أعظم خير أضعناه
[center][b][font=traditional arabic][size=5]
[color=#fa0309]أعظم خير أضعناه[/color] المتأمل لأحوالنا يجد أننا في تضيع عظيم لأعظم هبة , وأجل عطية وهبنا الله إياها . هبة بها يجتمع للعبد خيري الدنيا والآخرة , ويحصل له بها كل مطلوب , ويندفع عنه كل مرهوب على مقتضى حكمة الله تعالى . والعجيب أننا نزهد بها , ونغفل عنها كثيراً , ونحرم أنفسنا الخير عندما نهملها . إن هذه الهبة , وتلكم العطية هي ([color=#fa0309] ما فتحه الله على عباده من باب الإجابة , وسلم الرجاء وذلك بدعائه وطرح الحاجة ببابه[/color] ) نعم - [color=#144273]الدعاء[/color] - هو الباب العظيم , والمسلك الجليل لقضاء الحوائج , وتحقيق الأمنيات , ولذا جاء عن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان يقول : " [color=#497418]إني لا أحمل هم الإجابة ولكني أحمل هم الدعاء [/color]" ومما يجهله كثير من الناس : [color=#144273]أن الدعاء سببٌ مثله مثل أي سبب جعله الله , يحصل للعبد من خلاله ما يتمناه , وينصرف عنه ما يحذره .[/color] والواقع أننا في الغالب لا نُظهر افتقارنا لربنا , وحاجتنا لمعونته , إلا في وقت المصائب وعند حلول المُلمات – وذلك إذا حلت بنا مصيبة , أو مرض عندنا عزيز , أو كنا في انتظار غائب , أو راغبين في مطمع دنيوي... - هكذا هو حالنا مع الدعاء , وطلب العون من الكريم . ولاشك أن هذا عجز وخور, وتفريط في خير كثير كنا سنحصل عليه لو لزمنا باب الدعاء وصدق اللجوء للمنان . والمتأمل في القرآن الكريم – الذي هو المنهج لكل مسلم – يجد أن الصور التي فيها الدعوات كثيرة جدا ً. وسأكتفي بنموذج واحد : - إبراهيم أبو الأنبياء عليهم جميعاً الصلاة والسلام - هاهو يلهج لربه بدعوات عظيمة تشق عنان السماء , وترتفع فوق السحاب , في مطالب عزيزة كريمة . فيطلب منه الذرية الصالحة [color=#78ab3c] " رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ" [/color] فيرُزق إسماعيل وإسحاق , ولايكتفي بهذا , بل يطلب أن يكون هو وذرية مقيمين للشرائع , ومتبعين للنهج السديد[color=#497418] "رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ ومِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وتَقَبَّلْ دُعَاءِ "[/color] فصاروا أئمة يُقتدى بهم , ومنارات يهتدى بها . ويسأل ربه نشر الأمن في بلده الحرام , وإطعام الجائعين , وسد حاجة المحتاجين [color=#497418] "رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ..."[/color]. فيعم الخير جزيرة العرب حتى صار أهلها أغنى الناس . وكان من أعظم الدعوات وأبركها أن يرزق الله البشرية نبيناً كريماً من أهل البلد الحرام[color=#78ab3c]"رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ"[/color] فكانت مِنّة الله بهذا النبي الكريم محمد عليه الصلاة والسلام . فتأمل في هذا الخير الذي وهبه الله عبده الكريم إبراهيم عليه السلام وكان من أسبابه – [color=#144273]الدعاء[/color]- والقرآن كتاب تعليم للبشرية جميعاً لينهلوا من تعاليمه , ويتأسوا بآدابه . ولن أتكلم هنا عن آداب الدعاء وفضائله , ولكنني أحب أن أذكِّر – بعدما ذكّرت بأهميته وحاجتنا له -[color=#144273]أذكر بمسألتين مهمتين فقط :[/color] [color=#fa0309]أما الأولى : فهي قضية التحسر وترك الدعاء :[/color] فكثيرٌ منا يدعوا بأمر معين , ثم لا يرى استجابة سريعة لمطلبه , فيترك الدعاء ويدع هذا الخير , وما علم هذا أن الخير ربما كان في تأخير حاجته وعدم قضائها . فالمطلوب هو لزوم باب الدعاء على الدوام في كل وقت وآن , والحذر من تركه إذا لم نرى الإجابة [color=#fa0309]الثانية : عدم حضور القلب عند الدعاء :[/color] وفي الحديث[color=#497418] " لا يقبل الله دعاء من قلب غافل لاه "[/color] كم يدعو الكثير منا دعوا كثيرة , وقلبه ساعة الدعاء يفكر هنا وهناك , غير مستحضراً لمعاني هذه الدعوات . إن كان مذنباً فهو غافل ٌ عن عظيم جنايته , وإن كان طالباً لحاجه فهو غير مظهراً فقره لربه عند هذه الحاجة......وهكذا عند كل دعوة . فالواجب على الداعي حال دعاءه أن يكون حاضر القلب , مستيقناً بقدرة الله على تحقيق كل مطلوب لك . واعلم يا من تأخرت إجابة دعائه أن الخير كل الخير في ما يختاره الله سواءً من الإجابة أو عدمها لأن الغيب لا نعلم كنهه إلا بعد وقوعه , وكم من مطلب كنا نتمنى تحقيقه ولما تجلى لنا قدر الله تعالى حمدنا الله على اختياره لنا . فهلم أخي وأختي لطرق باب السماء , وسؤال الغني الجواد . اسأله صلاح قلبك وتأهله لمناجاته . اعترف بحاجتك لطهارة فؤادك من كل خلق مذموم . اطرح حاجتك لصلاح ولدك , وما تقر به عينك . انزل به طلبك في توسيع رزقك وغناك عن الخلق . توسع في كل مسألة فأنت تسأل جواد , لا تستعظم أي طلب فربك كريم منان . اللهم افتح لنا هذا الباب , ووفقنا لرفع الحوائج , وأفض علينا من بحر جودك ما تغنينا به في الدارين .[/size][/font][/b] [b] [font=traditional arabic][size=5] [/size][/font] [font=traditional arabic][size=5] [/size][/font] [font=traditional arabic][size=5] [/size][/font] [font=traditional arabic][size=5] كتبه / عادل بن عبدالعزيز المحلاوي[/size][/font] [/b] [/center] [font=traditional arabic][size=5] [/size][/font] |
جزاكم الله خيراً
|
[CENTER][B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]جزاكم الله خيراً[/SIZE][/FONT][/B] [/CENTER]
|
يعطيك العافية...
اسأل الله ان يجعله في ميزان حسناتك. وفقكم الله لما يحب ويرضى. |
الساعة الآن 09:06 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.