منتديات الحور العين - حديث إن الله يقول يوم القيامة : أين المتحابون بجلالي

[center][color=navy][b][font=traditional arabic][size=5][color=red]بسم الله الرحمن الرحيم [/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=red]
[/color]
[/size][/font][font=traditional arabic][size=5]أخرج الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم - :
[/size][/font][/b][/color]
[color=navy][b][font=traditional arabic][size=5][color=red]( إن الله يقول يوم القيامة : أين المتحابون بجلالي ؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظلَّ إلا ظلِّي ) .[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5]
[/size][/font][font=traditional arabic][size=5]وأخرج الترمذي بسند صحيح عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : قال الله عز وجل :
[/size][/font][/b][/color]
[color=navy][b][font=traditional arabic][size=5]( المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء ) .

[/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=red]معاني المفردات[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5]
[/size][/font][font=traditional arabic][size=5]بجلالي : بعظمتي وطاعتي لا لأجل الدنيا [/size][/font][font=traditional arabic][size=5]
[/size][/font][font=traditional arabic][size=5]يغبطهم : الغبطة تمني مثل نعمة الغير دون تمني زوالها عنه .
[color=red]
[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=red]فضل الحب في الله[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5]
[/size][/font][font=traditional arabic][size=5]الحب في الله رابطة من أعظم الروابط ، وآصرة من آكد الأواصر ، جعلها سبحانه أوثق عرى الإسلام والإيمان ، فقال - صلى الله عليه وسلم - :
[/size][/font][/b][/color]
[color=navy][b][font=traditional arabic][size=5]( أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله والمعاداة في الله ، والحب في الله والبغض في الله عز وجل )
[/size][/font][/b][/color]
[color=navy][b][font=traditional arabic][size=5]رواه الطبراني وصححه الألباني .
[/size][/font][font=traditional arabic][size=5]بل إن الإيمان لا يكمل إلا بصدق هذه العاطفة ، وإخلاص هذه الرابطة قال صلى الله عليه وسلم :[/size][/font][/b][/color]
[color=navy][b][font=traditional arabic][size=5]( من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان ) رواه أبو داود .
[/size][/font][font=traditional arabic][size=5]ومن أراد أن يشعر بحلاوة الإيمان ، ولذة المجاهدة للهوى والشيطان فهذا هو السبيل ، ففي الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :[/size][/font][/b][/color]
[color=navy][b][font=traditional arabic][size=5]( ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار)
[/size][/font][font=traditional arabic][size=5]والمرء يفضل على صاحبه بمقدار ما يكنه له من المحبة والمودة والإخاء ، قال - صلى الله عليه وسلم - :[/size][/font][/b][/color]
[color=navy][b][font=traditional arabic][size=5]( ما تحاب اثنان في الله تعالى إلا كان أفضلهما أشدهما حبا لصاحبه )
[/size][/font][/b][/color]
[color=navy][b][font=traditional arabic][size=5]رواه ابن حبان وصححه الألباني.
[/size][/font][font=traditional arabic][size=5]وأما الجزاء في الآخرة فهو ظل الرحمن يوم لا ظل إلا ظله ، وقد أخبر - صلى الله عليه وسلم - أن من بين السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله :
[/size][/font][/b][/color]
[color=navy][b][font=traditional arabic][size=5]( رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ) أخرجاه في الصحيحين .

[/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=red]محبة في الله[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5]
[/size][/font][font=traditional arabic][size=5]والأصل في الحب والبغض أن يكون لكل ما يحبه الله أو يبغضه ، فالله يحب التوابين والمتطهرين ، والمحسنين ، والمتقين ،[/size][/font][/b][/color]
[color=navy][b][font=traditional arabic][size=5] والصابرين ، والمتوكلين والمقسطين ، والمقاتلين في سبيله صفا، ولا يحب الظالمين والمعتدين والمسرفين والمفسدين ، والخائنين ، والمستكبرين .
[/size][/font][font=traditional arabic][size=5]ولهذا فإن شرط هذه المحبة أن تكون لله وفي الله ، لا تكدِّرها المصالح الشخصية ، ولا تنغصها المطامع الدنيوية ،[/size][/font][/b][/color]
[color=navy][b][font=traditional arabic][size=5] بل يحب كل واحد منهما الآخر لطاعته لله ، وإيمانه به ، وامتثاله لأوامره ، وانتهائه عن نواهيه، ولما سئل أبو حمزة النيسابوري عن المتحابين في الله عز وجل من هم ؟ فقال :[/size][/font][/b][/color]
[color=navy][b][font=traditional arabic][size=5] " العاملون بطاعة الله، المتعاونون على أمر الله ، وإن تفرقت دورهم وأبدانهم " .
[/size][/font][font=traditional arabic][size=5]والمحبة في الله هي المحبة الدائمة الباقية إلى يوم الدين ، فإن كل محبة تنقلب عداوة يوم القيامة إلا ما كانت من أجل الله وفي طاعته ،[/size][/font][/b][/color]
[color=navy][b][font=traditional arabic][size=5] قال سبحانه :{الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين }(الزخرف 67)، وقد روى الترمذي أن أعرابياً جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال :[/size][/font][/b][/color]
[color=navy][b][font=traditional arabic][size=5] يا محمد ، الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم ، فقال - صلى الله عليه وسلم - :[/size][/font][/b][/color]
[color=navy][b][font=traditional arabic][size=5]( المرء مع من أحب ) .
[/size][/font][font=traditional arabic][size=5]وأما من أحب شخصا لهواه ، أو لدنياه ، أو لمصلحة عاجلة يرجوها منه، فهذه ليست محبة لله بل هي محبة لهوى النفس ،[/size][/font][/b][/color]
[color=navy][b][font=traditional arabic][size=5] وهى التى توقع أصحابها فى الكفر والفسوق والعصيان عياذاً بالله من ذلك .
[color=red]
[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=red]أمور تعظم بها المحبة[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5]
[/size][/font][font=traditional arabic][size=5]وهناك أمور تزيد في توثيق هذا الرباط العظيم وتوطيده ، حث عليها النبي - صلى الله عليه وسلم - ومنها :[/size][/font][/b][/color]
[color=navy][b][font=traditional arabic][size=5] إعلام الأخ - الذي له في نفسك منزلة خاصة ، ومحبة زائدة عن الأخوة العامة التي لجميع المؤمنين بأنك تحبه ، ففي الحديث :[/size][/font][/b][/color]
[color=navy][b][font=traditional arabic][size=5]( إذا أحب أحدكم صاحبه فليأته في منزله فليخبره أنه يحبه لله )
[/size][/font][/b][/color]
[color=navy][b][font=traditional arabic][size=5]رواه الإمام أحمد وصححه الألباني وفي رواية مرسلة عن مجاهد رواها ابن أبي الدنيا وحسنها الألباني
[/size][/font][/b][/color]
[color=navy][b][font=traditional arabic][size=5]( فإنه أبقى في الألفة وأثبت في المودة ) .
[/size][/font][font=traditional arabic][size=5]ومنها تبادل العلاقات الأخوية ، والإكثار من الصلات الودِّية ، فكم أذابت الهدية من رواسب النفوس ،[/size][/font][/b][/color]
[color=navy][b][font=traditional arabic][size=5] وكم أزال البدء بالسلام من دغل القلوب ، وفي الحديث[/size][/font][/b][/color]
[color=navy][b][font=traditional arabic][size=5] ( تصافحوا يذهب الغل ، وتهادوا تحابوا وتذهب الشحناء )
[/size][/font][/b][/color]
[color=navy][b][font=traditional arabic][size=5]رواه مالك في الموطأ، وحسنه ابن عبد البر في التمهيد .
[/size][/font][font=traditional arabic][size=5]وقال - صلى الله عليه وسلم - :[/size][/font][/b][/color]
[color=navy][b][font=traditional arabic][size=5](لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، أوَلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم ) رواه مسلم .

[/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=red]حقوق المحبة[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5]
[/size][/font][font=traditional arabic][size=5]وهناك حقوق بين المتحابين توجبها وتفرضها هذه المحبة ، ويُسْتَدل بها على صدق الأخوة وصفاء الحب ، منها :[/size][/font][/b][/color]
[color=navy][b][font=traditional arabic][size=5] أن تحسب حساب أخيك فيما تجره إلى نفسك من نفع ، أو ترغب بدفعه عن نفسك من مكروه ، وقد أوصى النبي- صلى الله عليه وسلم - أبا هريرة بقوله :[/size][/font][/b][/color]
[color=navy][b][font=traditional arabic][size=5]( وأحب للمسلمين والمؤمنين ما تحبه لنفسك وأهل بيتك ، واكره لهم ما تكره لنفسك وأهل بيتك ، تكن مؤمنا )[/size][/font][/b][/color]
[color=navy][b][font=traditional arabic][size=5] رواه ابن ماجة وحسنه الألباني .
[/size][/font][font=traditional arabic][size=5]ومنها ما تقدمه لأخيك من دعوات صالحات حيث لا يسمعك ولا يراك ، وحيث لا شبهة للرياء أو المجاملة ،
[/size][/font][/b][/color]
[color=navy][b][font=traditional arabic][size=5]قال - صلى الله عليه وسلم - :[/size][/font][/b][/color]
[color=navy][b][font=traditional arabic][size=5]( دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة ، عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به : آمين ولك بمثل ) رواه مسلم ،[/size][/font][/b][/color]
[color=navy][b][font=traditional arabic][size=5] وكان بعض السلف إذا أراد أن يدعو لنفسه ، دعا لأخيه بتلك الدعوة ، لأنها تستجاب ويحصل له مثلها .
[/size][/font][font=traditional arabic][size=5]ومنها الوفاء والإخلاص والثبات على الحب إلى الموت ، بل حتى بعد موت الأخ والحبيب ببر أولاده وأصدقائه ،
[/size][/font][/b][/color]
[color=navy][b][font=traditional arabic][size=5]وقد أكرم النبي - صلى الله عليه وسلم - عجوزاً جاءت إليه ، وقال :[/size][/font][/b][/color]
[color=navy][b][font=traditional arabic][size=5]( إنها كانت تغشانا أيام خديجة ، وإن حسن العهد من الإيمان )[/size][/font][/b][/color]
[color=navy][b][font=traditional arabic][size=5] رواه الطبراني ، ومن الوفاء أن لا يتغير الأخ على أخيه ، مهما ارتفع شأنه ، وعظم جاهه ومنصبه .
[/size][/font][font=traditional arabic][size=5]ومنها التخفيف وترك التكلف ، فلا يكلِّفْ أخاه ما يشق عليه ، أو يكثر اللوم له ، بل يكون خفيف الظل ، قال بعض الحكماء :[/size][/font][/b][/color]
[color=navy][b][font=traditional arabic][size=5] " من سقطت كلفته دامت ألفته ، ومن تمام هذا الأمر أن ترى الفضل لإخوانك عليك ، لا لنفسك عليهم ، فتنزل نفسك معهم منزلة الخادم " .
[/size][/font][font=traditional arabic][size=5]ومنها بذل المال له ، وقضاء حاجاته والقيام بها ، وعدم ذكر عيوبه فيحضوره وغيبته ، والثناء عليه بما يعرفه من محاسن أحواله ،
[/size][/font][/b][/color]
[color=navy][b][font=traditional arabic][size=5]ودعاؤه بأحب الأسماء إليه .
[/size][/font][font=traditional arabic][size=5]ومنها التودد له والسؤال عن أحواله ، ومشاركته في الأفراح والأتراح ،
[/size][/font][font=traditional arabic][size=5]ومن ذلك أيضاً بذل النصح والتعليم له ،[/size][/font][/b][/color]
[color=navy][b][font=traditional arabic][size=5] فليست حاجة أخيك إلى العلم والنصح بأقل من حاجته إلى المال ، وينبغي أن تكون النصيحة سراً من غير توبيخ .
[/size][/font][font=traditional arabic][size=5]وإن دخل الشيطان بين المتحابين يوماً من الأيام ، فحصلت الفرقة والقطيعة ، فليراجع كل منهما نفسه ،
[/size][/font][/b][/color]
[color=navy][b][font=traditional arabic][size=5]وليفتش في خبايا قلبه فقد قال عليه الصلاة والسلام :[/size][/font][/b][/color]
[color=navy][b][font=traditional arabic][size=5]( ما تواد اثنان في الله فيفرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما )
[/size][/font][/b][/color]
[color=navy][b][font=traditional arabic][size=5]رواه البخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني .
[/size][/font][font=traditional arabic][size=5]هذه بعض فضائل المحبة في الله وحقوقها ، وإن محبة لها هذا الفضل في الدنيا والآخرة لجديرة بالحرص عليها ،
[/size][/font][/b][/color]
[color=navy][b][font=traditional arabic][size=5]والوفاء بحقوقها ،والاستزادة منها ،
[/size][/font][/b][/color]
[color=navy][b][font=traditional arabic][size=5]{والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم }[/size][/font][/b][/color]
[color=navy][b][font=traditional arabic][size=5] (الحشر 10) .
[/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=red]المصدر : الشبكة الإسلامية [/color][/size][/font][/b][/color] [/center]