الأربعون النووية - 13 - ب
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولاً أعتذر لأن عنوان الدرس يحمل رقم (13 ) أيضاً ..
لأنه حدث خطأ مني وسميت الدرس الفائت برقم ( 13 ) وهو فى الحقيقة
المفروض أن يكون رقمه ( 12 )

فإذا أمكن يا أم يوسف بارك الله فيكِ أن تُصححي رقم الدرس الفائت وتُرقميه بـ (12 ) وجزاكِ الله كل خير


[center][center][b][font=&quot]الأربعون النووية ( 13 )[/font][/b][/center][/center]
[font=&quot]بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومَن والاه .. وبعد ..[/font]
[font=&quot]فاليوم بإذن الله تعالى نأخذ الحديث السادس عشر :[/font]
[b][font=&quot]عن أبى هريرة رضى الله تعالى عنه أن رجلاً قال للنبى صلى الله عليه وسلم : أوصني . قال : لا تغضب . فرددَّ مراراً فقال : لا تغضب .[/font][/b]
[b][font=&quot]رواه البخاري[/font][/b]
[b][font=&quot] [/font][/b]
[font=&quot]والسؤال بالوصية حصل مراراً من عدد من الصحابة رضوان الله عليهم جميعاً ، يسألون النبى صلى الله عليه وسلم فيقولون له : أوصنا – أوصني ، وأختلف جوابه صلى الله عليه وسلم : فمرةً قال – كما فى هذا الحديث - : لا تغضب ، ومرةً قال لرجلٍ قال له أوصني قال له : لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله .. وتكرر هذا واختلفت الإجابة ، وقد قال العلماء أن إختلاف الإجابات يُحمل على تفسيرين :[/font]
1)[font=&quot] [/font][font=&quot]أن النبى عليه الصلاة والسلام نوّع الإجابة بحسب ما يعلمه من حال السائل ، فالسائل الذى يحتاج إلى الذكر أرشده النبى للذكر ، والسائل الذى يحتاد ألا يغضب أوصاه النبى بعدم الغضب ... وهكذا [/font]
2)[font=&quot] [/font][font=&quot]أن النبى عليه الصلاة والسلام نوّع الإجابة لتتنوع خصال الخير فى الأُمة ، لأن كل واحد سينقل ما أوصاه به النبى صلى الله عليه وسلم .. وبهذا تتنوع خصال الخير فى الأُمة[/font]
[font=&quot]والنبى عليه الصلاة والسلام لم يُكثر الوصايا على السائل حتى لا يثقل عليه الأمر ، فإفادة مَن طلب الوصية بشئٍ واحد أدعى للإهتمام ، وأيسر فى التطبيق لتلك الوصية .[/font]
[font=&quot]قال هنا : أوصـــنى ..[/font]
[font=&quot]والوصية : الدلالة على الخير ، يعنى دلني على كلام تخصني به من الخير – [/font]
[font=&quot]الخير فى عاجل أمرى وآجله .[/font]

[font=&quot]فقال النبى عليه الصلاة والسلام : لا تغضب :[/font]
[font=&quot]وقوله هنا صلى الله عليه وسلم ( لا تغضب ) دلَّ على أن من طُلبت منه الوصية أن يجتهد فى الوصية الجامعة والتى يحتاجها الذى طلب الوصية[/font]
[font=&quot]وينبغى أن يكون المعلم أو المُربى مستحضراً لوصايا النبى صلى الله عليه وسلم ، وكذلك وصايا أهل العلم المُعتبرين : حتى يُعطيها متى دعت الحاجة إلى تلك الوصايا[/font]
[font=&quot]( لا تغضب ) : الغضب له تفسيران كما قال أهل العلم :[/font]
1)[font=&quot] [/font][font=&quot]لا تغضب إذا أتت إليك دواعي الغضب ، فحاول كظم غيظك وغضبك .. كما جاء فى الآية الكريمة { والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس } فكظم الغيظ من صفات عباد الله المؤمنين المحسنين الذين مدحهم الله تعالى فى هذه الآية ، وقد جاء أيضاً فى الحديث الصحيح أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : " من كظم غيظاً وهو يقدرُ على إنفاذه دُعى يوم القيامة على رؤوس الخلائق إلى الجنة " أو كما قال صلى الله عليه وسلم .. فكظم الغيظ والغضب من الصفات المحمودة .[/font]
2)[font=&quot] [/font][font=&quot]ألا يسعى الإنسان فيما يُغضبه ، لأن الوسائل تؤدي إلى الغايات : فإذا كان المرء يعلم أن الشئ الفلاني سيُغضبه فيجب عليه ألا يسعى فى وسائله ، ولهذا كان كثير من السلف يمدحون التغافل ؛ قال رجل للإمام أحمد : إن الإمام وكيع يقول أن تسعة أعشار الخير فى التغافل ، فقال له أحمد : بل الخير كله فى التغافل [/font]
[font=&quot]والنفوس مجبولة ومطبوعة على التوسط ، فتغافل المرء عمّا يُحدث له الغضب فإن هذا من أبواب الخير العظيمة له ، فالإمام أحمد قال : الخير كله فى التغافل ؛ التغافل عن الإساءة ، التغافل عن الكلام السئ وفيما لا يُحمد ، التغافل عن بعض التصرفات ... وهكذا فالتغافل أمرٌ محمود[/font]
[font=&quot]فالغضب من الصفات المذمومة ، وهو من وسائل إبليس لإحداث الفرقة بين المسلمين ، ووسلته لإشاعة الفحشاء والمحرمات والقطيعة فيما بينهم ، فالغضب لا يأتى إلا بالشر ؛ فكثيرٌ من حوادث القتل أو الإعتداءات كانت بسبب الغضب ، كثير من الكلام السئ ناتج عن الغضب ، كثير من العلاقات السيئة بين الرجل وأهله وحوادث الطلاق و..و.. كل ذلك منشأه الغضب .. وكثير من قطيعة الرحم يحدث بسبب الغضب ..[/font]
[font=&quot] [/font]

[font=&quot][b]وهل للغضب من علاج ؟[/b][/font]
[font=&quot]نعم ، فقد جاء فى السنة أحاديث كثيرة لعلاج الغضب ، منها :[/font]
[font=&quot]1 ) أن الغضب يُعالج بالوضوء ، فالغضب من الشيطان ، والوضوء فيه إستكانة لله وهو عبادة لله فيسكن الغضب ، فسنّ لنا النبى صلى الله عليه وسلم أن نتوضأ عند الغضب .[/font]
[font=&quot]2) وجاء فى السنة أن من غضب وكان قائماً فليقعد .[/font]
[font=&quot]3) أن يسعى لكظم غيظه ، ويبادر بالكلام الحسن كما قال تعالى { ادفع بالتى هى أحسن فإذا الذى بينك وبينه عداوةٌ كأنه ولىٌ حميم }[/font]
[font=&quot]فالإنسان إذا ما ابتُلى بما يُغضبه عليه أن يستحضر قول الله تعالى { والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس } وأن يستحضر أيضاً بشارة النبى صلى الله عليه وسلم بأنه يُدعى على رؤوس الخلائق إلى الجنة .. فكل هذا سيُعينه بإذن الله تعالى على كظم غيظه[/font]
[font=&quot]وكل شئ يبدو صعباً فى البداية ، ولكن بالإستعانة بالله ، وبإستحضار قول النبى صلى الله عليه وسلم " إنما العلم بالتعلم والصبر بالتصبُر " ، " ومن يتصبّر يُصبِّره الله " أو كما قال صلى الله عليه وسلم ، وبصدق النية فإن الله يُيسر كل صعب بإذنه تعالى [/font]
[font=&quot]وعلى هذا فإن قول النبى صلى الله عليه وسلم ( لا تغضب ) ينبغي أن يكون نصب أعيننا دائماً فى علاقاتنا مع أهلنا وإخواننا ، ومع الصغار والكبار .. وكلما كان المرء حليماً فى قوله وفعله كلما كان أقرب لله تعالى ، فالحلم والأناة من الصفات التى يحبها الله تعالى[/font]
[font=&quot]هذا والله أعلى وأعلم[/font]
[font=&quot]سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوبُ إليك .[/font]

[b]
[font=traditional arabic][size=5][align=center][/size][/font][b][font=traditional arabic][size=5] [/size][/font]
[font=traditional arabic][size=5][color=purple]بارك الله فيكم معلمتي الحبيبة وجزاكِ ربى الفردوس الاعلى[/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=5][color=purple][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=5][color=purple]اللهم ءاامين[/color][/size][/font][/b]

[font=traditional arabic][size=5][/align][/size][/font][/b]

اللهم آمين
ولك بالمثل يا حبيبتى
ورفع قدرك وأعزك ونفع بكِ