منتديات الحور العين - التعذيب والكتابة فى اللوح

[CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=#993300][FONT=DTP Naskh]التعذيب و الكتابة في اللوح:[/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000080]
و يقول المرتابين: إذا كان الله قد كتب علينا في اللوح: أننا سنعمل الشر فلماذا يعاقبنا على ما قد كتب علينا؟[/COLOR][/FONT][/CENTER]
[SIZE=5][FONT=Traditional Arabic]
[CENTER][COLOR=#000080][/COLOR][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#ff0000]الجواب :[/COLOR][/FONT][/CENTER]
[RIGHT][COLOR=#000080][FONT=Traditional Arabic]وهو أن علم الله السابق الذي كتب في اللوح لم ينزل إلى الأرض لإرغامنا على فعل الشر والخير حتى نحتج بهذا السؤال، فليس لعلم الله السابق وما كُتِبَ في اللوح قوة تسوقنا قوة تسوقنا مُكرهين إلى فعل الأشياء، بل علم الله السابق صفة انكشاف لما سنعمل بحريتنا لا صفة تغيير لأفعالنا، وكل إنسان منا يشعر تمام الشعور أنه يمارس عمله بحرية تامة؛ ويشهد بذلك ما في جسم الإنسان من عضلات إرادية تعمل تحت إرادة الإنسان، وعضلات لا إرادية هي تلك التي لا دخل للإنسان في توجيهها، كعضلة القلب ، و عضلات المعدة. و لذلك لا ينبني على أعمال هذه العضلات اللاإرادية أي ثواب أو عقاب. فإذا علمت أن شخصاً قد مشى إلى عمل من خير أو شر فهل علمك يؤثر فيما عمله الشخص المذكور؟ كذلك فإذا فعلت خيراً مثلاً، وكتب شخص ما فعلت من خير، فهل يقول أي عاقل: إن تلك الكتابة هي التي أرغمتك على فعل الخير؟ كلا. إن كتابة ذلك الشخص ليست إلا تسجيلاً لما فعلت، والكتابة في اللوح ليست إلا تسجيلاً لما ستفعل باختيارك، وليس من فرق بين التسجيل لفعلك قبل حدوثه، والتسجيل بعد حدوثه إلا لذلك الفرق بين علم الله الواسع الشامل السابق، و علم الإنسان المحدود اللاحق.[/FONT][/COLOR][/RIGHT]
[COLOR=#000080][FONT=Traditional Arabic]تأمل إلى الأستاذ الحاذق الذي يعرف أحوال طلابه فلو أنه كتب قبل الامتحان أسماء الذين سينجحون وأسماء الذين سيرسبون في مذكرته، فهل من الحق أن يأتي الطالب الذي رسب ويقول: يا أستاذ أنت كتبت أني سأرسب في الامتحان في مذكرتك فرسبت، سيرد عليه الأستاذ قائلاً: لا تجعل دقة تقديري و علمي بأحوال طلابي عذراً لبلادتك وكسلك، إني علمت حالك فقدرت نتيجتك، ولكن ذلك العلم لم يجبرك على الإجابة في الامتحان، بل لقد أجبت بمحض إرادتك، ولمني كنت أعلم بأحوالك فقدرت تقديراً صحيحاً فكان علمي سابقاً لأوانه.[/FONT][/COLOR]
[CENTER][COLOR=#0000ff][FONT=Traditional Arabic]و قد يسأل مرتاب قائلاً: إذا كان الله قد علم أني سأفعل شراً، لماذا لم يمنعني عنه؟[/FONT][/COLOR]
[FONT=Traditional Arabic][COLOR=#ff0000]والجواب:[/COLOR][/FONT][COLOR=#000080][SIZE=5][/SIZE][FONT=Traditional Arabic]لو عرف هذا المغرور حقيقة طلبه لكف عن الطلب، ولعلم بسخف اعتراضه على خالقه الحكيم.[/FONT][/COLOR][/CENTER]
[COLOR=#000080][FONT=Traditional Arabic]إن السائل لهذا السؤال يريد من الله أن يخبره على فعل الخير، وترك الشر. ومعنى ذلك: أن يسلب الله الإنسان أهم الخصائص الإنسانية، وهي خاصة الإرادة التي تفعل بها ما تشاء لأن الله إذا أرغم الإنسان على فعل الخيرات، وترك الشرور ، فذلك معناه: سلب الإرادة والاختيار وتحويل الإنسان إلى آلة كالجماد الذي يتحرك دون إرادة منه أو تدبير. ولقد كرّم الله بني آدم بمنحهم الإرادة و حرية الاختيار. وإن كان سبحانه يعلم ما سيفعل الخلق إلا إنه لم يشأ أن يعذبنا على ما يعلم منا، بل شاء إرادته أن يكون الجزاء بعد فترة يظهر فيها العمل، وتشهد به الأرض والملائكة والجوارح والثقلان بما لا يبقى معه أي سبيل للإنسان إلى تكذيبه أو إنكاره.[/FONT][/COLOR]
[COLOR=#000080][FONT=Traditional Arabic]و هل يستطيع كافر اليوم أن ينكر أنه يمارس أعماله بغير إرادة منه؟! وهل يستطيع كافر أن ينكر علم الخالق بما خلق؟ [/FONT][/COLOR]
[CENTER][B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000080]قال الله تعالى: [/COLOR][COLOR=#008000]( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير )[/COLOR] [/FONT][COLOR=#000080][FONT=Traditional Arabic]سورة الملك 14[/FONT][/COLOR][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000080]
وقال جل جلاله: [/COLOR][/FONT][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#008000]( يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ) [/COLOR][/FONT][COLOR=#000080][FONT=Traditional Arabic]سورة غافر 19[/FONT][/COLOR][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000080]
و أيضا : [/COLOR][/FONT][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#008000]( و إن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى) [/COLOR][/FONT][COLOR=#000080][FONT=Traditional Arabic]سورة طه 7[/FONT][/COLOR][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000080]
وما علينا إذا لم يقتنع المعاندون بعد ظهور الحق الأبلج، فقد قال الله تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم :[/COLOR][/FONT][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#008000]
( إن عليك إلا البلاغ )[/COLOR][/FONT][COLOR=#000080][FONT=Traditional Arabic]الشورى 48[/FONT][/COLOR][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000080]
و قال تعالى : [/COLOR][/FONT][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#008000]( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء )[/COLOR][/FONT][COLOR=#000080][FONT=Traditional Arabic]القصص 56[/FONT][/COLOR][/B][/CENTER]
[RIGHT][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000080]فيفترون بقولهم: إذا كان الله يهدي من يشاء فلماذا يعذبنا وقد لأضلنا؟ ولو تدبر هؤلاء الزائغون آيات القرآن لوجدوا الجواب واضحاً جلياً. ولعلموا أنه لا سلطان لأحد على ربه، وأن معنى ذلك: هو أن الله يفعل ما يشاء لا ما يشاء غيره. فهو يهدي من شاء ويضل من يشاء لكن ربنا هو العدل الحكيم سبحانه فلا يهدي إلا من عمل ما يستحق به الهداية. قال الله تعالى: [/COLOR][/FONT][/RIGHT]
[CENTER][B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#008000]( والذين اهتدوا زادهم هدى )[/COLOR][/FONT][COLOR=#000080][FONT=Traditional Arabic]محمد 17[/FONT][/COLOR][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000080]
و قال سبحانه : [/COLOR][/FONT][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#008000]( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا )[/COLOR][/FONT][COLOR=#000080][FONT=Traditional Arabic]العنكبوت 69.[/FONT][/COLOR][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000080]
كما أن مشيئة الله العادلة لا تضل إلا من يستحق الضلال. قال تعالى: [/COLOR][/FONT][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#008000]( فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم )[/COLOR][/FONT][COLOR=#000080][FONT=Traditional Arabic]الصف 5[/FONT][/COLOR][/B]
[FONT=Traditional Arabic]من كتاب توحيد الخالق
[/FONT][FONT=Traditional Arabic]عبد المجيد الزنداني:ozkorallah: :anotherone: [/FONT][/CENTER]
[/FONT][/SIZE]