منتديات الحور العين

منتديات الحور العين (http://www.hor3en.com/vb/index.php)
-   علوم الحديث والمصطلح (http://www.hor3en.com/vb/forumdisplay.php?f=235)
-   -   شرح حديث (مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن ويعمل به كالأترجة ....) (http://www.hor3en.com/vb/showthread.php?t=79672)

أم عبد الله 09-30-2010 10:49 PM

شرح حديث (مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن ويعمل به كالأترجة ....)
 
[font=traditional arabic][size=5]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته[/size][/font]

[font=arial narrow][size=6][color=#008000]مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن[/color][/size][/font]

[font=traditional arabic][size=5]عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ[b]: [color=#0000ff]([/color][/b][b][color=#0000ff]مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الأُتْرُجَّةِ؛ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ, وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ؛ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ لَا رِيحَ لَهَا وَطَعْمُهَا حُلْوٌ, وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ الرَّيْحَانَةِ؛ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ, وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ لَيْسَ لَهَا رِيحٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ)[/color] [/b][color=#ff0000](1)[/color][/size][size=5][b].[/b][/size][/font][size=5]
[/size]

[center][u]المعنى العام[/u] :[/center]



لما كان فضل القرآن عظيما عملا به وقراءة ،لدرجة قال حكيمهم :من أراد أن يسمع
الله فليقرأ القرآن ،ومن أراد أن يناجي الله فليقم إلى الصلاة ،وورد في الحديث القدسي
:[color=red]"من شغله القرآن عن ذكري وعن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين".[/color]

[color=navy]لما كان الأمر كذلك كان الناس أمام هذه السوق الأخروية أربعة أصناف،قارىء عامل[/color]
[color=navy][/color]
[color=navy]وعامل غير قارىء ،وقارىء غير عامل ،وغير قارىء وغير عامل ،والحديث يشبه[/color]
[color=navy][/color]
[color=navy]كل صنف من هذه الأصناف الأربعة بنوع من النبات تقريبا للأذهان ،وتوضيحا للمعاني ،[/color]
[color=navy][/color]
[color=navy]فالمؤمن الذي يقرأ القرآن ويعمل بما جاء فيه مثله مثل الأترجة ،الفاكهة النضرة الجميلة [/color]
[color=navy][/color]
[color=navy]الناعمة ،الصفراء اللون التي تسر الناظرين،ذات الرائحة الطيبة ،والطعم اللذيذ وذات[/color]
[color=navy][/color]
[color=navy]الفوائد الكثيرة للبدن ،فهي حسنة ظاهرا وباطنا نافعة لمن يتناولها ولمن يقرب منه [/color]
[color=navy][/color]
[color=navy]فيراها أو يشمها ،وكذلك قارىء القرآن العامل به ،حسن الظاهر والباطن ،نافع نفسه ونافع[/color]
[color=navy][/color]
[color=navy]من يسمعه أو يراه ،والمؤمن الذي يعمل بما جاء به القرآن ولا يقرؤه مثله مثل التمرة[/color]
[color=navy][/color]
[color=navy]حلوة في حقيقة طعمها ،نافعة لآكلها ،لكنها لا تنفع من بجواره ،لأنها لا رائحة لها،[/color]
[color=navy]ولا متعة في منظرها[/color].

والمنافق الذي يقرأ القرآن خبيث الباطن قبيح الظاهر مثله مثل الحنظلة لا تعجب متناولها
ولا يتمتع بها من يجاوره ،لأن طعمها مر أو خبيث ،وريحها قبيح .

[color=red]جعلنا الله من المؤمنين القارئين العاملين اللهم آمين.[/color]

المباحث العربية :
(كالأترجة ):فاكهة شبية بالبرتقال إلا إنها أكبر ولونها يميل إلى الصفرة أكبر.

(طعمها طيب وريحها طيب):ربط الطعم في الحالات الأربع بصفة الإيمان ،وربط
الريح بالقراءة .

(طعمها مر أو خبيث)شك من الراوي.

شرح الحديث من كتاب المنهل الحديث للدكتور:موسى شاهين لاشين رحمه الله.

[font=traditional arabic][size=5]ـــــــــــ
[/size][b][size=4][color=#ff0000](1) [/color][/size][/b][size=4]صحيح البخاري، برقم: (5427)، واللفظ له، وصحيح مسلم، برقم: (797).[/size][/font]

أم عبد الله 09-30-2010 10:52 PM

[size=5][font=traditional arabic][color=#800000]شرح المفردات[/color][color=#ff0000](2)[/color][b]: [/b][/font]

[font=traditional arabic][b][color=#0000ff][b][font=traditional arabic](الأُتْرُجَّةِ[/font][/b][/color][font=traditional arabic][color=#0000ff])[/color] ثمر شبه التفاحة، وهي بِضَمِّ الْهَمْزَة وَالرَّاء بَيْنهمَا مُثَنَّاة سَاكِنَة وَآخِره جِيم ثَقِيلَة, وَقَدْ تُخَفَّف. وَيُزَاد قَبْلهَا نُون سَاكِنَة, وَيُقَال بِحَذْفِ الْأَلِف مَعَ الْوَجْهَيْنِ فَتِلْكَ أَرْبَع لُغَات وَتَبْلُغ مَعَ التَّخْفِيف إِلَى ثَمَانِيَة. وهي من أحسن الثمار الشجرية وأنفسها عند العرب.[/font][/b][/font]

[/size][font=traditional arabic][size=5][b][b][font=traditional arabic][color=#0000ff](الريحانة)[/color][/font][/b][font=traditional arabic]كل بقلة طيبة الريح, وهو ما يستراح إليه.[/font][font=traditional arabic] وقيل: هي كل نبت طيب الريح من أنواع المشموم. [/font][/b][/size][/font][size=5]

[/size][font=traditional arabic][size=5][b][b][font=traditional arabic][color=#0000ff](الحنظلة)[/color][/font][/b][font=traditional arabic]نبا ت ثمرته في حجم البرتقالة ولونها، فيها لب شديد المرارة، ويمتد على الأرض كالبطيخ وثمره يشبه ثمر البطيخ, لكنه أصغر منه جداً, ويضرب المثل بمرارته. [/font][/b][/size][/font][size=5]


[/size][font=traditional arabic][size=5][b][color=#800000][b][font=traditional arabic]شرح الحديث[font=traditional arabic]: [/font][/font][/b][/color][/b][/size][/font][size=5]

[/size][font=traditional arabic][size=5][b][font=traditional arabic]قال ابن حجر:قوله: [/font][font=traditional arabic][b][color=#0000ff](طَعْمهَا طَيِّب وَرِيحهَا طَيِّب)[/color][/b][/font][font=traditional arabic] قِيلَ: خَصَّ صِفَة الْإِيمَان بِالطَّعْمِ, وَصِفَة التِّلَاوَة بِالرِّيحِ؛ لِأَنَّ الْإِيمَان أَلْزَم لِلْمُؤْمِنِ مِن الْقُرْآن؛ إِذْ يُمْكِن حُصُول الْإِيمَان بِدُونِ الْقِرَاءَة, وَكَذَلِكَ الطَّعْم أَلْزَم لِلْجَوْهَرِ مِن الرِّيح؛ فَقَدْ يَذْهَب رِيح الْجَوْهَر وَيَبْقَى طَعْمه.[/font][/b][/size][/font][size=5]

[/size][font=traditional arabic][size=5][b][font=traditional arabic]ثُمَّ قِيلَ: الْحِكْمَة فِي تَخْصِيص الْأُتْرُجَّة بِالتَّمْثِيلِ دُون غَيْرهَا مِن الْفَاكِهَة الَّتِي تَجْمَع طِيب الطَّعْم وَالرِّيح كَالتُّفَّاحَةِ؛ لِأَنَّهُ يُتَدَاوَى بِقِشْرِهَا وَهُوَ مُفْرِح بِالْخَاصِّيَّةِ, وَيُسْتَخْرَج مِنْ حَبِّهَا دُهْن لَهُ مَنَافِع.

وَقِيلَ: إِنَّ الْجِنّ لَا تَقْرَب الْبَيْت الَّذِي فِيهِ الْأُتْرُجّ فَنَاسَبَ أَنْ يُمَثِّلَ بِهِ الْقُرْآن الَّذِي لَا تَقْرَبهُ الشَّيَاطِين, وَغِلَاف حَبّه أَبْيَض فَيُنَاسِب قَلْب الْمُؤْمِن, وَفِيهَا أَيْضًا مِن الْمَزَايَا كِبْر جُرْمهَا وَحُسْن مَنْظَرهَا وَتَفْرِيح لَوْنهَا وَلِين مَلْمَسهَا, وَفِي أَكْلهَا مَعَ الِالْتِذَاذ طِيب نَكْهَة وَدِبَاغ مَعِدَة وَجَوْدَة هَضْمٍ, وَلَهَا مَنَافِع أُخْرَى مَذْكُورَة فِي الْمُفْرَدَات[/font][font=traditional arabic][font=traditional arabic][color=#ff0000](3)[/color][/font][/font][font=traditional arabic].[/font][/b][/size][/font][size=5]

[/size][font=traditional arabic][size=5][b][font=traditional arabic]وقال بن بطال: "معنى هذا الباب أن قراءة الفاجر والمنافق لا ترتفع إلى الله ولا تزكو عنده, وإنما يزكو عنده ما أريد به وجهه, وكان عن نية التقرب إليه, وشبهه بالريحانة حين لم ينتفع ببركة القرآن, ولم يفز بحلاوة أجره, فلم يجاوز الطيب موضع الصوت وهو الحلق,ولا اتصل بالقلب, وهؤلاء هم الذين يمرقون من الدين"[/font][font=traditional arabic][font=traditional arabic][color=#ff0000](4)[/color][/font][/font][font=traditional arabic].

[/font][/b][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][b][font=traditional arabic]وقال العيني: "اعلم أن هذا التشبيه والتمثيل في الحقيقة وصف اشتمل على معنى معقول صرف لا يبرزه عن مكنونه إلا تصويره بالمحسوس المشاهد, ثم إن كلام الله المجيد له تأثير في باطن العبد وظاهره, وإن العباد متفاوتون في ذلك, فمنهم من له النصيب الأوفر من ذلك التأثير, وهو المؤمن القارئ ومنهم من لا نصيب له البتة وهو المنافق الحقيقي, ومنهم من تأثر ظاهره دون باطنه وهو المرائي, أو بالعكس وهو المؤمن الذي لم يقرأه, وإبراز هذه المعاني وتصويرها في المحسوسات ما هو مذكور في الحديث, ولم يجد ما يوافقها ويلائمها أقرب ولا أحسن ولا أجمع من ذلك؛ لأن المشبهات والمشبه بها واردة على التقسيم الحاضر؛ لأن الناس إما مؤمن أو غير مؤمن, والثاني إما منافق صرف أو ملحق به, والأول إما مواظب عليها, فعلى هذا قس الأثمار المشبه بها, ووجه التشبيه في المذكورات مركب منتزع من أمرين محسوسين طعم وريح, وقد ضرب رسول الله عليه الصلاة والسلام المثل بما تنبته الأرض ويخرجه الشجر للمشابهة التي بينها وبين الأعمال؛

فإنها من ثمرات النفوس فخص ما يخرجه الشجر من الأترجة والتمر بالمؤمن, وبما تنبته الأرض من الحنظلة والريحانة بالمنافق, تنبيهًا على علو شأن المؤمن وارتفاع علمه ودوام ذلك, وتوقيفًا على ضعة شأن المنافق وإحباط عمله وقلة جدواه"[/font][font=traditional arabic][font=traditional arabic][color=#ff0000](5)[/color][/font][/font][font=traditional arabic].[/font][/b][/size][/font][size=5]
[/size][font=traditional arabic][size=5][b][color=#800000][b][font=traditional arabic]

من فوائد الحديث[/font][/b][font=traditional arabic]:[/font][/color][/b][/size][/font][size=5]

[/size][font=traditional arabic][size=5][b][font=traditional arabic]1-[/font][font=traditional arabic]َفِي الْحَدِيث فَضِيلَة حَامِلِ الْقُرْآن, وَأَنَّ الْمَقْصُود مِنْ تِلَاوَة الْقُرْآن الْعَمَل بِمَا دَلَّ عَلَيْهِ.[/font][/b][/size][/font][size=5]

[/size][font=traditional arabic][size=5][b][font=traditional arabic]2-[/font][font=traditional arabic]َوضَرْب الْمَثَل لِلتَّقْرِيبِ لِلْفَهْمِ[/font][font=traditional arabic][font=traditional arabic][color=#ff0000](6)[/color][/font][/font][font=traditional arabic].[/font][/b][/size][/font][size=5]

[/size][font=traditional arabic][size=5][b][font=traditional arabic]3-[/font][font=traditional arabic]أن لتلاوة القرآن أثر على المؤمن؛ في زيادة إيمانه، وطمأنينة قلب، وفي طيب نفسه، ورفعة قدره، وعلو منزلته.[/font][/b][/size][/font][size=5]

[/size][font=traditional arabic][size=5][b][font=traditional arabic]4-[/font][font=traditional arabic]على المسلم أن يحرص على تلاوة كتاب الله، وتدبره، والعمل بما فيه، وأن يكون له ورد يومي من القران، لا يفرط فيه لتزكو به نفسه، وتكثر به حسناته.[/font][/b][/size][/font][size=5]

[/size][font=traditional arabic][size=5][b][font=traditional arabic]5-[/font][font=traditional arabic]أنه قد يقع من بعض المؤمنين انصراف عن تلاوة القران وسماعه وهذا من هجره، قال الإمام ابن القيم: [color=red](([/color][/font][color=red][font=traditional arabic]هجر القرآن أنواع:[/font][/color][/b][/size][/font][size=5]

[/size][font=traditional arabic][size=5][b][color=red][font=traditional arabic]أحدها:[/font][/color][font=traditional arabic]هجر سماعه والإيمان به والإصغاء إليه[/font][font=traditional arabic]،

[/font][color=red][font=traditional arabic]والثاني:[/font][/color][font=traditional arabic] هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه وان قرأه وآمن به،

[color=red]والثالث:[/color] هجر تحكيمه والتحاكم إليه في أصول الدين وفروعه واعتقاد أنه لا يفيد اليقين وأن أدلته لفظية لا تحصل العلم،

[color=red]والرابع:[/color] هجر تدبره وتفهمه ومعرفة ما أراد المتكلم به منه،

[color=red]والخامس:[/color] هجر الاستشفاء والتداوي به في جميع أمراض القلب وأدوائها فيطلب شفاء دائه من غيره ويهجر التداوي به، وكل هذا داخل في قوله: [color=#008000]([/color][/font][color=#008000][font=traditional arabic]وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً[/font][/color][color=#008000][font=traditional arabic])[/font][/color][font=traditional arabic] [[/font][color=black][font=traditional arabic]الفرقان/30[/font][/color][font=traditional arabic]][/font][font=traditional arabic] وأن كان بعض الهجر أهون من بعض[/font][font=traditional arabic]))[/font][font=traditional arabic][font=traditional arabic][color=#ff0000](7)[/color][/font][/font][font=traditional arabic].[/font][/b][/size][/font]
[b][size=5][/size][/b][size=5][font=traditional arabic]ـــــــــــ[/font]
[font=traditional arabic][size=4][color=#ff0000](2) [/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=4]ينظر: فتح الباري لابن حجر، 1/ 126، وتحفة الأحوذي للمباركفوري، 8/ 133- 134.
[/size][b][size=4][color=#ff0000](3) [/color][/size][/b][/font][font=traditional arabic][size=4]فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني، 9/66-67. وانظر: عمدة القاري شرح صحيح البخاري للعيني، 20/ 38.
[/size][b][size=4][color=#ff0000](4) [/color][/size][/b][/font][font=traditional arabic][size=4]فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني، 13/536.
[/size][b][size=4][color=#ff0000](5) [/color][/size][/b][/font][font=traditional arabic][size=4]عمدة القاري شرح صحيح البخاري للعيني، 20/ 38.
[/size][b][size=4][color=#ff0000](6) [/color][/size][/b][/font][font=traditional arabic][size=4]فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني، 9/66-67. وانظر: عمدة القاري شرح صحيح البخاري للعيني، 20/ 38.
[/size][b][size=4][color=#ff0000](7) [/color][/size][/b][size=4]الفوائد، 1/ 82 .[/size][/font][/size]
[size=5]
[/size]

أم مُعاذ 10-22-2010 02:53 AM

جزاكم الله خيرا

أم عبد الله 10-22-2010 12:13 PM

وخيرا جزاكِ ونفع بكِ أم معاذ .


الساعة الآن 08:49 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.