرة أو استحبابها ، كما هما قولان للعلماء [/font][/b][b][font=traditional arabic][font=times new roman]( [/font][/font][/b][b][font=traditional arabic]اهـ[/font][/b][/color][/center]

[center][b][font=traditional arabic][color=#000000]وقال ابن عبد البر رحمه الله في " التمهيد " :[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]( وأجمعوا على أن من أنشأ حجا أو عمرة ، من صَرورَةٍ أو غيره ، ثم عرض له ما أفسدهما ، [/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]فعليه إتمام ما أفسد منهما ثم يقضي ) اهـ[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]والصَرورة : هو الرجل الذي لم يحج قط ، يعني بذلك المفترض ، [/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]وقوله : " أو غيره " : يعني به المتنفل ،[/color][/font][/b][/center]

[center][b][font=traditional arabic][color=#000000]وخرج بقولنا : " بعد الشروع فيها " الإلزام بالنافلة قبل الشروع فيها ، فإنه لا يلزم اتفاقا .[/color][/font][/b][/center]

[center][b][color=blue][font=traditional arabic]وليُعلم أن الخلاف في نافلة الصيام مركب من ثلاثة مسائل :[/font][/color][/b]
[b][color=blue][font=traditional arabic]فأما الأولى : فحكم إتمامها بعد الشروع في أدائها ، [/font][/color][/b]
[b][color=blue][font=traditional arabic]وأما الثانية : فحكم قطعها وإفسادها ،[/font][/color][/b]
[b][color=blue][font=traditional arabic]وأما الثالثة : فحكم قضائها بعد إفسادها ،[/font][/color][/b][/center]

[center][b][font=traditional arabic][color=#000000]فمالك وأبو حنيفة على وجوب إتمامها ، وتحريم قطع أدائها ، مع لزوم قضائها بعد إفسادها ، [/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]إلا أن المنع من قطع الأداء مع إثبات القضاء عند المالكية إذا أفطر فطرا عمدا حراما بغير عذر ،[/color][/font][/b]
[color=#000000][b][font=traditional arabic]فخرج بالعمد النسيان والإكراه ، وبالحرام غيره ، كالفطر لحيض ونحوه [/font][/b][b][font=traditional arabic]،[/font][/b][/color]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]كما في " شرح مختصر خليل " للخرشي[/color][/font][/b]
[color=#000000][b][font=traditional arabic]وأما الأحناف فاختلفوا في [/font][/b][b][font=traditional arabic]حكم قطعها ، وظاهر الرواية أنه لا يُباح إلا بعذر ،[/font][/b][/color]
[b][color=black][font=traditional arabic]وأجمعوا على وجوب قضائها بعد إفسادها عن قصد أو غير قصد ، كحيض ونحوه ،[/font][/color][/b]
[b][color=black][font=traditional arabic]كما في " فتح القدير " لابن الهُمام[/font][/color][/b][/center]

[center][b][color=black][font=traditional arabic]وذهب الشافعي وأحمد وإسحاق إلى استحباب إتمامها ، وكراهة قطعها بغير عذر ،[/font][/color][/b]
[b][color=black][font=traditional arabic]واستحباب قضائها بعد إفسادها ، [/font][/color][/b]
[b][color=black][font=traditional arabic]من غير إلزام بالإتمام ، ولا تحريم للقطع ، ولا وجوب للقضاء ،[/font][/color][/b][/center]

[center][b][color=#3366ff][font=traditional arabic]قال ابن حجر رحمه الله في " الفتح " :[/font][/color][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]( وهو قول الجمهور ، ولم يجعلوا عليه قضاء إلا أنه يستحب له ذلك ) [/color][/font][/b][/center]

[center][b][color=#3366ff][font=traditional arabic]وقال النووي رحمه الله في " شرح مسلم " :[/font][/color][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]( وممن قال بهذا جماعة من الصحابة وأحمد وإسحاق وآخرون ، [/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]ولكنهم كلهم والشافعي معهم متفقون على استحباب إتمامه . )[/color][/font][/b][/center]

[center][b][font=traditional arabic][color=#000000]قال الفقير إلى عفو ربه : [/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]وقول الجمهور القائلين بجواز قطع نافلة الصيام من غير إيجاب لقضائها هو الراجح ،[/color][/font][/b]
[color=#000000][b][font=traditional arabic]ولذا أفتى به علماء اللجنة الدائمة – أدام الله نفعها – في الفتوى رقم ([/font][/b][b][font=traditional arabic]10195[/font][/b][b][font=traditional arabic]) فقالوا :[/font][/b][/color]
[color=#000000][b][font=traditional arabic]( يجوز للصائم نفلاً أن يفطر[/font][/b][b][font=traditional arabic]أثناء الصيام ولا قضاء عليه ؛[/font][/b][/color]
[color=#000000][b][font=traditional arabic]لأن الصائم تطوعاً مخير فيه قبل الشروع فكان[/font][/b][b][font=traditional arabic]مخيراً فيه بعده .)[/font][/b][/color][/center]

[center][b][color=blue][font=traditional arabic]وعمدة ما استدل به المالكية والأحناف في هذه المسألة يرجع إلى الكتاب والسنة والقياس ،[/font][/color][/b]
[b][color=blue][font=traditional arabic]فأما الكتاب فبقوله تعالى : " ولا تبطلوا أعمالكم "[/font][/color][/b][/center]

[center][color=#000000][b][font=traditional arabic]قال الإمام السيوطي رحمه الله في : [/font][/b][b][font=traditional arabic][font=times new roman]" [/font][/font][/b][b][font=traditional arabic]الإكليل في استنباط التنزيل [/font][/b][b][font=traditional arabic][font=times new roman]"[/font][/font][/b][/color]
[color=#000000][b][font=traditional arabic][font=times new roman]) [/font][/font][/b][b][font=traditional arabic]استدل به من قال بمنع قطع الأعمال ، فرائض كانت أو نوافل ، صلاة أو صياما [/font][/b][b][font=traditional arabic][font=times new roman]([/font][/font][/b][/color][/center]

[center][b][font=traditional arabic][color=#000000]قالوا : ووجه الاستدلال من هذه الآية أنها دلت على أن إبطال العبادة حرام ، [/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]فيجب صيانتها وعدم إبطالها ، وهذا بلزوم المُضِي فيها وإتمامها ،[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]فإذا أفسدها فقد أفسد عبادة واجبة الأداء ، فنُلزمه حينئذ بالقضاء .[/color][/font][/b][/center]

[center][b][color=blue][font=traditional arabic]وأما السنة ف[/font][/color][/b][b][color=blue][font=traditional arabic]استدلوا بما رواه أبو داود والترمذي من حديث عائشة رضي الله عنها قالت :[/font][/color][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]" كنت أنا وحفصة صائمتين ، فعرض لنا طعام اشتهيناه ، فأكلنا منه ،[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فبدرتني إليه حفصة -وكانت ابنة أبيها-[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]فقالت : يا رسول الله إنا كنا صائمتين ، فعرض لنا طعام اشتهيناه فأكلنا منه ،[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]فقال : [u]اقضيا يوماً آخر مكانه[/u] "[/color][/font][/b][/center]

[center][b][color=blue][font=traditional arabic]وأما القياس فعلى الحج والعمرة النفلين ، [/font][/color][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]حيث يلزم إتمامهما بعد الشروع فيهما ، ولا يجوز قطعهما ، ويجب قضائهما بعد إفسادهما بالإجماع ،[/color][/font][/b][/center]


[center][b][color=blue][font=traditional arabic]ثم إن الجمهور قد ناقشوا هذه الأدلة وأجابوا عنها :[/font][/color][/b]
[b][color=blue][font=traditional arabic]فأما استدلالهم بقوله تعالى : " ولا تبطلوا أعمالكم "[/font][/color][/b][/center]

[center][color=#000000][b][font=traditional arabic]فأجاب الشافعية رحمهم الله ومن تابعهم : [/font][/b][/color]
[color=#000000][b][font=traditional arabic]بأن المراد بذلك إبطال ثواب العمل المفروض ، وذلك العمل المفروض يُنهى الرجل عن إحباط ثوابه [/font][/b][/color]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]فأما ما كان نفلا فلا ، فإنه ليس واجبا عليه . ) [/color][/font][/b]
[color=#000000][b][u][font=traditional arabic]ذكره الكيا الهرّاس الشافعي رحمه الله[/font][/u][/b][b][font=traditional arabic] في [/font][/b][b][font=traditional arabic]"[/font][/b][b][font=traditional arabic]أحكام القرآن "[/font][/b][/color][/center]

[center][b][font=traditional arabic][color=#000000]قالوا : وغاية ما يُستدل عليه من الآية كراهة قطع النافلة من غير عذر ، واستحباب إتمامها ،[/color][/font][/b]
[color=#000000][b][font=traditional arabic]قال العلامة السعدي الحنبلي رحمه الله في تفسيره [/font][/b][b][font=traditional arabic][font=times new roman]:[/font][/font][/b][/color]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]( ويستدل الفقهاء بهذه الآية على تحريم قطع الفرض ،[/color][/font][/b]
[color=#000000][b][font=traditional arabic]وكراهة قطع النفل من غير موجب لذلك ،[/font][/b][/color]
[color=#000000][b][font=traditional arabic]وإذا كان الله قد نهى عن إبطال الأعمال ، فهو أمر بإصلاحها وإكمالها وإتمامها ،[/font][/b][/color]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]والإتيان بها على الوجه الذي تصلح به علما وعملا ) اهـ[/color][/font][/b][/center]

[center][b][font=traditional arabic][color=#000000]فأجابهم المالكية رحمهم الله ومن تابعهم بقولهم :[/color][/font][/b]
[color=#000000][b][font=traditional arabic]إنما يكون ذلك قبل الشروع في الفعل ، فإذا شرع لزمه ، كالشروع في المعاملات ،[/font][/b][/color]
[color=#000000][b][font=traditional arabic]الثاني [/font][/b][b][font=traditional arabic]:[/font][/b][b][font=traditional arabic]أنه لا تكون عبادة ببعض ركعة ، ولا ببعض يوم في صوم ؟ ؛[/font][/b][/color]
[color=#000000][b][font=traditional arabic]فإذا قطع في بعض الركعة ، أو في بعض اليوم ،[/font][/b][/color]
[color=#000000][b][font=traditional arabic]فإن قال [/font][/b][b][font=traditional arabic]:[/font][/b][b][font=traditional arabic]إنه يعقد به ، فقد ناقض الإجماع ، وإن قال [/font][/b][b][font=traditional arabic]:[/font][/b][b][font=traditional arabic]إنه ليس بشيء فقد نقض الإلزام .)[/font][/b][/color]
[color=#000000][b][u][font=traditional arabic]ذكره ابن العربي المالكي رحمه الله[/font][/u][/b][b][font=traditional arabic] في [/font][/b][b][font=traditional arabic]"[/font][/b][b][font=traditional arabic]أحكام القرآن[/font][/b][b][font=traditional arabic]"[/font][/b][/color][/center]

[center][b][color=blue][font=traditional arabic]قال ابن عبد البر المالكي رحمه الله ردا على استدلالهم :[/font][/color][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000](ومن احتج في هذا بقوله تعالى ( ولا تبطلوا أعمالكم ) فهو جاهل بأقوال أهل العلم ،[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]فإن الأكثر على أن المراد بذلك النهي عن الرياء ،[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]كأنه قال : لا تبطلوا أعمالكم بالرياء بل أخلصوها لله ،[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]وقال آخرون : لا تبطلوا أعمالكم بارتكاب الكبائر ،[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]ولو كان المراد بذلك النهي عن إبطال ما لم يفرضه الله عليه ولا أوجب على نفسه بنذر وغيره[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]لامتنع عليه الإفطار إلا بما يبيح الفطر من الصوم الواجب ، وهم لا يقولون بذلك والله أعلم .) اهـ[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]نقله ابن حجر رحمه الله في " الفتح " [/color][/font][/b][/center]

[center][color=#000000][b][font=traditional arabic]فرد المانعون [/font][/b][b][font=traditional arabic]من قطع النافلة[/font][/b][b][font=traditional arabic]بأن العبرة بعموم لفظها لا بخصوص سببها ،[/font][/b][/color]
[color=#000000][b][font=traditional arabic]وقد أشار الإمام الشوكاني رحمه الله في [/font][/b][b][font=traditional arabic][font=times new roman]" [/font][/font][/b][b][font=traditional arabic]فتح القدير [/font][/b][b][font=traditional arabic][font=times new roman]" [/font][/font][/b][b][font=traditional arabic]إلى هذا العموم فقال [/font][/b][b][font=traditional arabic][font=times new roman]:[/font][/font][/b][/color]
[color=#000000][b][font=traditional arabic][font=times new roman])[/font][/font][/b][b][font=traditional arabic]والظاهر النهي عن كل سبب من الأسباب التي توصل إلى بطلان الأعمال ،[/font][/b][/color]
[color=#000000][b][font=traditional arabic]كائنا ما كان من غير تخصيص بنوع معين [/font][/b][b][font=traditional arabic][font=times new roman]([/font][/font][/b][/color][/center]

[center][b][u][color=blue][font=traditional arabic]قال الكيا الهرّاس الشافعي رحمه الله[/font][/color][/u][/b][b][color=blue][font=traditional arabic] في [/font][/color][/b][b][color=blue][font=traditional arabic]"[/font][/color][/b][b][color=blue][font=traditional arabic]أحكام القرآن " :[/font][/color][/b][/center]

[center][color=#000000][b][font=traditional arabic]( فإن زعموا أن اللفظ عام ، قلنا[/font][/b][b][font=traditional arabic][font=times new roman] :[/font][/font][/b][b][font=traditional arabic]العام يجوز تخصيصه ،[/font][/b][/color]
[color=#000000][b][font=traditional arabic]ووجه تخصيصه أن الفعل تطوع ، والتطوع يقتضي تخييرا . )[/font][/b][/color][/center]

[center][b][color=blue][font=traditional arabic]وقال ابن المُنيِّر رحمه الله :[/font][/color][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]( ليس في تحريم الأكل في صورة النفل من غير عذر إلا الأدلة العامة ، [/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]كقوله تعالى : ( ولا تبطلوا أعمالكم ) ، إلا أن الخاص يقدم على العام ، [u]كحديث سلمان[/u] .)[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]نقله الحافظ في " الفتح " [/color][/font][/b][/center]

[center][b][color=blue][font=traditional arabic]وحديث سلمان هذا رواه البخاري [/font][/color][/b][b][color=blue][font=traditional arabic]في صحيحه عن عون بن أبي جُحيفة عن أبيه قال :[/font][/color][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]( آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين سلمان وأبي الدرداء ، فزار سلمان أبا الدرداء ،[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]فرأى أم الدرداء متبذلة فقال لها : ما شأنك ، قالت : أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا ، فجاء أبو الدرداء فصنع له طعاما فقال : كل ، قال : فإني صائم ، قال : ما أنا بآكل حتى تأكل ،[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]قال : فأكل ، فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم قال : نم فنام ،[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]ثم ذهب يقوم فقال : نم ، فلما كان من آخر الليل قال : سلمان قم الآن ، فصليا ،[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]فقال له سلمان : إن لربك عليك حقا ولنفسك عليك حقا ولأهلك عليك حقا ،[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]فأعط كل ذي حق حقه ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له ،[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]فقال النبي صلى الله عليه وسلم : صدق سلمان .[/color][/font][/b][/center]

[center][b][color=blue][font=traditional arabic]وهذا بوب عليه البخاري بقوله :[/font][/color][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]( باب من أقسم على أخيه ليفطر في التطوع ولم ير عليه قضاء إذا كان أوفق له )[/color][/font][/b][/center]

[center][b][font=traditional arabic][color=#000000]قال ابن حجر رحمه الله في بيان وجه استدلال البخاري رحمه الله بالحديث :[/color][/font][/b]
[color=#000000][b][font=traditional arabic]( ولو كان القضاء واجبا لبينه له مع حاجته إلى البيان . )[/font][/b][/color][/center]

[center][b][color=blue][font=traditional arabic]وقال رحمه الله في " الفتح " : [/font][/color][/b]
[b][color=black][font=traditional arabic]( ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم صوب فعل أبي الدرداء ،[/font][/color][/b]
[b][color=black][font=traditional arabic]فترقى عن مذهب الصحابي إلى نص الرسول صلى الله عليه وسلم . )[/font][/color][/b][/center]

[center][b][color=blue][font=traditional arabic]قال الفقير إلى عفو ربه :[/font][/color][/b]
[b][color=blue][font=traditional arabic]ومن النصوص الخاصة القاضية على عموم قوله تعالى : " ولا تبطلوا أعمالكم " [/font][/color][/b]
[b][color=blue][font=traditional arabic]ما رواه مسلم عن طلحة بن يحيى عن عمته عائشة بنت طلحة [/font][/color][/b]
[b][color=blue][font=traditional arabic]عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت :[/font][/color][/b]
[b][color=black][font=traditional arabic]قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم : يا عائشة ، هل عندكم شيء ؟ [/font][/color][/b]
[b][color=black][font=traditional arabic]قالت : فقلت : يا رسول الله ، ما عندنا شيء ، قال : فإني صائم ، [/font][/color][/b]
[b][color=black][font=traditional arabic]قالت : فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأهديت لنا هدية أو جاءنا زَوْرٌ ، [/font][/color][/b]
[b][color=black][font=traditional arabic]قالت : فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت : يا رسول الله ، [/font][/color][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]أهديت لنا هدية أو جاءنا زَوْرٌ وقد خبأت لك شيئا ، قال : ما هو ، قلت : حَيْس ، قال : هاتيه ، [/color][/font][/b]
[b][color=black][font=traditional arabic]فجئت به فأكل ، ثم قال : قد كنت أصبحت صائما .[/font][/color][/b][/center]

[center][b][color=black][font=traditional arabic]قال طلحة : فحدثت مجاهدا بهذا الحديث فقال : [/font][/color][/b]
[b][color=black][font=traditional arabic]ذاك بمنزلة الرجل يخرج الصدقة من ماله ، فإن شاء أمضاها ، وإن شاء أمسكها .[/font][/color][/b][/center]

[center][b][color=black][font=traditional arabic]وفي رواية لمسلم قالت عائشة رضي الله عنها :[/font][/color][/b]
[b][color=black][font=traditional arabic]دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال : هل عندكم شيء ؟ ، فقلنا : لا ،[/font][/color][/b]
[b][color=black][font=traditional arabic]قال : فإني إذن صائم ، ثم أتانا يوما آخر فقلنا : يا رسول الله أهدي لنا حيس ، [/font][/color][/b]
[b][color=black][font=traditional arabic]فقال : أرينيه فلقد أصبحت صائما ، فأكل .[/font][/color][/b][/center]

[center][b][font=traditional arabic][color=#000000]زاد النسائي بإسناد حسنه الألباني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]" إنما مثل صوم التطوع مثل الرجل يخرج من ماله الصدقة ، فإن شاء أمضاها، وإن شاء حبسها "[/color][/font][/b][/center]

[center][b][color=blue][font=traditional arabic]بوب الإمام النووي رحمه الله على هاتين الروايتين بقوله : [/font][/color][/b]
[b][color=black][font=traditional arabic]( باب جواز صوم النافلة بنية من النهار قبل الزوال ، وجواز فطر الصائم نفلا من غير عذر )[/font][/color][/b][/center]

[center][b][color=blue][font=traditional arabic]ثم قال رحمه الله في " شرح مسلم " :[/font][/color][/b][/center]

[center][b][color=black][font=traditional arabic]( وهاتان الروايتان هما حديث واحد ، والثانية مفسرة للأولى ، [/font][/color][/b]
[b][color=black][font=traditional arabic]ومبينة أن القصة في الرواية الأولى كانت في يومين لا في يوم واحد ، [/font][/color][/b]
[b][color=black][font=traditional arabic]كذا قاله القاضي وغيره ، وهو ظاهر . ) [/font][/color][/b][/center]

[center][b][color=blue][font=traditional arabic]ثم قال رحمه الله :[/font][/color][/b]
[b][u][color=black][font=traditional arabic](وفي الرواية الثانية التصريح بالدلالة لمذهب الشافعي وموافقيه في أن صوم النافلة يجوز قطعه[/font][/color][/u][/b][b][color=black][font=traditional arabic] ، [/font][/color][/b]
[b][color=black][font=traditional arabic]والأكل في أثناء النهار ، ويبطل الصوم لأنه نفل ، [/font][/color][/b]
[b][color=black][font=traditional arabic]فهو إلى خيرة الإنسان في الابتداء ، وكذا في الدوام ، [/font][/color][/b]
[b][color=black][font=traditional arabic]وممن قال بهذا جماعة من الصحابة وأحمد وإسحاق وآخرون ، [/font][/color][/b]
[b][u][color=black][font=traditional arabic]ولكنهم كلهم والشافعي معهم متفقون على استحباب إتمامه[/font][/color][/u][/b][b][color=black][font=traditional arabic] ، [/font][/color][/b]
[b][color=black][font=traditional arabic]وقال أبو حنيفة ومالك : لا يجوز قطعه ويأثم بذلك ، وبه قال الحسن البصري ومكحول والنخعي ،[/font][/color][/b]
[b][color=black][font=traditional arabic]وأوجبوا قضاءه على من أفطر بلا عذر ، [/font][/color][/b]
[b][color=black][font=traditional arabic]قال ابن عبد البر : وأجمعوا على ألا قضاء على من أفطره بعذر . والله أعلم .) اهـ[/font][/color][/b][/center]

[center][b][color=blue][font=traditional arabic]ومنها ما رواه الترمذي بإسناد صحيح من حديث أم هانيء رضي الله عنها [/font][/color][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها فدعى بشراب فشرب ، ثم ناولها فشربت ، [/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]فقالت : يا رسول الله ، أما إني كنت صائمة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :[/color][/font][/b]
[color=#000000][b][font=traditional arabic]" [u]الصائم المتطوع أمين نفسه ، إن شاء صام ، وإن شاء أفطر[/u][/font][/b][b][font=traditional arabic] "[/font][/b][/color][/center]

[center][b][color=blue][font=traditional arabic]وفي رواية أبي داود لهذا الحديث بإسناد صحيح قالت أم هانئ رضي الله عنها : [/font][/color][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]لما كان يوم الفتح فتح مكة جاءت فاطمة ، [/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]فجلست عن يسار رسول الله صلى الله عليه وسلم وأم هانئ عن يمينه ، [/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]قالت : فجاءت الوليدة بإناء فيه شراب فناولته ، فشرب منه ، ثم ناول أم هانئ فشربت منه ، [/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]قالت : يا رسول الله ، لقد أفطرت وكنت صائمة ، [/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]فقال لها : أكنت تقضين شيئا ؟ قالت: لا. قال : [u]فلا يضرك إن كان تطوعا[/u].[/color][/font][/b][/center]

[center][b][color=blue][font=traditional arabic]ومنها ما رواه البيهقي بإسناد حسنه الحافظ في " الفتح " من حديث أبي سعيد قال :[/font][/color][/b]
[b][color=black][font=traditional arabic]" صنعت للنبي صلى الله عليه وسلم طعاما ،فلما وُضع قال رجل : أنا صائم ، [/font][/color][/b]
[b][color=black][font=traditional arabic]فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : دعاك أخوك وتكلف لك ، [u]أفطر وصم مكانه إن شئت[/u] "[/font][/color][/b][/center]

[center][b][color=blue][font=traditional arabic]قال الحافظ في " الفتح " :[/font][/color][/b]
[b][color=black][font=traditional arabic]( وهو دال على عدم الإيجاب . ) اهـ[/font][/color][/b][/center]

[center][b][color=blue][font=traditional arabic]قال المجيزون لقطع نافلة الصيام : وأما حديث عائشة الذي استدلوا به ، [/font][/color][/b]
[b][color=blue][font=traditional arabic]في صيامها هي وحفصة وإفطارهما وأمر النبي صلى الله عليه وسلم لهما بالقضاء فحديث ضعيف ،[/font][/color][/b][/center]

[center][b][color=blue][font=traditional arabic]قال البيهقي رحمه الله في " السنن الكبرى " ( 4/280 ) :[/font][/color][/b]
[b][color=black][font=traditional arabic]( قال أبو عيسى الترمذي : سألت محمد بن اسمعيل البخاري عن هذا الحديث فقال :[/font][/color][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]لا يصح حديث الزهري عن عروة عن عائشة ) اهـ[/color][/font][/b][/center]

[center][b][color=blue][font=traditional arabic]وقال الحافظ ابن حجر في " الفتح " :[/font][/color][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000](وقال النسائي : هذا خطأ ؛ [/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]وقال ابن عيينة في روايته : سئل الزهري عنه أهو عن عروة ؟ فقال لا .[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]وقال الخلال : اتفق الثقات على إرساله ، وشذ من وصله ،[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]وتوارد الحفاظ على الحكم بضعف حديث عائشة هذا . ) اهـ[/color][/font][/b][/center]

[center][b][color=blue][font=traditional arabic]وقد مال ابن القيم رحمه الله إلى أن هذا الحديث محفوظ في " تهذيب السنن "[/font][/color][/b]
[b][color=blue][font=traditional arabic]قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في " الفتح " : [/font][/color][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]( وعلى تقدير أن يكون محفوظا ، [/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]فقد صح عن عائشة أنه صلى الله عليه وسلم كان يفطر من صوم التطوع ،[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]كما تقدمت الإشارة إليه في " باب من نوى بالنهار صوما "[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]وزاد فيه بعضهم : " فأكل ثم قال : لكن أصوم يوما مكانه "[/color][/font][/b]
[b][color=black][font=traditional arabic]وقد ضعف النسائي هذه الزيادة وحكم بخطئها ،[/font][/color][/b]
[b][color=black][font=traditional arabic]وعلى تقدير الصحة فيجمع بينهما بحمل الأمر بالقضاء على الندب .) اهـ[/font][/color][/b][/center]


[center][b][color=blue][font=traditional arabic]وأما استدلال المانعين بقياس نافلة الصيام على نافلة الحج والعمرة في لزوم إتمامها بعد الشروع فيها ،[/font][/color][/b]
[b][color=blue][font=traditional arabic]وعدم جواز قطعها ، مع وجوب قضائها بعد إفسادها ، فرده ابن حجر رحمه الله بقوله :[/font][/color][/b][/center]

[center][color=#000000][b][font=traditional arabic]( [/font][/b][b][font=traditional arabic]وشُبِّه بمن أفسد حج التطوع فإن عليه قضاءه اتفاقا ،[/font][/b][/color]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]وتُعُقِبَ بأن الحج امتاز بأحكام لا يقاس غيره عليه فيها ،[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]فمن ذلك أن الحج يؤمر مفسده بالمضي في فاسده ، والصيام لا يؤمر مفسده بالمضي فيه فافترقا ،[/color][/font][/b]
[color=#000000][b][u][font=traditional arabic]ولأنه قياس في مقابلة النص فلا يعتبر به[/font][/u][/b][b][font=traditional arabic] . ) اهـ[/font][/b][/color][/center]


[center][b][u][font=traditional arabic][color=#000000]تنبيه على إجماعين فيهما نظر [/color][/font][/u][/b]
[b][color=blue][font=traditional arabic]أما الإجماع الأول فما نقله النووي رحمه الله عن ابن عبد البر رحمه الله في قوله :[/font][/color][/b]
[color=#000000][b][font=traditional arabic]( [/font][/b][b][color=black][font=traditional arabic]قال ابن عبد البر : وأجمعوا على ألا قضاء على [/font][/color][/b][/color][b][font=traditional arabic][color=#000000]من أفطره بعذر .)[/color][/font][/b][/center]

[center][b][font=traditional arabic][color=#000000]فهذا الإجماع نقله ابن عبد البر رحمه الله في " الاستذكار "ونص كلامه فيه :[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]( وأجمعوا أنه لا شيء على من دخل في صيام أو صلاة تطوع ، [/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]فقطعه عليه عذر من حدث أو غيره ، ولم يكن له فيه سبب ) اهـ[/color][/font][/b][/center]

[center][b][font=traditional arabic][color=#000000]وقد خالف في ذلك الأحناف رحمهم الله فأوجبوا القضاء على من أفطر بعذر أو بغير عذر ،[/color][/font][/b][/center]

[center][b][font=traditional arabic][color=#000000]ولذا قال ابن حجر رحمه الله في " الفتح " مستغربا لهذا الإجماع : [/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]( وأغرب ابن عبد البر فنقل الإجماع على عدم وجوب القضاء عمن أفسد صومه بعذر .) اهـ[/color][/font][/b][/center]

[center][b][color=blue][font=traditional arabic]وأما الإجماع الثاني فنقله ابن رشد رحمه الله في " بداية المجتهد " فقال :[/font][/color][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]( وأجمعوا على أن من خرج من صلاة التطوع فليس عليه قضاء فيما علمت .) اهـ [/color][/font][/b][/center]

[center][b][font=traditional arabic][color=#000000]وهذا الإجماع فيه نظر ؛ ذلك أن الأحناف رحمهم الله قالوا بالقضاء في قطع نافلة الصلاة ،[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]مع اختلافهم في تفاصيل هذا القضاء وصوره كما في " بدائع الصنائع للكاساني " وغيرها ،[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]وقول ابن رشد رحمه الله : " فيما علمت " [/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=#000000]مُشعر كما لا يخفى بظنية هذا الإجماع ، واحتمال وجود الخلاف .[/color][/font][/b][/center]

[center][b][font=traditional arabic][color=#000000]هذا والله تعالى أعلم بالصواب ، وإليه المرجع والمآب .[/color][/font][/b][/center]
[/center]

محبة السنة 09-06-2008 10:55 AM

[font=comic sans ms][size=5][color=blue]جـــــــــــــــــزاك الله خير شيخي الفاضل [/color][/size][/font]
[font=century gothic][color=blue][size=5][font=comic sans ms]و أسأل الله أن يخلك الجنة بدون حساب و لا سابقة عذاب[/font] [/size][/color][/font]

أم حبيبة السلفية 09-07-2008 01:15 AM

الله المستعان
 
[center][font=comic sans ms][size=5][color=purple]جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل وبارك فيكم [/color][/size][/font]
[font=comic sans ms][size=5][color=purple]ومعذرة على التدخل [/color][/size][/font]
[font=comic sans ms][size=5][color=purple]ولكن شيخنا الفاضل ذكرتم أن[/color] [/size][/font]
[font=comic sans ms][size=5][quote] [color=#0000ff]وأما ترك النهي عن المنكر بدعوى افتقاد الناهي للأسلوب الحسن فلا يجوز ،[/color][/quote][/size][/font]

[font=comic sans ms][size=5][color=purple]فهل يأثم من وقع في ذلك ؟[/color][/size][/font]
[font=comic sans ms][size=5][color=purple]وماذا يفعل من يفتقد إلى الأسلوب الحسن في النهي عن منكر ؟ فقد تشاهد موقف معين وفي الوقت نفسه قد تعجز عن أن تنهى صاحبه بمعنى أنك لاتجد ما تقوله _ حين حدوثه _ وبعد أن تدرك بعدها ماحصل تندم أنك لم تنصحه وتنهاه عما فعل . [/color][/size][/font]
[font=comic sans ms][size=5][color=purple]نرجو بارك الله فيكم افادتنا [/color][/size][/font][/center]

أبو الحارث الشافعي 09-08-2008 08:01 PM

[center][b][font=traditional arabic][color=#000000]الحمد لله ثم أما بعد ...[/color][/font][/b][/center]

[center][b][u][color=blue][font=traditional arabic]قال القرطبي رحمه الله في تفسيره :[/font][/color][/u][/b]
[b][color=black][font=traditional arabic]( قال ابن عطية رحمه الله : [/font][/color][/b]
[b][u][color=red][font=traditional arabic]والإجماع منعقد على أن النهي عن المنكر فرض لمن[/font][/color][/u][/b][b][u][color=red][font=traditional arabic]أطاقه وأمن الضرر على نفسه وعلى المسلمين[/font][/color][/u][/b][b][color=black][font=traditional arabic] ، [/font][/color][/b]
[b][color=black][font=traditional arabic]فإن خاف فينكر بقلبه [u]ويهجر ذا المنكر[/u][/font][/color][/b][b][u][color=black][font=traditional arabic]ولا يخالطه[/font][/color][/u][/b][b][color=black][font=traditional arabic] ) اهـ[/font][/color][/b][/center]

[center][b][color=black][font=traditional arabic]وعليه فمن ترك إنكار المنكر مع القدرة وأمن المفسدة فهو آثم ،[/font][/color][/b]
[b][color=black][font=traditional arabic]وعلى كل من يفتقد للأسلوب الحسن في الإنكار أن يرجع إلى أهل العلم في ذلك ،[/font][/color][/b]
[b][color=black][font=traditional arabic]فيسمع لكلامهم ، وينظر في نصائحهم وكتبهم ،[/font][/color][/b]
[b][color=black][font=traditional arabic]بعد نظره في سير الأنبياء ، والسلف الصالح من العلماء والاولياء ،[/font][/color][/b]
[b][color=black][font=traditional arabic]في طريقة إنكارهم على أصحاب المعاصي وأهل الأهواء ،[/font][/color][/b][/center]

[center][b][color=black][font=traditional arabic]وكون المرء لا يجد ما يقول في موقف معين فهذا لا يرفع عنه الحرج ،[/font][/color][/b]
[b][color=black][font=traditional arabic]فأضعف الإيمان في مرتبة الإنكار باللسان أن يقول الناهي لصاحب المنكر :[/font][/color][/b]
[font=traditional arabic][color=#000000][/color][/font]
[b][color=black][font=traditional arabic]" أما آن لك أن تترك كذا يا فلان " أو " لو عملت بطاعة الله وتركت هذا لكان خيرا لك " [/font][/color][/b][b][color=black][font=traditional arabic]أو " إن هذا الفعل لا يليق بمن هو في نبلك وأخلاقك يا فلان " أو [/font][/color][/b]
[b][color=black][font=traditional arabic]" لو انتهيتَ عن هذا لبارك الله لك في أهلك ومالك وولدك " ، [/font][/color][/b]
[font=traditional arabic][color=#000000][/color][/font]
[b][color=black][font=traditional arabic]ونحو ذلك من العبارات اللينة ، والكلمات الرقيقة الهينة ،[/font][/color][/b]
[b][color=black][font=traditional arabic]التي ترفع الحرج عن الناهي ، وتحث صاحب المنكر على ترك ما وقع فيه من المناهي ،[/font][/color][/b]
[b][color=black][font=traditional arabic][/font][/color][/b]
[b][color=black][font=traditional arabic]وقد سبق هذا المعنى في كلام ابن رجب رحمه الله حيث قال :[/font][/color][/b][/center]

[center][b][color=black][font=traditional arabic]( وبكل[/font][/color][/b][b][color=black][font=traditional arabic]حال يتعين الرفق في الإنكار ،[/font][/color][/b]

[b][color=black][font=traditional arabic]قال سفيان الثوري : لا يأمر[/font][/color][/b][b][color=black][font=traditional arabic]بالمعروف وينهى عن المنكر إلا من كان فيه خصال ثلاث[/font][/color][/b][b][color=black][font=arial] :[/font][/color][/b]
[center][b][color=black][font=traditional arabic]رفيق بما يأمر ، رفيق بما ينهى ، عدل بما يأمر ، عدل بما ينهى ، عالم[/font][/color][/b][b][color=black][font=traditional arabic]بما يأمر ، عالم بما ينهى[/font][/color][/b][b][color=black][font=arial] .[/font][/color][/b]
[b][color=black][font=traditional arabic]وقال أحمد : الناس محتاجون إلى[/font][/color][/b][b][color=black][font=traditional arabic]مداراة ورفق الأمر بالمعروف بلا غلظة ،[/font][/color][/b]
[b][color=black][font=traditional arabic]إلا رجل معلن بالفسق ، فلا حرمة له[/font][/color][/b][b][color=black][font=traditional arabic]،[/font][/color][/b]
[b][color=black][font=traditional arabic]قال : وكان أصحاب ابن مسعود إذا مروا بقوم يرون منهم ما يكرهون[/font][/color][/b][b][color=black][font=traditional arabic]،[/font][/color][/b]
[b][color=black][font=traditional arabic]يقولون : مهلا رحمكم الله ، مهلا رحمكم الله[/font][/color][/b][b][color=black][font=arial] .[/font][/color][/b]
[b][color=black][font=traditional arabic]وقال أحمد : يأمر بالرفق والخضوع ، فإن أسمعوه ما يكره لا يغضب ،[/font][/color][/b][b][color=black][font=traditional arabic]فيكون يريد ينتصر لنفسه .) [/font][/color][/b][/center]
[/center]

[center][b][font=traditional arabic][color=#000000]والله يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى سبحانه .[/color][/font][/b][/center]

أم حبيبة السلفية 09-13-2008 12:38 AM

[font=comic sans ms][size=5][color=purple][align=center]
[font=comic sans ms][size=5][color=purple]جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم [/color][/size][/font]
[/align][/color][/size][/font]


الساعة الآن 07:31 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.